مسلسلات وارتفاع فاحش للاسعار

[حزين بغربتى]

رأي القدس
8/13/2010


تعيش الامة العربية هذه الايام حالة من الشلل المطلق على الصعيدين السياسي والاجتماعي، الاول بسبب غياب المشروع العربي النهضوي، والثاني بسبب مقدم شهر رمضان المبارك والتفسير الخاطئ لمعانيه من قبل الاغلبية الساحقة من المسلمين، والعرب منهم خصوصا.
الشلل السياسي اسبابه معروفة ويمكن حصرها في غياب الحريات والشفافية والمحاسبة والقضاء العادل المستقل، وهي كلها ادى غيابها الى استفحال الدكتاتورية وحالة الجمود الحالية التي تسود مختلف الميادين.
الشغل الشاغل حاليا للعرب بمناسبة بدء الشهر الفضيل هو المسلسلات التلفزيونية، والتذمر من ارتفاع اسعار السلع الغذائية بسبب جشع بعض التجار، وغياب الرقابة الحكومية، فالجميع في حال من الكسل والخمول على المستويين الحكومي والشعبي.
التنافس ينحصر حاليا بين المسلسلات السورية والمصرية، وكيفية التفوق في ميادين تسلية الصائمين، والترويح عنهم، وهذا لا يقلل في الوقت نفسه من دخول اطراف اخرى حلبة المنافسة في هذا الاطار مثل المسلسلات التركية، والكوميدية السعودية.
الهدف المقدس الذي يسعى الجميع لتحقيقه هو 'اضحاك' المشاهد، من خلال ابراز بعض عيوب المجتمع، على امل ايقاظ اولي الامر من اجل اصلاحها، ولكن اولي الامر يغطون في نوم عميق، واذا افاقوا فانهم يشاركون شعوبهم الضحك، وربما بنبرة اعلى، وكأنهم من كوكب آخر لا علاقة لهم بما يجري من مآس في دولهم ومجتمعاتهم من قريب او بعيد.
القضايا نفسها، والنكات نفسها، والعيوب نفسها، ولا اصلاح على الاطلاق، بل ابتزاز ممل ومكرر للمشاهد لابعاده عن قضاياه الحقيقية وتعقيداتها التي اوصلته الى ما هو فيه من تخلف وفقر وبطالة وجوع ومرض ولامبالاة عامة او خاصة.
الانباء تفيد بان شركات الانتاج في مصر انفقت حوالي 150 مليون دولار على انتاج المسلسلات الرمضانية التلفزيونية التي بدأ عرضها يوم امس الاول مع بدء الشهر الكريم، بمعدل خمسين مسلسلا، اي بزيادة 15 مسلسلا عما جرى انتاجه في العام الماضي.
ولا نجادل في ان بعض هذه المسلسلات جادة والتاريخية منها خاصة، الا ان الغالبية الساحقة ذات مستوى فني وثقافي متدن يعكس مرحلة الانحدار والهبوط التي تعيشها الامة حاليا.
واذا كان الاقبال على المسلسلات مفهوما في ظل حال الاحباط السائدة، فان تحول الشهر الفضيل الى شهر الاستهلاك المتوحش لشتى انواع الطعام والشراب يتناقض كليا مع معانيه، مثلما يتعارض مع الاحصائيات التي تقول ان اكثر من نصف العرب يعيشون تحت خط الفقر المحدد من الامم المتحدة اي اقل من دولارين في اليوم.
ولعل التقارير الاخبارية التي افادت بان متوسط انفاق الاسرة السعودية الواحدة على الطعام يزيد عن 500 ريال في اليوم (150 دولارا تقريبا) هياحد الامثلة على ما نقول.
جميع الامم تبحث عن الترفيه، وتتابع المسلسلات، هذه حقيقة لا ينكرها الا الباحثون عن النكد، او الذين ينظرون الى الحياة بسوداوية، ولكن الامم الاخرى لا تحتل المرتبة المتدنية التي تحتلها الامة العربية، ولا تتكاثر الامم الاخرى على نهب ثرواتها واحتلال اراضيها واذلال شعوبها مثل امتنا.
لا نريد ان نزعج المستمتعين بخمولهم وكسلهم وشراهتهم في التهام اطيب الطعام، ولكن قول الحقيقة او حتى نصفها يظل واجبا، خاصة ان هذه الظواهر السيئة لا تكشف عجز الحكام وحالة الحول بل العمى في نظرتهم للامة وقضاياها فقط، وانما عجز القيادات الدينية والفكرية ايضا عن التنوير والتوعية والتعبئة ودق ناقوس الانذار لايقاظ هذه الامة من سباتها.






هل لنا ان نناقش هذا المقال اخوانى وشكراااااااا

[TALON]

لي عودة لنقاش بعض الحيثيات هنا . حتى ذلك الجين أتمنى أن أسمع وجهة نظرك الشخصية في ما نقلت أخي العزيز

[حزين بغربتى]

لي عودة لنقاش بعض الحيثيات هنا . حتى ذلك الجين أتمنى أن أسمع وجهة نظرك الشخصية في ما نقلت أخي العزيز

اسعد الله اوقاتك بكل خير اخى


اننى ومن وجة نظرى اعتبر المقالة صادقة حيث نعانى من الضياع

السياسى وحتى الثقافى


ومن خلال حديثى مع احد الاخوة هنا فى خصب


عن الدور فى رعاية طموحات الشباب فى العمل الثقافى والفنى


واخص فى الذكر اعمال المسرح والتمثيل

قد صدمنى بردة بانة لا توجد اى دائرة تمول اى اعمال فى هذا المجال فى خصب

وانة على الشخص اظهار ابتداعاتة بنفسة وفى الطريقة التى يرها


وهذا ليس مقتصر على خصب ولاكن للاسف فى كثير من الدول العربية

وان رعاية الافلام والمسلسلات خاصة فى شهر رمضان وكثرتها يرجع السبب

فية التمويل من شركات تجارية اى العمل الهدف منة تجارى قبل ان يكون ثقافى

وهنا الطامة الكبرة


تسائلى كيف نقدم الدعم للشباب لتنمية قدراتهم فى الابداع الثقافى


الى متى هذة المسلسلات التى خرجت عن نطاق الثقافة والتربية

مدى سلبيات هذة المسلسلات على الجمهور والمشاهد



وتقبل اخى وجه نظرى


تحياتى

[فخر الشحوح]

تبارك الرحمن لي عووده شيخي للمناقشه

[TALON]

للأسف الشديد على الواقع العربي . نقاط المقال كلها تنصب في قالب الاثباتات أن العولمة غيرت من نمط المعيشة الى الاسوأ
فمجريات الحياة اليومية لو لاحظناها تتكرر في روتين يومي لا يتغير الا بتغير الناس نفسهم . بإستثناء بعض الانشطة الترفيهية السطحية الخالية غالباً من برامج تطوير الذات وتنمية المعلومات.
رمضان أصبح لا يختلف عن غيره الا في مواعيد الوجبات وكثافة المسلسلات فقط , وبعض المباريات هنا وهناك . و نعم . المائدة الخليجية ستفيض بحيث تطبخ عائلة من 5 افراد طعاماً لعشرين فرداً ثم لا يشبع به لا 3 افراد و 40 سنورة
نهج المغالاة هذا أصبح متاصلاً فينا بشكل يصعب استئصاله .
هل لديكم حلول مقترحة ؟

[حزين بغربتى]

للأسف الشديد على الواقع العربي . نقاط المقال كلها تنصب في قالب الاثباتات أن العولمة غيرت من نمط المعيشة الى الاسوأ
فمجريات الحياة اليومية لو لاحظناها تتكرر في روتين يومي لا يتغير الا بتغير الناس نفسهم . بإستثناء بعض الانشطة الترفيهية السطحية الخالية غالباً من برامج تطوير الذات وتنمية المعلومات.
رمضان أصبح لا يختلف عن غيره الا في مواعيد الوجبات وكثافة المسلسلات فقط , وبعض المباريات هنا وهناك . و نعم . المائدة الخليجية ستفيض بحيث تطبخ عائلة من 5 افراد طعاماً لعشرين فرداً ثم لا يشبع به لا 3 افراد و 40 سنورة
نهج المغالاة هذا أصبح متاصلاً فينا بشكل يصعب استئصاله .
هل لديكم حلول مقترحة ؟

من وجهة نظرى يجب حث الجهات المسؤلة دوما على تقديم

الدعم الازم للحفاظ على الكادر الفنى حيث للاسف


انعدم الفن الهادف فى المجتمعات العربية الا ما ندر



عدم الكلل او الملل من المطالبة وارسال الرسائل للمسؤلين



وشكر

[حزين بغربتى]

تبارك الرحمن لي عووده شيخي للمناقشه

ننتظر المشاركة اخى


وشكرا

[لحن المطر]

هذا الغرق في ملذات الدنيا سببه البعد عن الله و الدين .
قلة الوازع الديني في المجتمعات و عدم تمكن المجتمع و السياسة العربية من سلك منهج كتاب الله و سنة رسولة جعل كل هذه السلبيات تظهر .
الانسان العربي و حب امتلاك الدرهم و الدينار و التفاخر بين الناس و الاهتمام بتفاهات الأمور صار متمكن من فئة كبيرة من مجتمعاتنا ..
و هذا اللي خلى اللي ذكرتهم يظهرو ...

لكن في نفس الوقت في فئة شبابية و أهلية ما تقصر . و إن قلت لابد من التشجيع في إبرازها و زيادة متاعبها ..
و دائما السيئة تعم .

نسأل الله الهداية للأمة العربية و الإسلامية جميعا و بارك الله فيكم على الموضوع
و الحلول في ردي ظاهرة

[حزين بغربتى]

هذا الغرق في ملذات الدنيا سببه البعد عن الله و الدين .
قلة الوازع الديني في المجتمعات و عدم تمكن المجتمع و السياسة العربية من سلك منهج كتاب الله و سنة رسولة جعل كل هذه السلبيات تظهر .
الانسان العربي و حب امتلاك الدرهم و الدينار و التفاخر بين الناس و الاهتمام بتفاهات الأمور صار متمكن من فئة كبيرة من مجتمعاتنا ..
و هذا اللي خلى اللي ذكرتهم يظهرو ...

لكن في نفس الوقت في فئة شبابية و أهلية ما تقصر . و إن قلت لابد من التشجيع في إبرازها و زيادة متاعبها ..
و دائما السيئة تعم .

نسأل الله الهداية للأمة العربية و الإسلامية جميعا و بارك الله فيكم على الموضوع
و الحلول في ردي ظاهرة

شكرا جدا للمشاركة والمداخلة الرائعة

[النجم]

من وجهة نظري .. ارى ان انتاج هذه المسلسلات والبرامج اقتصر على الشهر الفضيل فقط ..
وكان هذا الشهر اصبح شهر الفن والشهرة وليس شهر عبادة ..
وانا عن نفسي اقاطع التلفزيون في معظم الاوقات ولا اشاهد منه الا المباريات وبعض البرامج المسلية ..
ولكن في وقت فراغي ..
بخصوص المائدة الخليجية نحن كلنا ضد ما نقوم به .. ولكن العادة من تحتم علينا هذا الشي ..
لا بد من توعية المجتمع بكل ما هو نافع وطرق تحضير ما هو مفيد على السفرة والبعد عن المظاهر المكلفة ..
والتحدي بين العوائل بالمبالغ المصروفة في هذا الشهر الفضيل ..

تقبلو مروري ..