قَامَتْ .. فَقُمْنَــا
الجــزء الثــاني
مريم (تفكر): هل هو فعلاً يوم البعث ؟!
نعم ! قد يكون كذلكـ ، لما لا والعالم بدأ بالتمرد على حكَّامه
نعم ! لما لا وقد انتشر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
نعم ! لما لا وقد أصبح البدو يتطاولون في البنيان
نعم ! لما لا وقد أصبحت المرأة تساعد في تجارة زوجها
نعم ! لما لا فلا يوجد في وطني بنكٌ إسلاميٌ واحد ، وانتشر الربا
نعم ! لما لا فلم يعد هناك فقير لنتصدق عليه
نعم ! لما لا وقد انتشرت الأمراض والأوبئة
نعم ! لما لا !
لا لا أعتقد بأنه البعث !
لا ، لأني لست مستعدةٌ له ، كما أنني لستُ مستعدةً لأموت !
فجأة ، وصلتا إلى نهاية الممر وانقطع عمر مريم بأنها ليست مستعدةٌ للموت !
رقية (بصوتٍ عال) : انظري !
ألا تصدقيني !!
مريم تشهق من هول ما رأت ! والفتيات من حولها كأنهن نملات نفخ عليهن بَشريّ من أنفاسه !
دخانٌ أسود يكحل عين الشمس في السماء الزرقاء ، يتخالط الأسود مع الأبيض الغاضب ، والرمادي المختبئ خلف الجبال التي لا تكاد تكون كعادتها الثابتة والشاهقة على أرض البشر، فلم تستطع أن تخبئ الدخان لأنها غدت غبار ودكٌ كبير ينهمر بشدةٍ وعنف ليضرب الأرض بغضب وضعف ، والشرار نجومٌ في وضح النهار، بل جِمالٌ متطايراتٌ هنا وهناك .
مريم : لا يا رقية قد تكون هذه حربٌ شُنت علينا بسبب أولئك المتمردين على الحكومة ، أو بسبب سياسي ما ، لكن لا أعتقد بأنها القيامة !
هيا بنا ، هيا لنرى المشهد من مكانٍ عالي ، لعل هناك دبابة ما أو مدرعة .
للقصة بقية أخيرة
تابعوني
...
المفضلات