الدرجة الثالثة لليقين
حق اليقين، وهو إسفار صبح الكشف،ثم الخلاص من كلفة اليقين،ثم الفناء في حق اليقين.
وهذه الدرجة للرسل عليهم الصلاة والسلام.
فإن نبينا رأى بعينيه الجنة والنار، وموسى سمع كلام الله عزوجل منه إليه بلا واسطة.
قد يحصل للبعض حق اليقين من ناحية الذوق .فيما يتعلق بحقائق الإيمان
وأعمال القلوب،فإن القلب إذا باشرها وذاقها صارت في حقه حق اليقين.
وأما في أمور الآخرة ورؤية الله جهرة عيانا، وسماع كلامه حقيقة بلا واسطة
فحظ المؤمن منه في هذه الدار :الإيمان وعلم اليقين.
وحق اليقين :يتأخر إلى وقت اللقاء
وهذا معنى (إسفار صبح الكشف)
قوله (ثم الخلاص من كلفة اليقين)
أن اليقين له حقوق يجب على صاحبه أن يؤديها،
فإذا قام بها زال عنه كلفة حمل تلك الحقوق،فيكون له كالنفس والماء للسالك.
الصحابي عمير بن الحمام في عزوة أحد حين رمى التمرات التي كان يأكلها
لما عاين سوق الشهادة،وقال (إنها لحياة طويلة،إن بقيت حتى آكل هذه التمرات) وألقاها وقاتل حتى مات.
مدارج السالكين
ج3(2396، 2398)
المفضلات