الصدق
الصدق: اسم لحقيقة الشيء بعينه حصولا ووجودا.
درجات الصدق:
1.صدق القصد، وبه يتلافى كل تفريط، ويتدارك به كل فائت، ويعمر كل خراب.
وعلامة هذا الصادق:
أن لايتحمل داعية تدعو إلى نقض عهد، ولا يصبر على صحبة ضد، ولا يقعد عن الجد بحال.
معنى (صدق القصد): كمال العزم، وقوة الإرادة،
بأن يكون في القلب داعية صادقة إلى السلوك، فهو طلب لا يمازجه رياء ولا فتور.
ويتلافى به كل تفريط:يتدارك الفرص ﻹصلاح قلبه وما مزقته يد الغفلة والشهوة،
ويعمر ماخربته يد البطالة، ويوقد ما أطفأته أهوية النفس، ويلم ما شعثته يد التفريط واﻹضاعة .
وقوله: ((وعلامة هذا الصادق: أن لا يتحمل داعية تدعو إلى نقض عهد.)):
أي قد انجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه، والاستعداد للقائه،
فلا يتحمل سببا يدعوه إلى نقض عهده مع الله بوجه.
وقوله: ((ولا يصبر على صحبة ضد)).
الضد عند القوم: هم أهل الغفلة، وأضر شيء على الصادق صحبتهم،
بل لا تصبر نفسه على ذلك، إلا لضرورة وتكون صحبته حينها كالظل بلا روح وقلب.
فلما استحكمت الغفلة كما استحكم الصدق في الصادق
أحست روحه باﻷجنبية التي بينه وبينه والمضادة، فاشتدت النفرة.
وبحسب إحساس الصادق بها: تكون نفرته عن اﻷضداد،
فلا يأنس به إلا تكلفا ولا يصاحبه إلا ضرورة، فيأخذ من صحبته قدر الحاحة، كصحبة من يشتري منه.
وقوله: ((ولا يقعد عن الجد بحال))
أي: مستجمع القوة:لم يقعد به عزمه عن الجد في جميع أحواله، فلا تراه إلا جادا، وأمره كله جد.
مدارج السالكين
ج3 (2128-2123)
المفضلات