النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: من أخلاق المسلم الأمانة

  1. 1
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    معدل التقيم
    17
    التعليقات
    1,517
    عبدالله الشحي غير متواجد حالياً

    افتراضي من أخلاق المسلم الأمانة

    الأمانة




    فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، ودخل المسجد الحرام فطاف حول الكعبة، وبعد أن انتهى من طوافه دعا عثمان بن طلحة -حامل مفتاح الكعبة- فأخذ منه المفتاح، وتم فتح الكعبة، فدخلها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام على باب الكعبة فقال: (لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده...).

    ثم جلس في المسجد فقام على بن أبي طالب وقال: يا رسول الله، اجعل لنا الحجابة مع السقاية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أين عثمان بن طلحة؟) فجاءوا به، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم برٍّ ووفاء) [سيرة ابن هشام].

    ونزل في هذا قول الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58].


    وهكذا رفض النبي صلى الله عليه وسلم إعطاء المفتاح لعلي ليقوم بخدمة الحجيج وسقايتهم، وأعطاه
    عثمان بن طلحة امتثالا لأمر الله بردِّ الأمانات إلى أهلها.


    ما هي الأمانة؟

    الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛ يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويرد الودائع... إلخ.


    وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهي فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها، يقول تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً} [الأحزاب: 72].


    وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58].


    وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) [أحمد].


    أنواع الأمانة:

    الأمانة لها أنواع كثيرة،منها:

    الأمانة في العبادة: فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي، ويحافظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من الفروض التي يجب علينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.


    الأمانة في حفظ الجوارح: وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله -سبحانه-؛ فالعين أمانة يجب عليه أن يغضها عن الحرام، والأذن أمانة يجب عليه أن يجنِّبَها سماع الحرام، واليد أمانة، والرجل أمانة...وهكذا.


    الأمانة في الودائع: ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين، فقد كانوا يتركون ودائعهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم ليحفظها لهم؛ فقد عُرِفَ الرسول صلى الله عليه وسلم بصدقه وأمانته بين أهل مكة، فكانوا يلقبونه قبل البعثة بالصادق الأمين، وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ليعطي المشركين الودائع والأمانات التي تركوها عنده.


    الأمانة في العمل: ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.


    الأمانة في الكلام: ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما قال الله تعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء} [إبراهيم: 24].

    وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله -سبحانه- مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال: {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} [إبراهيم: 26].

    وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال: (إن الرجل لَيتَكَلَّمُ بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه) [مالك].

    والمسلم يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله -سبحانه-، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة) [مسلم].


    المسئولية أمانة: كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها (زوجها) وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) [متفق عليه].


    الأمانة في حفظ الأسرار: فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة) [أبو داود والترمذي].


    الأمانة في البيع: المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه، وقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده في كومة الطعام، فوجده مبلولا، فقال له: (ما هذا يا صاحب الطعام؟). فقال الرجل: أصابته السماء (المطر) يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفلا جعلتَه فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غَشَّ فليس مني) [مسلم].


    فضل الأمانة:

    عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون} [المعارج: 32].

    وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.


    الخيانة:

    كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله -سبحانه- لا يحب الخائنين، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} [النساء: 107].


    وقد أمرنا الله -عز وجل- بعدم الخيانة، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون} [الأنفال: 27].

    وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم: (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك) [أبو داود والترمذي وأحمد].


    جزاء الخيانة:

    بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار، وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة مذلولا عليه الخزي والندامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة) [متفق عليه]..

    ويا لها من فضيحة وسط الخلائق‍!! تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة، فلا يغدر بأحد، ولا يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا يفرط في حق الله عليه.


    الخائن منافق:

    الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان) [متفق عليه].

    فلا يضيع الأمانة ولا يخون إلا كل منافق، أما المسلم فهو بعيد عن ذلك.


