الوقت رأس مال العبد الذي يتاجر به مع الله عزوجل فيجب استغلاله الاستغلال الأمثل
ـ المضيع لوقته يتحسر ويندم دنيا وأخرى لأن الكثير من المصالح تفوته
ـ نعمة الوقت لها أثر كبير على الفرد والمجتمع إذا أحسن استغلالها
ـ استغلال الوقت يزيد من الإنتاج في جميع الموارد اللازمة لحياة الفرد ونهوض المجتمع
ـ فاقت علينا الأمم في معطيات الحياة عندما أحسنت إدارة وقتها إدارة تكفل لها تحقيق ما ترمي إلى الوصول إليه
الإنسان في هذه الحياة بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فإذا عقل الإنسان هذا المعنى فمن الواجب عليه أن يغتنم حياته قبل موته ويقبل على ربه بالطاعة والعبادة لينال ثوابه في آخرته ، فإن الدنيا عمرها قصير وكل ما فيها حقير إذا أقبلت لا يؤمن شرها ووبالها وحول أهمية الوقت في حياة الإنسان 0
قيمة الوقت
في البداية هناك إشارات كثيرة تدل على الوقت وأهميته والمحافظة عليه ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية نريد منكم بيان ذلك ؟
ورد في القرآن الكريم إشارات متعددة تدل على قيمة الوقت من ذلك أن الله عزوجل أقسم بأوقات متعددة مما يدل على أهميتها من ذلك قوله تعالى وَالْعَصْرِ وقوله (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ، وقوله (وَالضُّحَى ، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) كما بين سبحانه أن من دلائل قدرته تعاقب الليل والنهار وهما عصرا الزمن يقول سبحانه (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ). وقال سبحانه مبينا الهدف والحكمة من تعاقب الليل والنهار فقال (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) كما ورد ذكر أهمية الوقت أيضا في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله اغتنم خمسا قبل خمس : (حياتك قبل موتك ،وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك.
نعمة الوقت
أشرتم في السؤال السابق بأن الوقت له أهمية عظمى من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة والسؤال ما أثر نعمة الوقت على الفرد والمجتمع ؟
إن نعمة الوقت لها أثر كبير عملي على الفرد والمجتمع إذا أحسن استغلالها ومن ذلك :
زيادة إلى زيادة الإنتاج في جميع الموارد اللازمة لحياة الفرد ونهوض المجتمع0
يؤدي إلى القدرة على القضاء الأعمال الكثيرة في أوقات وجيزة0
يؤدي إلى المسائلة على العبد يوم القيامة عند ربه0
زيادة الأجور والحسنات لكثرة الأعمال المنتجة 0
القدرة على الإيفاء بجميع الأعمال الملقاة على عاتق الإنسان وأداء جميع الحقوق الملزم بها سواء أكانت تجاه ربه أم تجاه الناس والمجتمع 0
مراتب تقسيم الوقت
ـ اليوم ينقسم إلى 24 ساعة .. كيف يمكن أن يقّسم الإنسان وقته ويستغله الاستغلال الأمثل ؟
يمكن أن يقسم ذلك بعدة أنواع من التقسيمات ، فإما أن يقسمه على مراتب المصالح وهي : الضروريات - الحاجيات - التحسينات 0
فالضروريات تشمل حفظ الدين - والنفس والعقل والعرض والمال فيعطي جل وقته لما يحفظ هذه الكليات الخمس وما يضمن بقاءها والمحافظة عليها.
ويعطي الحاجيات وهي التي تشتمل على المكملات للضروريات كالبيع والشراء والعروض الكفائية وغيرها وقتا وسطا بين الضروريات والتحسينات.
ويعطي التحسينات والتي تشتمل على المكملات للحاجيات كالأمور الترويحية من ملاعبة لأهله وولده ورحلاته والألعاب الرياضية والمسابقات والزيارات وطلب العلم المندوب وغيرها فيعطها وقتل أقل وهكذا.
وإما أن يقسمه على نوع من الحقوق والواجبات فيعطي حقوق الله الواجبة الحظ الأوفر من وقته ثم حقوق أهله وأولاده ثم حقوق والديه ثم أرحامه وهكذا.
فأقول أيضاً بأن الوقت هو رأس مالك الذي تتاجر به مع الله عزوجل ثم مع الناس فلهذا عليك أن تستغله خير استغلال وإياك وأن تضيعه فيما لا منفعة فيه لأنك عنه مسؤول يوم القيامة ثم أن المضيع لوقته يتحسر ويندم دنيا وأخرى لأن الكثير من المصالح تفوته يقول الله تعالى في بيان ذلك قال تعالى (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) ، وقال تعالى (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) ويقول ( يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) وقال تعالى (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) وقالت تعالى (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) وقال تعالى (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) ثم إنه لا يستغل الوقت إلا من يحسن استغلاله فليتعلم هؤلاء فن إدارة الوقت وسيجدوا متعة فيه 0
البرامج
** ما هو البرنامج الذي يجب أن يتبعه المسلم حتى يكون دائما في ذكر الله ؟
يمكن أن يتبع البرنامج الآتي:
صلاة الفجر في جماعة ، أذكار الصباح ، قراءة جزء من القرآن على الأقل بعد ذلك صلاة الشروق إن لم يكن صاحب دوام رسمي ، قضاء أعماله ، صلاة الظهر في جماعة ، الاستراحة ، صلاة العصر في جماعة بعد العصر يحرص على قراءة شيء من الكتب النافعة ، أذكار المساء صلاة المغرب في جماعة ، بين المغرب والعشاء يحضر مجلس ذكر أو جلسة تلاوة ، صلاة العشاء في جماعة ، متابعة برنامج هادف والاستماع إلى الأخبار العالمية ، الجلوس مع الأهل والتحدث إليهم ومساعدتهم ، النوم المبكر ، قبل الفجر يصلي شيئا من النوافل مع المناجاة لله عزوجل 0
يخصص أيام الإجازات لزيارة أصدقائه وأرحامه وللرحلات والمسابقات الترفيهية وللبرامج الدعوية0
الحرص على ما ينفع
** يقول الرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك ؟ حول هذا الحديث كيف يمكن للمسلم تطبيق ذلك ؟
إن هذا الحديث يمثل مرتكزا كبيرا للمسلم الذي يحرص على ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، فهو يوجهه إلى ضرورة مبادرة واغتنام أوقات النشاط والفتوة والقوة والفسحة والغنى كالصحة والشباب والفراغ وبل والحياة كلها قبل حلول ما يضادها وما يهدم مقوماتها كالموت والفقر والهرم والانشغال بالارتباطات الوظيفية والأعباء الاجتماعية وكل ذلك لن يأتي إلا بعدة أمور:
بالإحساس بقيمة الوقت ومدى المسؤولية تجاهه0
الإحساس بعظم التكاليف والأعباء الملقاة على عاتق الإنسان من عبادة الله عزوجل
الإحساس بأن تلك النعم الخمس هي نعم سيسـأل عنها العبد سؤالاً عسيراً عند الله عزوجل 0
بجدولة وقته تتناسب مع ظروف الحياة المحيطة به 0
يوضع أهداف ورؤى لكل تلك الفترات بما يضمن الوصول إلى المرامي المرادة .
تفوق الأمم علينا
** بعد أن أجبتم بإجابات شافية وقبل ان نودعكم ؛ هناك فئة من الناس تحس بثقل الوقت وعدم استغلاله فماذا تقول لهؤلاء ؟
أقول لكل مسلم أن غيرنا من الأمم ما فاقت علينا في معطيات الحياة إلا لما أحسنت إدارة وقتها إدارة تكفل لها تحقيق ما ترمي إلى الوصول إليه ونحن كذلك لا بد من تعلم هذا الفن من العلوم لنساير الأمم في تقدمها ورقيها ، وكيف ونحن أمة قد ربانا ديننا على تنظيم أوقاتنا في عباداتنا التي هي منظمة في أوقاتها وأزماتها0
إن لتصنيع الوقت وعدم استغلاله أسبابا عدة منها :
النشؤ في أسرة لا تحترم الوقت 0
الصحبة السيئة لرفقاء لا يعرفون قيمة الوقت 0
عدم احترام ذوي الأسوة والقدوة من المعلمين والمربين والمسؤولين لأوقاتهم 0
عدم تقدير قيمة الوقت 0
الركون إلى النعمة مع أمن مكر الله عزوجل 0
عدم المتابعة والمحاسبة 0
المعاصي والمخالفة لأمر الله عزوجل قد تكون سبباً لذهاب بركة العمر وعدم التوفيق إلى الانتفاع به فيما يرضي الله عزوجل0
الغفلة عن واقع الأعداء ومدى استغلالهم لأوقاتهم0
الدخول في العمل بغير تنظيم وتخطيط0
المفضلات