الدرجة الثانية
تحسين خلقك مع الخلق، وتحسينه منك: أن تعلم أن كل ما يأتي منك يوجب عذرا،
وأن كل ما يأتي من الحق يوجب شكرا، وأن لا ترى له من الوفاء بدا.
وهذه الدرجة مبنية على قاعدتين:
1.أن تعلم أنك ناقص، وكل ما يأتي من الناقص ناقص، فهو يوجب اعتذاره منه لا محالة،
فعلى العبد أن يعتذر إلى ربه من كل ما يأتي منه من خير وشر. فيعتذر عن نقصان الخير.
ولهذا مدحهم الله تعالى {والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة}. [المؤمنون:60].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(هو الرجل يصوم ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه).
2.استعظام كل ما يصدر منه سبحانه إليك، والاعتراف بأنه يوجب الشكر عليك،
وأنك عاجز عن شكره، ولا يتبين هذا إلا في المحبة الصادقة، فإن المحب يستكثر من محبوبه كل مايناله منه.
لئن ساءني أن نلتني بمساءة.. ..........فقد سرني أني خطرت ببالكا.
فمعاملتك للحق سبحانه بمقتضى الاعتذار من كل ما منك، والشكر على ما منه:
عقد مع الله تعالى، لازم لك أبدا، لا ترى من الوفاء به لله بدا، فهو عقد لازم إلى يوم القيامة.
الدرجة الثالثة:
التخلق بتصفيه الخلق، ثم الصعود عن تفرقة التخلق، ثم التخلق بمجاوزة اﻷخلاق.
أي أن تصفي أخلاقك وتكملها بالدرجات التي قبلها ويصفيها من الشوائب والقذى والتشويش.
ويصعد بأخلاقه إلى ما فوق ذلك.
ومدار حسن الخلق على حرفين كما يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني-رحمه الله-
كن مع الحق بلا خلق، ومع الخلق بلا نفس.
فمتى عزلت الخلق -حال كونك مع الله -وعزلت النفس-حال كونك مع الخلق-فقد فزت .انتهى
مدارج السالكين
ج3 ( 2230، 2236)
المفضلات