أذكر تماما عدد المرات التي اتصلت بها بمراكز الشرطة بمختلف المناطق للشكوى من الحركات المؤسفة التي يقوم بها أصحاب الدراجات النارية الصغيرة , وكثرة الحوادث التي أوشكت أن تقع بسببهم , ناهيك عن الازعاج المتكرر للمواطنين نتيجة علو صوت هذه الدراجات التي يتعمد البعض ثقب عادمها للمزيد من الضجيج .
غير الجواب المضحك والمخجل والمؤسف في نفس الوقت , أن يرد عليك الشرطي بقوله ( كم مرة نروح وما نلاقيهم ) أو ( حاولنا وما قدرنا نسوي لهم شئ )
شخصياً . كإنسان قبل أن أكون مواطناً , من حقي أن أنعم بقيادة هادئة للسيارة وفي ظروف واشتراطات أمنية فرضتها الشرطة نفسها , ومن حقي أن استمتع بالهواء النقي وأنام مرتاحاً دون أن يعكر صفوي ذلك الضجيج الذي لا يخلو عادة من صرخات الاستهتار .
في آخر مرة تلقيت فيها ذلك الرد الخائب من المركز . ذهب اليهم بنفسي للشكوى , وتمنيت لو لم أذهب , لأسباب كثيرة . في ختامها قالوا لي نريد منكم أن تتقدموا بشكوى رسمية لقائد شرطة المنطقة و الشيوخ والوالي .
عجباً . نشتكي على من ؟ على اصحاب الدراجات المستهترين ام على أصحاب الواجب المقصرين ؟
من له الصلاحيات القضائية للتدخل ؟ الوالي أم الشرطة ؟ أم أن هذه الصلاحيات القضائية والقوانين المرورية تسيرها أهواء و رغبات وميول شخصية ؟
هل ستتساهلون معنا نحن الكبار لو قدنا سيارة أو دراجة بلا رخصة ؟ أو حتى لو ركبنا سيكل في وسط الطريق العام ؟
مخالفاتكم المبررة والغير مبررة . وقلنا واجبكم . معاملتكم ( أحيانا ) المليئة بالكبر والعلو و بقية الصفات المقدسة , وقلنا ما مشكلة , يمكن مجبورين .
أما تساهل بهذا الشكل مع خطر مروري يهدد المراهقين قبل الكبار . فهذا اسمحوا لي أسميه تقصير . واعترافكم بعدم القدرة على التدخل . اسمحوا لي اسميه خيبة
عموماً . لن أذهب لا الى والي ولا الى قائد مركز . ولا حتى لأبوي . فقد أثبتت أخر تجربة قمت بها عندما فقدت صبري معكم وفقدت ثقتي في قوانين المرور أنها ناجحة جدا . وفعالة . ومهدئة جداً للأعصاب . فندما سمعت صوت الدراجة يدوي ليلاً تناولت أقرب خيزران أمامي وركضت خلفه بأقصى ما أوتيت من قوة . ولا شك ان الخيزان تركت علامتها التجارية ورمز الجودة على ظهر ذلك الـ ( غير متربي ) بدليل أنه غادر الحارة ولم يعد الى سياقة دراجته فيها . وأعتقد أنه أخبر رفاقه . فلازالت العلامة التجارية المسجلة مدونة بظهره . وأعدكم يا شرطة عمان السلطانية بان اكرر طباعة اللخطات على ظهورهم الى أن يشتكي أحدهم أو أحد أولياء امورهم . عندها أخبروهم أن يشتكوا لقائد المركز والوالي و الشيخ .
المفضلات