الحلقة الثانية والثلاثين . ( غزوة تبوك ) .

1. - كانت في رجب من السنة ٩ هـ وهي آخر غزوة للنبي ﷺ مع أعظم دولة في العالم في ذلك الوقت ، وهي الروم ، وأمر النبي ﷺ أصحابه بالتهيؤ لغزوهم.

2. وجاء وقت الغزوة في ظروف قاسية - الحر شديد ، والمسافة بعيدة جدا - ولذلك تسمى أيضا غزوة العسرَة .

3. ولم يكن الخروج لغزوة تبوك على التخيير ، وإنما كان على الوجوب ، يجب على كل مسلم الخروج ، إلا لمن له عذر كمرض ونحوه .

3. حثَّ النبي ﷺ الصحابة على الإنفاق لتجهيز الجيش فتسابق الصحابة رضي الله عنهم في الإنفاق . فجاء أبو بكر الصديق بكلِّ ماله ، وجاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله وأنفق عثمان بن عفان رضي الله عنه نفقة عظيمة على جيش العسرة ، ماسمعَ بمثلها .

4. لما رأى النبي ﷺ هذه النفقة العظيمة من عثمان سرّ سروراً عظيماً ، وقال : " ما ضرَّ عثمان ما عملَ بعد اليوم ".

5. وجاء عبدالرحمن بن عوف بثمانية آلاف درهم ، وتتابع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في الإنفاق لتجهيز جيش العسرة .

6. لما رأى المنافقون هذا الإنفاق من الصحابة رضي الله عنهم أخذوا يستهزئون بهم ، فإذا أنفق الغني ، قالوا عنه : مرائي وإذا أنفق صاحب المال القليل ، ولو بصاع قال المنافقون : إن الله غني عن صاع هذا ، فهكذا كان موقف المنافقين المتخاذل .

7. فأنزل الله في المنافقين : " الذين يمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم ..".

8. تخلف عدد من الصحابة الصادقين عن غزوة تبوك بغير عذر ، وكانوا نفرَ صدق ، لا يتهمون في إسلامهم . ومنهم:
١- كعب بن مالك
٢- هلال بن أمية
٣- مرارة بن الربيع
٤- أبو لبابة بن عبدالمنذر ، وغيرهم

9. خرج النبي ﷺ بجيشه العظيم ٣٠ ألف مقاتل ، وهو أعظم جيش يتجمع للمسلمين منذ بعثته ﷺ.

10. وخلف النبي ﷺ علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أهله وأمره بالإقامة فيهم ، فقال علي : أتخلفني في الصبيان والنساء. فقال له النبي ﷺ : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ".

11. مضى النبي ﷺ بجيشه وعسكر في ثنية الوداع وهناك عقد ﷺ الألوية والرايات ، وكان في جيشهﷺ عدد كبير من المنافقين.

12. مرَّ النبي ﷺ وهو في طريقه إلى تبوك بالحجر ديار ثمود - وهم قوم صالح عليه السلام - فاستعجل النبي ﷺ راحلته ونزل النبي ﷺ قريبا من ديار ثمود ، ولم يدخلها ، فاستقى الناس من بئر كان بالحجر ، واعتجنوا به عجينهم .

13. فلما علمَ النبي ﷺ بهم ، قال : " لا تدخلوا على هؤلاء القوم الذين عذبوا ، فإني أخاف أن يصيبكم مثل ما أصابهم ". ثم أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا ، فقالوا : عجنا منها واستقينا ، فأمرهم ﷺ أن يلقوا ذلك العجين والماء.

14. ثم إن النبي ﷺ خطب في أصحابه خطبة عظيمة حذرهم فيها من الدخول على أماكن عذب فيها الكفار ، خشية أن يصيبهم ما أصابهم.

15. أكمل النبي ﷺ طريقه إلى تبوك ، وكان يجمع بين الصلوات ، فكان يجمع الظهر والعصر جميعاً ، والمغرب والعشاء جميعاً . وأكمل النبي ﷺ طريقه إلى تبوك ، وقد أصاب الناس العطش ، واشتدت حاجتهم إلى الماء ، فشكا الناس ذلك للنبي ﷺ .

16. فدعا النبي ﷺ ربه أن ينزل عليهم المطر ، فتجمع السحاب ، ونزل عليهم المطر ، فشربوا ، وملؤوا ما معهم .

17. في الطريق إلى تبوك نزل الجيش في الليل ، وقبيل صلاة الفجر ذهب النبي ﷺ لقضاء حاجته ومعه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه . تأخر النبي ﷺ على الصحابة رضي الله عنهم في صلاة الفجر ، فقدَّم الصحابة عبدالرحمن بن عوف ليصلي بهم إماما في صلاة الفجر فلما بلغ عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه الركعة الثانية جاء النبي ﷺ ، فأدرك ركعة ، وأتم ركعة ﷺ .

18. فلما سلم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وإذا بالنبي ﷺ يتم الركعة التي فاتته فوقع ذلك في قلوب الصحابة رضي الله عنهم. فلما سلم النبي ﷺ قال لهم : " أحسنتم " أو " أصبتم ".
فأقرَّهم النبي ﷺ على عدم انتظاره في سبيل إقامة الصلاة على وقتها.

19. أكمل ﷺ طريقه إلى تبوك ، وقال لأصحابه : " إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك ، فمن جاءها فلا يمس من مائها حتى آتي " فلما وصل المسلمون إلى تبوك ، وجدوا عينها قليلة الماء وإذا رجلان من المنافقين أخذوا ماءها وكان النبيﷺ نهاهم عن ذلك .

20. لما رأى النبي ﷺ أن رَجلين سبقاه إلى عين تبوك وأخذا من مائها لعنهما ، ثم غسل رسول الله ﷺ وجهه ويديه من ماء تبوك .

21. ثم قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : " يوشك يامعاذ إنْ طالت بك حياة ، أنْ ترى ما ها هنا قد ملئ جناناً ".
نقاتله .

🌹 غدا نكمل بقية الحلقة ان شاء الله 🌹