الحلقة الواحدة والثلاثين (غزوة الطائف).
1. غزوة الطائف هي في الحقيقة امتداد لغزوة حنين ، وذلك أن معظم فلول هوازن فروا من حنين وتحصنوا بالطائف .
2. وصل النبي ﷺ إلى الطائف وحاصرها ، وإشتد الحصار ، لكن لم تلوح أي مؤشرات لفتح الطائف لقوة حصونها .
ثم إن رسول الله ﷺ رأى رؤيا في منامه أنه لم يؤذن له بفتح الطائف ، ثم أخبر الناس برؤياه ﷺ .
3. نادى مناد رسول الله ﷺ بالرحيل ، وترك الطائف ، فقال المسلمون : ادعُ الله عليهم، فقال ﷺ " اللهم اهد ثقيفا وائت بهم ".
4. غادر رسول الله ﷺ الطائف متوجها إلى الجعرانة ، وفي الطريق لقيه سراقة بن مالك رضي الله عنه ، وأعلن إسلامه بين يديه ﷺ .
5. وصل النبي ﷺ إلى الجعرانة ، وبدأ بتوزيع غنائم حنين ، فأعطا سادة العرب : كأبي سفيان ، وعيينة بن حصن ١٠٠ من الإبل .
6. أعطى رسول الله ﷺ سادة العرب هذا العطاء الكبير، ليؤلف به قلوبهم ، كي يتمكن الإسلام من قلوبهم ، فما زال في إسلامهم ضعف. إلا الأنصار رضي الله عنهم لم يعطهم شيئا من الغنائم.
7. فبدأ الأنصار يشكون بعضهم لبعض وذهب سيد الأنصار سعد بن عبادة إلى النبي ﷺ وقال له : يارسول الله إن الأنصار وجدوا عليك فقال رسول الله ﷺ لسعد : " اجمع لي الأنصار ".
فذهب سعد وجمع الأنصار ، ثم أخبر النبي ﷺ بذلك ، فجاءهم النبي ﷺ .
8. فقال لهم ﷺ : " يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم ، أوجدتم في أنفسكم في لعاعة من الدنيا ، تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون برسول الله ". فبكى الأنصار بكاء شديداً .
9. بين النبي ﷺ لأصحابه الحكمة في إعطاء سادات العرب الأموال العظيمة ، وحرمان بعض الصحابة ، وهو خوفه من ارتدادهم .
قال ﷺ : " إني أُعطي قوماً أخاف ظلعهم وجزعهم ، وأَكلُ أقواماً إلى ماجعل الله في قلوبهم من الخير والغنى ".
10. بعدما فرغ النبي ﷺ من توزيع غنائم غزوة حنين بالجعرانة ، أهلَّ بالعمرة ليلاً ، وهذه العمرة تسمى عمرة الجعرانة . ثم رجع إلى المدينة منصوراً ومؤيداً من الله سبحانه وتعالى ، فقدمها في ذي القعدة من السنة ٨ للهجرة .
11. في ذي القعدة من السنة ٨ هـ ولدَ إبراهيم ابن النبي ﷺ في منطقة العالية حيث أنزل النبي ﷺ أمه مارية القبطية .
12. كانت مارية القبطية أمة عند النبي ﷺ أهداها له المقوقس عظيم القبط ، فكان النبي ﷺ يطؤها بملك اليمين ، ولم تكن زوجة .
13. روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس قال قال النبي ﷺ : " ولد لي الليلة غلام ، فسميته باسم أبي إبراهيم ".
وتنافست نساء الأنصار في إبراهيم أيتهن ترضعه ، لأن أمه مارية القبطية كانت قليلة الحليب ، فدفعه النبيﷺ إلى أم سيف
14. قال أنس : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من النبي ﷺ ، كان يدخل على ابنه إبراهيم ، فيأخذه ويقبله .
.
15. دخل العام ٩ هـ ، والذي يُسميه أهل السير والمغازي عام الوفود ، فأقام النبي ﷺ طيلة العام ٩ هـ بالمدينة يستقبل الوفود.
16. بلغ عدد الوفود التي قدمت المدينة لتعلن إسلامها أكثر من ٦٠ وفدا ، فكان العام ٩ هـ حافلا بالوفود .فمن الوفود
١- وفد باهلة
٢- وفد بني تميم
٣- وفد بني أسد
٤- وفد بجيلة وأحمس
وغيرها .
17. في رجب من السنة ٩ هـ توفي النجاشي أصحمة - ملك الحبشة - رضي الله عنه بالحبشة ، وصلى عليه النبي ﷺ صلاة الغائب .
18.وقال أبوهريرة : أن رسول الله ﷺ نعى لهم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، وقال : " استغفروا لأخيكم ".
🌹 غدا إن شاء الله غزوة تبوك🌹
المفضلات