السلآم عليكمـ ورحمة اللهـ وبركاتهـ ~
حدث في : 7-3-2011
كُتب في : 8-3-2011
نُشر في : 9-3-2011
بقلم : Miss.Java
بعنوان :
[[ .. عشاء يوم الاثنين كان لذيذاً ..]]
عشاء يوم الاثنين كان لذيذاً ، وأكلت بشراهة لكي يكون بمقدور جسدي الاستجابة للدواء الموصوف لي من قبل الدكتور، كان عبارةً عن أرز لا أعلم أي صنفِ من أصناف الأرز العماني اللذيذ هو ، ومعه دجاجٌ شُويَّ على الفحم تعضه بأسنانك رغم غلظته فتستسيغه حويصلات التذوق في لسانك، والسلطة عليها ليمونٌ حامضٌ ذوقه، لذيذٌ طعمه ، الحمدلله الذي أطعمنا هذا وسقانا إياه من غير حولٍ منا ولا قوة ، نعم لم نتكبد عناء طبخ هذه المأدبة الرائعة ، بمجرد اتصال لمطعمٍ ، قمنا بسؤال طلبية لعشاء ، نعم ونحن فتيات في سكنٍ داخلي مُنع عنا الطبخ منعاً باتاً ، وكذلك مُنِعت عنا الطلبيات من المطاعم الخارجية، لنقوم بالتزود وأخذ قوتنا فقط من مطعم السكن الداخلي ، والذي كَثُر ما أصيبت الفتيات في السكن بتسمم غذائي بسبب وجباته ، ولكن الغريب أن الطلبيات اليوم متاحة رغم أنهم قد منعوا الطلبيات ، والأغرب أنني رغم شراهتي في تناول العشاء وتلذذي بلقيمات الأرز لم أجدها فعلاً لذيذة ، لم أجدها فعلاً مريحة ، لم أجدها فعلاً مرضية ،لماذا ؟!
لأنها أُدخلت إلى أفواهنا بالقوة ، لأن لقمة الأرز هذه أُدخلت بحرب ، لأن لقمة الأرز هذه جاهدنا وحاربنا لكي نستلذ بها ، لأن لقمة الأرز هذه أدخلناها إلى أفواهنا رغم أنف من لم يرضوا بذلك، نأكل ونحن نعلم أننا نأكل وهم لا يرضون بذلك ، فكيف لنا بأن نرتاح ونستلذ بطعامنا ؟!
إنها ليست وكأن حقك قد أُعيد إليك ، لأنه إن كان حقك قد عاد إليك حتماً ستشعر براحةِ واطمئنان ، ولكن في حالتنا نشعر وكأننا قد سرقنا لنأكل !!
لابد وأنكم تتساءلون كيف سمحوا لنا بأن نطلب بالرغم من أن هناك قانون متذبذب الحال تارةً ينص على أن الطلبيات من المطاعم مسموحٌ بها فقط في يومي الاثنين والخميس ، وتارةً أخرى ينص على أن الطلبيات مسموحٌ بها فقط في يوم الخميس ، وتارةً أخرى الطلبيات ممنوعةٌ نهائياً من الدخول إلى السكن الداخلي ل.... ، لا تستغربوا تذبذب القانون (بالنسبة لي لم أرى يوماً قانوناً متذبذباً ومتراقص الحال!) فإن من يضعه امرأة أو بضع من النساء اللاتي أنهمكن بمشاكلهن الأسرية واللاتي لطالما رأوا العجب من طالبات السكن الداخلي ، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال :"لا تولوا أمركم امرأة" !!
لنعد إلى حديثنا ، لقد سمحوا لنا بذلك بعد أن شنت طالبات وطلاب .... هجوماً عنيفاً يتسم بالتنسيق والقيادة الشغوفة بدم الشباب ، وتأثير الكلمة على العقل ، كان هجوماً هادئاً رغم عنفه ، وسريعاً في تخطيطه وإنشائه ، فقط طالبتان يستطيع القواد العرب أن يتعلموا منهن ماهي الإدارة وكيف لنا أن نسيطر على عقول الآخرين في ثوانِ فقط ، وكيف نديرُ سكناً يحوي في حناياه الألآف من الطالبات المظلومات والمهضوم حقهم دراسياً ومعيشياً ..
