(( الجزء الاول ))
رجعت مُتخاذلاً إلى الوراء.. انظر في المرآة ، لماذا أصبحتُ هكذا .؟! لماذا حبستني الأيام وراء جُدران النسيان ، ولماذا بدوتُ هكذا ، كالمجنون كثّ الشعر..؟! حدقتُ ملياً في حالتي وما استوتْ إليه من بؤس واحتقار .. لمَاذا ضللتُ هكذا كالمُقترنْ بأفعال التساهل .؟! ولمَاذا لا استطيع أن أزيل الأسباب التي أرادتني وصيّرتني إلى هذا الحال التعيس.؟! ترى أليس هناكَ مخرجاً يُفضى بي بعيداً عن هذه المهزلة ، عانقتني الرغبة في تحطيم كل شيء ، ولأية أسباب كانتْ ،مُدعاة إلى سقوطي في روزنامة أيامي التعيسة ، فاجعلها بلا فراغات ولا فجوات ولا احباطات ، تُسيء إلى نفسي ، فألوذ إلى الركون المزعج ، بكل ما تحمله ظنيّة التفكير المُمل ، فتنهشنى الأفكار المُحبطة .. ضاقتْ حدقتا عيناي ، قررتُ أن استعد لها ، ان أكون على جاهزية تامة ، لتغيير حالتي .. فالتغيير قراره مني انا .. من نفسي .. سحبتُ نفساً عميقاً ، انفتح الباب ، امتدّ ناظري إلى فوهته المنفرجة .. كان أول ما بصرته عيني هي تلك الفتاة التي شغلتْ تفكيري ، التي أهلكتني ، والتي جعلتني في حالةٍ يأس وقستْ بتلاعبها العاطفي ، فغيرتْ قلبي إلى حب ، وصرفتني عن سِواها .. فكانتْ كُرسي تفكيري وملاذ عاطفةٍ استدرجتني إليها .. هي من أوقعتني في براثن حبال حُبها المكذوب ، هي من صادتني بشباكها ثم ألقتني خارج مصيدتها أعوم في بحر غرامها ، هائماً كمن لا هدْيَ له . أتعذّب ولا احد يشفق عليّ ، أنا من غيّر طريقه إليها ، هيَ من يتحمّل مسؤولية انحرافي ..!!
كرهتها ولم اعرف ما معنى الكره ، من أول يوم نطقتْ فيها كلمتها ، اعتذر لك .. وأنا متأكدة انكَ ستكون بيدك الشكيمة ، أرجوك ان تنساني .. ان تنسى فتاةٌ مازحتك ، وداعبتْ عواطفك ، لتفهم معنى الحب بطريقة أخرى .. لا استطيع الاقتران بك . لا حُجّة لك بعد اليوم .. حاول ان تفهمني .
وكأنّ قلبي توقّف .. تراجعتْ خُطوتي ، انشلّتْ رجلي ، انحبستْ أنفاسي ، أنكظم صدري ، وضاقتْ عليّ الدنيا بما رحبتْ ، وبقيتُ مُتسمّراً لا أبرح مكاني .. ونطقتُ باهتاً بكلمات لا أجد غيرها ، اصرخ بقوة :
-كيف .. ؟؟ الستِ القائلة يوماً ، احبك .. ولن أتخلّى عنك .. ثِقْ بي .؟!
- نعم .. كانت تلك كلمات بائسة ، غير مليئة بالعاطفة ، غير مُشبّعة بقوة الانجذاب .
-أتذكرين يوم طرحت عليكِ هذا السؤال .. يُمكن أنْ تأتي يوم ولا تعرفيني فيها .؟!
- نعم ، ولكن لمْ يأتي ذلكَ ، فقد تصرّفتُ قبل ان يأتي ، فكّرت كثيراً أن الخروج عن ثقة أهلي مردود فيه ، ولا يُمكن افعل ما أُخالفهم فيه . ؟!
-لماذا ..؟! تضعين العراقيل في حياتنا منذ بدايتها .؟!
- لا ليس ذلك ، فقط ، ليعلموا أني لن أخنهم في غيابي وحُضوري ، قريباً أو بعيداً . لا يُمكن ان أُبدّل ثقتهم بما هو ادنى منها بل يجب عليّ ان اصنع ما هو خير ، ولا أُبدي رأياً على رأي استقروا عليه .. أليسوا هم من ربّوني وكانوا سببٌ في بقائي ، فلماذا أخالفهم ولماذا اعصي لهم امراً ، ما أنا ببالغة أمري بدونهم .. أتدري أنّ هذه من وقاحة ضَعف الإيمان . اسمح لي لن اعصي لهم امراً . ولن أتنكّر عليهم مادمتُ باقية .!! وها أنا ، قد أعلمتكَ وأخبرتكَ بأنْ تتقدّم إلى خُطبتي ، إنْ كنت راضٍ ، ولنْ ترضى ، فقد أعطيتُك وأمهلتك ووقفتُ إلى جانبك ولم تُحدث أمراً غير هذه ..؟! أنا لا أستطيع .. أنا ظروفي .. إنّها مُماطلتك مذ عرفتكَ وتسويفك لأمرٍ كان قريبٌ منك والاهم من ذلك هو افتقارك إلى الرجولة والنخوة ، فحالتْ كل أؤلئك دون تقارب يُذكر .. ألمْ تعلمْ ان الفوز من كانت له الصدارة ومن كانتْ رُجولته قائمة ، يفوز إلى النجاح ، وتجعله يُثمّنْ قيمتي العاطفية ، لا تجعله في امرٍ مريق ، قلق ومُضطرب حتى في تعاملك معي .. فإياكَ ثم إياكَ أن تدعوني إلى شيطانك المَريد .. ولا تدخلني في مسلك أنوثةٍ غير أُنوثتي التي تربّيتُ عليها .. ألم تقرأ فليتنافس المتنافسون .! أم انكَ تظن أني بائرة ، وسُلعتي ستكون في قبضة يدك ، رخيصة لا تبرح مكانها ، ولا تراوح مُحيطها ، فتأخذ مني الأول والتالي ، ثم ترميني في أقرب حاوية للزبالة .!! أو كما يقولون ( عقّة كلابْ ) رخيصة ، اعلم ايها الحبيب أن لي ثمن في عُهدة اهلي ولي قيمة عندهم غير قيمة نظرتكَ التي أبخستني فيها حقّي ومكانتي .!
للقصة بقية .. فتابعوها .
المفضلات