    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  2. 2
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    36
    التعليقات
    21,266
    قصيد غير متواجد حالياً

    افتراضي

    الامانة يسأل عنها يوم القيامة ويجازى على من لم يوفي فيها لكبر عظمتها ولانها عرضت للجبال وابين ان يحملنها وحملها الانسان

    تسلم اخوي ع اختيارك الجميل والراااائع للموضوع

    دومك متألق في طرحك للمواضيع

    دمت بحفظ الرحمن



    قصيد


  3. 3
    مشرف قسم الطب والصحة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    العمر
    39
    معدل التقيم
    24
    التعليقات
    9,154
    فتى الجادي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    تسلم أخوي عبدالله على الموضوع
    ساكتب على قبري اني اهواك لانهم قاتلوني على ان انساك* يا من ملكت قلبي وروحي * يا من سحقت الاقزام وصغرت الكبار * يا من اعطيتي شغفا وحبا وعشقا * حبي لك يا ريال مدريد

  4. 4
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    فالأمانة امر ضروري في حياة المسلم فلا يجب ان ننقض الأمانة.......
    وتسلم يداك عبد الله الشحي.......



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  5. 5
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,276
    الحب خالد غير متواجد حالياً

    افتراضي

    جزاك الله خيرا... عبدالله

    قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى- :
    "اصبر نفسك على السنة ؛ و قف حيث وقف القوم ؛ و قل بما قالوا ؛ و كف عما كفوا ؛ و اسلك سبيل سلفك الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم "
    قال ابن عمر - رضي الله عنهما - :" كل بدعة ضلالة ؛ و إن رآها الناس حسنة"


  6. 6
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    معدل التقيم
    14
    التعليقات
    143
    خيال الظل غير متواجد حالياً

    افتراضي

    الأمانة
    الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد(صلى الله عليه وسلم)وعلى أله وصحبه أجمعين .
    فقد أمرنا الله تعالى بأداء الأمانة فقال تعالى :- { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله سميعا بصيرا } النساء (58 )
    وقال تعالى :-{ إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا }-الأحزاب (72)
    الأمانة هي كل مايجب حفظه وتأديته إلى أهله ,فهي كلمة واسعة المدلول تشمل جميع العلاقات الإنسانية .
    إحسان ألمعامله مع الأفراد والجماعات - أمانه.
    إعطاء كل ذي حق حقه – أمانه.
    حق المجتمع عليك في نشر الخير فيه والطمأنينه أمانه تلزم الوفاء بها ,فإن لم تفعل كنت مسيئا إلى الناس خائنا للأمانة,العلم أمانة في نفوس العلماء إن استعملوه في خير كانوا أمناء أوفياء ,نجد الأمانة تنظم شؤون الحياة كلها :- من عقيدة وعبادة وأدب ومعاملة وتكافل اجتماعي وسياسة حكيمة رشيدة وخلق حسن كريم.

    ينبغي على الأنسان أن يدرك عظم الأمانة المنوطه به قبل أن يتعهدها حتى يحسن تقدير تبعاتها,ويعمل على حفظها,فأي إساءة بتأديتها,يسيء بذالك إلى نفسه ومجتمعه .
    ودمتم امنين يارب .


    شكراً على الموضوع الطيب
    (ولم أرى في عيوب الناس عيباً ... كنقص القادرين على التمام )

    (المتنبي )

  7. 7
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    معدل التقيم
    0
    التعليقات
    3
    ضياء الروح غير متواجد حالياً

    افتراضي

    في ميزان حسناتك اخي
    بورك فيك وكثر من امثالك

  8. 8
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    معدل التقيم
    14
    التعليقات
    239
    الصياد غير متواجد حالياً

    افتراضي

    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المهم والمفيد ...
    [ إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغتنمْها = فإنّ لكل خافقـةٍ سكــــــــــــونُ
    ولا تزهَدْ عن الإحسان فيها = فما تدري السكونُ متى يكونُ

  9. 9
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    معدل التقيم
    14
    التعليقات
    85
    سلطان فارس غير متواجد حالياً

    افتراضي

    شكراً الاخ عبدالله على الموضوع جيد جداً

    الاخ خيال في كل مكان احصلك

    بس ماشاء الله عليك أسلوب الكتابة عندك جيد الله يعطيك العافية

  10. 10
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    معدل التقيم
    14
    التعليقات
    143
    خيال الظل غير متواجد حالياً

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان فارس مشاهدة المشاركة
    شكراً الاخ عبدالله على الموضوع جيد جداً

    الاخ خيال في كل مكان احصلك

    بس ماشاء الله عليك أسلوب الكتابة عندك جيد الله يعطيك العافية



    الله يعافيك أخوي
    شكراً
    (ولم أرى في عيوب الناس عيباً ... كنقص القادرين على التمام )

    (المتنبي )

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •