الفرق بين الخلق والتخلق

الخلق: مايرجع إليه المتكلف من نعته، وشيمته وسجيته.

وهي إما طبع عليها خلقة فتسمى جبلة: أي خلق بها بدون تدريب على اكتسابها،

وإما أكتسبها بالتدرب عليها فتسمى أخلاقا كسبية متخلقا بها .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﻷشج عبد القيس-رضي الله عنه-
((إن فيك لخلقين يحبهما الله:الحلم واﻷناة)) فقال تخلقت بهما، أم جبلني الله عليهما؟
فقال: ((بل جبلك الله عليهما)) فقال:الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله.


فدل على أن من الخلق: ما هو طبيعة وجبلة، وما هو مكتسب،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء
الاستفتاح:

((اللهم اهدني ﻷحسن اﻷخلاق، لا يهدي ﻷحسنها إلا أنت،
واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت
)) فذكر الكسب والقدر.

اﻷمور التي يدرك بها الخلق

1.العلم: فالعلم يرشده إلى مواضع بذل المعروف، والفرق بينه وبين المنكر.

2.الجود: يبعثه على المسامحة بحقوق نفسه، والاستقصاء منها لحقوق غيره، فالجود قائد جيوش الخير.

3.الصبر يحفظ عليه استدامته ذلك، ويحمله على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف اﻷذى،
وعدم المقابلة، وهو أكبر عون على نيل كل مطلوب من خير الدنيا واﻵخرة،
قال تعالى:{استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة:153].

تهذيب اﻷخلاق وتزكية النفس يحتاجه كل محب لرفقة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن المرء مع من أحب،
قال سمنون: ذهب المحبون بشرف الدنيا واﻵخرة، فإن المرء مع من أحب.
---------------------------
السجية: الطبيعة والخلق.

مدارج السالكين
ج3 ( 2213، 2217)