وداعاً رونالدو بكل لغات العالم، وداعاً يا من أسعدت الناس في كل مكان فقد آن لك أن ترتاح وآن لك أن تتخلص من مشرط الجراح، وآن الأوان أن تستريح تلك الركبة التي كنت تضغط على نفسك وتتحمل آلامها حتى تعيش الجماهير أحلى أيامها، وآن لمدافعي العالم أن يتخلصوا من الكوابيس التي كانت تلاحقهم عندما كنت تتلاعب بهم، وداعاً أيها النجم بل وداعاً لكرة القدم.
اختتم رونالدو مسيرته الحافلة بمؤتمر صحفي كانت الكلمات تخرج فيه مختنقة ترفض تصديق الحقيقة وهي أن رونالدو لن يعود لمزاولة اللعبة التي أمتع الناس فيها، ولأن الوداع هو أصعب ما في الحياة فقد كان من الصعب أن تتقبل الملايين التي أحبت رونالدو هذا القرار، وكان على كرة القدم أن تودع أحد أبرز مبدعيها وعلى الجماهير أن تودع اللاعب الذي أثر فيها وترك لها العديد من الأهداف التي لا تنسى واللحظات السعيدة التي لا تبرح من الذاكرة، فقد تركنا رونالدو واعتزل “الظاهرة”.
عاش رونالدو خلال الفترة الماضية صراعاً بين الذهن والجسد وبينما كان ذهنه يطالبه أن يواصل اللعب كان جسده يصرخ قائلاً “كفى”، لم يعد كما كان في السابق ولم يعد جسده قادراً على التجاوب مع ما كان يفعله سابقاً بالكرة، ولما أحس أنه غير قادر على التحمل فضل أن يعلق الحذاء ويحزم حقائبه ويرحل.
يقولون إن رونالدو أفضل مهاجم عرفه العالم، وأكثر شخص أثر في الناس خلال الفترة التي أعقبت رحيل مارادونا، حيث كانت الجماهير تشجع الفريق الذي يذهب إليه رونالدو ولكم أن تسألوا مشجعي انتر ميلان الإيطالي الشباب عن سبب عشقهم للفريق ليكون الجواب التلقائي أنه رونالدو.
رحل رونالدو وهو يحمل من الألقاب الشخصية ما يجعله أسطورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبعد أن حقق كل ما يحلم به لاعب كرة القدم ويكفي أنه اسمه سيظل متداولاً حتى يأتي من يستطيع تحطيم رقمه كأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في كأس العالم برصيد 15 هدفا.
لا يمكن أن يكون اعتزال رونالدو حدثاً عادياً يمر مرور الكرام، بل هو يوم حزين لكرة القدم التي لابد أنها تبكي على أحد أفضل من تلاعب فيها وأجاد ترويضها، وليكون اعتزاله هو أحد أهم أحداث هذا العام ونحن لا زلنا في بدايته فهي نهاية لمرحلة ونهاية جيل، شكراً رونالدو بكل لغات العالم أيها الظاهرة والأسطورة والنجم ووداعاً رونالدو ولا عزاء لكرة القدم.
* نقلاً عن "الاتحاد" الإماراتية
المفضلات