المعنى الثاني للسكينة
هي التي تنطق على ألسنة المحدثين من الحكمة.
قال ابن عباس-رضي الله عنه-(كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه)).
وكثير ماينطق صاحب السكينة بكلام لم يكن عن فكرة منه، ولا روية، ولا هيئة،
ويستغربه هو من نفسه، كما يستغرب السامع له، وربما لم يعلم بعد انقضائه بما صدر منه.
ويكون هذا عند الحاجة،
وصدق الرغبة من السائل، والمجالس،
وصدق الرغبة منه إلى الله،
واﻹسراع بقلبه إلى بين يديه،
وتجرده من الهوى،
وتجريد النصيحة لله ورسوله.
وهي ليست شيئا يملك ،بل موهبة من الله عزوجل.
ومن هنا قيل العلم ليس بكثرة الحفظ، بل هو نور يلقيه الله في قلب عبده الصادق في تبليغ وحيه وأمره.
ويظهر على لسانه من فهم لنصوص القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبمايفيض عليه من حكمة.
مدارج السالكين
ج4 (2732، 2735)
المفضلات