في هذه الفترة من كل سنة ، تصول الجراثيم وتجول من حولك في كل مكان ، والطقس البارد يقلل قدرتك على مقاومتها ، فإذا كنت ترضعين طفلك منك ، وكان عمره أقل من 3 أشهر ، فإن خط الدفاع الأساسي هو الاستمرار في إرضاعه لأن حليب الأم يحتوي على كل العناصر الغذائية الأساسية والمواد الضرورية اللازمة لتقوية جهاز المناعة لدى طفلك .
إن كان عمر صغيرك أكثر من 3 أشهر ، يمكنك الاستفسار من طبيبه عن إمكانية إعطائه الفيتامينات المتعددة بالجرعة المناسبة لعمره ، وعندما تبين أن مناعته أصبحت أفضل ، وعمره أكبر يمكنك تزويده بالفيتامينات اللازمة له عن طريق الغذاء .
الزنك مثلا يعرف بأنه يقوي المناعة ، وبالتالي يساعد على مقاومة بعض الأمراض كالرشح .
يتوفر هذا العنصر في اللحم الأحمر ، الأسماك الدهنية ، والحبوب الكاملة .
وقد وجدت الدراسات أن فيتامين " سي " على الرغم من أنه لا يمنع الإصابة بالرشح ، إلا أنه يقلل حدته ومدة الإصابة به ، ويوجد هذا الفيتامين بوفرة في الحمضيات ، الخضروات الورقية الخضراء ، والفلفل بألوانه المختلفة .
الهواء النقي :
من الضروري أن يحصل طفلك على الكثير من الهواء النقي المنعش ، فيتامين " د " مثلا مهم جدا لصحة العظام وقوة جهاز المناعة ، وهذا الفيتامين يتم الحصول عليه بشكل رئيسي عبر التعرض لأشعة الشمس ، وحتى في الشتاء يمكن أن يستفيد صغيرك من أشعة الشمس ، وتعتبر 20 دقيقة كافية له .
من جانب آخر ينظف الهواء النقي رئتي طفلك ، ويقل تعرضه للعدوى من الآخرين ، كما يساعد الخروج بشكل منتظم على زيادة اللياقة والنشاط ، وهو ما يعزز بدوره الحالة المزاجية للصغار والكبار معا .
إن مراعاة عدم التعرض للجفاف مهم للجميع في الشتاء كما في الصيف ، فالماء يساعد في تنقية الكلى من السموم ، ما يعزز قدرة الجسم على التصدي للأمراض .
كذلك ، عندما يكون طفلك مصابا بالرشح ، قد تصبح المادة المخاطية أكثر سماكة وجفافا ، وهنا يسهم شرب المزيد من الماء في التخلص منها ، إضافة إلى التخلص من ميكروبات أخرى في الجسم .
حليب الأم يحتوي على نسبة جيدة من الماء ، لذلك حاولي إرضاع طفلك بصورة كافية وكلما أراد ذلك ، ولكن إن كان يشرب الماء أقل من المعتاد ، فليس أمامك عندئذ سوى تقديم العصير الذي يحبه إن كان ذلك مناسبا لعمره .
الملابس للتدفئة :
بحسب دراسات جديدة ، تؤدي برودة الجسد إلى التعرض بسهولة أكبر لعدوى الرشح لأن البرد يضعف جهاز المناعة ، لذلك احرصي على اختيار الملابس الملائمة لتدفئة صغيرك ، واستخدمي له قبعة وكفوفا .
النظافة :
اليدان هما الجزء الأكثر عرضة لالتقاط الجراثيم والأوساخ ، خاصة أن لعب الطفل يكون في معظم الأحيان على الأرض ، كما يختلط غالبا بغيره من الصغار .
إذا ليس هناك ما هو أفضل من غسل يديه لتقليل تعرضه للأمراض ، لكن هناك فيروسات مثل " norovirus " الذي يؤدي إلى التقيؤ ، يحتاج للتخلص منه إلى تنظيف اليدين بالماء الدافئ مع الصابون .
على كل حال ، مع بدء تحرك صغيرك ، يصبح التقاطه للجراثيم عبر الألعاب المشتركة مع الآخرين أكثر من الاحتكاك الجسدي مع غيره من الأطفال .
النوم :
إضافة إلى أن قلة النوم تؤثر سلبا على مزاج الطفل ، فإنها تضعف مناعته أيضا ، لذلك يجب تعويد طفلك على روتين نوم جيد ، فقد وجدت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال الذين ينامون بشكل منظم يكون نومهم أكثر استقرارا وهدوءا من غيرهم ، كما يساعد أخذ طفلك في نزهة لطيفة في الهواء الطلق في جعله ينام بهناء وعمق خلال الليل لأن الهواء المنعش يعمل على استقرار ساعة الجسم البيولوجية .
الأغذية المهمة :
هناك بعض أصناف الغذاء المهمة جدا لتقوية جهاز المناعة لدى الأطفال ، ومن أبرزها ما يلي :
حليب الثدي : إضافة إلى كل ما يحتويه من المعادن والفيتامينات اللازمة لاحتياجات نمو طفلك خلال الأشهر الستة الأولى من عمره ، يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة التي تعد درع وقاية لصغيرك ضد الأمراض ، أما حليب الأطفال الصناعي فيكون مدعما عادة بعناصر كفيتامين " د " والحديد .
البطاطس الحلوة : هذا الصنف الغذائي الشتوي غني جدا بفيتامين " سي " الذي يحارب الرشح .
فمع دخول طفلك في مرحلة الفطام ، يمكنك تقديم هذه البطاطس مهروسة له بعد سلقها جيدا ، أما الأطفال الأكبر فيمكنهم تناولها مشوية مع إضافات لذيذة كالحمص والبقوليات المطهوة .
اللحم الأحمر : يعتبر من المصادر الغنية بالحديد والزنك ، العنصران المهمان لتقوية جهاز المناعة لدى طفلك .
يمكن إضافة هذا اللحم المطهو جيدا إلى الكثير من الأطعمة المناسبة للأطفال .
البازلاء المجمدة : إن عملية التجميد تساعد في الحفاظ على فيتامين " سي " الموجود في هذا النوع .
يمكن إضافة البازلاء إلى الحساء بأنواعه المختلفة ، المعكرونة وغيرها من المأكولات .
سمك السالمون : يحتوي على فيتامين " د " الذي يعزز صحة جهاز المناعة .
وبما أن معظم الأطفال لا يحصلون على ما يكفيهم من هذا الفيتامين في الشتاء ، يمكنك تقديم السالمون لطفلك مرة في الأسبوع .
الثوم : يمتلك الثوم خصائص مضادة للبكتيريا تساعد على تقليل فترة الإصابة بالرشح ، وتخفف مشاكل الرشح .
يمكن إضافته مهروسا للعديد من أنواع الطعام دون أن يلاحظ طفلك وجوده .
المفضلات