الدرجة الثانيه للإرادة

(تقطع بصحبة الحال، وترويح اﻷنس، والسير بين القبض والبسط)

¤(تقطع بصحبة الحال):

أي ينتقل من مقام العلم إلى مقام الكشف، ومن مقام رسوم اﻷعمال إلى حقائقها،
فيرتقي من اﻹسلام إلى اﻹيمان، ومن الإيمان إلى الإحسان.

¤أما (ترويح النفس): السالك لله في أول الأمر يجد مشقة في التكليف ومشقة العمل،
لعدم أنس قلبه بمعبوده، فإذا حصل للقلب روح اﻷنس به زالت عنه تلك التكاليف
والمشاق وصارت قرة عين له ولذة. فتصير الصلاة قرة عين له،
بعد أن كانت حملا عليه، ويستريح بها بعد أن كان يطلب الراحة منها.


*وصدق قوله صلى الله عليه وسلم: ((أرحنا بالصلاة يا بلال)).

¤أما ((السير بين القبض والبسط)):
حالتان تعرضان لكل سالك، ويتولدان من الخوف والرجاء تارة،
فيقبضه الخوف، ويبسطه الرجاء. وتارة من الجفاء والوفاء،
وتارة من التفرقة والجمعية، وتارة من أحكام الوارد، فوارد يورث قبضا، ووارد يورث بسطا.




¤وقد يهجم على قلب السالك قبض لايدري ماسببه، وبسط لايدري ماسببه.

¤وحكم صاحب القبض أمران:

1.التوبة والاستغفار؛ ﻷن القبض نتيجة جناية أو جفوة لايشعر بها.

2. الاستسلام حتى يمضي عنه ذلك الوقت ويزول القبض فالله يقبض ويبسط.

¤ويحذر من الانبساط، وهذا شأن العقلاء: إذا ماورد عليهم مايسرهم ويبسطهم،
قابلوه بالسكون والثبات والاستقرار، وفي ذلك يقول كعب بن زهير في مدح المهاجرين
:

ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم...........قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا.

----------------------------
○المراد بالقبض والبسط:الحالة التي يمر بها الإنسان.

البسط المراد به :فرح وإقبال على الله بالعبادة فهذا بسط وسرور وفرح في القلب.

○وأما القبض: جفاؤه عن العبادة وكسله وخموله، وإقباله على الدنيا
وارتكاب المعاصي ونحوه، فيحصل قبض للقلب وقلق وهموم.

مدارج السالكين
ج3 ( 2330، 2335)