في قمة قمم الجولة رقم 25 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي "السيري آ" و قمة قمم أوروبا هذا الأسبوع، استطاع يوفنتوس تحقيق فوزًا مستحقًا على أرضه في الملعب الأولمبي بمدينة تورينو على حساب إنتر ميلان بهدف نظيف في المباراة المعروفة بلقب "ديربي إيطاليا" كما أسماها صحفي إيطالي شهير في أوائل السبعينيات.
هذه المباراة شهدت تفوقًا كاسحًا لمدرب يوفنتوس لويجي دل نيري على حساب مدرب إنتر ليوناردو، فأحكم يوفنتوس تماسكه الدفاعي أمام إنتر و في المقابل كانت الخطورة حاضرة على الدوام في الهجوم ليُسيطر اليوفي على أغلب منحيات المبارا كما يجب.
و رغم الهدوء الكبير في مجريات اللقاء، كانت الفرصة الأولى ليوفنتوس هي التي خطفت الأضواء بعد أن سجَّل أليسَّاندرو ماتري هدف التفوق للبيانكونيري في الدقيقة 30 بعد أن استغل هجمة مُتقنة من الجهة اليُسرى، حينما أعاد النجم الصربي ميلوس كراسيتش الكرة لزميله على الرواق الأيسر الظهير الدنماركي الشاب فريديريك سورنسن الذي كان مذهلا في إرساله كرة عرضية سريعة من لمسة واحدة ذهبت بـ"المليمتر" إلى رأس هداف كالياري السابق و الذي وضعها ببراعة في شباك الحارس جوليو سيزار.
حاول إستيبان كامبياسُّو الرد سريعًا بمحاولة من داخل منطقة الجزاء إثر عرضية نفذها الظهير الأيمن لإنتر مايكون، إلا أن تسديدته ذهبت عالية، و ما كانت هناك أي مخالب لإنتر طيلة فترات الشوط الأول أمام الدفاع القوي ليوفنتوس، لينتهي الشوط الأول بتفوق اليوفي.
الشوط الثاني شهد فاعلية أكبر من كلا الطرفين، فبادر جيامباولو باتزيني المُختفي في الشوط الأول بتهديد مرمى المنافس بعد أن استغل كرة عرضية ليسدد كرة رأسية تصدى لها جيانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس ببراعة، فرد ماتري برأسية خطيرة بعد ثلاث دقائق إثر كرة عرضية من كراسيتش مرت مباشرة بجوار القائم الأيسر أمام أعين جوليو سيزار الذي لم يُحرك ساكنًا.
في الدقيقة الـ54 و وسط غياب تام لدفاع إنتر و بالتحديد أندريا رانوكيا و إيفان كوردوبا، استخدم الأمير الصغير ألبيرتو أكيلاني سلاح الكرات الأمامية الساقطة ليُرسل تمريرة حريرية إلى ماتري، الذي كاد يُسجل لولا تدخل آخر المدافعين مايكون لإبعادها إلى ركنية كادت أن تُسفر عن هدف بعد أن أرسلها أكيلاني نفسه مجددًا بشكل مُتقن إلى جورجيو كيلِّيني مدافع اليوفي و الذي سدد رأسية مرت بجوار القائم الأيسر للأفاعي.
هدأت المباراة بعد عدد من التغييرات و فترات التوقف لإصابة لاعبين مثل ماتري و فيليبِّي ميلُّو، قبل أن يُعيد لها إيتو الحياة في الدقيقة 76 بتسديدة قوية و مقوسة من تسديداته الخاصة من الجهة اليُسرى مرت بمحاذاة القائم الأيسر لليوفي في لقطة بقي بوفون يتفرج عليها لاستحالة الوصول إلى الكرة و التصدي لها.
مع حلول آخر عشر دقائق من عمر الوقت الأصلي، بدا و كأن إيتو تعاطى منشطات ذات تأثير فوري، فأشعل الملعب بتحركاته التي استغلها فيسلي شنايدر الحاضر الغائب عن اللقاء في الدقيقة 81 ليُرسل كرة أمامية ساقطة متقنة وضعت الأسد الكاميروني في مواجهة جيجي بوفون، إلا أن الغلبة كانت للأخير الذي أنقذ الفرصة بقدمه اليُسرى على طريقة حراس مرمى كرة اليد.
في الجهة الأخرى، و بعد أن اختفى بسبب تراجع اليوفي للدفاع و تأثرًا بالإصابة التي لحقت به في ضلوعه و تحامل عليها، ظهر ماتري من جديد محاولًأ حسم اللقاء بهدف ثانٍ له و لفريقه بعد أن استغل كرة عرضية نفذها البديل سيموني بيبِّي من الجهة اليُسرى ليُسدد من داخل منطقة الجزاء على مرمى جوليو سيزار، إلا أن الكرة مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى الضيوف.
إيتو فعل الكثير في الدقائق العشرة الأخيرة مُحاولًا إيجاد طريق شباك السيدة العجوز، إلا أن الكرة أبت أن تبتسم له قبل دقيقتين من انتهاء الوقت الأصلي حينما استقبل كرة عرضية أرسلها مايكون من الجهة اليُمنى ليُسدد كرة قوية ارتطمت مباشرة بباطن عارضة اليوفي.
و لم تُسفر تسديدة شنايدر في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع عن أي جديد سوى تصدٍ جديد لبوفون، لينتهي اللقاء بانتصار معنوي و مادي ليوفنتوس على حساب إنتر الذي يخسر الكثير بهذه النتيجة بعد أن ثبت الفارق بينه و بين ميلان متصدر الدوري الإيطالي إلى ثمانِ نقاط، متراجعًا إلى المركز الرابع برصيد 44 نقطة و بفارق نقطة واحدة عن لاتسيو الذي فاز عصر اليوم على بريشيا بهدفين نظيفين، ليكون هدف ماتري بمثابة الهدية لميلان النادي الذي بدأ فيه مسيرته الكروية.
فيما عاد الأمل ليوفنتوس للمنافسة على أحد مقاعد دوري أبطال أوروبا بعد أن ارتفع رصيد رفاق القائد أليسَّاندرو دل بييرو الذي لم يُشارك في مباراة اليوم بعد تبديلين اضطراريين إثر إرهاق كلاوديو ماركيزيو و إصابة فيليبِّي ميلُّو إلى النقطة 38 في المركز الثامن بفارق ست نقاط عن إنتر ميلان.
المفضلات