الحلقة السادسة والثلاثين ( مرض رسول الله ﷺ و وفاته )
1. لما تكاملت الدعوة ، وسيطر الإسلام على كل الجزيرة العربية ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، أحس النبي ﷺ بدُنُوِّ أجله
2. علامات دُنُوِّ أجل النبي ﷺ :
١- نزول سورة النصر
٢- مدارسته ﷺ القرآن
٣- اجتهاده ﷺ في العبادة
٤- مضاعفته ﷺ اعتكاف رمضان
3. بدأ مرض النبي ﷺ الذي قبضه الله فيه في أواخر ليالي صفر ، وكانت مدة مرضه صلى الله عليه وسلم ١٣ يوم ، وأول ما بدئ به ﷺ من مرضه الصداع
وكان النبي ﷺ عند عائشة رضي الله عنها لما بدأ معه الصداع في رأسه ، ثم إنه ﷺ أراد أن يطوف على أزواجه .
4. فلما وصل ﷺ إلى بيت ميمونة رضي الله عنها اشتد به المرض ، فاستأذن رسول الله ﷺ أزواجه أن يمرض في بيت عائشة ، فأذنَّ له.
5. اشتدت وطأة المرض على رسول الله وهو في بيت عائشة رضي الله عنها ، وبدأت الحمى تشتد عليه ، وارتفعت حرارة جسمه الشريف .
قال أبوسعيد الخدري : يارسول الله ما أشدها عليك - أي الحمى - فقال ﷺ : " إنا كذلك يضعف لنا البلاء ويضعف لنا الأجر "
6. وكان رسول الله ﷺ يصلي بالناس ، فلما اشتد عليه المرض لم يستطع الخروج إلى المسجد ، فأمر أبا بكر الصديق ان يصلي بالناس .
7. أحس النبي ﷺ بخفة ، فخرج إلى المسجد متوكأ على الفضل بن العباس ، وصعد المنبر ، وخطب الناس وهي آخر خطبة خطبها ﷺ فذكر في خطبته فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفضل الأنصار وأوصى بهم ، وفضل أسامة بن زيد وأنه أهلٌ للإمارة .
8. حذَّر النبي ﷺ أمته من أن يتخذوا قبره مسجداً ، وأخبرهم أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
9. قبل وفاته بثلاثة أيام أوصى النبي ﷺ أصحابه بحسن الظن بالله ، فقال ﷺ : " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ".
10. وقبل وفاته ﷺ بيومين ، وَجَدَ النبي ﷺ من نفسه خفّة ، فخرج يهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطان في الأرض من شدة المرض وإذا بأبي بكر يصلي بالناس فلما أحس أبو بكر به أراد الرجوع فأشار إليه النبي ﷺ أن مكانك ، وجلس ﷺ عن يسار أبي بكر.
11. ولما كان يوم الأحد قبل وفاة النبي بيوم اشتد به المرض ، فوصلت الأخبار إلى جيش أسامة رضي الله عنه فرجع إلى المدينة.
12. بات النبي ﷺ ليلة الإثنين دَنفاً - يعني اشتد مرضه حتى أشرف على الموت - فلما طلع الفجر أصبح مفيقاً .
13. فكشف رسول الله ستر حجرته ، ونظر إلى الناس وهم صفوف في الصلاة خلف أبي بكر الصديق ، فتبسم لما رأى من اجتماعهم ثم أخبرهم رسول الله بأنه لم يبق من أمر النبوة إلا المبشرات ، وهي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن في منامه .
رواه مسلم
14. فلما رأى الناس رسول الله ﷺ قد أصبح مفيقا ظنوا أنه قد برئ من مرضه ، فانصرفوا إلى منازلهم وحوائجهم مستبشرين واستأذن أبو بكر الصديق رسول الله في الخروج إلى أهله في منطقة السنح في عوالي المدينة ، فأذن له .
15. فلما كان ضحى يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ ، اشتد على رسول الله ﷺ مرضه وجعل يتغشاه الكرب الشديد فقالت فاطمة : وا كرْبَ أبتاه ، فقال ﷺ : " لا كرْب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتاركٍ منه أحداً ".
16. وبينما رسول الله يعالج سكرات الموت ، وعائشة رضي الله عنها مسندته صدرها ، وبين يديه ﷺ إناء فيه ماء فجعل النبي يدخل يدَيه في الماء فيمسح بهما وجهه ، ويقول : " لا إله إلا الله إن للموت سكرات ".
17. ثم نصبَ ﷺ يده ، فجعل يقول : " في الرفيق الأعلى "، فقبض ، ومالتْ يده ﷺ .
18. وكانت وفاته ﷺ ضحى يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ ، وعمره ٦٣ .
19. وشاع خبر وفاة النبي ﷺ في المدينة ، ونزل خبر وفاته ﷺ على الصحابة رضي الله عنهم كالصاعقة ، لشدة حبهم له .
🌹 حلقة الغد الأخيرة إن شاء الله تكملة لوفاة رسول الله 🌹
المفضلات