لم تتناغم الكاب والدشداشة يوماً ما في حضارة واحدة . بل ظل كل منهما يرمز لشعب معين . وعرق مختلف .
غير أن يد العولمة التي امتدت لتنبش في ملابس الناس لتختار ما يناسبها أو يناسب توجهات مصمم ازياء معتوه , قد باتت واضحة في كل حدب وصوب .
كرجال . صببنا جام عضبنا على النساء متى ما خالفن العادات والتقاليد بلبس ملابس غربية . حتى ولو كانت مغطاة بعباءة واسعة وفضفاضة , بينما نجد في الجانب المقابل ان هناك من نبذ المصر و الشماغ والغترة والعقال وحتى الطربوش ليلبس كاباً مستورداً عليه شعارات غربية و صور معينة . بل ويتعمد تربية الشعر ويجعده من الخلف ليتناسب مع آخر صرعات الهبل والخبل .
والمؤسف أن نرى تركة اباءنا وأجدادنا خارج حدود احترام الزي التقليدي عندما يجول أصحاب الكابات في المرافق العامة و المناسبات الرسمية بل حتى في بعض اماكن الدوام
وكأن لبس الزي التقليدي اصبح حكراً على كبار السن و المتزمتين و الغير منفتحين على العالم الخارجي . وكأن لبس الكاب سيدفع بالفكر الراقي والمتطور الى رأس لابسها .
العديد من المتمسكين بالزي التقليدي خاصة خارج البلد نشروا ثقافة بلادهم واشهروها في اوساط من لا يعلم عنها بالتزامهم بالكرم والعادات العربية الاصيلة واحترام الضيف والجار , في كل اصقاع العالم .
ثم يأتي جيل لينسف كل تلك الجهود دون أدى مبالاة أو تقدير لموروث حضاري وعادات راسخة . فاتحا بذلك المجال لمصممي الازياء ان يميعوهم على هواهم . كما نرى في الدشداشة المبتكرة التالية
والتي لا استبعد وصولها الى شوارع الخليج بألوان برتقالية ووردية و تحمل ماركات لانكوم و فيرساتشي
غير ان حدوث ذلك ليس بالمستبعد فالجيل القادم يقدس كل ما هو غربي و تمردي ويقدم له القرابين
فوا أسفاه
المفضلات