الحلقة الثالثة والثلاثون ( تكملة غزوة تبوك ).

1. ضرِبت للنبي ﷺ قبة - أي خيمة - وأقام النبيﷺ في تبوك ٢٠ يوما ، ولم يلق كيداً ، ولم يواجه عدواً ثم أخذ يرسل السرايا إلى القبائل على أطراف الشام ، وأرسل رسالة إلى قيصر عظيم الروم .

2. صالح النبي ﷺ أهل أَيلة ، ويهود جرْباءَ وأَذْرُح ، وبعث خالد بن الوليد ومعه ٤٢٠ مقاتل إلى أُكيدر دُومة الجندَل فصالحهم على الجزية ، وأهدى أُكيدر النبي ﷺ بغلة ، وجبة من سندس منسوج فيها الذهب فعجب الصحابة من جمال الجبة ، فقال النبي ﷺ : " أتعجبون من لين هذه ؟؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين ".

3. ثم بعث النبي ﷺ دحية الكلبي برسالة إلى قيصر عظيم الروم يدعوه فيها إلى ٣ خصال : " إما الإسلام أو الجزية أو القتال " فجمع قيصر بطارقته وقرأ عليهم رسالة النبي ﷺ، فقالوا : والله ماندخل في دينه ولا ندفع له الجزية ، ولا نقاتله.

4. ثم أرسل قيصر رسالة إلى النبي ﷺ بهذا الأمر ، فاكتفى النبي ﷺ بذلك وسمعت العرب أن الروم خافت من قتال النبي ﷺ .و رجع النبي إلى المدينة ، بعد أن أقام في تبوك ٢٠ يوما ، ولم يلق كيداً.

5. لما وصل النبي ﷺ إلى وادي القرى قال لأصحابه : " إني متعجلٌ إلى المدينة فمن أراد منكم أن يتعجل معي فليتعجل ".

6. فلما وصل النبي ﷺ بذي أوان نزل عليه الوحي ، وأخبره ببناء المنافقين مسجد الضرار ، فأمر النبي ﷺبحرقه بالنار وهدمه . ثم قال النبي ﷺ لأصحابه : " إن بالمدينة أقواماً ماسرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم فيه ، حبسهم العذر ".

7. فلما أشرف النبي ﷺ على المدينة ، قال " هذه طيبة أو طابة ".
فلما رأى جبل أُحد ، قال " هذا جبل نحبّه ويحبنا " وتسامع الناس بمقدم النبي ﷺ ، فخرجوا إلى ثنية الوداع يتلقونه ، بحفاوةٍ وفرحٍ وسرورٍ بالغ .

8. قال السائب بن يزيد : أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي ﷺ إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك .
رواه البخاري

9. انقسم الناس في غزوة تبوك إلى ٤ أقسام :
١- مأمورين مأجورين كعلي بن أبي طالب ، ومحمد بن مسلمة ، وابن أم مكتوم .
٢- معذورين : وهم الضعفاء والمرضى .
٣- عصاة مذنبين : كالثلاثة الذين خلفوا .
٤- ملومين مذمومين : وهم المنافقون .

10. أمر النبي ﷺ بمقاطعة كل من تخلف عن غزوة تبوك ممن لا عذر له ، فأعرض عنهم النبي ﷺ والمؤمنون و جاء الأعراب إلى النبي ﷺ يعتذرون بأعذار واهية عن تخلفهم عن غزوة تبوك ، فعذرهم النبي ﷺ ، وَوكلَ سرائرهم إلى الله .

11. وأرجأ النبي ﷺ أمر ٣ من الصحابة الصادقين ، وهم :
كعب بن مالك
هلال بن أمية
مرارة بن الربيع .
رضي الله عنهم أجمعين .
هؤلاء الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم اعترفوا للنبي ﷺ أن ليس لهم عذر بتخلفهم عن غزوة تبوك و قال الله عن الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك : " وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم ". ثم إن الله تاب على هؤلاء الثلاثة لصدقهم ، رضي الله عنهم ، فأنزل في توبته عليهم الآية رقم ١١٧ - ١١٨ من سورة التوبة .

12. لما استقر النبي ﷺ في المدينة بعد عودته غزوة تبوك سارعت القبائل إليه في المدينة لتعلن إسلامها .

13. في أواخر العام التاسع الهجري توفيت أم كلثوم بنت النبي ﷺ . وتوفي رأس المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول قبحه الله .

14. في أواخر شهر ذي القعدة سنة ٩ هـ ، بعث النبي ﷺ أبا بكر الصديق أميرا على الحج ، ليقيم للمسلمين حجهم .
وأمر النبي ﷺ أبا بكر بأمور يعلنها بالحج :
لا يحجنَّ بعد هذا العام مشرك
لا يطوف بالبيت عريان
لا يدخل الجنة إلا مؤمن

15. في ربيع الأول سنة ١٠ هـ توفي إبراهيم بن النبي ﷺ وعمره سنة وأربعة أشهر ، ودخل عليه النبي ﷺ ، وعيناه تدمعان .
قال النبي ﷺ : " إن إبراهيم ابني ، وإنه مات في الثدي - أي في فترة الرضاع - وإن له لظئرَين تكملان رضاعه في الجنة ".

16. ودفنَ إبراهيم في مقبرة البقيع ، وانكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن النبي ﷺ ، فقال الناس : إنما انكسفت لموت إبراهيم

17. فقال النبي ﷺ : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموها فادعوا وصلوا ".

🌹 حلقة الغد ان شاء الله رسائل النبي لملك عمان والبحرين🌹