بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان الفتوى : حكم تلقين الميت بعد دفنه
المفتي : العلاّمة الدكتور / صالح بنفوزان الفوزان
رقم الفتوى : 5175
تاريخ الفتوى : 9/9/1425 هـ -- 2004-10-23
تصنيف الفتوى الفقه - قسم العبادات -كتاب الجنائز - باب البدعوالمخالفات
السؤال : من العادات المعروفة والمشهورة عندنا تلقين الميت بعد وضعهفي قبره وبعد أن يوارى عليه التراب، ونرى أن معظم العلماء على هذا وبعضهم لا يلقيله بالاً ـ أعني: علماء بلدنا ـ ويستشهدون على ذلك بأنه قد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما توفي ابنه إبراهيم أنه وقف عليه الصلاة والسلام عند قبره ولقنه فقال أحد الصحابة: يا رسول الله أنت خير الخلق وبعد وفاتك من يلقننا؟ فقال لهم: ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) [إبراهيم: 27].
والسؤال: ما مدى صحة هذا الخبر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ وإذاكان التلقين مشروعًا ما هي صيغته وكيفيته؟ ونرجو أن تقرنوا الإجابة بالأدلة المقنعةما أمكن ذلك. وجزاكم الله خيرًا؟
الجواب : التلقين المشروع هو تلقين المحتضر عند خروج روحه بأن يلقن: لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله). رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/631) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
يعني عند الاحتضار لتكون هذه الكلمة العظيمةآخر كلامه من الدنيا حتى يلقى الله تعالى بها، ويختم له بها، فيلقن هذه الكلمة وهوفي الاحتضار برفق ولين، وإذا تلفظ بها فإنها لا تعاد عليه مرة أخرى إلا إذا تكلم بكلام آخر، فإن تكلم بكلام آخر فإنها تعاد عليه برفق ولين ليتلفظ بها، وتكون آخركلامه، هذا هو التلقين المشروع.
أما بعد خروج الروح فإن الميت لا يلقن لاقبل الدفن ولا بعد الدفن، ولم يرد بذلك سنة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمانعلم، وإنما استحب تلقين الميت بعد دفنه جماعة من العلماء، وليس لهم دليل ثابت عنالنبي صلى الله عليه وسلم لأن الحديث الوارد في ذلك مطعون في سنده، فعلى هذا يكون التلقين بعد الدفن لا أصل له من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما قال به بعضالعلماء اعتمادًا على حديث غير ثابت.
فالتلقين بعد الدفن لا أصل له فيالسنة، وإنما التلقين المشروع هو عند الاحتضار؛ لأنه هو الذي ينفع المحتضر ويعقله المحتضر لأنه ما زال على قيد الحياة ويستطيع النطق بهذه الكلمة وهو لا يزال في دارالعمل، أما بعد الموت فقد انتهى العمل.
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوىفضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
المفضلات