النفس العدو الاكبر للانسان
قد يقول البعض كيف ذلك
سنعرف الان
جميعنا يعرف ان هناك ثلاثة انواع من النفس ، اللوامة والمطمئنة والامارة بالسوء دعونا اولا نتعرف على كل واحدة منها على حدة

النفس المطمئنة :

هي النفس المحببة الى الله سبحانه وتعالى لان اصحابها مؤمنين مطمئنين صالحين راضين خاشعين قلوبهم مليئة بانوار الله عزوجل ، مقتنعين بان الحياة ممر وليست دار مستقر ، لذلك تجدهم اكثر الناس زهدا في الدنيا واكثرهم رضا وسعادة ، هم فقط من يعيشون لارضاء الله وحده .


النفس اللوامة :

هي تلك النفس التي تلوم النفس الامارة بالسوء وتوبخها وتقف في وجهها وتكبحها وتوقفها عند حدها ، هي تلك النفس التي لا ترتاح وتنشغل دائما وابدا بإصلاح ما افسدته النفس الامارة بالسوء ، لا تكن ولا تهدأ أبدا همها الاول والاخير منع النفس الامارة بالسوء من نيل ما تصبوا اليه .


النفس الامارة بالسوء :


هي تلك النفس التي تؤدي بنا الى الهلاك باتباعها لاننا مهما حققنا رغبة من رغباتها الجامحة كلما طلبت اكثر فاكثر فاكثر ، لا تتوقف ابدا عن طلب ما تريد ولا تخجل من شيء ، فكل شيء تريده تصرح به ، وان لم تنجح بطريقة مباشرة تلعب لعبة التخفي وتمرير الطلب بشكل مغلف وجميل ، تأكد انها لا تهدا ابدا وانها لا تخاف ولا تجزع بشكل حقيقي ، صحيح انها تُردع لكنها لا تجزع ، تخاف كثيرا من النفس اللوامة وتتحايل عليها بشتى الطرق لتفعل ما تريد .
النفس الامارة بالسوء اخطر علينا من الشيطان ووساوسه اخطر بكثير جدا ، لانها تاتينا من مداخل غريبة وعجيبة ، وتلعب على الامور التي فيها خلاف واراء كثيرة والتي عليها الكثير من اللغط ، لا تتركنا ابدا ، تطلب الجديد مهما لبينا طلباتها ومهما كنا مطيعين لها فهي ستتمادى اكثر وتطلب اكثر وتتجبر وتتحكم بنا حتى تصبح هي المسيطرة وحينها سنفقد زمام كل الامر وسنضيع في هذا العالم المليء بالشرور .
محاربة النفس اكبر عند الله من النزول الى الجهاد لانها حرب اصعب بكثير من حرب السلاح ، هي اشرس واكثر عنفا من كل شيء ، النفس الامارة بالسوء عدونا اللدود الذي يجب ان نحذر منه وان نحسب له الف حساب وان نعد العدة لمحاربته بكل ما اوتينا من قوة .
لجمها وردعها وردها وعدم الاذعان والاستماع لها هذا هو الحل ، لانها لا تيأس ولا تفقد الامل انها ستستطيع يوما التغلب على النفس اللوامة ، فقط باحياء النفس اللوامة وحثها على الحرب سنستطيع وقفها عند حدها والحد من مخاطرها علينا .
المؤمنون والصالحون والاولياء هم من قتلوا النفس الامارة بالسوء وعاشوا بنفس لوامة واخرى مطمئنة والفائزون حتما هم المطمئنون الراضون بما رزقهم الله المستبشرون خيرا .
دائما كونوا مستعدين لمحاربة عدوكم الاكبر النفس الامارة بالسوء ، سلطوا عليها النفس اللوامة واوقفوها عند حدها برفض كل ما تطلبه وعوا جيدا انها اذكى مما نظن لذلك اعدوا العدة واستعدوا لحرب ابدية ...