قال الإمام النواوي رحمه الله
:دل الحديث (1) على أن النية معيار لتصحيح الأعمال،فحيث صلحت النية صلح العمل ، وحيث فسدت فسد العمل،وإذا وجد العمل وقارنته النية فله ثلاثة أحوال:
الأول :أن يفعل ذلك خوفا من الله تعالى،وهذه عبادة العبيد.
الثاني:أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب ،وهذه عبادة التجار.
الثالث:أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية الحق العبودية وتأدية لشكر،ويرى نفسه،مع ذلك مقصرا، ويكون مع ذلك قلبه خائفا،لأنه لا يدري هل قبل عمله ،مع ذلك أم لا؟ وهذه عبادة الأحرار،وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة رضي الله عنها حين قام من الليل حتى تورمت قدماه:يارسول الله،أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟قال :{أفلا أكون عبدا شكورا}.
------------------
(1) : الحديث الأول من الأربعين النووية : عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه إماما المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري و أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن النيسابوري في صحيحهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة .
المفضلات