اكتشف أحد الآباء , اختفاء اللعب الخاصة بابنته الصغيرة , فاشتد غضبه , وسألها بانفعال : أين اللعب ؟
فأجابت في خوف شديد :لا أعرف , غير أن بنت الجيران كانت تلعب معي في غرفتي , فقال : لابد أنها أخذتها , وأنت لم تستطيعي الحفاظ على أشيائك , فأمسك الأب بسلك كهربائي غليظ , واتخذ منه سوطا , وأخذ يلهب ظهرها , وهي تصرخ بشدة , فلم يرحم ضعفها , ولا سنوات عمرها الخمس .
كانت هذه إحدى صور معاملاته مع ابنته , والمؤكد أن هذه الواقعة لها مثيلات , وأن كل مرة منها كانت تترك جرحا غائرا في داخلها , وتسبب لها تشوهات نفسية , لم تشف منها حتى الآن , رغم أنها في العشرين من عمرها , جلست تروي الكثير من الأسى ذكرياتها المؤلمة , رغم أنها على يقين , أن أباها كان يفعل ذلك ظنا منه أنها الطريقة المثلى في تربيتها .
إذا فعل ذلك ليعلمها الحرص على ممتلكاتها ؟ فينبغي أن يعلم أن النفس السوية , هي أعز ما نملك, وأهم ما نسعى إليه في تربية أولادنا , بالإضافة إلى ذلك , فإن العقاب ينبغي أن يكون على قدر الخطأ , خاصة وأنها طفلة في الخامسة , يكفيها شيء من النصح والتحذير .
أما إذا كان يفعل ذلك بسبب عصبيته , فــــــــــــأولادنا ليسوا أدوات لتصريف انفعالاتنا , بل هم أمانة في أعناقنا, وسوف يحاسبنا الله على كل ما يصدر منا , فليتق كل منا ربه في أولاده , ويعلم أن الله سائله عن تلك الأمانة .
المفضلات