قال العلامة السعدي رَحِمَهُ اللهُ:
"يُخبر تعالىٰ أنه {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} الدُّنيويّة، وخَصَّ هٰذه الأمور المذكورة؛ لأنها أعظم شهوات الدنيا، وغيرُها تَبَعٌ لها؛ قال تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا} [الكهف: 7]،
فلما زُيِّنَتْ لهم هٰذه المذكورات بما فيها مِن الدواعي المثيرات؛
تَعَلَّقَتْ بها نفوسُهم، ومالت إليها قلوبُهم، وانقسموا بحسب الواقع إلىٰ
قسمين:
القسم الأول
|
القسم الثاني
|
جعلوها هي المقصود.
|
عرفوا المقصود منها وأنّ اللهَ جعلها ابتلاءً وامتحانًا لِعباده، لِيَعلمَ مَن يُقدِّم طاعتَه ومَرضاته علىٰ لذّاته وشهواته. |
فصارت أفكارُهم وخواطرُهم وأعمالُهم الظاهرةُ والباطنةُ- لها. |
فجعلوها وسيلةً لهم وطريقًا يتزوَّدون منها لآخرتِهم. |
فشغلتْهم عمّا خُلِقوا لأجْله.
|
ويتمتعون بما يتمتعون به علىٰ وجهِ الاستعانةِ به على مرضاته. |
وصَحِبوها صُحْبةَ البَهائم السائمة. |
قد صحبوها بأبدانِهم، وفارقوها بقلوبِهم. |
يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها، ولا يبالون على أيِّ وجْهٍ حَصَّلوها، ولا فيما أَنفقوها وصَرفوها. |
وعَلِموا أنها كما قال اللهُ فيها: {ذٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، فجعلوها مَعْبَرًا إلى الدارِ الآخرةِ، ومَتْجَرًا يَرجون بها الفوائدَ الفاخرة. |
فهٰؤلاء كانت زادًا لهم إلىٰ دار الشقاء والعَناء والعذاب. |
فهٰؤلاء صارت لهم زادًا إلى ربِّهم". |
]ينظر "تيسير الكريم الرحمٰن" ص124
المفضلات