الحلقة السابعة والثلاثين الأخيرة . ( وفاة رسول الله و دفنه)
1. شاع خبر وفاة النبي ﷺ في المدينة ، ونزل خبر وفاته على الصحابة رضي الله عنهم كالصاعقة ، لشدة حبهم له .
2. ودخل الصحابة على النبي في بيت عائشة ، ينظرون إليه ، وقالوا : كيف يموت وهو شهيد علينا ، ونحن شهداء على الناس
3. وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ودخل على النبي ، فلما رآه ، قال : واغشياه ، ما أشدَّ غشي رسول الله ﷺ. ثم خرج عمر من عند النبي سالاً سيفه ويتوعد الناس ويقول : والله لا أسمع أحداً يقول : مات رسول الله إلا ضربته بالسيف .
4. وقال أيضا رضي الله عنه : إن رسول الله ما مات ، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ، والله ليرجعن رسول الله ﷺ.
5. كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه غائبا لما مات رسول الله ، كان قد استأذن النبي في الذهاب لمنطقة السُّنْح فانطلق أحد الصحابة إليه ، وأخبره خبر موت النبي، وأن الناس في حال لا يعلمه إلا الله سبحانه.
6. فانطلق أبو بكر الصديق مسرعاً على فرسه حتى دخل المسجد النبوي ، وإذا بالناس يبكون ، وعمر شاهراً سيفه يكلم الناس فلم يلتفت أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى شيء من ذلك ، ودخل على النبي وهو مسجى على سريره ، وكشف عن وجهه الطاهر .
7. وقال رضي الله عنه : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم أكبَّ عليه فقبله وهو يبكي ، ويقول : طبت حيا وميتا يارسول الله . والله لا يجمع الله عليك موتتين ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد ذُقتها ، ثم لن يُصيبك بعدها موتة أبدا ثم غطى النبي ﷺ.
8. ثم خرج رضي الله عنه للناس ، وهم مابين منكر ، وحائر من هول المصيبة ، ورأى عمر رضي الله عنه وهو يُهدد ويتوعّد من يقول بموت النبي ﷺ فقال أبو بكر رضي الله عنه : على رِسلك ياعمر ، فأبى عمر أن يسكت فلما رآه لا ينصت أقبل أبوبكر على الناس وبدأ يخطب فيهم فأقبلوا عليه ، وتركوا عمر رضي الله عنه.
9. فقال أبوبكر رضي الله عنه: " أيها الناس مَن كان يعبد محمداً فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ." وقرأ " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ......".
10. وأخذ البكاء والنشيج في المدينة على موت النبي ﷺ ، ولم تَمر بالأمة مُصيبة أعظم من موت النبي ﷺ .
11. فلما بُويع أبو بكر الصديق بالخلافة ، وذلك يوم الثلاثاء ، أراد آل النبي ﷺ غَسْله ، واختلفوا في ذلك. فقالوا : والله ماندري كيف نَصنع ، أنُجرد رسول الله ﷺ كما نُجرد موتانا أم نَغْسِله وعليه ثيابه .
12. فأصابهم كلهم النُّعاس فناموا جميعا ، وسُمِع صوتٌ يقول لهم : اغْسِلوا رسول الله ﷺ وعليه ثيابه . فلما استيقظوا ، أخبر بعضهم بعضاً بالذي سَمِعوا ، فقاموا إليه ، فَغَسَلوا رسول الله ﷺ وعليه ملابسه.
13. وكان الذين وَلُوا غَسْل النبي ﷺ : علي بن أبي طالب ، العباس ، وأبناؤه الفضل و قُثم ، أسامة بن زيد و شُقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم .
14. كان العباس والفضل وقُثم يُقلِّبون النبي ﷺ ، وأسامة وشُقران يَصُبَّان الماء ، وعلي بن أبي طالب يَغْسِل النبي ﷺ.
15. فلما فرغوا من غَسْل رسول الله ﷺ كُفِّن في ٣ أثواب بيض ، ثم وُضِع النبي ﷺ على سريره في بيت عائشة .
16. ثم أُذِن للناس بالدخول على رسول الله ﷺ ليُصلُوا عليه ، ولا يَؤمهم أحد . وهذا أمر مُجمع عليه ولا خلاف فيه .
17. فلما فَرغوا من الصلاة على النبي ﷺ أخذ الصحابة يتشاورون أين يدفنونه ؟؟ فاختلفوا في ذلك . فأرسلوا إلى أبي بكر الصديق ، فقال : سمعت النبي ﷺ يقول : " ماقَبض الله نَبيّاً إلا في الموضع الذي يُحب أن يُدفن فيه ".
18. وحُفر قبر النبي ﷺ في الموضع الذي مات فيه ، وهو في بيت عائشة ، ودخل قبر النبي ﷺ العباس وعلي والفضل .
19. ووضَع شُقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم في قبر النبي ﷺ قَطيفة - أي كساء - حمراء ، ثم أنزلوا رسول الله ﷺ في قبره .
20. وكان آخر الناس عهدا بالنبي ﷺ هو قُثم بن العباس رضي الله عنه ، وتم دفن النبي ﷺ ليلة الأربعاء صلوات ربي وسلامه عليه .
21. وحزن الصحابة حزناً شديداً على وفاة النبي ﷺ. قال أنس : ما رأيت يوماً قط أظلم ولا أقبح من اليوم الذي تُوفي فيه النبي ﷺ ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد من صلى عليه وعلى آله ،وصحبه ،وسلم تسليماً كثيراً ..
اللهم اغفر لمن كتبها، وقرأها، ونشرَها، ولكل المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وارزقنا مرافقةَ نبيك ﷺ في الفردوس الأعلى من الجنة...
🌹🌹 وجزاكم الله خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.🌹🌹
المفضلات