تم إلقاء الأوامر في مساء يوم الأحد في تمام الساعة 11 ..
تم تنفيذ الخطة في صباح اليوم التالي الاثنين في تمام الساعة 7 ..
ماهي الخطة ؟ وماهي الأوامر ؟
اعذروني لا شأن لكم بذلك فأنا وإن كنت لا يد لي بحربهم هذه إلا أنني لا زلت منهم ولن أفضي بحكمتهم وخططهم ..
استيقظت في تمام الساعة 12 من ظهر يوم الاثنين لأجد السكن الداخلي هادئ ، وبوابة السكن تطل على الكلية مباشرة ً ، وهي كذلك هادئة ، والجو غائم مع نسمات الهواء البارد ، بالفعل كان هدوءاً عميقاً ، لم أرى إلا ثلاث فتيات من السنة التأسيسية يتراقصن في ساحة السكن، عدت إلى غرفتي والتي أخذت دور الهدوء في مسرحيتنا هذه كذلك ، وبين زوايا غرفتي لا أجد زميلاتي كذلك ، ماذا يحدث ؟!
أرسلت لصديقتي: أين أنتي ؟! كيف الأوضاع في الكلية ؟!
جاءني ردها: نحن في القاعة المسرحية منذ الساعة 9 صباحاً في اجتماعِ طارئ مع العميد ونخبة من المجموعة الفاسدة أقصد نخبةٌ من أعضاء الإدارة ، والأوضاع في الكلية "الله يستر" ، والاعتصام جاري!
كان هذا ردها ، واستغربت الوضع لأنه حسب خطتنا كان العميد سيجتمع بالطلاب والطالبات في تمام الساعة 12 ظهراً ولكنهم بدءوا الاجتماع منذ الساعة 9 صباحاً !
إنه من خوفه على تدهور الحال ، وتدهور أوضاع الكلية ، فقام بتعجيل اجتماعه مع الطلاب والطالبات ليناقشوا معاً كل ماهو مهم في حياة الطالب/ة ، الحياة الأكاديمية والحياة الاجتماعية في السكن الداخلي والخارجي ، وليس فقط نقاش بل نقاشٌ يتبعه تطبيق ، عن نفسي لم أحضر الاجتماع فلا اهتمام لدي بمثل هذه الأمور ومبدأي كما قال الأخ سعيد مالك : (الصبر على ظلم الولاة لملاقاة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحوض) ، كذلك أنا في غربة فمالي ولهذه الأمور ، ومن ناحية أخرى هناك من يعارضني في مبدأي هذا وهو الأغلبية العظمى في السكن الداخلي ، ودليل ذلك أن السكن كان فارغاً من أي روح ذاك الصباح ، حتى العمال والعاملات لا أثر لهم فقط أولائك الفتيات اللاتي رأيتهن يتراقصن في الساحة لأنهم لا زالوا في أول سنة تأسيسية لهم ولم يذوقوا طعم المعاناة التي ذقناها نحن في .... !
بالرغم من أنني لم أحضر إلا أنني أهتم بما يهم إخواني وأخواتي وكان ملخص الاجتماع كالآتي:
• (سأظل أستمع (الأهم تنفيذ المطالب وليس الاستماع) لمطالبكم حتى لو أشرقت شمس اليوم التالي) : هذا ما قاله سيادة عميد كليتنا الموقر الدكتور: .... السوداني الجنسية
• كان الاجتماع على مدى 9 ساعات متواصلة من الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 5 مساءاً
• إحدى الطلاب رفع لافتة كُتب عليها : (يسقط العميد) ، طبعاً العميد لا يتحمل مسؤولية الظلم الذي نعانيه بقدر ما يتحمله قسم القبول والتسجيل في الكلية وغيره من الأقسام الإدارية ، قد يكون خطأ العميد في عدم قدرته على قيادة الكلية فقط لأن هناك رؤوس فاسدة !
• اتسم الاجتماع بالرقي من حيث تنظيم الطلبة كلٌ يمثل تخصصه ، كما اتسم بصمت العميد وأعضاء الإدارة أمام صوت الطلاب والطالبات الصادح بالحق!
• كُشفت أمام العميد خفايا لا يعلمها إلا الله ! وانصدم البعض منا !
بالمناسبة أتعلمون لماذا أكثر معاناة الطلاب والطالبات تكون من قسم القبول والتسجيل ، لأن رئيسة القسم امرأة !!!
كانت مطالب الطلبة تتلخص بالآتي :
• السماح بالطلبيات لطالبات السكن الداخلي
• تغيير موقع حفل التخرج للخريجين المتوقع تخرجهم هذه السنة، لأنهم حسب خطط الإدارة أرادوا إقامة حفل التخرج في القاعة المسرحية الكائنة في .... والتي لا تتسع لطلبة عددهم يفوق الألف فكيف لهم بمقاعد لأهالي الخريجين !
• تغيير أعضاء إدارة الأقسام الإدارية ، وأولهم رئيسة قسم القبول والتسجيل
• طرد بعض من أعضاء الكادر التعليمي الأكاديمي لأسباب أخلاقية
• ميزانية الأنشطة الطلابية أين هي !!!
• توفير الميزانية لطلاب المسرح الذين هم على موعد مع الملتقى المسرحي ل.... الأسبوع القادم (كيف يكون عرضهم المسرحي الأسبوع القادم وهم إلى الآن لا ميزانية لهم !)
• والمطلب الغريب بالنسبة لي: إعطاء كل طاقم الإدارة والهيئة التدريسية مقرر في مهارات التواصل والاتصال ! ، أليس من المفترض أن يكون خلقنا القرآن ، ألسنا مسلمين ، ألم يربنا الإسلام على الأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة ، وصدقت إحدى الطالبات في مخاطبتها الشديدة اللهجة للعميد :" ما نحصل حد يحترمنا في السكن كله والكلية غير أمهاتنا العاملات .. والهنود .. ورئيسهم سومن (اسم الهندي)" ، نعم للأسف ليس هناك أسلوب راقي في التعامل أبداً !
• أن تكون هناك شهادة رسمية ومعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي للتخصص الفرعي الذي ندرسه لأننا وللأسف غير معترف بالتخصص الفرعي لنا فندرس مقرراً فرعياً بعيد كل البعد عن التخصص الرئيسي لنا
• أن يتم توفير سنة دراسية للتأهيل تربوي .
• إعادة النظر في المقررات المطروحة.
هذه المطالب مجرد رؤوس أقلام ولم أستطع ذكر أغلبها .
وبالمقابل فإن طلابنا قد يكون لهم من الذكاء حظٌ لا بأس به ، فقد قاموا بتهديد الإدارة إن لم يتم تنفيذ مطالبهم فإنهم لن يقوموا بافتتاح الملتقي الطلابي .... والذي من المتوقع افتتاحه شهر .... على يد ..... ، وكليتنا المصونة هي التي تستضيف الملتقى لهذا العام بإذن الله !
ويومي الثلاثاء والأربعاء اتفق الطلاب جميعاً على الاعتصام إلى أن يروا مطالبهم حقائقٌ تلامس الواقع !
وأول حقيقة لمسناها إلى الآن والتي لا أؤيدهم عليها شخصياً هي السماح للطلبيات من المطاعم الخارجية يومياً !!
المطعم في السكن هو مطعم والمطاعم في الخارج هي مطاعم كذلك فلا فرق !
سيخسر مطعم السكن الداخلي !
ما أرآه:
إن كليتنا لا بأس بها ، بل وإنها ترتقي وتصل برُقيَّها إلى الجامعات العالمية ، وما هذه المطالب إلا عثرات صغيرة فقط ولكن
لماذا الآن؟
لماذا الآن فقط قمتم بمطالبكم هذه ؟!
ماهو هذا الغزو الفكري الذي يحدث لنا ؟!
أهو بسبب ذاك الشاب الذي دُفن في أقصى الأرض في البيضاء ؟!
أم
أن هذا الأمر قد قُدِّر ؟
ما يخيفني في المظاهرات التي تشتعل حولي وأنا في غرفتي مغلقةً بابها هو هل هذا من علامات يوم القيامة ؟ أم هذا غضبٌ من الله ؟ أو ماهية هذه الانتفاضة العالمية الشرسة ؟
أسأل صديقتي : ما الذي يحدث لعقولنا ؟ ما الذي يحدث للعرب؟
ترد علي باستهزاء: "كان مسواي لهم حرز وفكوه!"
فأستغفر ربي لعل وعسى أن يرحمنا ربنا وهو القائل وهو أصدق القائلين : "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"
المفضلات