وجوب السترة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا تصل إلا إلى سترة ، ولا تدع أحداً يمر بين يديك، فإن أبى فلتقاتله، فإن معه قرين). رواه ابن خزيمة في صحيحه بسند جيد.
كان صلى الله عليه وسلم لا يدع شيئاً يمر بينه وبين السترة، فقد ( كان يصلي ؛ إذ جاءت شاة تسعى بين يديه؛ فساعاها? حتى ألزق بطنه بالحائط ]ومرت من ورائه[ ). لرواه ابن خزيمة في صحيحه والطبراني والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
ساعاها: أي سابقها وهي مفاعلة من السعي.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم إلى سترة ؛ فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته).رواه أبو داود ولبزار والحاكم وصصحه ووافقه الذهبي والنووي.
وعلى هذا فالسترة لابد منها للإمام والمنفرد ولو في المسجد الكبير، وعلى المصلي إذا استتر بشيء أن لا يدع أحداً أن يمر من بين يديه فإما أن يمنعه وينبهه بيده وإما أن يتقدم للأمام حتى يقترب من سترته فيمنعه بذلك من المرور من بين يديه.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه ؛ لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه).رواه البخاري ومسلم.
ومن هذا الحديث نستدل على نهى النبي صلى الله عليه وسلم الناس من أن يمروا من بين يدي المصلي، وأن عليهم الإنتظار حتى ينهي المصلي صلاته أو أن يبحثوا عن طريق آخر أو أن يمروا من خلف سترة المصلي.
المسافة التي بينك وبين السترة :
1- ((كان صلى الله عليه وسلم يقف قريباً من السترة، فكان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع)). رواه البخاري وأحمد
2- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (((إذا صلى أحدكم إلى سترة؛ فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته)).رواه أبو داود والبزار وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
في هذه الرواية أمر مهم وهو أن لا يكون بعيد عن السترة وإنما عليه أن يدنو منها
هذا الدنو قد جاء تحديده في حديث سها بن سعد رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في صحيحه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى كان بينه وبين سترته ممرُّ شاة} ممر شاة تكون عادة في عرض شبر أو شبرين بكثير ، وإذا سجد المصلي فيكون الفراغ الذي بينه وبين السترة مقدار شبر أو شبرين ، هذا هو الدنو الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الثاني: {إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدنو منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته} فإذا صلى المسلم في هذا المسجد أو في غيره فهو على خيار ، إن شاء أن يتقدم إلى الجدار القبلي فيجعل بينه وبين قيامه نحو ثلاثة أذرع ، بحيث إذا سجد لا يكون بعيداً عن الجدار إلا بمقدار المذكور آنفا شبر أو شبرين.
كما أن بعض الناس يُبالغون في التقرب إلى السترة حتى ليكاد أحدهم أن ينطحَ الجدار برأسه ، هذا خطأ مخالف للحديث.
الناس كما تفهمون ما بين إفراط وتفريط ، ما بين مُهمل للسترة أو يصلي في منتصف المسجد والسترة بعيدة عنه كلَّ البعد ، وما بين مُقترب إلى سترة حتى لا تجد بين رأسه وبين السترة مقدار ممر شاة.
أسأل الله أن ينفعني الله وإياكم بهذا القول،وأسأله أن يمنَ علينا بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. وأسأل الله أن يثبتنا على دينه وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله .أمين
تنبيه: سترة الإمام في صلاة الجماعة سترة للمأموم فيجوز المرور من بين يدي المأموم.
المرجع: صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها للشيخ الألباني رحمه الله.صفحة 82 ، 83 ، 84
المفضلات