قد تصاب بعض النساء الحوامل بسكري الحمل الذي يحدث عادة في المرحلة الثانية أو الثالثة من الحمل ، أي ما بين الشهر الرابع والتاسع تقريبا ، حيث يكون الجسد في حاجة إلى المزيد من هرمون الأنسولين ، ففي حال لم يكن هناك إنتاج كاف لهذا الهرمون بشكل طبيعي ، سيرتفع عندئذ مستوى السكر في الدم بشكل كبير .
إن النساء الحوامل اللواتي يتطور لديهن مرض السكري خلال الحمل قد لا يكن مصابات بهذا المرض قبل حملهن ، لكن احتمالات الإصابة تزداد في حال حدوث إصابة سابقة بسكري الحمل وجود تاريخ عائلي للمرض ، أو إن كانت المرأة بدينة قبل حملها .
السيطرة على المرض :
تتمثل الخطوة الأولى المتعلقة بإجراء التدابير اللازمة الخاصة بسكري الحمل في مراقبة أسلوب حياتك العام حيث توجه لك إرشادات حول سبل المحافظة على وزنك ضمن الحدود الطبيعية ، المراقبة الشخصية لمستوى سكر الدم لديك من خلال جهاز فحص السكري ، الامتناع عن استهلاك السكر والملح والدهون المشبعة ، والقيام بالأنشطة الرياضية المسموحة خلال الحمل .
ويؤكد الأطباء أهمية تناول غذاء صحي كالحبوب والشوفان ، واستبدال الخبز والمعكرونة والأرز الأبيض بمنتجات الحبوب الكاملة مع الحرص على عدم تناول وجبات طعام كبيرة .
إن لم تجد التعديلات الغذائية نفعا في السيطرة على مستويات السكر في جسمك ، ستكون هناك حاجة بالطبع للأدوية أو حقن الأنسولين التي سيتم تدريبك على أخذها بنفسك .
ويجب أن تجري لك جلسات إضافية من التصوير بالموجات ما فوق الصوتية للاطمئنان على نمو طفلك وكمية السائل الأمنيوسي المحيط به .
قد تخضعين لجلسات إضافية للتصوير كل أربعة أسابيع ابتداء من الأسبوع 28 وحتى الأسبوع 36 من الحمل .
أسباب وعوامل الإصابة :
إن معظم النساء الحوامل يعانين من ضعف تحمل الجلوكوز بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل وهذا يعني أن مستوى السكر في الدم لديهن يكون أعلى من الحد الطبيعي ولكن ليس بشكل يسبب السكري .
وفي آخر ثلاثة أشهر من الحمل تعرض هذه التغيرات الهرمونية النساء الحوامل لخطر الإصابة بسكري الحمل .
- خلال فترة الحمل تقوم المشيمة بإفراز هرمونات تساعد الأم على إبقاء مستوى السكر بالدم طبيعي وتحميها من هبوط السكر حيث تعمل هذه الهرمونات على إيقاف عمل هرمون الأنسولين .
- ومع تقدم الحمل تضعف هذه الهرمونات قدرة الحامل على تحمل الجلوكوز مما يؤدي إلى ارتفاع السكر بالدم ويحاول الجسم إفراز
هرمون الأنسولين بكمية أكثر حتى تستطيع خلايا الجسم استهلاك السكر بالدم .
أما بالنسبة لأبرز العوامل التي قد تحفز الإصابة بسكري الحمل فتشمل ما يلي :
- زيادة الوزن قبل الحمل .
- وجود سكر في البول .
- ضعف تحمل الجلوكوز .
- تاريخ عائلي لمرض السكري .
- إنجاب سابق لطفل وزنه أكثر من 4.5 كيلوجرام .
- إذا سبق للمرأة أن عانت من سكري الحمل في مرات حمل سابقة .
- إذا كانت تعاني من زيادة سوائل الجنين .
كما يقول الأطباء ، فإن الكثير من النساء اللواتي يعانين من سكري الحمل قد لا يعانين من أي سبب من الأسباب التي تم ذكرها .
سبل الوقاية :
يمكنك تخفيف نظام خطر الإصابة بسكري الحمل بما يلي :
- اعتماد نظام غذائي متوازن يحتوي على كربوهيدرات الحبوب الكاملة ، وبروتينات اللحوم الصافية الخالية من الدهن ، وتناول الدهون الصحية .
- ممارسة التمارين الرياضية التي تسهم في السيطرة على مستويات السكر في الدم . من الآمن ممارسة بعض أنواع التمارين أثناء الحمل ، مثل اليوجا ، والمشي ، والسباحة .
- التحكم في زيادة وزنك .
- الاقلاع عن التدخين : يعتبر التدخين عادة سيئة تضر بطفلك الذي لم يولد بعد وتزيد من مخاطر الإصابة بسكري الحمل . ما يعطيك سببا آخر للإقلاع عنه .
الأعراض والمخاطر :
في كثير من الأحيان ، لا تظهر أي أعراض للإصابة بسكري الحمل ، لكنك قد تشعرين بما يلي : التعب ، العطش الشديد ، كثرة البول ، و/ أو عدم وضوح الرؤية ، فإذا كان لديك أي من هذه الأعراض ، عليك إخبار طبيبك بذلك .
أما بالنسبة للمخاطر المرتبطة بسكري الحمل فتتضمن : الولادة المبكرة ، احتمال الخضوع لعملية قيصرية ، إنجاب طفل بوزن زائد ، واحتمال تطور داء السكري من النوع الثاني لديك ولدى طفك فيما بعد ، وهذا ما يجعل الفريق الطبي المتابع لحالتك يعمل على مراقبة وضعك بدقة إذا ما تبينت إصابتك بالسكري .
المفضلات