بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السلام عليكنّ ورحمة الله وبركاته
سُئِلَ الشَّيْخ جمال بن فريحان الحارثي حفظه الله تعالىٰ : فتوىٰ تُجيز اِستخدام الرِّجال المكياج فما قولكم فيها ؟
نصُّ الفتوىٰ : " أفتىٰ كبير المفتين ؛ في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، « بجواز استخدام الرِّجال المكياج، بشرط عدم التشبّه بالنساء ».
وقال لـ « الإمارات اليوم » : إنه « لو وصل استخدام الرجال المكياج إلى حد التشبّه بالنساء، كما يكون من بعض المهزومين خلقياً فيشابهون النساء في كل شيء، فإنه يحرم عليهم »،
مضيفاً « إذا تم استخدامه في وظيفة، أو للتداوي، أو حتى لإظهار الجمال، دون تشبّه بالنساء، فإنه لا حرج فيه ».
وتعرض محال أدوات تجميل ومكياج كبرى في مراكز التسوق في الدولة، مكياجاً خاصاً بالرجال !! يتعلق بالبشرة والعيون، وإخفاء البثور.
وانتقدت منتديات إماراتية على الإنترنت، إقبال الشباب عليه، لما فيه من تشبّه بالنساء، واعتبروه « أمراً شاذاً ».
وقال الحداد : إنه تلقى شكاوى واستفسارات عدة بشأن إقبال الشباب على استخدام المكياج، خصوصاً المكياج الرجالي الذي طرح في الأسواق الخليجية، ومنها أسواق الدولة.
وأضاف : « نجيب السائلين بأن استخدام المكياج للرجال يجوز بشكل عام، سواء كانت الوظيفة تتطلب ذلك، أو لإخفاء بثور في الوجه، أو حتى للتجمّل، لأن الله جميل يحب الجمال، وقد جاز للجند الصبغ بالسواد بلا خلاف »،
لافتاً إلى أن تحريم استخدام المكياج، يقتصر على حالة استخدامه للتشبّه بالنساء فقط، فقد « لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال »، كما في الصحيح، وحالات التشبه معروفة لا تخفى .
وأكمل كبير المفتين « الأَوْلى للرجال ترك هذا المكياج، إذ لا فائدة منه، والرجال فيهم من كمال الرجولة ما يغنيهم عن التصنّع بالمكياج ونحوه ».
وأضاف : « المكياج المستخدم للنساء للتجمّل والتزيّن للزوج أو ابتغاء فضل الله في التماس الأزواج، لا بأس به، وهو من مقتضيات حياتهن، وحاجتهن إليه ماسّة، والشارع يندبهن إلى التزيّن لأزواجهن وللنساء »، لافتاً إلى أن « إظهار النساء زينتهن، يقتصر على النساء، أو المحارم فقط » " .اهـ.
المصدر : جريدة / الإمارات اليوم / العدد : 1868 .
أحمد عاشور - دبي .
التاريخ: السبت / 27 نوفمبر 2010 م.
21 من ذي الحجة 1431 هـ.
فأجابَ الشَّيْخ بقوله : أولاً : أرىٰ صاحب هٰذه المقالة ؛ أنَّه لم يطلق الفتوىٰ ولـٰكنه قيَّدها بقوله :
" بشرط عدم التَّشبُّه بالنِّساء "
طبعاً هٰذا لا يكفي ؛ لأنَّنا إذا فتحنا الباب بجواز استخدام الرِّجال المكياج فسيفضي للفتنة ؛
ولا شكَّ وأيضاً يفضي للتَّشبُّة بالنِّساء ولا ريب ؛ فكلاً يدَّعي أنَّه ما تشبّه بالنِّساء ويتبرأ من ذٰلك !!
ثم كيف مع استعمال الرِّجال المكياج تنضبط قضية التَّشبُّه ..؟؟؟؟!!!!
هٰذا أمرٌ لا ينضبط ؛ لأنَّه يوجد نساء يضعن مكياجاً خفيفاً ولو وضعه بعض الرِّجال لقال :
إنَّه خفيف وليس فيه تشبهاً بالنِّساء بزعمه القائل : أنَّ النِّساء يكثرنَ المكياج .
مع التَّذكُر لما سبق أن بعض النِّساء يضعن مكياجاً خفيفاً ، فنصبح في حيص بيص .
والنَّهي أيُّها الإخوة واضح في الحديث بل عليه لعن؛ فعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال :
« لَعَنَ رسول اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ من الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ
وَالْمُتَشَبِّهَاتِ من النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ » . ( أخرجه أحمد والبخاري ) .
فكل ما جاء فيه لعن ؛ فهو : كبيرة من الكبائر !!
والنَّاس تنتظر فتوىٰ مثل هٰذه حتَّىٰ يزدادوا في غيهم وتماديهم في المنكر؛
وإلَّا فإنَّا نعلم أن صوالين الحلاقة تستعمل الخيط لإزالة الشَّعر الرَّقيق من وجوه بعض الرِّجال
وهٰذا بحدِّ ذاته كبيرة أخرىٰ من الكبائر !!
وهو النَّمص؛ ناهيك عن المنكر الظَّاهر في حلق اللِّحية .
بالإضافة إلىٰ أنَّ المكياج هو من ديدن المخنثين من الرِّجال ؛
ومن ديدن من يقال لهم : الجنس الثَّالث ؛ وليس من ديدن الرِّجال الكاملي الرُّجولة .
اللّٰهُمَّ ! اِعْصمنا مِن الزَّلل .
والله أعلم .اهـ.
كان جواب الشَّيخ حفظه الله علىٰ السُّؤال : الأحد / 28 نوفمبر 2010 م.
الموافق : 22 من ذي الحجة 1431 هـ.
المفضلات