النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الملازم حسام العجمي .. شهيد الواجب

  1. 1
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    العمر
    44
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    168
    رفيع الشان غير متواجد حالياً

    B9 الملازم حسام العجمي .. شهيد الواجب

    http://khassab.net/upload/uploads/kha13030162231.png


    قرأت بجريدة عمان بالامس موضوع الملازم حسام العجمي الذي تعرض لاصابة أثناء مداهمة منزل مشبوه في العامرات ومن خلال قرائتي للموضوع لاحظة ان الموضوع غامض ولمعرفتي بصاحب الموضوع حاولت الاتصال به لمعرفة القصة بأكملها ورسل لي عبر الايميل الخاص تفاصيل الموضوع بأكمله فوجدت الموضوع الذي تم نشرة بجريدة اليوم يفتقد الكثير من الحقائق وقررت ان يشاركني الجميع بهذه القضية والتي تتحدث عن بطولة هذا الشهيد وعن خفايا الامور التى نعايشها في واقعنا الحالي والقصة هي كما يلي :-

    (تقضي البطولة أن نمد جسومنا جسراً .. فقل لرفاقنا أن يعبروا )
    بدأت بهذه الكلمات لأنها تصف حكاية الشهيد الملازم حسام الدين بن أحمد بن محمد العجمي قسم مكافحة المخدرات الذي وافته المنية أثناء أداء واجبه الوطني في خدمة تراب هذا البلد الغالي في 30-3-2011م، حيث قامت شرطة عمان السلطانية متمثلة بقسم مكافحة المخدرات بمداهمة منزل مشبوه في العامرات، وخلال المداهمة أمره مسؤوله بتسلق جدار المنزل لكي يفتح باب المنزل لدخول زملائه لاتمام العملية، ما حصل في تلك لأثناء ان دوى ارتطام جسد بالحائط!، فأتم الشهيد عمله بأن أفسح لزملائه إكمال مهمتهم، لكن ذلك الصوت القوي حير المسؤول وزملاءه فأرادوا أن يعرفوا مصدره؟! فأجابهم حسام: رأسي ارتطم بقوة في الحائط وأشعر بألم شديد، ومن ثم تابع مع زملائه المداهمة وتم القبض على المشتبه بهم، وهو يكرر أكثر من مرة لمسؤول عن إحساسه بالألم في رأسه، لكنه لم يأخذ الأمر بجديه في ذلك الوقت.
    ما حصل بعد ذلك أنه سمح للشهيد بالمغادرة وقيادة سيارته منفرداً من مركز القيادة إلى منزله، مع العلم أن إصابات الرأس من الصدمات التي لا يجب إهمالها ويجب أخذ المصاب بعدها مباشرة إلى أقرب مستشفى للتأكد من عدم وجود أي نزيف في المخ، أو كسر في الجمجمة، وحين وصل الشهيد إلى المنزل أخبر والده بالعملية التي تمت واصطدام رأسه وأنه لايزال يشعر بألم، فقرر والده أن يصطحبه للمستشفى، لكنه شعر بأنه بحاجة إلى الراحة قليلاً، فذهب لغرفته لكن الألم لم يرحمه فما حصل أنه طلب المساعدة، وفي هذه الأثناء صار ينزف من أنفه وأذنيه وفمه، وحاولوا إسعافه والاتصال بإسعاف الشرطة، لكن إلى أن وصلت سيارة الإسعاف كان قد فارق الحياة. فموت الملازم حسام العجمي لم يكن نتيجة هبوط القلب أوالتنفس بل كان نتيجة نزيف حاد.

    الشجاعة والمبادرة

    الشهيد حسام كان معروفا بشجاعته وجرأته في أخذ المبادرة، وقد قبض على رؤوس كثيرة لدرجة أن حياته أصبحت معرضة للخطر وكان الجميع يطالب بدمه، لدرجة أنه تم وضع 8000 ريال دية، لكل من يقضي عليه!، بطولات حسام التي كان يحاول من خلالها جاهداً بأن يطهر أرض الوطن الغالي وأبناءه من تلك السموم، ومن شر الأعادي جعلته يفارق الحياة تاركاً خلفه ستة أطفال دون العشر سنوات،( إني لأبذل أنفاسي بلا ثمنً .. حتى أراك كماأهواك يا وطني) فمثل هذه التضحية من المؤكد أنها تستحق التقدير والتكريم، ومثل هذه التضحية دفعتنا بأن نلتقي بوالديه وننحني أمامهما لأنهما فقدا أبنهما الغالي من أجل تراب هذا الوطن الغالي.

