قال الله عز وجل :"الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" وقال عليه الصلاة والسلام : "المتحابون في الله على منابر من نور يغبطهم الأنبياء" أو كما قال صلى الله عليه وسلم
وجاء في الأثر أن : "ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل
أيها الكرام : إن الرجل إذا تزوج فبعد مدة من الزواج هو بين حالين : إما أن يحب زوجه في الله وإما أن يحبها لأجل شكلها وجمالها وهناك من ينعم الله عليه فيحب زوجه في الله ويحبها للجمال الذي أعطاه الله لها
ولكن هنا سؤال : أي الحبين أدوم ؟ هل هو الحب في الله أو الحب الشهواني؟
طبعا الذي يبقى ويكون له الدوام بإذن الله هو الحب في الله عز وجل فلتحرصي أيتها الأخت الكريمة إذا تزوجت على أن يحبك زوجك في الله أكثر من حرصك على الجمال الذي سرعان ما ينتهي ويصبح في خبر كان الفعل الماضي الناقصغير التام على أني أذكر أن التزين للزوج أمر مطلوب في الشريعة ومن حق الزوج على زوجه
إذا وصلت إلى هنا ربما تسأل إحداكن فتقول : ماذا أفعل حتى يحبني زوجي في الله لأني أحرص على أن تبقى هذه العلاقة الزوجية كل الحرص ؟
الجواب : أولا قبل الزواج إأذا تقدم لخطبتك الرجال فاختاري السلفي منهم لأن الرجل العامي لا يهمه إلا الجمال وهنا أذكركن بقول العلامة الفاضل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :" العوام هوام"
ثانيا: إذا قدرالله وتزوجت بسلفي فحرصي على الصلاة وحافضي عليها في أوقاتها وغضي بصرك ولا تستمعي للغناء وكوني حافظة للغيب ولا تكلفي زوجك ما لا يطيق ولا تفتحي الباب لرجل من أقارب الرجل في حال غيابه قال عليه الصلاة والسلام : "لا تدخلوا على المغيبات " وحتى النساء لا تفتحي لأي كانت وخصوصا إذا أمرك زوجك أن لا تفتحي لها فكم من بيت ما فرق شمله إلا النساء قال عليه الصلاة والسلام :"لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي "
فحرصي أن لا تصحبي إلا مؤمنة ولا يدخل بيتك إلا التقيات لأن" الصاحب ساحب"
أقول إن زوجك إذا لاحظ ذالك منك تأكدي إن كانت تلك الأعمال خالصة لله أنه سيحبك في الله ولو كنت غير جميلة وإذا أحبك في الله فإنه لن يتخلى عنك أبدا ولو تشوهت صورتك بحريق أو غيره فلن يبغي عنك حولا
أما المحبوبة لجمالها إذا شوهت صورتها وذهب جمالها فالعلاقة الزوجية تنتهي بالطلاق بل وحتى ولو لم يحصل طلاق فإنها تنتهي بنسيانك وتبديلك بامرأة ثانية تكون في مكانك وتصبح المسكينة كالمعلقة ويصبح ذاك الحب في خبر كان الماضية الناقصة بخلاف المحبوبة في الله فإن مكانتها تبقىفي القلب وتكون التضحية بها من أمحل المحال في أي حال من الأحوال وكذالك تنتهي هذه المحبوبة لجمالها إذا كانت هناك امرأة ثانية أجمل منها
فحرصي أيتها الأخت العاقلة على أن يحبك زوجك في الله ولكن تكون تلك الأعمال الصالحة خالصة لله أولا ثم الإهتمام بالزوج في المرتبة الثانية لأن الله لا يقبل أي عمل إلا بشروط ثلاثة : أن يكون خالصا لله موافقا لشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تكون العقيدة صحيحة فإذا خلا شرط واحد من هذه الشروط الثلاثة فالعمل غير مقبول ولا تكون الثمرة التي تريدينها وهي أن يحبك زوجك في الله
قال الله تعالى :"إنما يتقبل الله من المتقين " قال بعض المفسرين :المتقين يعني الموحدين وقال بعضهم: هم الذين يمتثلون المأمور ويجتنبون المحظور
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
المفضلات