ليله ممطره
ذات مساء وفي ليلة هطول المطر اللذي لم يكد يتوقف وبأجوأء البرق والرعد المرعب...
تذهب غديرفي ساعة متأخره حيث حان موعد نومها وتتجه الى شرفتها
لتحاول النوم ولكن المطركان يربك غديرحينها ويؤرق مضجعها
تتقلب وقدغطت اذنيها لتسترجع شريط يومها وتقلبه في مخيلتها وتجول
في تفاكير لاتنتهي...
وحينما عم الهدوء وقاربت غدير على النعاس والنوم... فااذا بصوت
المؤذن وآذآن يفيقها:الله أكبر...الله أكبر...
غديرتريد النوم لتستيقظ غدا وتستمتع بطلوع يوم جديد وبدت تتغاظى عن صوت الآذآن حيث الكسل والخمول بدا عليها ولاتريد أن تفقد لذة النوم
وهكذا بدا الشيطان يوسوس بها..تحاول غديرأن تغلق اذنيها حين سمعت صوت المؤذن يقول :حي على الصلاة... حي على الفلاح...
وتراجعت حينما شعرت بضميرها ينادي: غدير استيقظي انها الصلاة..!.
تراجعت غديرحين سمعته يقول:
الصلاة خيرمن النوم...
الصلاة خير من النوم..!.
تألمت غديركثيرا حين أتى وقعها على الفؤادوشعرت بالندم لكنها لازالت بين نارين انهابين ضميرها والشيطان..!.
تحاول غديرأسيرة الهوى أن تغفوا مرة اخرى لكن حينها تذكرت قوله تعالى((فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
فسوف يلقون غيا...))....يآآآآآآآآه الصلاة..!.انها الصلاة..!.
كيف الحياة بدونها؟!...فاغروقت عيناها بالدموع وتسرب الى أعماقها الألم والندم الشديد ولازالت نفسها الغارقة بالعصيان تقودها
والشيطان اللذي قال لرب العزة والجلال(( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين
* قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ))...
تصرخ غدير فجأه و تستيقظ لتهرب من دروب الظلام والضلال...لتضرب برجلها الأرض قائله وبكل غضب وأسف:
لالالن أترك الصلاة...اني أخاف من الموت أخاف من جهنم....
قالت بكل أمل:
أعدك يارب بااني ساأصلي لن اترك فرض...وذهبت مسرعه لتتوضأ وقبل هذا كانت غديرقدشعرت
بالعطش الشديد حينها فذهبت الى الخارج لتسكب لها كوبا من الماء
فااذا بقطرات المطرتنهمر على رأسها وبلامبالاة
تزفر غدير بعمق لترفع رأسها الى السماء وتستنشق راائحة المطر باانتعاش ...
بيدها كوب الماء وهي تقف تحت زخات المطر ثم تقول في نفسها باابتسامة تعلوها الطمأنينة والأمل
:يآآآآآآآهــ
مااأعظمك ربي
وماأرحمك بنا ...حتى وان كثرت ذنوبنا ومعاصينا ماتركتنا .!..
كان في هطول المطرحياة جديده لغدير...
يزداد حينها الرعد وينهمرالمطربشده فتهم غدير بالدخول لتتوضأ
وتصلي الفجروتبدأ بالدعاء وتلاوة كتاب الله...ماان انتهت حتى ابتسمت بطمأنينه
وقالت :انه النور اللذي أبحث عنه
انها الراحة والسعاده ..!.
وعاهدت ربها بأن لاتلهيها الدنيا ومغرياتها عن الذكر والصلاة...
وقد عرفت غدير حينها باأن السعادة أكبر بكثيرحين تأملت قوله تعالى(ومن اعرض عن ذكري
فاان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ))...
في ذلك الوقت تضع غديرالقرآن على المنضده وتلتفت الى النافذه وقد اغرورقت عيناها بالدموع الغزيره
لتتأمل هطول المطرعلى الأرض من جديد.....
المفضلات