فالدّعاءُ يمنحُ النفسَ فرصة ًللركض ِ نحوَ المستقبل ِبالتحفيزِ الَذِي يلقيهِ عليها
لكنّ الْأُمْنِيَات تظلّ رَهْناً للعزائمِ
ويظَلُّ العمل قَائِدَاً لهذِهِ السرِيَّةِ الخاصةِ بِكلِّ فردٍ فيْ العالمِ ..
أَحياناً يمتدُّ نفوذُها حتى ترى آثارَهَا فيْ عينيَّ والديْكَ المتفائلةِ
والتِي تتطَلَّعُ إِلىَ تحقيقِهَا على يديْكَ
فتجِدُ الدعَاءَ لَا يفترُّ عنْ لسانِهمَا لَكَ
وأَيُّ قَيِّمَةٍ أَهدتْكَ الأُمنيَاتُ !
تأْسَفُ حينمَا ترى أُولئكَ الذيْنَ قتلُوا آمالَهُمْ فَلَا أُمْنيَةَ تُبْهِجُ أَيَّامهُمْ وأَحلامَهُمْ
وتقودَ أشْوَاقَهُمْ للتذللِ بين يدي الله جلّ وعلا ..
فَكثِيرٌ منَ الشبابِ ازْدَهَرَ عودُهُ لكنّ أُمنِياتهِ يَبِسَتْ في ازْدِهَارهِ ، و أحلاَمُ طُفولتِهِ تلاشتْ في صبَاهُ
و تطلُعاتُ أَحبَّائِهِ ماتَتْ بِعَدَمِ مُبَالاتِهِ ، وَاعتِنَاقِهِ تيارَ اللاهدفَ سوىْ راحةُ البال ِ !

ولا عَجَبَ فمَنْ لمْ يذقْ نشوَةَ العمرِ في تحقيقِ أُمنيَةٍ . . رضِيَ بِلذةِ ساعةٍ في معصيةٍ !
لكنْ بِالمقابل ِثَمّة َ قلةٌ أَدركوا قَيمةَ هذهِ الثروةِ فَعانقَوهَا وعَقدُوا العَزمَ عليهَا
وحققُوهَا فقرَّتْ لنجَاحِهمْ كلَّ العُيُونِ التِي أنَاطَتْ حلمَهَا فيهمْ
و المؤمنونَ فقط همْ الذينَ تتقاطَعُ أُمنيَاتِهِمْ وتشتركُ في نقطةٍ واحدَةٍ
فكلهُمْ يسعَى لنيلِ ِأمنيةٍ عظيمةٍ في حياتِهِ
ويَرجُو تحقيقهَا بعدَ مماتِهِ أَلا وهِيَ " نَيْلُ رِضْوَانِ الله عزّ وَ جلّ "
هذهِ الأَمنيَةُ التيْ يجبُ أَنْ تحدُوَ ركبَ الأَمانِيِ
وتقودَ عِنَانَ الأَشوَاقِ . .
فمنْ لمْ تعتدْ عيناهُ السَّهرَ هنا
لمْ تسعدْ برؤيةِ ربِهَا هناك
ومَنْ عاشَ فيْ غياهِبِ الحيرةِ فَلا أَرضَاً يعرفُ لأَحلامِهِ ولا سماءً يُبصِرُ لآمالِهِ
فعليهِ أَنْ يُسَفلِتَ أَرضية َ أمنياته وأَنْ يعملَ حُدُوداً وحواجزَ عليهَا
حتى يكونَ فيْ مأْمَنٍ فلا تنحرِفُ ذاتَ اليَمينِ وذاتَ الشمَال ِ
ليعبُرَ بكلِ أمنياتِهِ إلى عوالمِ الغدِ بعدَ التوَكلِ ،بطمَأنِينَةٍ وسعادةَ

واجعَلْ أمنياتِكَ فيْ الدنيَا خطوَاتٍ تقودكَ إِلى الأُمنيَةِ الكُبـرى والأَملِ الأَسمَى
رِضوانُ اللهِ ثم الجَنّةِ ثم عينانِ تتلذذانِ بِرؤيةِ ربهَا
وما أعظَمَها منْ أمنيةٍ
المفضلات