الحلقة الثلاثون ( غزوة حنين)
1. كان سبب توجه رسول الله إلى حنين مابلغه عن هوازن أهل الطائف بجمع الجموع الكثيرة لقتاله وهو في مكة، فتوجه إليهم قبل أن يأتوه.
2. اجتمع لهوازن ٢٠ ألف مقاتل ، وخرجوا بنسائهم وأطفالهم وأموالهم من الإبل والغنم ، وكان قائدهم مالك بن عوف .
3 خرج النبي ﷺ من مكة ومعه ١٢ ألف مقاتل ، ١٠ آلاف الذين جاؤوا معه من المدينة لفتح مكة ، وألفان من أهل مكة وهم الطلقاء.
4. استعمل النبي ﷺ على مكة يحكمها بعد خروجه منها : عتاب بن أسيد رضي الله عنه ، وهو أول أمير على مكة في الإسلام .
5. في الطريق إلى حنين مر جيش المسلمين على شجرة عظيمة يقال لها " ذات أنواط " كان العرب يتمسحون بها ويتبركون بها ويعبدونها فقال الطلقاء من أهل مكة - وكان في إسلامهم ضعف - : يارسول الله اجعل لنا " ذات أنواط " كما لهم " ذات أنواط " فغضب رسول الله ﷺ ، وقال : " الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلـٰهاً كما لهم آلهة ".
6. وصل النبي ﷺ إلى وادي حنين ، وفي السحر عبأ رسول الله ﷺ جيشه ، وعقد الألوية والرايات ، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة و استعمل على الفرسان خالد بن الوليد رضي الله عنه وبشر أصحابه بالفتح والنصر إن صبروا وثبتوا .
7. كان بعض المسلمين من الطلقاء قد أُعجب بكثرتهم، وقالوا: والله لا نغلب اليوم من قلة ، فكان اتكالهم على عددهم.
8. بدأ المسلمون بالنزول إلى وادي حنين - وكان منحدراً شديداً - وكانوا لا يدرون بوجود كمين لهوازن في أسفل الوادي فلما نزلوا الوادي ، ما فاجأهم إلا كتائب هوازن قد شدَّت عليهم شدَّة رجل واحد ، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد حتى سقط .
9. وانكشفت خيل بني سليم مولية ، وتبعهم أهل مكة - وهم الطلقاء - وبدأ فرار المسلمين من كل مكان .
10. قال البراء بن عازب : فلقوا - أي المسلمون - قوماً رُماة لا يكاد يسقط لهم سهم فرَشقوهم رشقاً ، ما يكادون يخطئون
11. انحاز النبي ﷺ ذات اليمين ، وثبت معه نفرٌ قليل من المهاجرين والأنصار ، وأهل بيته ، فيهم : أبو بكر ، وعمر ، وعلي فأخذ رسول الله ينادي الذين فرَّوا من المسلمين : " إليَّ عباد الله هلموا إليَّ ، أنا رسول الله ، أنا محمد ".
12.لم يلتفت منهم أحد إليه ثم أخذ رسول الله ﷺيركض ببغلته قبل المشركين ، ويقول :
أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب
13. كان العباس آخذ بلجام بغلته ﷺ ، وابن عمه أبوسفيان بن الحارث آخذ برِكابها يكفانها عن الإسراع نحو العدو .ثم نزَل رسول الله عن بغلته ، فاستنصر ربه ودعاه قائلاً : " اللهم نزِّل نصرك ، اللهم إنْ تشأ لا تعبد بعد اليوم ".
14. وأخذ رسول الله يقاتل ، والصحابة الذين ثبتوا يقاتلون معه ، ويتقون به ﷺ لشجاعته وعظيم ثباته في مثل هذه المواقف.
15. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كنا إذا احمر البأس ، ولقي القومُ القومَ ، اتقينا برسول الله ﷺ.
16.ثم قال رسول الله ﷺ لعمه العباس ، وكان رجلا صيتا : " ياعباس ناد أصحاب السمرَة ".
- وهي الشجرة - فنادى العباس الصحابة الذين بايعوا رسول الله بيعة الرضوان فلما سمع المسلمون صوته أقبلوا وهم يقولون : لبيك لبيك ، حتى إن الرجل ليثني بعيره ، فلا يقدر على ذلك ، ويقتحم بعيره ، ويخلي سبيله ، ويقصد العباس
17. قال العباس رضي الله عنه : والله لكأنَّ عطفتهم حين سمعوا صوتي ، عطفة البقر على أولادها ، وفاء ببيعة الرضوان . وتجالد الناس مجالدة شديدة ، وأشرف النبي ﷺمن على بغلته ، ثم قال : " الآن حمى الوَطيس ".
18. ثم أخذ النبي ﷺ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ، وقال : " شاهت الوجوه ".فلم يبق منهم أحد إلا وامتلأت عيناه وفمه بالتراب . ثم قال رسول الله ﷺ : " انهزموا ورب الكعبة ، انهزموا ورب الكعبة ".
ثم أيد الله رسوله ﷺ والمؤمنين بنزول الملائكة .
19. قال الله تعالى : " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا" . و لم تقاتل الملائكة في غزوة حنين ، وإنما نزلت لتخويف الكفار ، وإلقاء الرُّعب في قلوبهم . ولم تقاتل الملائكة في غزوة قط إلا في غزوة بدر الكبرى
20. لما نزلت الملائكة هرب الكفار من كل مكان، وسأل الرسول ﷺ عن خالد بن الوليد، فوجده جريحا مستندا على راحلته لا يستطيع الحركة فأتاه النبي ﷺ ، وأخذ ينفث على جراحه ويمسحها بيده الشريفة ، حتى شفي خالد من جراحه ، فهذه من معجزاته ﷺ .
21. انطلق المسلمون يتبعون الكفار يقتلون فيهم ويأسرون ، حتى ترك الكفار أرض المعركة ، وتركوا نساءهم وذراريهم وأنعامهم .
22. وقعت كل غنائم الكفار بيد المسلمين ، وكانت غنائم عظيمة :
٢٤ ألف من الإبل
٤٠ ألف شاة
٤ آلاف أوقية من الفضة . غير النساء والأطفال ، فأمر النبي ﷺ أن تجمع هذه الغنائم في منطقة الجعرانة فجمعت ، وجعل عليها حراسة .
23. لم يقسم النبي ﷺ الغنائم ، وأمر ﷺ بمتابعة الكفار الذين توجهوا إلى الطائف وتحصنوا بها .
حلقة الغد غزوة الطائف ان شاء الله
المفضلات