درجات الإرادة

1. ذهاب عن العادات بصحبة العلم، والتعلق بأنفاس السالكين،
مع صدق القصد، وخلع كل شاغل من الخلان ومشتت من اﻷوطان.

¤وهذا يوافق حد اﻹرادة بأنها: مخالفة العادة، وهي ترك عوائد النفوس وشهواتها،
ورعونتها وبطالاتها، ولايمكن ذلك إلا بصحبة العلم،
فإنه النور الذي يعرف العبد مواقع ما ينبغي إيثاره، وماينبغي إيثار تركه
.

¤ومن تعلق بأنفاس قوم انخرط في سلكهم، ودخل في جملتهم.

وقال شأن السالكين لا العابدين، فإن العابد شأنه القيام باﻷعمال، وشأن السالك مراعاة اﻷحوال.

¤وقوله (مع صدق القصد):

يكون بأمرين:
توحيده، وتوحيد المقصود: فلا يقع في قصدك قسمة، ولا في مقصودك.

¤وقوله (وخلع كل شاغل ........):
يشير إلى ترك الموانع، والقواطع العائقة عن السلوك: من صحبة اﻷغيار،
والتعلق باﻷوطان، التي ألف فيها البطالة والنذالة.

¤فليس عليه أضر منهما فليغترب عنهم بجهده.

مدارج السالكين
ج3 ( 2328، 2330)