    خدمة الوطن

    بدأ والده أحمد بن محمد العجمي بنبرته الحزينة بذكر قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت)، ومن ثم بدأ يسترجع بذاكرته المواقف التي كان يتعرض لهاابنه أثناء عمليات المداهمة حيث أنه كان دائماً يتعرض للأذى لأن مهامه صعبة،( قفز، هجوم، تهديد من المدمنين وغيرها)، وكان دائماً يقول لي: هناك مجموعة كبيرة تهددني، وغير ذلك أنه عرض مبلغ وقدره 8000 ريال دية لكل من يأتي بدمه، إلا أنه كان يشعر بسعادة وينسى كل آلامه وكل ما تأتيه من تهديدات حين يتذكر أن ما يفعله من أجل خدمة هذا الوطن وتطهير ترابه، وواصل الوالد حديثه قائلاً: جاء لي المرحوم وأخذ يحكي عن عملية المداهمة وهو يقول: كانت العملية صعبة جدا اليوم وأصبت برأسي، فأردت اصطحابه للمستشفى، إلا أنه قال: سوف أذهب لارتاح بغرفتي حيث إنني اشعر أيضاً بإرهاق، وأنا توقعت أنهاإصابة عاديه مثل الإصابات التي دائماً يتعرض لها ويذكرها لي، ولم أعلم أنه اقتحم جدارا طوله طول منزل مكون من طابق واحد، ولم أعلم أن الضربة كانت قوية بتلك الصورة التي وصفها لي رئيسه بعد وفاته وهو يقول: من قوة الضربة صوتها وصل إلينا، لأنهم سألوه عن مصدر الصوت؟ وقال لهم: (ضربة في رأسي)!، وتركوه يرجع للمنزل ولا أدري هل عرضوا عليه الذهاب للمستشفى أم لا الله أعلم.

    التقرير الطبي

    توقف أبو الشهيد عن الحديث للحظات، لكن عينيه التي تجعلك تغرق في أحزانهما كانت تغني عن الكلام، ومن ثم واصل حديثه بصوت يملؤه الحسرة بسبب التقرير الطبي الذي استلمه من مستشفى شرطة عمان السلطانية، والذي كتب فيه أن سبب الوفاة: هبوط القلب والتنفس!، فأريد أن اعرف لماذا كتب الدكتور بمستشفى الشرطة ، هذا السبب رغم أن الجميع يعلم سبب وفاته والقصة كانت واضحة؟!، وتلك الدماء التي كانت تلطخ وجهه وحتى أثناء غسله مما دفعنا إلى أن نضع الكمامات على أنفه، هل يمكننا أن نقول سببها(هبوط القلب والتنفس)!، وحين قلنا له: إنه ينزف، كان رد الدكتور هو الذي أحرق قلبي أكثر من حرقة قلبي على فراق أبني لأنني أعلم أن الموت حق، وفوق ذلك أنه قدم روحه فداء للوطن وهو شهيد والشهيد طير من طيور الجنة، ونحن جميعاً مستعدون أن نقدم أرواحنا وأبناءنا فداء لوطننا، لكن أن تكون الواقعة شيء والتقرير يكون شيئا آخر ويرد عليناويقول: أنا لم أر أي دم، لا أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل.

    التكريم

    بسبب هذا التقرير قالها أبو الشهيد أحمد العجمي وبحسرة: أريد أن أسأل كيف لهذا البلد أن يريد من شبابه في المستقبل أن يضحوا إذا كانت هذه هي النتيجة؟! نحن نعلم أن الموت بيد الله لكن الدولة التي لا تقدر شبابها كيف يكون للشباب في المستقبل الرغبة للتضحية؟! كان أبسط شيء أن يكرم حتى يتفاخر به أبناؤه الذين تركهم خلفه حين يكبروا، فالدولة يجب أن تعطي لكل مواطن حقه وتكرم الذي يستحق التكريم، للأسف لا يوجد فرق بين الذي يضحي وبين الجالس على الكرسي، فالجالس على الكرسي تجده يأمر والآخر يذهب ويتعرض للمخاطر لكنك تجد الحال واحد، ابني منذ بداية استلامه لهذه الوظيفة كان معرضاً للخطر، ولم أتوقع رغم الأدوار والبطولات التي قدمها بأن روحه ستكون رخيصة بهذا الثمن،ويكرر الوالد قول طبيب الشرطة من قهره: طبيب الشرطة يقول لم أر الدم! أين سيذهب يوم القيامة من الله، نحن سنفوض أمرنا لله، حتى المجموعة التي كانت تشهد على شجاعته وجرأته، بدأت تخبئ نفسها يظنون أن هذا يأتي على الشرطة غرامة، والغرامة لو قتل في سبيل العمل والواجب لا يكتبوه،لا أدري لماذا هل خوفهم من أجل المبلغ الذي سوف يدفعوه؟!، ( نحن ننظر للمسألة من الناحية المعنوية أكثر وكنا نتمنى أن يتم تكريمه بالشكل الذي يستحقه)، فكم هو مؤلم ومحزن ومبكي أن تجد أبناء الوطن يضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم لكن البعض يخيب ظنهم.

    تساؤلات

    التقينا بعمه الدكتور عادل بن محمد العجمي والذي أوضح قائلاً: بعد الاجتماع مع الدكتور بمستشفى الشرطة المختص في طب التشريح وأفراد من الإدعاء العام وبعض من زملائه عرضوا على والد الشهيد بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة بهدف تبرئة زملائه من أي شبهة، لكنه رفض لعدم وجود أي اشتباه، وعلى ما جاء على لسان الشهيد بأنه اصطدم رأسه بالحائط!، وأوضح الدكتور عادل استشاري جراحة بمستشفى جامعة السلطان قابوس: أنه في حالات اصطدام الرأس والنزيف من الإذن والفم والأنف، عموما يكون سببه نزيف في المخ وكسر في الجمجمة، لكن الدكتور بمستشفى الشرطة ذكر انه غير قادر بأن يدون ذلك في تقرير الطب الشرعي بدون القيام بالتشريح في مثل هذا الحادث الأليم وما حصل بعد ذلك من بعض الأمور..وأخذ عم الشهيد يتساءل: هل من المعقول أن يقوم قسم مكافحة المخدرات بشرطة عمان السلطانية بالمداهمات الخطيرة بدون وجود كادر طبي وسيارات الإسعاف بالقرب من مكان العمليات؟ أليس من الواجب إسعاف ونقل المصابين الى المستشفيات باختلاف شدة الإصابة عندما يبلغ احد أفراد الشرطة مسؤوليه عن إصابته؟ وفي حال لم يتم التشريح أليست هناك بدائل أخرى للكشف عن الكسر والنزيف في المخ مثل الأشعة المقطعية وغيرها؟ ناهيك عن الأخذ بالتاريخ الطبي حيث إن التاريخ الطبي يشكل الأساس في تشخيص العديد من الأمراض وأسباب الوفاة؟ والأهم من كل ذلك ان عدم الحرص على صحة وسلامة العاملين في جهاز الشرطة يتسبب في عزوف الشباب وعدم تشجيع ذويهم على العمل في هذا الجهاز الذي ينطوي العمل به على مخاطرة كثيرة.

    إنقاذ المدمنين

    كما ذكر خاله ماهر صبحي الذي رافقه بسيارة الإسعاف: حين جاءت سيارة الإسعاف سارعت (بشفط الدم حتى تعطيه نفس) لكنه فارق الحياة، وحين وصلنا المستشفى طلبنا منهم أن يعملوا له أشعة مقطعية،لأن السبب معروف لدينا انه اصطدام بالرأس، فلو كانت الوفاة نتيجة (سكتة قلبية) فلن ينزف من إذنه وفمه بهذه الكثرة، لذلك رفضنا أن يتم تشريحه، فالشهيد رحمة الله عليه كان يخاطر بحياته كثيراً من أجل حماية شباب الوطن، فكان يحاول بكل الطرق أن يخلصهم من الوقوع في هذه الآفه، لكنهم وللأسف لم يدركوا ذلك وكانوا يرونه كأنه عدو،غداً سيعرف كل مدمن حين يهد جسده هذا السم ولا يقدر أن يتخلص منه بسهولة، أن المرحوم كان لا يريدهم أن يصلوا إلى هذه المرحلة، لكن كانت هناك نقطة تضايق الشهيد رحمة الله عليه ولأنني كنت كصديق له حكاها لي لأنه كان مستاء وهي: حين كان يذهب للقاضي وطبعاً الشرطي بعد أن يتخرج يقسم اليمين أنه لا يقول إلا الصدق فيما رآه أو ما حصل، فالمرحوم حتى يقبض على مجموعات كان يمثل معهم الدور، وحين يقبض على المدمن بتمثيله يذهب للقاضي ليحكي الحكاية يسأله القاضي: هل لديك شهود على صحة قولك وأنك اشتريت من عنده؟! ويرد المرحوم : يا سيدي أنا ضابط، لكن ما يحدث أن القاضي يخرج المدمن براءة، وهذا ما كان يؤثر فيه ويأتي الشهيد ليقول لي: أذهب وأخاطر بحياتي وأمثل الدور حتى اقبض عليهم وحين أذهب للقاضي يخرجهم براءة، وكأن ما فعلته ذهب هباء منثورا.

    خسارة كبيرة

    يقول محمد الزدجالي رئيس جمعية الحياة والتي تعمل في ميدان الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية لمدمني المخدرات والمؤثرات العقلية والحد من انتشارها: وفاة الملازم حسام العجمي خسارة كبيرة، فكان هو المبادر وهو من كان يقطع رؤوس الأفاعي بشكل كبير، وعندما ينجح يزداد لديه الحماس ليقطع الرؤوس الكبرى وقد قطع رأس لم يتمكن أحد قبله من قطعها، لكنني وبصراحة كنت أنصحه بقولي: الخطوات التي تمشي عليها قد تشكل خطرا على حياتك، صحيح أنه يقوم بدور بطولي ويقوم بواجبه، لكن هذا العمل خطير جداً، والكثير يرفض العمل في هذا القسم، إلا أن المرحوم دخل بقوة وأثبت جدارته وخير دليل المجموعات الكبيرة التي قبض عليها، كما أذكر أنني قلت له بعملك هذا غداً لو وقعت لن يقع أحد معك). ويوضح محمد الزدجالي قائلاً: المرحوم حسام كان الهدف من عمله ومنعه لدخول المخدرات هو: مساعدة المدمنين وإنقاذ شبابنا من تلك السموم التي تدمر أجسادهم، فحبه لوطنه ولأبناء وطنه جعله يكون مندفعاً في عمله دون أن يحسب حساب أي ضرر يتعرض له.

    منقول من اليبلة العمانية
    التعديل الأخير تم بواسطة رفيع الشان ; 17-04-2011 الساعة 09:05 AM

  2. 2
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    36
    التعليقات
    21,266
    قصيد غير متواجد حالياً

    افتراضي

    موضوع يدمي القلوب ، ونحن نتسائل لماذا الاهمال في صحة أناس قد يكونوا عرضة للموت من أجل الدفاع عن الوطن الغالي

    طبعا الغلط أولا وأخيرا يقع على المسؤول الذي لم يهتم بأمر هذا الشهيد

    شكرا أخي الكريم على الموضوع المؤثر والذي من خلاله لا أستطيع أن أقول غير ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) وهنيئا لهذا الرجل لما قدمه من تضحيات من أجل هذا الوطن الحبيب



    قصيد


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •