من أداب لبس النعال
مستفاد من: شرح كتاب الجامع من بلوغ المرام - الدرس 01 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي
قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((لا يَمْشِ أحَدُكُمْ في نَـعْلٍ واحِدَةٍ ، لِيَنْعَلهُما جَميعًا، أو لِيَخْلَعْهُما جَميعًا ))
هذا أيضًا أدبٌ آخر من آداب اللباس في الانتعال وهو النهي منه صلى الله عليه وسلم أن يُنعل المسلم رجلًا واحدة، فيمشي منتعلًا في رجل وحافيًا في رجل، فإن في هذا إضرارًا بالجسم وخصوصًا في الرمضاء، وفيه أيضًا ظلمٌ لبعض الجسم حيث أكرم البعض، وظلم البعض فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحال أمرنا بالإلباس للجميع أو أن نحفي الجميع، إما أن ينعلهما جميعا، أو أن يخلعهما جميعا.
وهذا نظيره ما جاء في السنة في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد نهيه صلى الله عليه وسلم ((أَنْ يُجْلَسَ بَيْنَ الضِّحِّ وَالظِّلِّ)) واللفظ الآخر في الشمس، الظل والضح، الضح هو الشمس كما جاء عند أحمد، وذلك لأن فيه عدلًا مع الجسم فإذا جلس نصفه في هذا ونصفه في هذا، يقولون هذا يهيج نصف الدماغ، المخ يهيج وتكون الخلايا الأخرى نائمة، فربما أدى ذلك إلى الوبا، إلى المرض هذا من ناحية تحليل الأطباء التحليل الجسدي البشري،
أما من ناحية بيان الحكمة الشرعية فإنه قد صح في مسند الإمام أحمد بيان العلة في النهي، فإنه قد جاء ذلك بإسناد حسن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن ذلك ((مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ)) نصفه في الشمس ونصفه في الظل، فلا يجلس المسلم نصفه في الشمس ونصفه في الظل لأن هذا مجلس الشيطان، فقطعت جهيزة قول كل خطيب، وإذا كان مجلس الشيطان! فماذا سيجنى منه إلا الإفساد -نسأل الله العافية والسلامة- ومن ذلك إتعاب الجسم وإرهاق الجسم.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بإنعالهما جميعًا، فمثلا لو مشى الإنسان منتعلًا في رجل والرجل الأخرى حافية وكانت هذه في الرمضاء وهذه لا شيء فيها تجد الأثر في الجسم، الجانب المنتعل بارد والجانب المحتفي يكون محترًا ساخنا، وفي هذا تهييج للدورة الدموية في جانب من الجسم دون الجانب الآخر فيلحق بذلك الضرر في جسد الإنسان فلأجل هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالعدل مع جميع أجزاء الجسم، فأي عدل بعد هذا العدل الذي جاءت به شريعته -صلى الله عليه وسلم-
ميراث الأنبياء
المفضلات