النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أصل الخير

  1. 1
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,276
    الحب خالد غير متواجد حالياً

    Lightbulb أصل الخير

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " متفق عليه .
    يا لها من وصية نافعة ، وكلمة شافية وافية ، فهذا يدل على الحث على شكر الله بالاعتراف بنعمه ، والتحدث بها ، والاستعانة بها على طاعة المنعم ، وفعل جميع الأسباب المعينة على الشكر . فإن الشكر لله هو رأس العبادة ، وأصل الخير ، وأوجبه على العباد ، فإنه ما بالعباد من نعمة ظاهرة ولا باطنة ، خاصة أو عامة إلا من الله . وهو الذي يأتي بالخير والحسنات ، ويدفع السوء والسيئات . فيستحق أن يبذل له العباد من الشكر ما تصل إليه قواهم ، وعلى العبد أن يسعى بكل وسيلة توصله وتعينه على الشكر .
    وقد أرشد صلى الله عليه وسلم إلى هذا الدواء العجيب ، والسبب القوي لشكر نعم الله . وهو أن يلحظ العبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب والمال وأصناف النعم . فمتى استدام هذا النظر اضطره إلى كثرة شكر ربه والثناء عليه ، فإنه لا يزال يرى خلقا كثيرا دونه بدرجات في هذه الأوصاف ، ويتمنى كثير منهم أن يصل إلى قريب مما أوتيه من عافية ومال ورزق ، وخلق وخلق ، فيحمد الله على ذلك حمدا كثيرا ، ويقول : الحمد لله الذي أنعم علي وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا .
    ينظر إلى خلق كثير ممن سلبوا عقولهم ، فيحمد ربه على كمال العقل ، ويشاهد عالما كثيرا ليس لهم قوت مدخر ، ولا مساكن يأوون إليها ، وهو مطمئن في مسكنه ، موسع عليه رزقه .
    ويرى خلقا كثيرا قد ابتلوا بأنواع الأمراض ، وأصناف الأسقام وهو معافى من ذلك ، مسربل بالعافية . ويشاهد خلقا كثيرا قد ابتلوا ببلاء أفظع من ذلك ، بانحراف الدين ، والوقوع في قاذورات المعاصي ، والله قد حفظه منها أو من كثير منها .
    ويتأمل أناسا كثيرين قد استولى عليهم الهم ، وملكهم الحزن والوساوس ، وضيق الصدر ، ثم ينظر إلى عافيته من هذا الداء ، ومنة الله عليه براحة القلب ، حتى ربما كان فقيرا يفوق بهذه النعمة - نعمة القناعة وراحة القلب - كثيرا من الأغنياء .
    ثم من ابتلي بشيء من هذه الأمور يجد عالما كثيرا أعظم منه وأشد مصيبة ، فيحمد الله على وجود العافية وعلى تخفيف البلاء ، فإنه ما من مكروه إلا ويوجد مكروه أعظم منه .
    فمن وفق للاهتداء بهذا الهدي الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل شكره في قوة ونمو ، ولم تزل نعم الله عليه تترى وتتوالى . ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر إلى من هو فوقه في العافية والمال والرزق وتوابع ذلك ، فإنه لا بد أن يزدري نعمة الله ، ويفقد شكره . ومتى فقد الشكر ترحلت عنه النعم ، وتسابقت إليه النقم ، وامتحن بالغم الملازم ، والحزن الدائم ، والتسخط لما هو فيه من الخير ، وعدم الرضى بالله ربا ومدبرا . وذلك ضرر في الدين والدنيا وخسران مبين


    .
    واعلم أن من تفكر في كثرة نعم الله ، وتفطن لآلاء (1) الله الظاهرة والباطنة ، وأنه لا وسيلة إليها إلا محض فضل الله وإحسانه ، وأن جنسا من نعم الله لا يقدر العبد على إحصائه وتعداده ، فضلا عن جميع الأجناس ، فضلا عن شكرها ، فإنه يضطر إلى الاعتراف التام بالنعم ، وكثرة الثناء على الله ، ويستحي من ربه أن يستعين بشيء من نعمه على ما لا يحبه ويرضاه ، وأوجب له الحياء من ربه الذي هو من أفضل شعب الإيمان ، فاستحيا من ربه أن يراه حيث نهاه ، أو يفقده حيث أمره .


    ولما كان على الشكر مدار الخير وعنوانه قال صلى الله عليه وسلم عنه لمعاذ بن جبل : "إني أحبك ، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة : " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " وكان يقول : " اللهم اجعلني لك شكارا ، لك ذكارا . اللهم اجعلني أعظم شكرك ، وأكثر ذكرك ، وأتبع نصحك ، وأحفظ وصيتك " .
    وقد اعترف أعظم الشاكرين بالعجز عن شكر نعم الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : " لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " والله أعلم .
    ============

    هذه الفائدة من حديث أوردهُ الشيخ السعدي -رحمه الله تعالى- ووصيةٌ نافعة من كتابه بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار هذه الجوهرة نفيسة

    قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى- :
    "اصبر نفسك على السنة ؛ و قف حيث وقف القوم ؛ و قل بما قالوا ؛ و كف عما كفوا ؛ و اسلك سبيل سلفك الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم "
    قال ابن عمر - رضي الله عنهما - :" كل بدعة ضلالة ؛ و إن رآها الناس حسنة"


  2. 2
    إدارة المنتدى - مسندم نت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    36
    التعليقات
    21,266
    قصيد غير متواجد حالياً

    افتراضي

    موضوع قيم

    يسلمووووو ع الطرح الاسلامي الرائع



    قصيد


  3. 3
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,276
    الحب خالد غير متواجد حالياً

    افتراضي

    شكرا لمرورك

    قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى- :
    "اصبر نفسك على السنة ؛ و قف حيث وقف القوم ؛ و قل بما قالوا ؛ و كف عما كفوا ؛ و اسلك سبيل سلفك الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم "
    قال ابن عمر - رضي الله عنهما - :" كل بدعة ضلالة ؛ و إن رآها الناس حسنة"


  4. 4
    مشرفة سابقة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    معدل التقيم
    18
    التعليقات
    3,586
    كلوديااا غير متواجد حالياً

    افتراضي

    يَ رب اغمرنـآ برضوآنك وعفوك جزآك الله خيراً على طرحك المتميز دمتَ بطاعه واخلاص للخالق


  5. 5
    مشرف المنتدى الاسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    729
    كمزاري غير متواجد حالياً

    افتراضي

    ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر إلى من هو فوقه في العافية والمال والرزق وتوابع ذلك ، فإنه لا بد أن يزدري نعمة الله ، ويفقد شكره . ومتى فقد الشكر ترحلت عنه النعم ، وتسابقت إليه النقم ، وامتحن بالغم الملازم ، والحزن الدائم ، والتسخط لما هو فيه من الخير ، وعدم الرضى بالله ربا ومدبرا . وذلك ضرر في الدين والدنيا وخسران مبين
    وهذا هو الحاصل من أغلب المسلمين اليوم.. والله المستعان
    فالكل ينطر إلى من هو أعلى منه مخالفا بذلك هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
    والنتيجة: مطاهرات واعتصامات ومشاكل لا أول لها ولا أخر
    ولو جلس هؤلاء في بيوتهم وتفكروا في نعم الله عليهم لا ستحوا من مناظرهم وهم يركضون في الشوارع
    لا يبحثون عن نصرة دينهم بل عن حطام الدنيا الزائل..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •