النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: انتقاءات من فتاوى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله في المناهي اللفظية

  1. 1
    مشرف المنتدى الاسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    729
    كمزاري غير متواجد حالياً

    افتراضي انتقاءات من فتاوى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله في المناهي اللفظية

    6. وسئل :

    عن عبارة (أدام الله أيامك) ؟

    فأجاب بقوله :

    قول (أدام الله أيامك ) من الاعتداء في
    الدعاء

    لأن دوام الأيام محال مناف لقوله تعالى :

    (كل من عليها فان
    ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)

    وقوله تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ
    مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ )

    8. سئل فضيلة الشيخ

    عن هذه الألفاظ (أرجوك ) ، (تحياتي) ،
    و(أنعم صباحا) ، و(أنعم مساءً) ؟

    فأجاب بقوله
    :


    لا بأس أن تقول لفلان (أرجوك ) في شيء يستطيع أن يحقق رجائك به


    وكذلك (تحياتي لك) . و(لك منى التحية) . وما أشبه ذلك

    لقوله تعالى
    ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )

    وكذلك (أنعم صباحا) و(أنعم
    مساء)لا بأس به

    ولكن بشرط ألا تتخذ بديلاً عن السلام الشرعي

    9. وسئل فضيلة الشيخ :

    عمن يسأل بوجه الله فيقول أسألك بوجه الله كذا وكذا فما الحكم في
    هذا القول ؟

    فأجاب قائلا :

    وجه الله أعظم من أن يسأل به
    الإنسان شيئاً من الدنيا

    ويجعل سؤاله بوجه الله – عز وجل –
    كالوسيلة

    التي يتوصل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك


    فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال

    أي لا يقل وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه ذلك


    11. سئل فضيلة الشيخ:


    ما حكم قول (أطال الله بقاءك ) ( طال عمرك ) ؟


    فأجاب قائلا :

    لا ينبغي أن يطلق
    القول بطول البقاء

    لأن طول البقاء قد يكون خيراً وقد يكون شراً ، فإن شر
    الناس من طال عمره وساء عمله

    وعلى هذا فلو قال أطال بقاءك على طاعته ونحوه
    فلا بأس بذلك

    15. سئل فضيلته :

    عن قول بعض
    الناس إذا انتقم الله من الظالم (الله ما يضرب
    بعصا) ؟ .

    فأجاب بقوله :

    لا يجوز أن يقول
    الإنسان مثل هذا التعبير بالنسبة لله – عز وجل-

    ولكن له أن يقول : إن الله – سبحان وتعالى - ، حكم
    لا يظلم أحد ، وأنه ينتقم من الظالم

    وما أشبه هذه الكلمات التي جاءت بها
    النصوص الشرعية

    أما الكلمة التي أشار إليها السائل فلا أرى إنها جائزة


    16. سئل فضيلة الشيخ :

    كثيرا ما نرى على
    الجدران كتابة لفظ الجلالة (الله) ، وبجانبها لفظ محمد صلى الله عليه وسلم

    أو نجد
    ذلك على الرقاع، أو على الكتب،أو على بعض المصاحف فهل موضعها هذا صحيح ؟


    فأجاب قائلا :

    موقعها ليس بصحيح لأن هذا
    يجعل النبي صلى الله عليه وسلم ، نداً لله
    مساوياً له

    ولو أن أحدا رأي هذه الكتابة وهو لا يدري المسمى بهما لأيقن
    يقيناً أنهما متساويان متماثلان

    فيجب إزالة اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ويبقى
    النظر في كتابة : (الله) وحدها فإنها كلمة يقولها الصوفية

    و يجعلونها بدلا
    عن الذكر ، يقولون (الله الله الله) وعلى هذا فلتفى
    أيضا

    فلا يكتب (الله) ، ولا (محمد) على الجدران ، ولا على الرقاع ولا في
    غيره

    17. سئل فضيلة الشيخ :

    كيف نجمع بين
    قول الصحابة (الله ورسوله أعلم) بالعطف بالواو وإقرارهم على ذلك

    وإنكاره
    صلى الله عليه وسلم ، على من قال
    (ما شاء وشئت) ؟

    فأجاب بقوله :

    قوله (الله
    ورسوله أعلم ) جائز

    وذلك لأن علم الرسول من علم الله

    فالله – تعالى –
    هو الذي يعلمه ما لا يدركه البشر ولهذا أتى بالواو

    وكذلك في المسائل الشرعية
    يقال : ( الله ورسوله أعلم)


    لأنه ، صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق
    بشريعة الله

    وعلمه بها من علم
    الله الذي علمه كما قال الله – تعالى -
    :

    (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة
    وعلمك ما لم تكن تعلم)

    ( وليس هذا كقوله (ما شاء الله وشئت) لأن هذا في باب
    القدرة والمشيئة

    ولا يمكن أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مشاركا لله
    فيها

    ففي الأمور الشرعية يقال ( الله ورسوله أعلم )

    وفي
    الأمور الكونية لا يقال ذلك

    ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب الآن على بعض
    الأعمال

    (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله)

    لأن
    الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرى العمل
    بعد موته


    18. سئل فضيلة الشيخ :

    عن هذه
    العبارة (أعطني الله لا يهينك) ؟


    فأجاب فضيلته بقوله :

    هذه العبارة صحيحة ،
    والله سبحانه و تعالى – قد يهين العبد ويذله

    وقد قال الله – تعالى- في عذاب الكفار
    : إنهم يجزون عذاب الهون بما كانوا يستكبرون في الأرض

    فأذاقهم الله الهوان والذل بكبريائهم
    واستكبارهم في الأرض بغير الحق

    وقال ومن يهن الله فما له من
    مكرم)

    والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهوان لك فيقول الله لا
    يهينك )

    20. وسئل :

    هل يجوز على الإنسان أن
    يقسم على الله ؟

    فأجاب بقوله:

    الأقسام على الله أن يقول الإنسان والله لا
    يكون كذا و وكذا ، أو والله لا يفعل الله كذا وكذا


    والإقسام على الله نوعان :


    أحدهما :

    أن يكون الحامل عليه قوة ثقة
    المقسم بالله – عز وجل- وقوة إيمانه به

    مع اعترافه بضعفه وعدم إلزامه الله بشيء

    فهذا جائز
    ودليله قوله صلى الله عليه وسلم :

    "رُب
    أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره"

    ودليل آخر
    واقعي

    وهو حديث أنس بن النضر حينما كسرت أخته الربيع سنّا لجارية من
    الأنصار

    فطالب أهلها بالقصاص فطلب إليهم العفو فأبوا ، فعرضوا الأرش فأبوا


    فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبوا إلا
    القصاص

    فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص


    فقال أنس بن النضر أتكسر ثنيّة الربيع ؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر
    ثنيتها

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أنس كتاب
    الله القصاص ) فرضي القوم
    فعفوا

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من عباد
    الله من لو أقسم على الله لأبره)

    وهو – رضي
    الله عنه – لم يقسم اعتراضاً
    على الحكم وإباء لتنفيذه

    فجعل الله الرحمة في قلوب أولياء
    المرأة التي كسرت سنها فعفو عفواً مطلقاً

    عند ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد
    الله من لو أقسم على الله لأبره)

    فهذا
    النوع من الأقسام لا بأس به

    النوع الثاني : من الإقسام
    على الله :


    ما كان
    الحامل عليه الغرور والإعجاب بالنفس وأنه يستحق على الله كذا وكذا

    فهذا
    والعياذ بالله محرم ، وقد يكون محبطاً للعمل

    ودليل ذلك أن رجلاً كان عابداً
    وكان يمر بشخص عاص لله ، وكلما مر به نهاه فلم ينته

    فقال ذات يوم والله لا
    يغفر الله لفلان – نسأل الله العافية –

    فهذا
    تحجر رحمه الله ؛ لأنه مغرور بنفسه


    فقال الله – عز وجل –

    " من
    ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك "

    قال أبو هريرة
    : ( تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته)

    ومن هذا نأخذ أن من أضر ما يكون على
    الإنسان اللسان

    كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل –
    رضي الله عنه-:

    (ألا أخبرك
    بملاك ذلك كله)

    قلت:بلى يا رسول الله ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم
    بلسانه

    فقال : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم
    به؟

    فقال : " ثكلتك أمك يا معاذ

    وهل يكب الناس في النار على وجوههم
    أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم"

    والله الموفق والهادي إلى سواء
    الصراط


    يتبع\\

  2. 2
    مشرف المنتدى الاسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    729
    كمزاري غير متواجد حالياً

    افتراضي



    24. وسئل فضيلة
    الشيخ:


    عن قول الإنسان أنا حرّ ؟

    فأجاب
    بقوله:


    إذا قال ذلك رجل حر وأراد أنه حر من رق العبودية لله – عز وجل


    فقد أساء في فهم العبودية ، ولم يعرف معنى الحرية

    لأن العبودية
    لغير الله هي الرق ، أما عبودية المرء لربه – عز وجل – فهي الحرية

    فإنه إن
    لم يذل لله ذل لغير الله

    فيكون هنا خادعاً نفسه إذا قال: إنه حر يعني إنه
    متجرد من طاعة الله ، ولن يقوم بها

    25. سئل فضيلة الشيخ:


    عن قول العاصي عند الإنكار عليه (أنا حر في تصرفاتي) ؟


    فأجاب بقوله:

    هذا خطأ ، نقول : لست حراً في
    معصية الله

    بل إنك إذا عصيت ربك فقد خرجت من الرق الذي تدعيه في عبودية
    الله

    إلى رق الشيطان والهوى


    38. سئل فضيلة الشيخ :

    عن قول العامة ( تباركت علينا؟) (
    زارتنا البركة ؟)

    فأجاب قائلا :

    قول العامة
    (تباركت علينا) لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله – عز وجل –


    وإنما يريدون أصابنا بركة من مجيئك

    والبركة يصح إضافتها إلى
    الإنسان

    قال أسيد بن حبير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع
    منها قال :

    " ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر "

    وطلب البركة لا
    يخلو من أمرين :


    الأمر الأول :

    أن يكون
    طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم

    قال الله – تعالى - : ( وهذا
    كتاب أنزلناه مباركاً )

    فمن بركته أن من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح ،
    فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشرك

    ومن بركته أن الحرف الواحد بعشرة حسنات
    وهذا يوفر للإنسان الجهد والوقت

    الأمر
    الثاني:


    أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم ، مثل العلم

    فهذا
    الرجل يتبرك به بعلمه ودعوته إلى الخير

    قال أسيد ابن حبير (ما هذه بأول
    بركتكم يا آل أبي بكر)

    فإن الله قد يجري على أيدي بعض الناس من أمور الخير
    ما لا يجريه على يد الآخر

    وهناك بركات موهومة باطلة


    مثل ما يزعمه الدجالون

    أن فلاناً الميت الذي يزعمون أنه ولي
    أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك

    فهذه بركة باطلة لا أثر لها ، وقد يكون
    للشيطان أثر في هذا الأمر

    لكنها لا تعدو أن تكون آثاراً حسية بحيث أن
    الشيطان يخدم هذا الشيخ

    فيكون في ذلك فتنة

    أما
    كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة ؟


    فيعرف ذلك بحال
    الشخص

    فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة المبتعدين عن
    البدع

    فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما لا يحصل لغيره


    أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة ، أو يدعو إلى باطل

    فإن بركته
    موهومة ، وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله

    41. وسئل
    :


    عن حكم قولهم : تدخل القدر ؟ وتدخلت عناية الله ؟

    فأجاب قائلا:

    قولهم (تدخل القدر) لا تصلح

    لأنها
    تعني أن القدر اعتدى بالتدخل وأنه كالمتطفل على الأمر

    مع أنه أي القدر هو
    الأصل فكيف يقال تدخل ؟

    والأصح أن يقال : ولكن نزل القضاء والقدر أو غلب
    القدر أو نحو ذلك

    ومثل ذلك ( تدخلت عناية الله )الأولى إبدالها بكلمة حصلت
    عناية الله ، أو اقتضت عناية الله

    46. وسئل
    أيضاً:


    عن حكم ما درج على ألسنة بعض الناس من قولهم (حرام عليك أن
    تفعل كذا وكذا)؟

    فأجاب بقوله:

    هذا الذي
    وصفه بالتحريم إما أن يكون ما حرم الله

    كما لو قالوا حرام أن يعتدي الرجل
    على أخيه وما أشبه ذلك

    فإن وصف هذا الشيء بالحرام صحيح مطابق لما جاء به
    الشرع

    وأما إذا كان الشيء غير محرم

    فإنه لا يجوز أن يوصف بالتحريم
    ولو لفظاً

    لأن ذلك قد يوهم تحريم ما أحل الله عز وجل

    أو يوهم الحجر
    على الله عز وجل في قضاءه وقدره بحيث يقصدون بالتحريم التحريم القدري

    لأن
    التحريم يكون قدريا ويكون شرعيا

    فيما يتعلق بفعل الله عز وجل فإنه يكون
    تحريماً قدرياً

    وما يتعلق بشرعه فإنه يكون تحريما شرعيا

    وعلى هذا
    فينهى هؤلاء عن إطلاق مثل هذه الكلمة ولو كانوا لا يريدون بها التحريم الشرعي


    لأن التحريم القدري ليس إليهم أيضا

    بل هو إلى الله عز وجل هو الذي
    يفعل ما يشاء فيحدث ما شاء أن يحدث ويمنع ما شاء أن يمنعه

    فالمهم أن الذي
    أرى أنه يتنزهون عن هذه الكلمة

    وأن يبتعدوا عنها وإن كان قصدهم في ذلك شيء
    صحيحاً . والله الموفق

    49. سئل فضيلة الشيخ
    :


    هل يجوز أن يقول الإنسان للمفتي ما حكم الإسلام في كذا وكذا ؟


    أو ما رأي الإسلام ؟

    فأجاب بقوله :


    لا ينبغي أن يقال (ما حكم الإسلام في كذا ) أو ( ما رأي الإسلام في
    كذا )

    فإنه قد يخطئ فلا يكون ما قاله حكم الإسلام

    لكن لو كان الحكم
    نصاً صريحاً فلا بأس مثل أن يقول : ما حكم الإسلام في أكل الميتة؟

    فنقول :
    حكم الإسلام في أكل الميتة أنها حرام


    51. سئل فضيلة الشيخ :

    عن قول بعض الناس:

    وخسرت في
    الحج كذا ، وخسرت في العمرة كذا ، وخسرت في الجهاد كذا ، وكذا؟

    فأجاب قائلا:

    هذه العبارات غير صحيحة

    لأن ما بذل
    في طاعة الله ليس بخسارة ، بل هو الربح الحقيقي

    وإنما الخسارة ما صرف في
    معصية ، أو في ما لا فائدة فيه

    وأما ما فيه فائدة دنيوية أو دينية فإنه ليس
    بخسارة

    53.وسئل فضيلته:

    يستخدم بضع الناس
    عبارة (راعني) ويقصدون بها انظرني

    فما صحة هذه الكلمة ؟

    فأجاب قائلا:

    الذي أعرف أن كلمة : (راعني ) يعني من
    المراعات أي أنزل لنا في السعر مثلاً

    وأنظر إلى ما أريد ، ووافقني عليه ،
    وما أشبه ذلك ، وهذه لا شئ فيها

    وأما قول الله – تعالى - : ( يا أيها الذين
    آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )

    فهذا كان اليهود يقولون (راعنا)، من
    الرعونة

    فينادون بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يريدون الدعاء عليه


    فلهذا قال الله لهم : (وقولوا انظرنا )

    وأما (راعني ) ، ليست مثل
    (راعنا) ، لأن راعنا منصوبة بالألف وليست بالياء


    يتبع\\
    التعديل الأخير تم بواسطة كمزاري ; 26-05-2012 الساعة 11:20 PM

  3. 3
    مشرف المنتدى الاسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    729
    كمزاري غير متواجد حالياً

    افتراضي رد: انتقاءات من فتاوى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله في المناهي اللفظية

    57. سئل فضيلة الشيخ :

    عن حكم إطلاق لفظ (السيد) على غير الله تعالى ؟

    فأجاب بقوله :

    إطلاق السيد على غير الله تعالى إن كان يقصد معناه وهي السيادة المطلقة فهذا لا يجوز

    وإن كان المقصود به مجرد الإكرام فإن كان المخاطب أهلا للإكرام فلا بأس

    ولكن لا يقول السيد بل يقول سيد ، أو نحو ذلك

    وإن كان لا يقصد به السيادة والإكرام وإنما هو مجرد اسم فهذا لا بأس به

    60. وسئل فضيلته

    عن هذه العبارة ( السيدة عائشة رضي الله عنها ) ؟

    فأجاب قائلا :

    لا شك أن عائشة رضي الله عنها من سيدات نساء الأمة

    ولكن إطلاق (السيدة) على المرأة و( السيدات) على النساء

    هذه الكلمة متلقاة فيما أظن من الغرب

    حيث يسمون كل امرأة سيدة وإن كانت من أوضع النساء

    لأنهم يسودون النساء أي يجعلونهم سيدات مطلقا

    والحقيقة أن المرأة مرأة ، وأن الرجل رجل، وتسميه المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح

    نعم من كانت منهن سيدة لشرفها في دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة

    فلنا أن نسميها سيدة

    ولكن ليس مقتضى ذلك إننا نسمي كل امرأة سيدة

    كما أن التعبير بالسيدة عائشة ، والسيدة خديجة ، والسيدة فاطمة وما أشبه ذلك

    لم يكن معروفا عند السلف

    بل كانوا يقولون أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين خديجة

    فاطمة بنت الرسول صلى الله
    عليه وسلم ، ونحو ذلك

    62.وسئل فضيلة الشيخ:

    عن قولشاءت الظروف أن يحصل كذا وكذا)

    و(شاءت الأقدار كذا وكذا) ؟

    فأجاب قائلا :

    قول شاءت الأقدار)، و(شاءت الظروف) ألفاظ منكرة

    لأن الظروف جمع ظرف وهو الأزمان ، والزمن لا مشيئة له

    وإنما الذي يشاء هو الله ، عز وجل

    نعم لو قال الإنسان : ( اقتضى قدر الله كذا وكذا) . فلا بأس به

    أما المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار لأن المشيئة هي الإرادة

    ولا إرادة للوصف ، إنما الإرادة للموصوف

    64. سئل فضيلته :

    هل يجوز إطلاق ( شهيد) على شخص بعينه فيقال الشهيد فلان ؟

    فأجاب بقوله :

    لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى ، لو قتل مظلوماً أو قتل وهو يدافع عن الحق

    فإنه لا يجوز أن نقول فلان شهيد

    وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة

    وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولا في عصبية جاهلية يسمونها شهيدا

    وهذا حرام لأن قولك عن شخص قتل وهو شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة

    سوف يقال لك هل عندك علم أنه قتل شهيدا ؟

    ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

    " ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله

    إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دما ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك "

    فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم :

    " والله أعلم بمن يكلم في سبيله " – يكلم : يعني يجرح –

    فإن بعض الناس قد يكون ظاهره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا

    ولكن الله يعلم ما في قلبه وأنه خلاف ما يظهر من فعله

    وهذا باب البخاري رحمه الله على هذه المسألة في صحيحه فقال ( باب لا يقال فلان شهيد )

    لأن مدار الشهادة على القلب ، ولا يعلم ما في القلب إلا الله عز وجل

    فأمر النية أمر عظيم

    وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون بينهما كما بين السماء والأرض

    وذلك من أجل النية

    فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى

    فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله

    ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه "

    والله أعلم


    67. وسئل

    ما رأي فضيلتكم في استعمال كلمة (صدفة) ؟

    فأجاب بقوله :

    رأينا في هذا القول أنه لا بأس به وهذا أمر متعارف

    وأظن أن فيه أحاديث بهذا التعبير صادفنا رسول الله صادفنا رسول الله

    لكن لا يحضرني الآن حديث معين بهذا الخصوص

    والمصادفة والصدفة بالنسبة لفعل الإنسان أمر واقع ، لأن الإنسان لا يعلم الغيب

    فقد يصادفه الشيء من غير شعور به ومن غير مقدمات له ولا توقع له

    ولكن بالنسبة لفعل الله لا يقع هذا

    فإن كل شئ عند الله معلوم وكل شئ عنده بمقدار

    وهو سبحانه وتعالى لا تقع الأشياء بالنسبة إليه صدفة أبدا

    ولكن بالنسبة لي أنا وأنت نتقابل بدون ميعاد وبدون شعور وبدون مقدمات

    فهذا يقال له صدفة ، ولا حرج فيه

    أما بالنسبة لأمر الله فهذا فعل ممتنع لا يجوز

    68.سئل فضيلة الشيخ

    عن تسمية بعض الزهور بعباد الشمس لأنه يستقبل الشمس عند الشروق وعند الغروب ؟

    فأجاب بقوله:

    هذا لا يجوز

    لأن الأشجار لا تعبد الشمس، إنما تعبد الله عز وجل

    كما قال الله تعالى : (ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ

    وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ)

    وإنما يقال عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية

    كمراقبة الشمس ، ونحو ذلك من العبارات

    71. وسئل فضيلة الشيخ:

    عن عبارة : (فال الله ولا فالك ) ؟

    فأجاب قائلا :

    هذا التعبير صحيح

    لأن المراد الفأل الذي هو من الله ، وهو أني أتفاءل بما قلت ، هذا هو معنى العبارة

    وهو معنى صحيح أن الإنسان يتمنى الفأل الكلمة الطيبة من الله سبحانه وتعالى

    دون أن يتفاءل بما يسمعه من هذا الشخص الذي تشاءم من كلامه


    75.وسئل فضيلته :

    عن قول الإنسان إذا سئل عن شخص قد توفاه الله قريبا :

    " فلان ربنا افتكره " ؟

    فأجاب فضيلته بقوله :

    إذا كان مراده بذلك أن الله تذكر ثم أماته فهذه كلمة كفر

    لأنه يقتضي أن الله عز وجل ينسى ، والله سبحانه وتعالى لا ينسى

    كما قال موسى ، عليه الصلاة والسلام ، لما سأله فرعون:

    ( فما بال القرون الأولى . قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى)

    فإذا كان هذا هو قصد المجيب وكان يعلم ويدري معنى ما يقول فهذا كفر

    أما إذا كان جاهلا ولا يدري ويريد بقولهأن الله افتكره ) يعني أخذه فقط فهذا لا يكفر

    لكن يجب أن يطهر لسانه عن هذا الكلام

    لأنه كلام موهم لنقص رب العالمين عز وجل

    ويجيب بقوله : ( توفاه الله أو نحو ذلك )


    78.سئل فضيلة الشيخ :

    عن عبارة (كل عام وانتم بخير) ؟

    فأجاب بقوله:

    قول (كل عام وأنتم بخير ) جائز إذا قصد به الدعاء بالخير

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •