الاحتفال بليلة سبع وعشرين من رجب
على أساس أنها ليلة الإسراء والمعراج
من البدع المحدثة الاحتفال بليلة سبع وعشرين من رجب على أساس أنها الليلة التي أسري فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرج به.
وقبل أن نتكلم عن مشروعية الاحتفال بليلة سبع وعشرين من رجب التي هي في ظن الكثير أنها ليلة الإسراء والمعراج،
أجد نفسي مضطرا أن اتكلم عن تاريخ ليلة الإسراء والمعراج
فأقول: اختلف المؤرخون في تاريخ ليلة الإسراء والمعراج، والراجح أنه في غير رجب،
فمنهم من قال: في ربيع الثاني،
ومنهم من قال: في رمضان،
وقيل: قبل البعثة وقيل بعدها، كما سنبينه.
فلم يثبت جزما وقوع الإسراء والمعراج فيه، ولو ثبت فلا يعد ذلك شرعا مبررا للاحتفال فيه لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم ولا عن أحد من سلف هذه الأمة الأخيار ولو كان خيراً لسبقونا إليه، والله المستعان.
بل لقد صح أنه لم تكن هناك حوادث عظيمة في رجب قط.
الاختلاف في ليلة الإسراء والمعراج
قال النووي رحمه الله "شرح مسلم" (2/209ـ210) قال القاضي عياض رحمه الله:
(..فإن الإسراء أقل ما قيل فيه أنه كان بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر شهراً،
وقال الحربي: كان ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة؛
وقال الزهري: كان ذلك بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمس سنين؛
وقال ابن إسحاق: أسري به صلى الله عليه وسلم وقد فشا الإسلام بمكة والقبائل؛ وأشبه هذه الأقوال قول الزهري وابن إسحاق،
إذ لم يختلفوا أن خديجة رضي الله عنها صلت معه صلى الله عليه وسلم بعد فرض الصلاة عليه، ولا خلاف أنها توفيت قبل الهجرة بمدة،
قيل بثلاث سنين، وقيل بخمس، ومنها أن العلماء مجمعون على أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء، فكيف يكون هذا قبل أن يوحى إليه).
وانظر "مرقاة المفاتيح" (10/547) للقاري.
فأصبح من بدع هذا الشهر قراءة قصة المعراج والاحتفال بها في ليلة السابع والعشرينمن رجب، وإظهار الفرح والغبطة فيها،
وما يقام من احتفالات تصاحبها المحرمات الصريحة كالاختلاط والأغاني والموسيقى وهذا كله لا يجوز.
وكذلك من البدع في تخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب واعتقادهم انها ليلة الاسراء والمعراج
بزيادة عبادة كعمرة في هذه الليلة وكقيام ليل أو صيام نهار.
سئل العثيمين رحمه الله
ما حُكم الزيادة في العبادات وغيرها لقولنا أن شهر رجب شهر مُحرم ؟
فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
وقد ورد في هذا الشهر صلوات وأذكار لكنها ضعيفة لا تثبت بـها حجـة، ولا تثبت بـها سُنّـة وإذا ثبت ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يقول:
هذا شهرٌ محرم سأزيد فيه من صلاتي وسأزيد فيه من ذِكْرِي، وأزيد فيه من صيامي أو ما أشبه ذلك.
لمــاذا لا يجــوز؟
لأن النبي صلى الله عليه على وآله وسلم أدرك هذا الشهر... أليس كذلك؟
هل زاد فيه على غيره؟.... لا.
إذا لم يزد فيه على غيره فليس من حقنا أن نقول إنه شهرٌ محرم نزيد فيه على غيره؛ لأننا نحن متّبعون ولسنا مبتدعين......)
المفضلات