يحرص معظم الآباء على الاهتمام بشكل كبير بالواجبات المطلوبة من أطفالهم خلال السنة الدراسية من أجل تحسين مستواهم العلمي إلى أفضل حد ممكن ، وهو ما قد يجعلهم يغفلون أهمية قضاء أوقات ممتعة مع أولادهم تقوي العلاقة بينهم وتعزز مشاعرهم تجاه بعضهم البعض ، لا بل وتحسن حالتهم الجسدية بشكل كبير جراء القيام بأنشطة مفيدة ومسلية .
يشعر الطفل بالتعب والضغط النفسي نتيجة للواجبات المدرسية الكثيرة المتراكمة عليه ، ولذلك يجب أن يتذكر الآباء أنه فرد من العائلة يحتاج لمن يلعب معه ويحفز قدراته الجسدية والفكرية لينمو بشكل صحي وسليم ، ولذلك يمكن ممارسة أنشطة رياضية مشتركة معه كاللعب بالشطرنج ، الرقص ، ألعاب الكرة ، والرسم ، فمن خلال هذه الممارسات المشتركة سيكون هناك بالتأكيد جو من الود والصداقة بين الطفل والأهل .
في بعض الأحيان ، قد يشعر الطفل بالكآبة والإحباط نتيجة لبعض المواقف التي تحدث معه كخلاف مع صديق ، أو تلقي تأنيب من المعلمة مثلا ، وهنا قد يجد الأهل أنه من السهل أن يتبنوا هم حل المشكلة على أساس أن الطفل غير قادر على مواجهة التحديات بنفسه ، لكن هذا غير صحيح لأنه يجب أن يتعلم من تجاربه الشخصية .
ومن الطبيعي بالتأكيد أن يكون الأهل موجودين دائما بالقرب من طفلهم ، ولكن لا يجب حرمانه أبدا من فرصة التكيف مع الأمور بنفسه .
يمضي الآباء معظم الوقت في توجيه التعليمات وإعطاء الإرشادات والنصائح إلى ابنهم ، وهذا حسن ، لكن لن يبقى إلا وقت قصير جدا ليستمعوا إليه أو يلعبوا معه ، ولهذا يجب أن يتخلوا أحيانا عن دور المعلم ، ويمضوا أوقاتا مسلية مع طفلهم ، وأن يتركوا المجال للنقاش والصراحة بينهم حيث يشعر الطفل بالأمان إن أراد أن يسأل بعض الأسئلة التي قد تخطر في باله .
هناك في الحقيقة بعض الأهل جاهزين دائما لتوفير أوقات مسلية للطفل عن طريق ألعاب معينة ، أشرطة فيديو ، نزهات في الخارج ، متابعة برامج تلفزيونية وغير ذلك ، لكن في الوقت نفسه علينا أن ندرك أن الأطفال في حاجة أحيانا لأن يكونوا وحدهم فهذا يساعدهم على تطوير قدراتهم الخيالية والفكرية ، وتكون لديهم الفرصة لابتكار أشياء ذكية مسلية كبناء أبراج من قطع الألعاب مثلا ، صنع زوارق وأشياء أخرى من الورق ، وهكذا سيكون هناك ما يحفز قدرة الطفل على اختراع ما يفيده ويسليه ، ويجعله يلعب بشكل مستقل أحيانا .
الوقت القصير المحدد قد يجعل الأهل يحتارون ويفكرون كيف يمكن أن يستفيد أولادهم من خبراتهم وتجاربهم ، ولكن بقضاء أوقات في الخارج معا يمكن أن يكون المجال أوسع بين الطفل وأهله من مجرد الاعتماد على وقت الفراغ في البيت فقط .
والحقيقة أن الطفل يشعر بالراحة والاسترخاء طالما كان مع أهله ، لكنه يحتاج إلى الخروج من أجل تغيير روتينه اليومي .
من الممتع مثلا القيام برحلة مشتركة ، أو الخروج إلى حديقة وقراءة شيء ممتع هناك ، فمثل هذه الأنشطة تساعد كثيرا في توفير الإحساس بالراحة للطفل ، كما يعزز ذلك أواصر العلاقة بينه وبين أهله ، ويجعلهم يتعرفون على بعضهم البعض بصورة أفضل حيث يكون هناك المزيد من الوقت الممتع المشترك الذي يمضونه بعيدا عن جو المنزل المعتاد عندما تسمح الظروف بذلك ، فالبقاء في البيت لفترات طويلة قد يفرض إحساسا بسلطة الأهل وسيطرتهم المستمرة حيث سيشعر الطفل دائما بأنه في انتظار سماع النصائح والإرشادات والتعليمات .
المفضلات