ثورة تونس الخضراء تخضر و السوادن للمصير الأسود
كلينتون ! :المجتمع المدني شريك و ليس خطراً
الصدفة جمعتني اليوم الجمعة 14 يناير 2011 بتونسي يذهب لصلاة الجمعة يطلب فيها أحد بايصلاه ، و عندما ركب معي بالسيارة بدأ يتأفف على الوضع في تونس و يعطيني أرقام الوفيات للمظاهرات الأخيرة ، و بينما هو في حديثه أفكر انه ومن حظه ربما انه ركب معي في حين ان الاكثرية العظمى من الشباب هنا في مسقط لا تعرف ماذا يحصل في تونس الخضراء و لا الصفراء و لا السوداء ! ... و لعل ذلك كان سيصيبه بخيبة أمل ! على العلم اننا نحفظ نتائج برشلونه و الريال و مباراة أياَ منهم قبل أيام و الدوري الاسباني و الايطالي و الابطال و الانجليزي و و و تطول القائمة ! .
و لكوننا متأخرين اصلا بالذهاب الى المسجد فارقته على عجاله و هو يتحدث بلكنته التونسية بعجالة و يقول " الله ينصر الشعب التونسي " .
اخذت جريدة خليجية لأذهب الى الشاطئ الجميل و الهواء النقي فما بين فرحة لخبر و حزن من خبر آخر ارتأيت أن اختار منها نصين من خبرين مختلفين لأعرضها عليكم ، و لكم الذهاب أبعد من الكلمات هنا :
(( " وقالت كلينتون أمام المنتدى الذي يضم ممثلي الحكومات والمجتمع المدني في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, إلى جانب دول مجموعة الثماني, إن شعوب المنطقة "سئمت من المؤسسات الفاسدة" والسياسات "الراكدة" مقابل تراجع الثروات المائية والنفطية.
وحذرت من أن "دولا قليلة جدا" في المنطقة "لديها خطط" للتعامل من الرؤية المستقبلية القاتمة, معتبرة أنه في "أماكن كثيرة من المنطقة, تغرق الأسس في الرمال".
وأشارت إلى أن "الذين يتمسكون بالوضع الراهن كما هو, قد يتمكنون من الصمود أمام مجمل مشكلات بلدانهم لفترة قصيرة, ولكن ليس للأبد", كما أن "آخرين سيملئون الفراغ" إذا ما فشل القادة في إعطاء رؤية ايجابية "للشباب وسبل حقيقية للمشاركة".
ودعت الدول العربية إلى محاربة الفساد, الذي قالت انه يصعب على المستثمرين الخارجيين الاستثمار في المنطقة, وبالنسبة للمجتمع المدني, قالت كلينتون "آن الأوان ليتم النظر إلى المجتمع المدني على انه شريك وليس خطرا". ))
و المقال الآخر بعنوان " الواعظ كيري " يتحدث بخطاب السيناتور الأمريكي جون كيري :(( إلا أن المثير في جولات الوفود الأمريكية التي تقاطرت على جوبا، تلك التصريحات المشبوهة التي صدرت عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس السيناتور جون كيري، والتي أعلن فيها وبوضوح أنه سعيد كمسيحي كاثوليكي بالانفصال المتوقع للجنوب المسيحي الكاثوليكي، ليشارك رئيس حكومة الجنوب ورئيس الكيان الجديد المنتظر سيلفاكير ميارديت في قداس أقيم في “كنيسة القديسة بخيتة” الكاثوليكية في جوبا، وبحضور مبعوث البيت الأبيض إلى السودان الجنرال سكوت جرايشن، وكذلك وفد من كبار أساقفة مجلس الكنائس العالمي وجنوب إفريقيا ونيجيريا وموزمبيق .
بعد ذلك القداس وجدنا كيري، المعروف بصهيونيته، وقد شرع في خطبة “عصماء”، أكد فيها على “التزام الولايات المتحدة غير المحدود لدعم بناء الدولة الجديدة”، وقال “إن الإيمان هو الذي جمع الجنوبيين كأمة، وسيستمر هذا حتى نهاية كفاح وبداية بناء أمة تعكس القيم المسيحية، وإصلاح أخطاء الماضي” .
ووسط تلك الأجواء شارك أكثر من 200 قس كاثوليكي أبناء الجنوب في مسيرات حاشدة دعوا إليها في اليوم الأول للاستفتاء لتأييد الانفصال، معتبرين أن هذا الانفصال “تحقيق” لنبوءة الرب والتحرر من العبودية للعرب والمسلمين” . " ))
غريبة هذه التناقضات الأمريكية و التنوع ما بين صدقية الآراء و تباين الأهداف ، إلا انني لا اخفي اعجابي بهذا الشعب المتثقف المتعطش للعلم و التعلم .
و في هذه اللحظات ينشر خبر عن أن بن علي يحل الحكومة ويدعو لانتخابات و ما زال المتظاهرون في تونس الخضراء يرددون :
لا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
و اخوتنا في السودان في مراحلهم الأخيرة لاعتماد الإنقسام و تغيير خريطة الوطن العربي التي حفظناها منذ الصغر لتصبح في شكل غريب جديد لم نتعود عليه .... و نود أن نقاسمكم الشعور بالأيام التاريخية التي تمر بنا اليوم و كيف ستكون مجالاً لبحوث و دراسات و مواد علمية في المستقبل ... قد لا نستشعر حقيقتها و نعي بأهميتها اليوم ....
قبل ختام الموضوع يذكرني هذا بموضوع آخر قرأته في الانترنت يعيد لي الإبتسامة كان بعنوان " أين اختفى الرصيد يا عمان موبايل " ..
.
..
المفضلات