صفحة 21 من 27 الأولىالأولى ... 111920212223 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 201 إلى 210 من 263

الموضوع: ξـشاق الـړۈسۈنيړي ړابطہ اي سـے ميلاטּ الايطالـے Ăč ṀḯḺḁӥ

  1. 201
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    انتهت حلقتنا الأولى من ترجمة كتاب "أنا زلاتان" برحلة اللاعب للجبال الثلجية وقضائه وقتًا ممتعًا جدًا هناك أعاد به شحن نفسه، وقد قال في نهاية الحلقة أنه عاد الآن لإسبانيا حيث بداية المتاعب.


    إبرا بدأ الحديث عن العودة لإسبانيا قائلًا "إسبانيا كانت مقبلة على عاصفة ثلجية كما يبدو، بل كانت عاصفة بالفعل وبدا أن الإسبان لا يعرفون الثلوج والعواصف بينما في السويد هي حولنا في كل مكان، حتى السمين الغبي رايولا بل يجب أن أضيف أنه الرائع رايولا تجمد في مكانه وفورًا دخلنا السيارة الآودي وقدناها بسرعة كبيرة والنتيجة ارتطامنا بحائط خرساني دمر الجانب الأيمن من السيارة بالكامل".

    ثم عاد للحديث عن البارسا وميسي وجوارديولا، فقال "فجأة ظهر ميسي. ليونيل ميسي رائع واستثنائي، لا أعرفه شخصيًا لكننا مختلفين تمامًا عن بعضنا البعض. لقد انضم للبارسا وهو في عُمر الـ13 وقد تعلم وترعرع مع تلك الثقافة ولذا لا يجد مشكلة مع ذلك النظام المدرسي المُقرف. الفريق كان يتمركز حوله في الملعب وذلك في الحقيقة يبدو طبيعيًا فهو رائع ولكني وصلت الآن وسجلت أهدافًا أكثر منه".

    إبرا يُواصل سرد ما حدث بين ميسي ومدربه "ميسي ذهب إلى جوارديولا وقال له "لا أريد أن ألعب على الجانب الأيمن مجددًا، أريد اللعب في العُمق"، كنت ألعب في العمق المتقدم ولكن جوارديولا تجاهلني وغيّر أسلوبه التكتيكي من 4-3-3 إلى 4-5-1 بتواجدي في مقدمة الهجوم وخلفي ميسي في عُمق الوسط المهاجم وهنا انتهى بي الوضع في الظل لأن كل الكرات كان تمر عبر ميسي وأنا لم أعد ألعب كما أريد. حسب الخُطة، كان يجب أن أكون حرًا مثل الطائر لأني الشخص الذي يريد صناعة الفارق في كافة المستويات لكن جوارديولا ضحى بي. تلك هي الحقيقة، لقد قيدني في ذلك المركز".

    أضاف عن شعوره ورد فعله تجاه ما حدث "حسنًا، أستطيع تفهم الأمر .. ميسي هو النجم ويجب أن يستمع له ولكن لا يمكن أن تكون الأمور هكذا، لقد سجلت أيضًا عديد الأهداف للبارسا وقدمت مستوى ممتاز على الملعب. لا يُمكن أن يجعل فريق كامل يتأقلم على لاعب واحد، أعني .. إن كان ذلك هو الوضع، فلماذا بحق الجحيم اشتراني؟ هل دفع كل تلك الأموال ليخنقني كلاعب؟ كان يجب على جوارديولا أن يُفكر بنا نحن الإثنين وليس ميسي فقط".

    وقال حول الأجواء داخل النادي خاصة الإدارة "الأجواء داخل النادي كانت بالتأكيد متوترة للغاية، لقد كنت الصفقة الأغلى للنادي ولم يكن شعوري جيدًا في الخطة الجديدة وذلك سيكون مُكلفًا كثيرًا للنادي. جاء إلي تكسيكي بيجيرشتاين المدير الرياضي للنادي وقال لي "اذهب إلى جوارديولا وتحدث معه، استوضح منه"، لم أكن أحبذ فعل ذلك لأني لاعب محترف أرضى بمركزي لكن قلت له حسنًا سأذهب وأفعل".

    إبرا أضاف "أحد أصدقائي قال لي "إبرا، في البارسا اشتروا سيارة فيراري لكن قادوها مثل الفيات"، فكرت لحظتها واقتنعت أن تلك قد تكون حجة مناسبة للحديث مع المدرب .. جوارديولا جعل مني لاعبًا بسيطًا وعاديًا وقلل من أهميتي وذلك خسارة للفريق ككل".

    اللاعب انتقل للحديث عن المقابلة المصيرية مع المدرب الإسباني والتي لعبت الدور الأكبر في رحيله عن الفريق، قال "ذهبت إلى جوارديولا، كان على أرض الملعب خلال التدريبات وكنت متيقنًا من شيء وهو أنني لست ذاهبًا للقتال معه، وبدأ الحديث ....

    إبرا: لا أريد أن أتشاجر معك ولا أريد أن أبدأ حربًا معك، أريد فقط النقاش معك
    إبرا يصف رد فعل المدرب قائلًا "أومأ برأسه ولكني لاحظت بعض الخوف والاضطراب في عيونه فكررت ما ذكرته قائلًا "إن كنت تظن أني قادم للشجار سأنصرف فورًا، لقد جئت للحديث فقط".
    جوارديولا: حسنًا، أنا أحب الحديث مع اللاعبين.
    إبرا: أنت لا تستغل كل قدراتي، إن كنت تريد مجرد هداف للفريق كان بإمكانك التعاقد مع إنزاجي أو أي لاعب مثله. أنا أريد المساحة وأريد أن أكون حرًا، لا أستطيع أن أجري في الملعب أمامًا وخلفًا فقط. أنا أزن 98 باوند ولا أمتلك القوة البدنية لفعل ذلك.
    جوارديولا: أعتقد أنك تستطيع اللعب بتلك الطريقة.
    إبرا: لا، الأفضل أن تُجلسني على مقاعد البدلاء ولك مني كامل الاحترام وسأتفهم الأمر تمامًا لكن لا يُمكنك أن تُضحي بي لصالح لاعبين آخرين. هذا لن يُجدي نفعًا وأنت هكذا تتصرف كأنك اشتريت سيارة فيراري وقدتها كالفيات.
    جوارديولا أومأ مجددًا وقال: حسنًا، ربما كان ذلك خطأ. تلك هي مشكلتي وسأحلها.

    السويدي قال عن مشاعره بعد تلك المحادثة "لقد شعرت بسعادة كبيرة وصدّقت حقًا أنه سيُصلح الأمور لكن ما حدث أنه جمّدني وكان بالكاد ينظر إلي لكن تلك الأمور لا تهمني، لا تهمني حقًا. رغم ذلك ورغم أني واصلت اللعب في نفس المركز إلا أنني تألقت مجددًا وسجلت الكثير من الأهداف وإن لم تكن مثل أهدافي الرائعة في إيطاليا لأن إبرا كادابرا اختفى".

    إبرا انتقل للحديث عن مباراة الآرسنال في دوري الأبطال التي أقيمت في لندن، قال عنها "جاءت مباراة الآرسنال في ملعب الإمارات، كانت الأجواء مشتعلة. لعبنا 20 دقيقة رائعة وسجلت هدفين جميلين. لم أكن أفكر بجوارديولا وقتها ولم أهتم به بل كنت أجري .. فقط أجري، المدرب أخرجني من الملعب وآرسنال تمكن من تعديل النتيجة بعدها .. كان تصرفًا أحمقًا منه".

    وتابع متحدثًا عن علاقته مع المدرب "تعرضت بعد ذلك للإصابة والطبيعي أن يهتم المدربون بذلك لأن إصابة زلاتان مؤثر سلبي خطير على أي فريق ولكن جوارديولا كان باردًا كالثلج ولم يقل لي شيئًا. توقفت لثلاثة أسابيع وخلالها لم يأت مرة واحدة ليقول لي "كيف أنت زلاتان؟ هل تستطيع لعب المباراة القادمة؟"، إنه حتى لم يُلق علي تحية الصباح وكنت كلما أدخل غرفة يخرج منها .. تجاهله أصابني بالجنون، ما الذي حدث؟ ولماذا هذا؟ سألت نفسي .. هل فعلت شيئًا خاطئًا ؟ هل أنا غريب عن الفريق؟ كدت أجن وكنت أفكر بذلك يوميًا ولم أستطع النوم من التفكير".

    اللاعب يُضيف "فكّرت بالأمر مليًا وفي النهاية أدركت أني سعيد بكراهية جوارديولا لي لأني أحب الانتقام، ولكن في النهاية فقدت تركيزي وبدأت أتوجه للاعبين وأتحدث معهم وأسألهم عن الأمر لكني لم أتلق أي إجابات. قررت الحديث مع تيري هنري فهو أفضل هداف في المنتخب الفرنسي ومازال يحتفظ بتألقه وفي نفس الوقت هو على مقاعد البدلاء ولديه مشاكل مع جوارديولا. قلته له "جوارديولا لا يقوم بتحيتي، هو فقط ينظر إلي عيوني. ما الذي قد يكون حدث؟، فأجاب "لا أعرف". ومن ثم بدأنا نتبادل المزاح حول الأمر حتى أن هنري سألني في التدريب ذات يوم "هل نظر إليك اليوم؟" قلت له "لا، لقد حظئت برؤيته من الخلف فقط"، فأجاب "تهانينا، تلك خطوة للأمام"، وتبادلنا الضحكات وقد ساعدني ذلك قليلًا لكني كنت متوترًا حقًا وقد سألت نفسي مرارًا .. ما الذي حدث؟ بماذا أخطأت؟ لكن لم أتلق أية إجابات سوى أنني أدركت أن سبب ذلك البرود هو حديثي معه بشأن مركزي في الملعب ولا يوجد تفسير مختلف وقد أرضاني ذلك !!".

    النجم السويدي واصل "كنت أريد مواجهته ولكن كلما نظرت إلى عينيه كان يهرب مني، بدا خائفًا ومرتبكًا. كان باستطاعتي أن أحدد موعدًا للحديث معه ولكني لم أعتد فعل ذلك أبدًا ولن أفعله، فقد توسلت إليه بما يكفي وتلك كانت مشكلته وليست مشكلتي .. أعتقد أنه غير قادر على التعامل مع الشخصيات القوية بل يُريد أطفال مدرسة لطفاء بل الأسوأ من ذلك أنه يهرب من مشاكله ولم يكن يجرؤ على النظر في عيونهم وهذا ما جعل الأمر أسوأ .. الأمور ساءت أكثر".

    إبرا أوضح "جاءت حادثة البراكين في إيسلندا وتوقفت رحلات الطيران ووقتها اقترح أحدهم أن ُنسافر إلى ميلانو لمواجهة الإنتر في دوري الأبطال بالقاطرة (الباص)، كانت تبدو فكرة جيدة لكنها كانت في الحقيقة كارثية لأن الرحلة استغرقت 16 ساعة وقد وصلنا ميلانو مرهقين للغاية. كانت مباراتنا الأهم في الموسم فهي نصف نهائي دوري الأبطال وقد استعددت لها جيدًا وكذلك للصافرات والهستيريا التي ستكون ضدي في ملعب سان سيرو .. بيتي القديم، لكن لن تكون تلك مشكلة بل بالعكس أمور كتلك تُحفزني أكثر وقد توقعت أن يُضيق جوارديولا الخناق على مورينهو خلال اللقاء".

    نتوقف هنا، الحلقة القادمة تبدأ بالحديث عن مورينهو وموقعة الإنتر وتتضمن أحداث الليلة العاصفة عقب مباراة فياريال، انتظروا الحلقة الأكثر إثارة في الفصل الأول .....



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  2. 202
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    توقفنا في الحلقة الثانية من كتاب "أنا زلاتان" عند الوصول إلى ميلانو لمواجهة الإنتر في نصف نهائي دوري الأبطال، إبراهيموفيتش بدأ الحديث عن المباراة وقبل أن يسترسل عرّج قليلًأ للحديث عن جوزيه مورينهو وهو ما نبدأ به الحلقة الثالثة.


    إبرا قال عن المدرب البرتغالي "مورينهو نجم كبير وقد فاز بالفعل بدوري الأبطال مع بورتو وكان مدربي في الإنتر. هو شخص جميل. خلال المرة الأولى التي قابل فيها زوجتي هيلين همس في أذنها قائلًا "لديك مهمة واحدة وهي تغذية إبرا وجعله ينام جيدًا وجعله سعيدًا". الرجل يقول ما يُريد وذلك يُعجبني، أنا أحبه فهو قائد جيش وفي نفس الوقت يهتم باللاعبين لديه ويسأل عنهم دومًا. لقد كان يُرسل لي ويسأل عني وعن مشاعري دومًا في الإنتر، في الحقيقة إنه الشخص المضاد لجوارديولا ... لو أنار مورينهو غرفة ما فإن جوارديولا يُسدل الستائر وقد خمنت وقتها أن جوارديولا يُحاول الآن أن يُقارن ويقيس نفسه بمورينهو".

    عاد اللاعب للحديث عن المباراة والأحداث قبلها قائلًا "جوارديولا تحدث معنا قبل اللقاء وقال "نحن لا نلعب ضد مورينهو، بل ضد فريق الإنتر"، تحدث كما أننا نعتقد أننا سنواجه مدرب وليس فريقًا لكرة القدم !!. بعدها بدأ الحديث عن أمور فلسفية ... كنت أستمع إليه بملل، ولماذا علي أن أستمع؟ كانت عبارة عن حماقات مبالغ بها عن الدم والعرق وتلك الأمور التي لم أسمع عنها من أي مدرب بهذا الشكل .. كانت مجرد تفاهات قذرة".

    اللاعب واصل "الآن الأمر يعتمد علي فعلًا، كانت التدريبات الأخيرة في سان سيرو حيث الناس هناك تشاهدني وتقول "عاد إبرا"، وهنا جاء جوارديولا ودار ذلك الحوار بيننا ..

    جوارديولا: هل أنت جاهز لتلعب من البداية؟
    إبرا: بالتأكيد، أنا جاهز.
    جوارديولا: لكن هل أنت جاهز؟
    إبرا: بالتأكيد، أشعر جيدًا.
    إبرا يصف الوضع هنا قائلًا "كان يُكرر الكلام مثل الببغاء" ولذا قلت له بوضوح: استمع لي، كانت رحلة ميؤوس منها لكني في المستوى. تعافيت تمامًا من الإصابة وأنا مستعد لبذل قصارى جهدي.

    ثم أكمل الحديث عن اللقاء المنتظر قائلًا "شعرت أنه متردد ولديه شكوك ولذا تركته ومن ثم تحدثت مع مينو رايولا، في السويد يقولون أن رايولا يعكس صورة سيئة لإبراهيموفيتش لكني أقول لكم أنه عبقري. قلت له "ماذا أفعل يا رجل"، لكن كلانا لم يفهم ما حدث".

    تابع "لعبت من البداية أمام الإنتر وتقدمنا بهدف لكن بعدها هُزمنا 3-1، خرجت في الدقيقة الـ60 .. كانت حماقة أخرى. كنت غاضبًا للغاية ولكن لحسن الحظ أن هيلينا والأطفال معي لأني حين كنت أغضب في أياكس كنت أستمر في تلك الحالة لأيام وأسابيع لكن العائلة ساعدتني على تخطي تلك المحنة. لقد ساعدوني على النسيان والتركيز على مباراة العودة في الكامب نو والتي كانت مهمة للغاية وكنا جميعًا نستعد لها يومًا بعد يوم .. كانت معركة حياة أو موت بالنسبة لنا ولذا كانت الضغوطات هائلة. كنا بحاجة لفوز كبير ولكننا انتصرنا بهدف واحد فقط ولذا خرجنا من دوري الأبطال".

    إبرا أضاف عن الوضع والنظرة إليه عقب الخسارة أمام الإنتر "بعد المباراة، بدأ جوارديولا ينظر إلي وكأني المُذنب الوحيد !! هنا فكّرت وقلت لنفسي "الآن كُشفت جمبع الأوراق". شعرت بعد المباراة أنني لم أعد مرحبًا بي في النادي وبت أشعر بالغثيان حين أقود سيارتهم الآودي وكذلك أشعر بالحماقة وأنا جالس في غرفة الملابس أستقبل نظرات جوارديولا التي تراني مضطربًا وغريبًا عن الفريق .. كان كالحائط، الحائط الحجري الذي لم يمنحني أي إشارة للحياة .. أنا لم أعد زلاتان أبدًا".

    اللاعب انتقل لفصل جديد من العلاقة مع المدرب الإسباني، قائلًا "جاءت مباراة فياريال والتي جعلني ألعب 5 دقائق خلالها .. نعم، 5 دقائق فقط !!، لقد أغضبني ذلك حقًا .. ليس لأنه أجلسني على مقاعد البدلاء فأنا أتقبل تلك القرارات لكن لو جاء وقال لي "أنت اليوم سيء زلاتان، ستجلس على مقاعد البدلاء"، لكنه لم يتحدث بأي كلمة وهنا قلت كفى وشعرت بالغضب يجتاح جسدي ولو كنت مكان جوارديولا وقتها لأصبت بالخوف .. ليس لأني مقاتل، قد فعلت كل شيء ممكن إلا القتال والشجار .. قاتلت فقط على أرض الملعب. ولكني كنت غاضبًا جدًا وأنا حين أغضب لا أرى وهنا عليك أن تختفي من المنطقة وإن تواجدت فعليك الحذر قليلًا".

    إبرا واصل وصف تلك الليلة المثيرة قائلًا "ذهبت مباشرة إلى غرف الملابس لكن لم يكن في رأسي أي فكرة مجنونة محددة، فقط لم أكن سعيدًا وقد وصلت إليه بهدوء وهنا رأيت خصمي أمامي وفكرت في أن أجرح رأسه الأصلع .. لم يكن هناك الكثير من اللاعبين في غرفة الملابس، فقط توريه والبعض. دخلت الغرفة وواجهت أولًا الصندوق المعدني الذي نضع به ملابسنا وقد ركلته بقوة حتى أني قذفته 3 أمتار للأمام ولكني لم أكتف بذلك حتى لو كانت ركلة قوية وهنا بدأت بالصراخ قائلًا "أنت جبان .. أنت لست رجلًا"، بل قلت ما هو أسوأ من ذلك. قبل أن أضيف "أنت تخاف من مورينهو وتتبول على نفسك حين تواجهه. اذهب إلى الجحيم".

    يُضيف "كنت مجنونًا تمامًا وقد توقعت أن يرد جوارديولا بأي كلمة، شيء مثل "اهدأ" أو "لا يجب أن تُحدث مدربك هكذا"، لكنه لم يتحدث أبدًا بل حمل الصندوق المعدني وبعض المعدات وخرج من الغرفة ولم نتحدث عن الأمر أبدًا أبدًا. لكن بالتأكيد ما حدث انتشر وبدأ الجميع يتحدثون عنه وحين صعدت للقاطرة كان الجميع يسأل "ماذا حدث، ماذا حدث" وقد رددت عليهم "لا شيء، فقط قلت له بعض الحقائق والتي لن أتحدث عنها". كنت غاضبًا للغاية".


    ليلة عاصفة للغاية، قال إبرا عما حدث بعدها "بعد تلك الليلة وأسبوع بعد أسبوع تم تجميدي من جانب مدربي دون شرح الأسباب. كنت أقاتل الأرض من قبل لكن الآن وبعد ما حدث حاولت فقط البقاء في حالة هدوء وطمأنينة ومن ثم فكرت وقلت لنفسي "أنا صاحب 28 عامًا الآن وقد أحرزت 22 هدف وصنعت 15 هنا في برشلونة ولازلت أعامل كما أنني لست موجودًا، هل علي تحمل ذلك؟ هل علي أن أواصل التأقلم على أجواء الفريق؟ لا مجال".

    إبرا أوضح بداية تمرده قائلًا "حين أدركت أنني سأكون على مقاعد البدلاء ضد العامرية تذكرت جملة "هنا في برشلونة لا نأتي للتدريبات بالفيراري أو البورش" وهنا سألت نفسي "ماذا سيُكلفني الأمر؟ لماذا لا أفعل ما أريد؟ على الأقل أحطم بعض تلك القوانين الغبية" ... هنا استقليت سيارتي الإنزو وملأتها بالوقود وانطلقت بها للتدريبات ووضعتها أمام الباب الخارجي لمركز التدريب وقد أثار الأمر انتقادات واسعة بالتأكيد حتى أن الصحف كتبت أن ثمن سيارة زلاتان يساوي رواتب لاعبي العامرية بالكامل لكني لم أهتم بالأمر لأن الصحافة كانت عنصر صغير فيما يحدث وأنا قررت استعادة نفسي".

    السويدي أضاف "قررت أن أبدأ القتال بجدية وأنتم تعلمون أنني قادرًا عليه .. صدقوني، كنت رجلًا قويًا وعنيدًا من قبل. ولأجل ذلك لم أبخل أبدًا في التدريبات وبعدها تحدثت مع مينو رايولا فقد اعتدنا القيام ببعض الألعاب الذكية والقذرة معًا .. كذلك تحدثت مع بعض الأصدقاء لأني أردت رؤية الأمور من جميع الزوايا ووقتها .. يا إلهي على كم النصائح التي تلقيتها، حتى أن أصدقائي من روزينجراد (المدينة التي كان يسكن بها في السويد) أرادوا القدوم إلى برشلونة وتسوية الأمور لكني لم أراها الاستراتيجية المناسبة في ذلك الوقت".

    تابع "وبالتأكيد تحدثت مع زوجتي هيلينا لأنها كانت من عالم آخر .. هي جميلة ولكنها تستطيع أن تكون قوية أيضًا وقد قالت لي "على الأقل عليك أن تكون أبًا أفضل. حين لا تجد فريقًا ترتاح به تعال واصنع فريقًا معنا" .. كنت سعيدًا بما قالت. لعبت الكرة كثيرًا مع أطفالي وحاولت الاطمئنان عليهم وضمان سير كل شيء على ما يُرام وبالتأكيد كان لي وقتًا مع ألعاب الفيديو الخاصة بي".

    وأضاف عن عشقه لألعاب الفيديو "ألعاب الفيديو تُمثل مرضًا بالنسبة لي، فقد اندمجت معها كثيرًا ولكن بعد عدة سنوات في الإنتر وبعدما كنت أسهر على الألعاب حتى الرابعة أو الخامسة صباحًا وبالتالي أذهب للتدريبات مع ساعتين أو ثلاثة فقط من النوم وضعت لنفسي قانونًا صارمًا وكان بمنع اللعب بالإكس بوكس أو البلاي ستيشن بعد العاشرة مساءًا".

    أخيرًا كان ختام الفصل الأول "قررت ألا أضيع المزيد من الوقت، وفي ذلك الأسبوع في إسبانيا حاولت أن أضع نفسي طوع العائلة وأن أحاول الاسترخاء في حديقتنا .. ذلك كان الجانب الجيد في حياتي ولكن حين كنت أحاول النوم ليلًا أو أرى جوارديولا في التدريبات كنت أستعيد فورًا التفكير بالجانب المظلم في حياتي وهنا تبدأ الأفكار الغاضبة تُراودني وتدفعني للتفكير بالثأر والانتقام ... لكن لا، تحملت الكثير والكثير والآن لا مجال للتراجع وقد حان الوقت لأقف مع نفسي وأستعيد شخصيتي من جديد".

    أخيرًا كتب إبرا جملة قد تُعبر عن كامل مسيرته في البارسا وربما مسيرته بالكامل، فقد كتب "عليكم أن تذكروا، قد تُخرجوا الطفل من الحي الذي يسكن به ولكن لا يمكنكم إخراج عقلية الحي من الطفل".

    انتهى هنا الفصل الأول، نبدأ في الحلقة القادمة ترجمة الفصل الثاني المتعلق بطفولة ومراهقة إبراهيموفيتش، فصل نستطيع أن نفهم من خلاله الكثير عن شخصية إبرا كادابرا ....



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  3. 203
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    أنهينا في الحلقة الثالثة الفصل الأول من كتاب "أنا زلاتان" الذي تناول قصته مع بيب جوارديولا، نبدأ الآن في ترجمة الفصل الثاني والذي تناول طفولة إبراهيموفيتش القاسية للغاية !!.


    الفصل الثاني | حصلت على دراجة

    يبدأ زلاتان الحديث في الفصل الثاني قائلًا "حصلت على دراجة خاصة بي، منحني إياها أخي وكانت من نوع بي أم إكس وقد أطلقت عليها اسم "فيدو ديدو" وهو خاص بشخصية كرتونية شهيرة لولد قوي صاحب شعر مجعد كنت أحبه كثيرًا. لكن الدراجة سُرقت من أحد شوارع روزينجارد وقد جُن أبي يومها وخرج للشارع بقميصه المفتوح .. لقد كان من الآباء الذين مبدأهم "لا أحد يلمس أبنائي، لا أحد يسرق أشياء أبنائي"، لكن حتى رجل قوي لن يستطيع فعل شيء حيال ذلك فقد اختفت الدراجة وأصابني ذلك بإحباط كبير".

    إبرا يُفجر مفاجأة حين يقال "بعد سرقة دراجتي بدأت أسرق الدرجات، كنت أفتح القفل وبعدها تُصبح الدراجة ملكي .. كنت متميزًا للغاية في الأمر، أصبحت سارق درجات وكنت الأفضل وكان ذلك أول شيء أقوم به. كانت حركات بريئة للغاية لكن أحيانًا تتم بتخطيط مسبق .. مثلًا، في مرة ارتديت ملابس سوداء وسرت في الظلام حتى اقتحمت منطقة عسكرية مُوحشة بقاطع كبير للأقفال ومن هناك سرقت دراجة عسكرية .. كنت أحبها كثيرًا لكن بصراحة أحببت الكرة أكثر من الدرجات، بجانب السرقة قمت بالكثير من الأمور مثل التسلل في الظلام ورمي البيض على النوافذ".

    اللاعب تذكر موقفًا محرجًا، كتب عنه "كان الأمر محرج في فيسيلز وهو أحد المتاجر .. كنت أستحق ما حدث لي بصراحة، القصة أنني كنت مع صديقي نرتدي ملابس بأكمام طويلة في الصيف .. كانت حركة غبية، أخفينا تحت الأكمام العديد من الأشياء ومنها 4 مضارب للتنس ولكن عند خروجنا أوقفنا الحارس وسألنا "من أين ستدفعون ثمن تلك الأشياء"، أخرجت بعض النقود من جيبه وقلت له "من تلك" لكن الرجل لم يكن يتمتع بحس الفكاهة !!، وقتها قررت أن أكون أكثر احترافية وأظن أنني كنت ذكيًا ومهووسًا بذلك".

    إبرا عاد للحديث عن نفسه قائلًا "كنت طفلًا صغير الحجم وصاحب أنف كبير ولم أكن أتحدث جيدًا ولذا استعنت بمدرسة لتعلمني النطق خاصة حرف الأس، أعتقد أن الأمر كان مُهين ومحرج وخمنت أني بحاجة لتعليم نفسي. بجانب هذا، كنت لا أطيق الجلوس لثانية واحدة بل أتحرك طوال الوقت. كان الأمر أشبه بأن شيئًا ما سيء قد يحدث لي ولذا أجري هربًا منه بأقصى سرعة".

    اللاعب أضاف "كنا نعيش في منطقة روزينجارد خارج مدينة مالمو، كانت تمتلئ بالصوماليين والأتراك والزنوج وأعراق مختلفة بجانب السويديين. كنا نحن الأولاد نتعامل بغرور وكنا نُشعل أي شيء .. الأمر في المنزل لم يكن جيدًا، لا يمكن قول غير ذلك".

    انتقل إبرا للحديث عن المنزل، قال "كنا نسكن في الطابق الرابع من مبنى في شارع كورنامس. لم نكن في البيت نتعامل بالأحضان وتلك الأمور، لم يكن أحد يسأل "زلاتان الصغير، كيف حالك؟"، لا أحد بالغ يُساعد في أداء الواجب المدرسي أو يسأل عن كيفية سير الأمور. كان عليك أن تعتمد على نفسك وألا تصرخ في حال أصابك شيء سيء .. كان عليك أن تعتاد أصوات الرصاص، فما حولنا كان عصابات ولصوص وأشياء سيئة كثيرة".

    طفولة قاسية بالفعل، واصل إبرا وصفها قائلًا "في بعض الأحيان، كنت آمل بكلمة تعاطف .. مثلًا في إحدى المرات وقعت من سقف مدرسة الأطفال وقد تورمت عيني وظهرت هالة سوداء حولها .. عدت للبيت باكيًا وقد توقعت يد تربت على رأسي أو على الأقل بضع كلمات لطيفة ولكن ما وجدته كان صفعة قاسية وسؤال "ماذا كنت تفعل فوق السقف؟"، لم تكن كلمات مثلت "زلاتان المسكين" بل كانت "اللعنة عليك أيها الغبي زلاتان .. لماذا صعدت للسقف، يا لك من فاشل".، وقتها صُدمت وخرجت".

    اللاعب بدأ يتحدث عن والدته، قال "لم يكن لوالدتي أي وقت للراحة، كانت تُنظف ومن ثم تعمل على إطعامنا .. كانت مقاتلة حقًا لكن لم تكن قادرة على فعل ما هو أكثر. كانت تعاملنا بجفاف وكان المزاج سيئًا في البيت بالكامل، حين كنا نأكل .. لا أحد يقولك لك "اعطني الزبدة عزيزي" لكن يُقال "اعطني الحليب أيها الغبي"، كانت الأبواب تُغلق وتبدأ أمي بالبكاء .. هي حياتي وحبي الكبير .. كانت تبكي وحياتها كانت تدفعها للبكاء كثيرًا، كانت تُنظف لـ14 ساعة في اليوم وأحيانًا كنا نساعدها في إفراغ جيوب الملابس وأحيانًا كنا نجد المال فنعطيه لها".

    إبرا تابع الحديث "أمي كانت تُكافح لأجلنا كثيرًا، زودتنا بملاعق خشبية ولكنها تحطمت فيما بعد .. أذكر في أحد الأيام أني رميت إحدى الملاعق في مدرسة الأطفال فارتطمت بالنافذة وكسرتها وهنا جن جنون أمي لأن الأمر سيكلفها مالًا .. لحقت بي وضربتني بالملعقة وكان ضربًا قاسيًا .. بعد تلك الحادثة لم أعد ألمس الملاعق !!، في إحدى المرات أيضًا لحقت بي أمي بأداة العجين ولكني تمكنت من الهرب ومن ثم تحدثت مع أختي سانيلا عن الأمر".

    ثم انتقل للحديث عن اخته سانيلا "سانيلا هي الأخت الشقيقة الوحيدة لي وكانت أكبر مني بعامين .. كانت بنت قوية، دومًا ما ترى أننا يجب أن نُهدئ من أمي حتى لا تضربنا. ولذا ذهبنا لشراء هدية لها من إيكا، وقتها اشترينا أمور خاصة بالسيدات بسعر لا يتجاوز الـ3 كورونا (عملة السويد المحلية) وأهديناهم لها في عيد الميلاد لكني أعتقد أنها لم تتفهم الأمر .. لم يكن لديها وقت أو هامش لذلك، كان همّها أن توفر لنا الطعام على الطاولة وقد عملت على ذلك بكل قوتها .. كنا كُثر في البيت، أخواتي الغير شقيقات وإن اختفين فيما بعد بعدما خرجا من المنزل، هناك أيضًا أخي الصغير أليكساندر وندعوه كيكي .. المال لم يكن يكفي تلك العائلة الكبيرة، لم يعتن أحد من الكبار بالصغار وكان علينا أن ننظم أمورنا بطريقة مختلفة .. كان دومًا أمامنا المكرونة والكاتشاب وكنت آكل عادة مع زملائي أو عمتي حنيفة وهي أول من جاء من العائلة إلى السويد".

    قال زلاتان عن طلاق والديه "حين انفصل والداي لم أكن قد بلغت العامين بعد، لا أذكر أبدًا أني رأيتهما معًا ولا أذكر شيئًا عن الطلاق، لكنه كان هو النتيجة الحتمية لمثل هكذا زواج غير جيد وتميز بالفوض الكبيرة، فقد تزوجت والدتي من والدي فقط لتحصل على تصريح الإقامة في السويد. بقينا عند والدتي لكني كنت أشتاق لوالدي كثيرًا .. كنت أذهب إليه مع سانيلا في كل إجازة ليأخذنا معه بسيارته الأوبل الزرقاء ويشتري لنا شرائح اللحم (الهام بيرجر) والآيس كريم وفي إحدى المرات جهز لنا هدية كبيرة بأن اشترى لنا حذائين من متجر نايكي .. كان لي الأخضر ولأختي سانيلا الزهري ولم يكن في روزينجارد كلها مثلهما مما يجعلكم تتخيلون صعوبة المعيشة هناك، أبي كان يمنحنا أيضًا بعض المال لشراء البيتزا والكوكاكولا وكنا سعداء جدًا بذلك وبالتواجد معه كل نهاية أسبوع .. كان لديه وظيفة جيدة وابن وحيد اسمه سابكو".

    إبرا عاد للحديث عن سانيلا وعلاقة الوالد بهما، قال "سانيلا كانت تمتاز بالجري وكانت الأسرع في جيلها وأبي كان فخورًا جدًا بذلك ودومًا ما يُوصلها للتدريبات ويُشجعها قائلًا "جيد سانيلا، لكن بإمكانك تقديم الأفضل"، هذا ما كان يعتقده دومًا .. كان يُطالب دومًا بالتحسن وعدم التوقف عند مرحلة ما. أذكر في مرة كنا في السيارة وكانت أختي سانيلا في حالة سيئة حتى أنها قاومت دموعها بصعوبة وقد لاحظ أبي ذلك وسألها مرارًا عن سبب ما بها حتى استجابت له أخيرًا ومنحته تفاصيل ما حدث والتي لا تهمنا الآن فهي خاصة بسانيلا، لكن المغزى أن أبي كان كالأسد فيما يخص أبناءه خاصة سانيلا فهي ابنته الوحيدة وقد أصبح مهتمًا بها للغاية ويُتابع دراستها جيدًا وكل الأمور الخاصة بها والتي لم أكن أفهمها تمامًا فقد كنت في التاسعة من عُمري فقط".

    يُواصل سرد بعض ذكريات طفولته الأليمة قائلًا "خريف 1990 حدثت قصة كبيرة في البيت وكان الأمر خطيرًا وإن لم أفهمه في البداية لكن الأمر كان يتعلق بأختي الغير شقيقة .. هي تتناول المخدرات وتُخفيها في البيت وقد أحدث ذلك ضجة كبيرة وحدثت مشكلة كبيرة بينها وبين والدتي .. والدتي لها قصة أيضًا، لقد منحها بعض الأصدقاء بعض المال والأمور المسروقة وطلبوا منها الاحتفاظ بها ولم تكن تعلم أنها مسروقة .. فجأة ظهرت الشرطة وأخذت والدتي، كان شعوري صعبًا وقتها وقد كنت أصرخ "أين أمي؟ أين ذهبت؟".


    يُتابع اللاعب "بعد تلك الأحداث بكيت أنا وسانيلا كثيرًا وقد خرجت من المنزل وبدأت بالجري ومن ثم ظهرت كرة القدم ... بدأت أركل الكرة وتعلقت بها كثيرًا، لم أكن ذلك اللاعب السيء جدًا ولم أكن أيضًا الواعد جدًا بل مجرد أحد الصعاليك الذين يركلون الكرة وربما أسوأ حتى ... امتلكت كرة قدم وكانت لي وقد بدأت ألعب كل الوقت، في المدرسة وفي المزارع وحتى بين الحصص المدرسية".

    يُواصل إبرا "ذهبت مع سانيلا لمدرسة فارنير رايدين، كنت في الصف الثالث وسانيلا في الخامس وقد بات سلوكي أفضل هنا لكن سانيلا كانت قد نضجت كثيرًا بالنسبة لطفلة مثلها فقد أصبحت ترعى أخانا الصغير كيكي بشكل كبير وأيضًا تعتني بالعائلة .. لقد تحملت مسؤولية لا تصدق واعتنت بنفسها جيدًا ولم تكن الفتاة التي قد تتلقى التوبيخ من المدرسين أو مدير المدرسة .. لذا قلقت كثيرًا حين تم استدعائنا لمقابلته، كنا نحن الإثنين في المحادثة ولذا خفت كثيرًا لأن الأمر لو كان يتعلق بأمور روتينية عادية لكنت لوحدي لكن وجودنا معًا يعني أن هناك شيء ما ولذا سألت بخوف "هل مات أحدهم؟ لماذا نحن هنا؟".

    يكشف إبرا عن سبب المقابلة بالقول "أصابني ألم البطن خلال ذهابي لغرفة المدير .. ذهبنا في طُرقة المدرسة ولم تكن مشاعري جيدة لكن حين شاهدت والدي جالس على أحد المقاعد في الغرفة سعدت كثيرًا وارتحت .. وجود أبي كان يعني المتعة بالنسبة لنا، لكن تلك المرة لم يكن الأمر كذلك بل كانت الأجواء رسمية ومتوترة للغاية .. كان الحديث عن أبي وأمي وأمور لم أفهمها وقتها لكني الآن وأنا أكتب هذا الكتاب أؤكد أني عرفت حل تلك الألغاز".


    نتوقف هنا، الحلقة القادمة يتحدث خلالها إبرا عن معاناته في بيت والده وفي الحياة بشكل عام والتي استمرت قاسية للغاية على الطفل "زلاتان"، انتظرونا .....



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  4. 204
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    تحدثنا في الحلقة الرابعة من كتاب "أنا زلاتان" عن طفولته ووالدته وأخته سانيلا، وفي الحلقة الخامسة سنواصل تغطية الفصل الثاني والطفولة الصعبة لإبرا ... مرحلة جديدة دخلها الطفل إبرا، يقول عنها "أجرى الموظف الاجتماعي تحقيقًا في نوفمبر 1990 والنتيجة كانت نقل حضانتي وسانيلا لوالدي نظرًا لأن بيئة والدتي ليست سليمة .. علي تأكيد أنها لم تكن هي السبب الرئيسي في ذلك لكن كانت المشاكل حولنا. فُجعت أمي كثيرًا بذلك القرار وقد بكت كثيرًا وكانت تصرخ "هل سأفقدكما أيضًا" .. كان الأمر كارثة بالنسبة لها. أمي كانت تحبنا كثيرًا وقد صنعت لنا الملاعق الخشبية ولكنها عاشت الكثير من المشاكل ولم تكن موفقة مع رجالها .. كانت تعاملنا بقسوة لكنها كانت تُحبنا كثيرًا وكان أبي يُدرك ذلك. أذكر أن قال لها بقسوة ذات يوم "إياك أن تفقديهما جوركا"، وفي تلك الأمور أبي كان لا يُستهان به أبدًا .. كانت كلماته قاسية جدًا فقد أضاف "إن لم توفري الأفضل لهما، لن تريهما مجددًا" .. لم أفهم ما حدث وقتها لكن النهاية كانت بانتقال سانيلا للحياة مع والدي وبقيت أنا مع والدتي".


    يُتابع زلاتان قائلًا "سانيلا بقيت عند والدي لعدة أسابيع وأنا بقيت مع والدتي لكن ذلك لم يكن الحل المناسب لأن سانيلا لم تكن على ما يُرام مع أبي .. ذات مساء وجدناه أنا وهي نائم على الأرض وعلى الطاولة الكثير من الزجاجات وقد قلنا له "أبي استيقظ .. أبي استيقظ" لكنه كان نائمًا تمامًا، كان الأمر غريبًا وقد فكرت مع نفسي "لماذا هو هكذا؟ لا نعلم ما الذي نفعله"، لكننا أردنا المساعدة وقد ظننا أنه تجمد ولذا غطيناه جيدًا حتى يشعر بالدفء .. لم أكن أفهم ما يجري لكن أعتقد سانيلا كانت قادرة على استيعاب ما حدث فقد لاحظت أن مزاجه غريب وحركاته غريبة وقد كان يصرخ عليها حين يشرب وهو ما أخافها كثيرًا ولذا لم تكن جيدة معه .. بجانب أنها كانت تفتقد أخاها الصغير كيكي ولذا كانت تريد العودة لأمي مجددًا ولكن أنا كنت على النقيض تمامًا ولذا تحدثت معه ذات مساء وكنت خائفًا لأني في البيت لوحدي دون سانيلا .. قلت له "أبي، أريد أن أكون معك .. لا أريد البقاء هنا" فقال "حسنًا، تعال إلي. سأرسل لك سيارة تاكسي فورًا".

    يُتابع إبرا الحديث عن العائلة وهنا يؤكد قربه الشديد من سانيلا، يقول "حدث تحقيق اجتماعي جديد والنتيجة كانت انتقال حضانة سانيلا لوالدتي وذهبت أنا مع والدي وكان ذلك في مارس 1991 .. لقد انفصلنا مجددًا أنا وأختي، لكن كنا دومًا معًا أو ربما على فترات لكن الشيء الأكيد هو أننا كنا قريبين لبعضنا البعض كثيرًا .. سانيلا الآن مصففة شعر وأحيانًا يقول له الناس "يا إلهي، أنت تشبهين إبرا كثيرًا" لكنها ترد دومًا "هراء، هو الذي يُشبهني"، هي قوية لكن لا هي ولا أنا مررنا بحياة سهلة".

    زلاتان انتقل لبيت والده وبدأت رحلة جديدة، يُضيف عنها "انتقلت مع أبي "سيفيك" من روزينجارد إلى فارنهيمستورجت في مدينة مالمو عام 1991 .. أبي كان يمتلك قلبًا كبيرًا ومستعدًا للموت من أجلنا لكنه لم يكن كما توقعته .. كنت أعرفه كالوالد الذي يأتي كل نهاية أسبوع ويشتري لنا شرائح اللحم والأيس كريم".

    يصف إبرا الحياة عند والده قائلًا "الآن أصبحت شريك والدي في البيت وقد لاحظت أن شيئًا ما ينقصه .. ربما سيدة، كان في البيت تلفاز وأريكة ومكتبة للكتب وسريرين ولا شيء أكثر، كانت زجاجات البيرة على الطاولة وقطع الحُطام تملأ الأرض .. لم يكن البيت مُريحًا على الإطلاق ولم يكن لحياتنا أي نظام، كان أبي يبدأ عملًا ما ثم يتوقف ويقول "سأنهيه غدًا" ولكن غدًا هذا لا يأتي أبدًا. تنقلنا كثيرًا ولم ننجح أبدًا في خلق نظام جيد لنا وكنت مازلت أرى أن شيئًا ما ينقص أبي ولو بطريقة مختلفة".

    يُتابع "أبي كان يقوم بالأعمال الصعبة وحين يعود للبيت يكون معه الكثير من معدات النجارة، كان يجلس ليتابع التفاز أو يتحدث عبر الهاتف وطبعًا لا يُمكن العبث بأشيائه. أبي كان يُحب الموسيقى اليوغسلافية الشعبية كثيرًا وعادة ما كان يستمع لها مستخدمًا السماعات في أذنيه .. كان مجنونًا بها وكان يقوم بتسجيل بعض الأشرطة ويؤدي عروضًا رائعة حين يكون مزاجه سليمًا. والدي كان له عالمه الخاص به وكان يغضب حين يتصل بي أصدقائي ويقول لهم "لا تتصلوا هنا مجددًا"، لم أجلب أصدقائي للبيت وكانوا يبحثون عني ولكني لا أعلم فالهاتف لم يكن لي ولم يكن أحد يتصل على البيت .. لكن مع هذا، لو حدث شيء خطير فوالدي كان مستعدًا للقيام بأي شيء لأجلي .. كان يخرج للمدينة بخطواته الواثقة ويُحاول جعل الأمور على ما يُرام وكانت لديه خطوات تُجبر الجميع على الاستيقاظ، لكن مع هذا لم يكن أبي يهتم بما يحدث معي سواء في المدرسة أو كرة القدم أو مع أصدقائي .. وقد اعتدت أن أتحدث لنفسي تلك الفترة".

    يُواصل إبرا الحديث قائلًا "فترة ما، جاء ليعيش معنا أخي غير الشقيق وقد تحدثت معه بالتأكيد .. كان في عُمر الـ17 لكني لا أتذكر الكثير عنه وقد طرده أبي لاحقًا من المنزل فقد كانت بينهم مشاكل كبيرة .. كان الأمر مُحزنًا بالتأكيد وبقيت مجددًا أنا ووالدي في البيت لوحدنا، أحدكم قد يرى ذلك غريبًا بالنسبة له لكن أبي لم يحظ بأصدقاء وكان يشرب البيرة وحيدًا .. البيت عادة ما كان فارغًا لكن الأهم أن الثلاجة أيضًا كانت فارغة !!".

    أضاف إبرا حول قصة الثلاجة والجوع "كنت ألعب كرة القدم وأقود الدراجات المسروقة طوال الوقت وفي النهاية أعود للبيع مُتعبًا وجائعًا كالذئب .. أقف أمام باب الثلاجة وأرجوها "أرجوكي أرجوكي .. ليكن أي شيء بداخلك" لكن لا، لم يتواجد شيء سوى بعض الزبدة والحليب والخبز وزجاجات البيرة وفي أحسن الحالات يتواجد زجاجات عصير ومقويات (ملتي فيتامين) من محلات عربية لأنها كانت الأرخص وأحيانًا لا أجد شيئًا إلا زجاجات البيرة .. كنت أصرخ وكانت تلك المرحلة مؤلمة جدًا ولن أنساها أبدًا فقد تركت أثرًا في نفسي لم يخرج أبدًا، حتى اسألوا زوجتي هيلينا لأني دومًا ما أصر على أن تكون الثلاجة ممتلئة، دومًا ما أقول لها أني لم أنس تلك المرحلة أبدًا".

    إبرا ضرب مثلًا جميلًا حين قال "يومًا ما كان ابني الصغير فينسينت يبكي بينما كانت والدته تطهي المكارونة على الفرن .. الطفل كان يبكي لأن الطعام لم يجهز بسرعة وهنا كنت أريد أن أصرخ به "لو تعلم فقط مدى الخير الذي أنت به !!".

    يُواصل اللاعب الحديث عن طفولته القاسية "كنت أبحث عن الطعام في كل مكان وكل زاوية وكل دُرج في المنزل، أبحث عن قطعة لحم أو قطعة مكارونة .. لقد مللت أكل الساندوتشات المحمصة الفارغة، كنت أحيانًا أذهب لوالدتي لكنها لم تكن دومًا تستقبلني بأذرع مفتوحة وكانت تصرخ "لماذا بحق الجحيم زلاتان هنا؟ ألم يُطعمه والده سيفيك؟" وأحيانًا كانت تُوبخني ولكن عمومًا .. لقد ساعدنا بعضنا البعض".

    انتقل زلاتان للحديث عن حربه الصغيرة في بيت والده، قال "في بيت والدي، بدأت الحروب الصغيرة مع زجاجات البيرة، كنت أسكب بعضها ولكن ليس كثيرًا بل القليل منها حتى لا يتم كشف الأمر وكان نادرًا ما يُلاحظ أبي شيء. كانت زجاجات البيرة تملأ المكان .. على الطاولات والأرفف وأنا عادة ما كنت أجمع الزجاجات الفارغة وأضعها في أكياس القمامة وأبيعها في الخارج مقابل القليل من المال وقد كانت هناك الكثير من الزجاجات وكنت سعيدًا جدًا بالمال وإن لم يكن الأمر بالشيء اللطيف".

    يُضيف إبرا "مثل كل الأطفال، كنت أراقب مزاج والدي حتى أحدد الوقت المناسب للطلب وقد تعلمت ذلك جيدًا. كان مزاجه يمتاز بالهدوء في الأيام التي تلي أيام الشرب ولكن في أيام أخرى كان سيئًا للغاية. أحيانًا كان يصرخ ويرفض منحي شيء لكن أحيانًا كان عطوفًا للغاية .. يُعطيني الكثير من المال. في ذلك الوقت كنت أجمع صور اللاعبين التي تأتي في عبوات العلكة وفي كل عبوة صغيرة كنا نجد 3 صور ودومًا ما كنت أقول .. أوه أوه، من سأجد اليوم؟ مارادونا؟ أو إنه المعتاد !!، المعتاد كان مُخيبًا لأنه صور لبعض نجوم الكرة السويدية المملين الذين لم أعرف منهم أحد لكن يومًا ما جلب لي عبوة كبيرة كاملة ووقتها احتفلت بها جيدًا .. كنا نشاهد التلفاز معًا ونقضي بعض الأوقات اللطيفة لكن في أيام أخرى كان الأمر صعبًا ولدي ذكريات مُرعبة عن تلك الأيام".


    يُتابع اللاعب "حين كبرت قليلًا قررت التحدث مع والدي كالأخ، قلت له "أبي، أنت تشرب كثيرًا" وهنا كنا نتشاجر بجنون وبصراحة كان شجارًا لا معنى له أحيانًا، كان يرد علي قائلًا "أصمت وإلا سأرميك وأدواتك للخارج" لكني كنت أتحمل لأني كنت أريد أن ألعب ذلك الدور. والدي كان يتشاجر معي ويصرخ علي لكنه لم يضربني أبدًا أبدًا وأعتقد أن ذلك بسبب ما أعنيه لسانيلا .. عينه، لم يضربني أبي سوى مرة واحدة رفعني خلالها مترين لفوق قبل أن يرميني على السرير. لكن الأكيد ان والدي هو ألطف رجل في العالم وقد أدركت ذلك الآن، الأمور لم تكن سهلة معه وقد قال لي أخاه مرة "هو يشرب لينسى أحزانه وآلامه" وربما تلك كانت الحقيقة لكن ليست كاملة .. الحرب أثرت عليه كثيرًا".

    أضاف إبرا عن الحرب "الحرب كانت الكلمة الغريبة التي لم أعرف شيئًا عنها، كنت مُبعدًا ومحميًا منها وكل ما كان يحدث كان غير مفهومًا بالنسبة لي. حتى حين ارتدت والدتي وأختي اللباس الأسود بالكامل .. ظننت أنها موضة جديدة ظهرت فجأة، لكن الأمر كان يتعلق بوفاة جدي في انفجار قنبلة في كرواتيا. لم أكن مهتمًا بالأمر ولم يكن يعني لي شيئًا أن يكون الشخص صربي أو بوسني أو غيره فالجميع سواء. لكن الحرب أثرت كثيرًا على والدي. لقد جاء من مدينة بيلينا البوسنية ووجد عمل هنا في السويد ولكنه في المقابل ترك عائلته وأصدقائه في المدينة وفجأة حل الجحيم على الجميع هناك. بيلينا اغتصبت بالكامل ولذا لم أتعجب من إطلاق والدي لقب مسلم على نفسه مجددًا، لم أندهش مطلقًا من ذلك. لقد اجتاح الصرب المدينة وأعدموا المئات من المسلمين هناك وأعتقد أن والدي كان يعرف العديد منهم، عائلته أجبرت على القتال .. لقد قام الصرب بعملية إبادة جماعية واستبدال للسُكان في بيلينا، لقد استولوا على كل البيوت ومنها بيت قديم يعود لأبي. لقد فهمت وقتها أن والدي لم يكن يمتلك أي وقت لأجلي بل كان يُتابع الأخبار كل مساء ليعلم ما الذي يحدث أو ينتظر مكالمة تُطمئنه .. الحرب سيطرت عليه وأصبح متابعة أخبارها هاجسًا بالنسبة له حتى أنه كان يشرب وحده ويُتابع الأخبار ويستمع للموسيقى، خلال تلك الفترة كنت أنا أحرص على الهدوء أو أخرج من البيت وأذهب لبيت والدتي .. هناك كان عالمًا مختلفًا".


    نتوقف هنا بعد الحديث عن الحرب التي لم يفهم عنها زلاتان الكثير، الحلقة القادمة نهاية الفصل الأول وتتحدث عن حادثة صعبة للغاية مر بها اللاعب وكادت أن تُودي بحياته .....



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  5. 205
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    توقفنا في الحلقة الخامسة من كتاب "أنا زلاتان" عند وصفه للحرب وتأثيرها عليه وعلى والده ومن ثم كانت عودته لبيت والدته واليوم في الحلقة السادسة نتحدث عن مواقف من طفولته خاصة مع والده وأحدهم كاد أن يُودي بحياته.


    يبدأ إبرا الحديث عن الفارق في الحياة عند والده ووالدته قائلًا "مع أبي، كان فقط أنا وهو لكن عند والدتي كان البيت أشبه بالمهرجان .. العديد من الناس يدخل ويخرج والأصوات العالية تملأ المكان. أمي كانت قد انتقلت للطابق الخامس من نفس البناية في شارع كرونمانس فوق شقة عمتي حنيفة أو هانا كما يُقال لها. أنا وكيكي وسانيلا كنا مقربين للغاية وكنا متفقين تمامًا".

    يعود زلاتان للحديث عن المشاكل لدى والدته "لكن حتى في بيت أمي المشاكل المقرفة كانت حاضرة، أختي غير الشقيقة كانت تتناول المخدرات وذلك كان يُسبب الكثير من الخوف والقلق لوالدتي .. كلما رن الهاتف أو دق الباب كانت تصرخ "ألا يكفينا ما لدينا من مشاكل؟ ماذا الآن؟". في إحدى المرات فتحت باب الثلاثة ووجدت المخدرات داخلها .. صُدمت تمامًا وجلبت أخي كيكي وأنا أصرخ "يا إلهي، مخدرات في الثلاجة !!" جاء يصرخ "ما الذي أتى بالمخدرات في ثلاجة أمي !!" ظهرت أختي بعدها ولم تفعل شيء سوى أنها حاولت تهدئة والدتي بالقول "إنها أمور بسيطة، لا تقلقي" وهنا ردت والدتي "إنها تلك الأمور المقرفة مجددًا". لقد تأثرت والدتي كثيرًا بتلك السنوات، كان يُمكننا أن نكون ألطف كثيرًا في تلك الفترة لكننا امتزنا بالقسوة".

    الحديث عن اخته لم ينته، أضاف "مشاكل المخدرات بدأت تظهر على أختي وقد دخلت المشفى أكثر من مرة للعلاج لكن دومًا ما كانت تعود لذلك القرف مجددًا بعدما تخرج، وبالتالي كانت الخلافات بينها وبين والدتي موجودة دائمًا والأمر انتهى برحيلها عن البيت وانتقالها للسكن لوحدها. عمومًا، أذكر ذات مرة أننا وجدنا المخدرات معها في بيتها .. كان ذلك في عيد مولدي وكانت تُعد حفلة لأجلي وقد جلبت لي الهدايا، فقد كانت لطيفة في وسط كل ما يحدث لها، احتجت دخول دورة المياه وهنا ذُعرت أختي ووقفت في طريقي قائلة "لا لا، انتظر"، من ثم بكت ودخلت ونظفت ما كان موجود وقد أدركت يومها أن أمرًا ما خطأ وأنه سر لها ومن ثم علمت أنها كانت تُخفي المخدرات في دورة المياه .. لم أتدخل وقلت لنفسي "ذلك ما يخصها وأنا لدي ما يخصني أيضًا .. الدراجة وكرة القدم والعديد من الأحلام في ان أصبح مثل محمد علي كلاي وبروس لي".

    يحكي إبرا الآن كيف تعرف على أولئك الأبطال، يقول "أبي كان لديه أخ أكبر اسمه صباح الدين يسكن يوغسلافيا القديمة وكان يُلقب هناك "سابكو"، كان ملاكمًا وموهوبًا للغاية فقد نافس على جائزة رادينيتش في مدينة كراجوايفاك وكان بطل يوغسلافيا مع ناديه والمنتخب الوطني. لكن في عام 1967 وحين تزوج ذهب ليسبح في بحر نيريتفا وكان عُمره 23 عامًا فقط .. حدث شيء ما له وأعتقد أنه كان يُعاني من مشكلة ما في القلب أو الرئيتين لكن النتيجة أن الماء سحبه وغرق هناك. لك أن تتخيل حجم الصدمة التي أصابت العائلة وأبي تحديدًا. بعد وفاته، أصبح أبي متابعًا للعبة وكان يمتلك أشرطة فيديو مُسجل عليها كل المباريات القديمة ولكنها لم تكن خاصة فقط بصباح الدين بل كذلك محمد علي كلاي وفوريمان وتايسون وأيضًا كانت هناك أشرطة فيديو لأفلام بروس لي وجاكي شان".

    يُواصل الحديث عن تلك الأيام قائلًا "كنا نتجمد أمام التلفاز لنتابع مثل تلك الأشرطة لكن كنا لا نتابع القنوات السويدية وقتها لأنها لم تكن تستحق ولم تكن على الخريطة. لقد عشنا في عالم مختلف تمامًا وحين شاهدت أول فيلم سويدي كنت في الـ20 من عُمري ولم يكن لدي أي فكرة عن أبطال الرياضة من السويد سواء إنجيمار ستينمارك أو غيره .. لكن بالنسبة لواحد مثل علي محمد علي، كيف لا يمكن أن أعرفه !! هو أسطورة .. يتحرك وفقًا لأسلوبه الخاص دون اهتمام لما يقوله الناس ولا يعتذر أو يُسامح أبدًا. كان شخصًا رائعًا وكنا نقلده كثيرًا .. كيف يُمكن ألا نفعل".

    يُضيف إبرا عن الحياة في مدينته "في روزينجراد يجب أن تتصرف بصرامة، كنا نتشاجر كثيرًا ولا نتوقف إلا حين نسمع الشتائم، لكننا لم نكن نتشاجر ضد بعضنا البعض فذلك لم يكن مبدأنا، بل الشجار كان خارج الحي وهنا كنا جميعًا متحدين وكنت أنا هناك أتابع وأشاهد تلك المعارك ضد العنصريين ... كنا جميعًا معًا، أذكر في 30 نوفمبر كان مهرجان مالمو وكنت هناك لكني فجأة وجدت أكثر من 200 شاب من روزينجارد يجرون خلف أحد الشباب .. لم يكن الأمر لطيفًا أبدًا بصراحة لكن لمجرد أنهم من أبناء مدينتي انضممت لهم فورًا وبالتأكيد لم يكن الولد على ما يُرام فيما بعد !!. كنا مغرورون كثيرًا ولكن أحيانًا ليس من السهل أن تكون عنيفًا".

    ينتقل لمرحلة جديدة ويقول "حين كنت أسكن مع أبي في ستينكولاسكولان، كنت أعود للبيت متأخرًا لأني كنت أمكث عند أمي لكن ذلك كان يُجبرني على المشي طويلًا في نفق مظلم يقطع شارع الأدميرال قرب جسر أنيلوند حيث ضُرب أبي قبل عدة سنوات وانتهى به الأمر مُلقًا في مشفى بثقب في الرئة. كانت شوارع مظلمة وموحشة للغاية وبها الكثير من الأشياء المخيفة .. كنت أجري بأقصى سرعة مما يجعلك تسمع أسرع دقات قلب قد تتخيلها حتى أصل للبيت مُنهكًا تمامًا ... لم أكن حقًا مثل علي محمد علي".

    اللاعب يتحدث عن أحد المواقف الصعبة له، يقول "كنت مع أبي وسانيلا ذاهبون للمسبح في آرلوف وبعدها ذهبت لأحد الأصدقاء، خلال عودتي أمطرت بشدة وقد وقفت في الشارع كالغبي ثم عدت للمنزل غارقًا بالمياه تمامًا والنتيجة أني مرضت .. كنت أعاني من الحمى والقشعريرة ولم أعد قادرًا على الحركة حتى أني استلقيت في السرير دون حراك، والدي جاء وهنا كان هو .. صحيح أنه كان يشرب كثيرًا وثلاجته فارغة لكنه في الأمور الخطيرة كان يتحول لأسد يُحافظ على أبنائه. لقد جلب سيارة أجرة (تاكسي) ووضعني في المكان الوحيد الخالي بها .. كنت مثل السمكة الصغيرة ولذا حملني من البيت للسيارة في الأسفل، كان أبي قويًا ومجنونًا تمامًا فالأمر يخص ولده .. هنا تحدث للسائق وكانت سيدة، قال لها "إنه ولدي، إنه كل شيء لي ..لا تتوقفي عند أي إشارة مرور وأنا سأدفع الغرامة المالية وسأهتم برجال الشرطة"، وقد فعلت السيدة ما قاله فتجاوزنا إشارتي مرور حتى وصلنا لقسم الأطفال في مستشفى مالمو العام .. هناك شعرت بأنها حالة طوارئ، كانوا سيعطوني حُقنة في الظهر ولكن أبي كان قد سمع أنها ربما تؤدي للشلل ولذا انفعل بقوة وبدأ يصرخ ويتلفظ بكلمات سيئة، لقد هدد بالتحرك في كل مكان لو حدث لي أي مكروه ... لكنه هدأ فيما بعد، فقد تحسنت حالتي كثيرًا بعد أن حُقنت بتلك الحقنة في النخاع الشوكي .. لقد كانت حالة التهاب السحايا. شعرت بالظلام حولي ولكني كنت أشعر بوجود والدي بجانبي وأنا أتلقى العلاج ثم صحوت في الخامسة من صباح اليوم التالي وكان كل شيء على ما يُرام وقد انتهت الأزمة تمامًا ... وحتى الآن لا أعرف وأسأل نفسي دومًا "ما سبب إصابتي بذلك المرض؟".

    يُتابع إبرا "لم أكن وقتها ملتزمًا بالمجموعات الغذائية، كنت صغيرًا وفقيرًا وكما تعلمون الفقراء كانوا ولايزالون يبحثون عن القوة للاستمرار، كنت أفضل الخروج والجري في الشارع بدلًا من البقاء في البيت أو المدرسة .. كان عامًا صعبًا جدًا وقد أدركت الآن أن أبي كان يمر بأمزجة مختلفة، أحيانًا يكون قريبًا وعطوفًا جدًا وأحيانًا قاسيًا للغاية .. مثل أن يقول لي "عليك أن تبقى هنا في البيت" وبعدها "لا تفعل ذلك، عليك اللعنة". حين تكون طفلًا لأب يُواجه صعوبات فأنت هنا مُطالب بأن تُصبح رجلًا، لم يكن لدينا أسلوبًا مرنًا في الحياة .. لم نقل مثلًا "اليوم لدي ألم في المعدة، اليوم أنا حزين"، قد تعلمت من تلك الحياة أن أضغط على آلامي وأواصل ولكن أيضًا تعلمت التضحية".

    اللاعب يذكر الآن مثالًا على التضحية، يقول "ذهبت مع أبي واشترينا لي سريرًا من إيكيا (شركة ضخمة لبيع الأثاث) ولكن المشكلة كانت في ثمن التوصيل لأنه لم يكن مع أبي رغم أنه لم يكن كبيرًا، ما الحل؟ إنه بسيط للغاية .. لقد ربط أبي السرير على ظهري طوال طريق العودة من إيكيا، كان الوضع صعبًا للغاية ولكن أبي كان يمتاز بتلك الأفكار الغريبة أحيانًا حتى أنه كان يحضر اجتماعات الآباء في المدرسة بزي رعاة البقر ويظهر مثلهم بعضلاته القوية حتى أن الكل يندهش ويسأل "من هذا؟"، الجميع كان يخشاه ويحترمه حتى في المدرسة ولذا لم يجرؤ أحد على عقابي في المدرسة خوفًا منه".

    إبرا طرح تساؤلًا هنا، قال "ربما تسألون الآن، لو لم أكن لاعبًا لكرة القدم .. ماذا كنت سأكون؟ ليس لدي فكرة، لكن ربما مجرمًا لأن الجريمة وقتها من كانت تُحيط بنا. لاحظ أننا كنا نذهب للسرقة وليس فقط الدراجات بل من المحال التجارية أيضًا .. أكثر ما يُسعدني في تلك النقطة أن أبي لم يكن يعلم أنني أسرق، صحيح أنه يشرب الخمر ولكن لديه قواعد صارمة مثل أن الرجل لا يجب أن يسرق أو يستغل الفرص ولو علم أني جربت السرقة حتى لدمر السماء على رأسي .. تذكرون تلك المرة حين سرقت مع صديقي من متجر فيسيلز (ما ذُكر في الحلقة الرابعة)، يومها كنت محظوظًا للغاية لأن الأمر كان خطيرًا فقد سرقنا 1500 كورونا وليس مجرد الحلوى ولكن والد صديقي أخرجنا من تلك الورطة .. حين وصلت الرسالة لأبي على المنزل وكانت تقول "زلاتان إبراهيموفيتش اعتقل بسبب السرقة وإلخ إلخ" كنت قد رأيتها قبله ونجحت في إخفائها ومن ثم واصلت السرقة .. نعم، كان يمكن للأمور أن تكون أسوأ كثيرًا".

    إبرا عاد للحديث عن المخدرات والشُرب، قائلًا "الشيء الوحيد الذي أستطيع الجزم به هو أنني لم أتناول المخدرات أبدًا فأنا ضدها تمامًا .. بالتأكيد أنا لم ألق فقط زجاجات البيرة الخاصة بأبي بل أيضًا السجائر الخاصة بوالدتي، أكره كل تلك المخدرات والسموم وحتى الخمر لم أشربه إلا حين تخطيت الـ17 أو الـ18 ووقتها سقطت مثل أي مراهق يُجرب الأمر للمرة الأولى. بعدها لم أشرب حتى الثمالة إلا في عدة مناسبات أبرزها بعد الفوز بالاسكوديتو الأول مع اليوفنتوس .. وقتها أقنعني الثعبان تريزيجيه بالشرب كأسًا تلو الآخر حتى نمت في المسبح".

    يُضيف "أنا وسانيلا سيطرنا على كيكي جيدًا فيما يخص هذا الأمر، فهو لم يشرب أو يُدخن لأننا كنا نتابعه ونحذره منها دومًا .. كان هناك اهتمامًا خاصًا بالأخ الصغير فقد اعتنينا به جيدًا، كان يتجه لسانيلا فيما يخص الأمور العاطفية ويتجه لي في الأمور الصعبة وكنت أقف بجانبه وأتحمل مسؤوليته وإن كنت على الجانب الآخر لست دائمًا لطيفًا مع الأصدقاء فقد قمت بتصرفات عدائيه تجاههم أحيانًا .. ذلك النوع من التصرفات التي لو فعلها أحد اليوم مع أولادي ماكسي وفينسينت سيُصيبني بالجنون".


    إبرا يصف ذلك الازدواج في شخصيته قائلًا "تلك الحقيقة التي يجب ألا تُنسى .. أنني شخصية ازدواجية، أحب الانضباط والتجاوز في نفس الوقت وتلك كانت فلسفتي في الحياة. مبدأي كان أنني أمتلك القدرة على الحديث والتنفيذ وليس فقط الكلام مثل "أنا الأفضل، من أنت؟" بالتأكيد لا، وليس أيضًا القدرة على التنفيذ لكن مع التفوه بكلمات جبانة مثلما يفعل نجوم السويد، لا فأنا أحب أن أكون الأفضل وأن أكون مغرورًا أيضًا. لم أفكر في أن أكون النجم المثالي .. يا إلهي، أنا قادم من روزينجارد وربما لهذا أنا مختلف قليلًا .. أنا مغرور ومجنون ولكني أيضًا أمتلك الشخصية المميزة لي. لم أصل للمدرسة في الموعد يوميًا لأني لم أكن أستيقظ مبكرًا ولكن في نفس الوقت كنت أقوم بجميع واجباتي المدرسية ولو أحيانًا على الأقل. كنت جيدًا في مادة الحساب ولكن المدرس لم يُصدق وكان يظنني أغش وله الحق ربما، فقد كنت الطفل الذي لا تتوقع منه نتائج جيدة بل أن يُطرد خارج المدرسة. مع هذا، كنت أدرس وأستعد جيدًا للامتحانات لكن في اليوم التالي أنسى كل شيء !! لم أكن وحشًا لكن لا أستطيع الجلوس طويلًا وأقوم ببعض الأمور المزعجة مثل رمي الأدوات المدرسية .. وكان النمل يسير في جسدي أيضًا".

    يُواصل إبرا "كان عامًا صعبًا، كنا ننتقل دومًا حتى أنني أذكر أننا نادرًا ما مكثنا في مكان واحد لما يزيد عن العام. دخلت العديد من المدارس ولكن المدرسين دومًا ما كانوا يقولون لي "عليك أن تنتقل للمدرسة التي تنتمي إليها"، لم يكن ذلك بسبب التزامهم بالقواعد لكن لأنهم وجودها فرصة للتخلص مني. ذهبت لمدارس مختلفة ودومًا ما واجهت مشاكل في تكوين الصداقات. والدي كان يهتم بالمكالمات الهاتفية والحرب والشُرب ولذا قررت أن أعتني بنفسي أكثر وأكثر وألا أهتم بالفوضى والمشاكل التي تعيشها العائلة .. دومًا ما كان هناك شيئًا ما في العائلة".

    أوضح اللاعب المشاكل قائلًا "كما تعلمون، نحن نعيش وضعًا صعبًا في البلقان. أختي المدمنة على المخدرات تشاجرت مع والدتي وانفصلت عنها وعنا وذلك ربما ليس بالأمر الغير المتوقع بعد كل محاولات علاجها وعودتها للمخدرات. لكن حتى أختي الغير شقيقة الأخرى انفصلت عن العائلة .. أمي ببساطة ألغتها من حياتنا، لم أكن أعرف السبب وقتها لكن لاحقًا علمت بصعوبة ما الذي حدث .. كان لأختي صديقًا يوغسلافيًا وقد تشاجرا معًا وهنا وقفت أمي مع الشاب لأسباب مختلفة ولذا تشاجرت مع أختي وقالتا أشياء مريعة لبعضهما البعض والنتيجة كانت بانفصال أختي عنا ولم يكن ذلك بالجيد أبدًا، هي أمور يجب ألا تحدث في كافة أنحاء العالم ولكنها مازالت تحدث !!".

    يختم إبرا الفصل الثاني وتلك المرحلة من حياته قائلًا "لم تكن تلك المشكلة الأولى في العائلة لكن أمي كانت فخورة بما فعلته وقد أدركت ذلك. لم أنسى الصعوبات التي واجهتنا خلال تلك السنوات والمشاكل التي مررنا بها لكن تلك المشكلة تخطت كل الحدود .. لقد كنا 5 أبناء في بيت أمي وفجأة أصبحنا 3 برحيل أختي غير الشقيقتين، كنت أنا وسانيلا وكيكي فقط ولم يكن إصلاح ذلك بالأمر السهل. لكن بعد 15 عامًا اتصل بنا ابن أختي .. نعم، أختي أنجبت ولد أصبح يقول لأمي يا جدتي، لقد اتصل وقال لها على الهاتف "مرحبًا جدتي" لكنها لم تعرفه وقالت ببساطة "الرقم خطأ" وأغلقت الهاتف. لم أصدق الأمر حين سمعت به وقد أصابني ألم المعدة وقتها، لا أستطيع وصف مشاعري .. لقد سبب ابن أختي الكثير من الفخر لتلك العائلة وأنا يجب أن أكون سعيدًا جدًا لاختياري كرة القدم ....".



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  6. 206
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    حجم الخط : [ أكبر | أصغر ] أنهينا في الحلقة السادسة الفصل الثاني من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم ندخل في الأيام الأولى لإبراهيموفيتش في مداعبة الساحرة المستديرة بدءً من مزرعته في روسينجراد حتى وصل إلى أكبر نادٍ في السويد ..


    الفصل الثالث | من روسينجراد إلى مالمو

    البداية كانت كالتالي "في روسينجراد كانت هناك العديد من المزارع المختلفة لكن لم تكن هناك مزرعة أسوأ من الأخرى فجميعها كانت بحالة مزرية. كان هناك العديد من الألبانيين و الأتراك، فالأصل و الجنسية لم تكن أهم هناك من امتلاك المزارع. مزرعة والدتي كانت تُسمى تورنروسين و كانت تحتوي على (مرجيحة)، مساحة جيدة للَّعب و سارية العلم و كنا نرتاده يوميًا لنلعب فيه كرة القدم."

    "أحيانًا لم أكن أحضر فقد كنت صغيرًا للغاية في السن. كنت أكره أن أكون خارج الملعب، كنت أكره الخسارة رغم أنه حينها لم يكن الفوز بتلك الأهمية الكبيرة. كنا نلعب بطاقة هائلة و كان ذلك جيدًا خاصة حين يصرخ أحدهم قائلًا "أوه، أوه، وو!انظر إلى هذا" و ذلك إعجابًا بالصبية و سرعتهم و ما يفعلونه من حركات كنت أتدرب و أتدرب حتى تعلمتها."

    "أحيانًا كانت تقوم أمهاتنا بالصراخ من نوافذ البيوت كل يوم و يقلن "لقد تأخر الوقت. الطعام جاهز فلتأتوا الآن" فنرد قائلين "قريبًا، قريبًا" ثم نستمر في اللعب إلى أن يصبح الوقت متأخرًا، و لم نكن نأبه بالأمطار أو بالفوضى العارمة بشكل عام في المكان".

    بدأت اللعبة تستهويه سريعًا "كنا لا نكل و لا نمل و كانت المساحات ضئيلة لذا كان علينا أن نكون سريعين للغاية بالرأس و القدمين، و كان هذا الأمر مهمًا خاصة بالنسبة لي فقد كنت صغيرًا و نحيفًا و كان يسهل إسقاطي. لقد تعلمت أمورًا رائعة و كان ذلك مهمًا للغاية و إلا لما حظيت بأي "وو"! أحيانًا كنت أنام و الكرة بجانبي لأصحو بأفكار لحركات جديدة توجب علي القيام بها. لقد كان الأمر أشبه فيلم السينما طيلة الوقت".

    "أول نادٍ لعبت له كان يُدعم نادي إم بي آي، أي نادي مالمو للكرة و الرياضة. كان عمري ستة أعوام فقط حين بدأت اللعب في النادي. كنا نلعب على الحصى خلف بعضالثكنات الخضراء و كنت أصل إلى النادي على دراجات مسروقة و لم أكن دائمًا حسن السلوك. كان المدربون يقومون أحيانًا بإرسالي إلى المنزل و كنت أصرخ و أبادر بالرد عليهم، كنت أسمعهم دائمًا يقولون لي "مرر يا زلاتان" و كان ذلك يُزعجني و كنت أشعر أنني ضائع".

    لم يكن مستقرًا في أي مكان منذ الصغر "نادي إم بي آي كان به العديد من الأجانب بجانب السويديين و العديد من الآباء و الأمهات لم يعجبهم ما كنت أقوم به من حركات تعلمتها في المزرعة فأخبرتهم أن يغربوا من وجهي. قمت بتغيير النادي عدة مرات و ذهبت إلى نادي إف بي كي البلقان و لم يكن هناك أي شيء! كان هناك في إم بي آي من يقول لنا "هيا أيها الفتيان، عمل جيد"، لكن ذلك لم يكن متواجدًا بنادي البلقان، بل على النقيض كان هناك من يقول "سأعتدي على والدتك"! لقد كانوا حفنة من اليوغوسلافيين المجانين يتشاجرون دائمًا و يرمون أحذيتهم حولهم، و حينها قلت لنفسي "رائع، إنه مثل منزلي. هنا أشعر أنني بأفضل حال!".

    المدرب كان من البوسنة و قد لعب في بعض المستويات العالية في يوغوسلافيا و قد كان كالأب بالنسبة لنا. أحيانًا كان يوصلنا إلى منازلنا و أيضًا يعطينا بعض الدولارات لشراء البوظة أو أي شيء نسد به جوعنا. وقفت كحارس مرمى لفترة في بادئ الأمر و حقًا لم أعرف لماذا، ربما لأنني قلت سابقًا لحارس المرمى القديم "أنت لا تساوي شيئًا، يمكنني القيام بعملك أفضل منك!".

    ثار إبرا حين وجد نفسه، فقرر ترك عالم كرة القدم "لكن أتت بعد ذلك مباراة سجلت فيها العديد من الأهداف، فأصبت بالجنون و صرخت واصفًا الجميع بأنهم حمقى، أن كرة القدم لعبة حمقاء و أن العالم سيء، و قلت لهم أنني سأتوقف عن لعب كرة القدم و سأتحول في المقابل لمزاولة لعبة الهوكي "الهوكي أفضل بكثير أيها المغفلون! سأكون محترفًا في الهوكي! فلتغرقوا في البحر!"

    العودة كانت أسرع مما يتخيل و السبب بسيط، و كانت عودة خاصة للغاية "سار الأمر على ذلك المنوال و قررت أن أتحرى أسعار أدوات الهوكي، و ياللهول، كل ما كنت بحاجة له كانت ملابس واقية نظيفة، إلا أن سعرها كان باهظًا للغاية. قررت أن أنسى الفكرة و أعود للمضي قدمًا مع لعبة كرة القدم الحمقاء، لكنني تحولت إلى هداف في الهجوم، و كنت وحشيًا للغاية. في إحدى الأيام كان علينا أن نلعب مباراة و لم أكن متواجدًا، فصرخ الجميع قائلين "أين زلاتان؟ أين زلاتان؟" و كانت تتبقى دقيقة واحدة فقط على بداية المباراة و كان المدرب و زملائي يستشيطون غضبًا مني قائلين "أين هو؟ كيف يمكنه بحق الجحيم أن يغيب عن مثل هذه المباراة المهمة؟"

    لكنهم رأوا حينها أحمق يقود كالمجنون دراجة مسروقة كان يتجه مسرعًا مباشرة نحو المدرب. هل يمكنه أن يطيح به؟ لا، بل قام فقط بضرب الفرامل في الحصى أمام ذلك الرجل العجوز و ركض مباشرة إلى الملعب. أتذكر أن المدرب جن جنونه آنذاك فقد ألقى ببعض الرمل في عيني، لقد كان في أوج حالات الغضب لكنه تركني ألعب و أذكر أننا فزنا. لقد عوقبت في إحدى المرات بسبب حماقة أخرى فجلت على الدكة طيلة شوط أول من مباراة ما و تأخر فريقنا في النتيجة برباعية دون رد أمام حفنة من المغرورين القرويين، بينما كنا نحن الأولاد اللطفاء ذوي القمصان الزرقاء.

    كانت أجواء المباراة تشوبها العدوانية و لذا انفرجت من الغضب، كيف لذلك الأحمق أن يجلسني على دكة البدلاء؟

    إبرا: هل أنت مجنون؟
    المدرب: اهدأ، اهدأ .. ستلعب قريبًا

    النفاق لا يعجب أي شخص، و كذلك كان حال إبرا حين قال "شاركت في الشوط الثاني و سجلت ثمانية أهداف و فزنا بنتيجة 8-5، و نعم، كنت رائعًا و ألعب بفنيات مميزة و خرجت من المآزق دائمًا بحركات كنت أقوم بها في منزل أمي. بدأت أصبح أستاذًا صغيرًا في إيجاد المهارات غير المتوقعة في مساحات ضيقة. لكنني في المقابل مللت من أشخاص يذكرونني بشخصيات دونالد داك و هم يقولون الآن "رأيت على الفور أن زلاتان سيكون خاصًا بلا بلا بلا .. لقد اعتنيت به و كان أفضل أصدقائي" .. كل هذا مجرد "هراء ! لا أحد منهم رآني بقدر ما ادعوا الآن أنهم فعلوا ذلك.

    على أي حال فقد قامت الأندية الكبرى بطرق بابي لكنني كنت طفلًا وقحًا و رفضتهم. كان كل من يشاهدني من تلك الأندية يقول "أوه، هذا الفتى الموهوب سيكون رائعًا أيضًا"، لكن سرعان ما مررت بلحظات تذبذب فكنت أسجل ثمانية أهداف في مباراة و أخرج خارج النص تمامًا في الأخرى.

    أما عن رفيق الدرب في الصبى فقال "كنت أتسكع كثيرًا مع ولد يسمى توني فلايجير و قد كانت لغتنا الأم عاملًا مشتركًا بيننا فوالده و والدته كانا أيضًا من البلقان و هو كان صبيًا قويًا قليلًا مثلي. هو لم يعش في روسينجراد بل خارجها في مول ستريت. لقد ولد في نفس العام الذي ولدت فيه، لكنه ولد في يناير بينما وُلدت في شهر أكتوبر و هو ما عنى لي شيئًا ما. لقد كان أكبر و أقوى مني و كنت أراه كموهبة هائلة في كرة القدم. كان يقال عن توني "شاهدوا هذا اللاعب!" بينما أنا كنت أعيش في ظله."

    ربما كان ذلك (التهاء الناس بأداء توني عوضًا عن تركيزهم مع إبرا) جيدًا فقد كان علي أن أتقبل ما لا أطيقه أحيانًا و أقاتل و أنا على غير حق. لكن كما يُقال، في ذلك الوقت لم أكن ذلك اللاعب الواعد بل كنت سفاحًا و صبيًا مجنون و حقًا لم أكن أتحكم بأعصابي. كنت أصرخ في وجه اللاعبين و الحكام و لطالما كنت أغير الأندية باستمرار.

    لعبت في البلقان ثم عدت إلى الإم بي آي ثم لعبت للبلقان مجددًا ثم لنادي بي كيه فلاج. لقد كان ذلك عبثًا و لا أحد قادني للطريق الصحيح و أحيانًا كنت أبحث عن والداي في كل مرة، لكن والدي لم يكن أبدًا هناك سواء بين اليوجارنا (أي أبناء بلاد البلقان) أو السويديين و لم أكن أعلم فيما يجب علي التفكير به. إلا أنني اعتدت على الأمر و لم يكن لدي طريق حقيقي أسير عليه بل كنت أعتاد على منعرجات الحياة.

    رغم أنه عانى من عدم الاهتمام غالبًا، لكنه لم ينكر فضله عليه "والدي كان كما كان دائمًا، بلا أمل. لقد كان رائعًا و كان متقلب الأحوال. لم يكن بقدرتي التعويل عليه كما يعول الآخرون على آبائهم و أمهاتهم. لكنني بعد ذلك أملت أن أحظى ببعض الوقت معه من الحين للآخر. أحيانًا كان يظهر والدي التزامًا حقيقيًا تجاهي و قد أراد مني أن أكون محاميًا لكن لا يمكنني القول أنني آمنت بذلك الأمل، فمنطقتي بأسرها لم تطبق القانون بحذافيره بل كانوا يقومون بأعمال مجنون و يحلمون بأن بأن يكونوا صبية أشداء".

    "لم نكن نتمتع بالدعم العائلي، فوالدي لم يكن يقول لي "هل يجب أن أشرح لك التاريخ السويدي؟". كان توجد فقط علب الجعة، أقراص الموسيقى، ثلاجة فارغة و حرب البلقان، لكن أحيانًا كان يستغل الوقت للحديث عن كرة القدم معي و كنت سعيدًا بذلك الأمر متى ما حدث، حتى جاء ذات مرة قائلًا"

    والده: "زلاتان، لقد حان الوقت لتبدأ اللعب في فريق كبير"
    إبرا: "أي نادٍ كبير؟ ما هو النادي الكبير؟"
    والده: "فريق جيد يا زلاتان. فرقة هائلة كمالمو إف إف!"

    لم أكن أعتقد أنني بحاجة لذلك حقًا. "ما هو الشيء المميز للغاية بشأن مالمو إف إف؟" لم يكن لدي ذلك النوع من التفكر، بشأن ما هو جيد و ما هو ليس كذلك. لكنني كنت أعرف النادي فقد التقيت به سابقًا في نادي البلقان، فقلت لنفسي "لم لا إن كان والدي يقول ذلك؟" لكن لم تكن لدي فكرة عن مكان ملعب كرة القدم الخاص بمالمو أو عن أي شيء آخر على الإطلاق في المدينة. ربما كانت مالمو مدينة قريبة لكنها كانت عالمًا آخر بالنسبة لي و لم أفهم أي شيء عن الحياة هناك، لكنني عرفت الطريق إلى هناك و وصلت في 30 دقيقة و بالطبع كنت عصبيًا.

    وصف إبرا الاختلاف الذي رآه في النادي الذي سعى للانضمام إليه، فقال "في مالمو إف إف كان كل شيء جديًا لم يكن الأمر كالمعتاد بطريقة فلتأتِ لتلعب أيها الصبي! هنا عليك أن تخضع لتجربة و كانت هناك أماكن مختلفة لاحظتها سريعًا. لم أكن مثل الآخرين و كنت مستعدًا لحزم أمتعتي و العودة إلى المنزل لكن في اليوم الثاني كنت هناك و كان هناك مدرب اسمه نيلس قال لي

    نيلس: "مرحبًا بك في الفريق"
    إبرا: "حقًا؟"


    ما الذي حدث بعد ذلك، و كيف عاش الأجواء المختلفة تمامًا في مالمو؟ انتظرونا في الحلقة الثامنة للتعرف على حقبة أثرت في حياة إبرا كادابرا ..



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  7. 207
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    بدأنا في الحلقة السابعة الحديث عن الفصل الثالث من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم نلقي الضوء مع بدايات مسيرة زلاتان إبراهيموفيتش مع مالمو و معاناته في عالم الدراسة و الحادثة التي فطر قلبه فيها سائق حافلة الفتيات..!


    بدأ إبرا الحديث بوصف الأجواء الجديد من حوله، فقال "كنت في عامي الثالث عشر حينها و كان هناك القليل من الأجانب فقط هنا و من بينهم توني، أما البقية فكانوا سويديين و بعضهم كانوا من منطقة ليمهامن (جنوب مالمو)، فتيان من طبقات راقية. شهرت أنني من المريخ ليس فقط لأن والدي كان لديه بيت رائع كبير و لم يكن معي في المباريات. كنت أتحدث بشكل مختلف عنهم و كنت أراوغ اللاعبين بالكرة، اشتعلت كالقنبلة و قاتلت على أرض الملعب. في إحدى المرات تلقيت بطاقة صفراء لأنني وبخت زملائي فقال لي الحكم"

    "لا يمكنك القيام بذلك"
    فصرخت قائلًا "اذهب إلى الجحيم" و تركته

    من الطبيعي ألا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد واجه تكتلًا كاد يركله خارج أسوار النادي، و هو ما قال عنه "ثم بدأت الأجواء تتلبد بالدخان بين السويديين (أي أصبحوا عصبيين) و أراد أهاليهم إخراجي من المباراة، و قلت لنفسي للمرة الألف "فليذهبوا إلى الجحيم معهم". قررت أن أغير اللعبة من جديد فراهنت على التايكوندو. إنها أكثر روعة بينما كرة القدم مجرد هراء.

    أحد الآباء الحمقى لأحد لاعبي الفريق دخل و معه قائمة فيها تواقيع الآباء و طلبهم كان أن "زلاتان يجب أن يخرج من النادي، زلاتان لا ينتمي إلى هنا، يجب أن يتم الإلقاء به بعيدًا" بلا بلا بلا، لقد كان ذلك جنونًا! حسنًا، فقد سبق لي أن قاتلت ابن ذلك الأب و كانت لي العديد من التدخلات العنيفة عليه. لقد نطحته في رأسه بصراحة لكنني كنت نادمًا للغاية بعد ذلك و ذهبت إلى المستشفى و اعتذرت له".

    "كان ذلك عملًا أرعنًا بحق، لكن قائمة توقيعات تطالب بركلي من الفريق! المدرب أكي كالينبيرج حدق في تلك الورقة و قال "ما هذا الهراء التافه!" ثم قام بتمزيقها. لقد كان أكي رجلًا جيدًا و هو الذي وضعني في فريق الأشبال لعام كامل، و كان مثل الآخرين يعتقد أنني أراوغ كثيرًا و أصيح كثيرًا في وجوه زملائي و أن سلوكي كان غير قويم و البقية تأتي.


    لقد تعلمت شيئًا مهمًا من تلك السنوات، فكي أصبح ذلك الفتى الذي يُحترم يجب أن أكون أفضل من ليفي بيرسون و بقية الأسماء، يجب أن أتدرب بِجِدٍ أكثر عشر مرات و إلا لن أحصل على الفرصة على وجه الأرض! خاصة إذا كنت سارق دراجات".

    مر الأمر بسلام، لكنه أوقع نفسه في ورطة أخرى "كان يجب أن أتحكم بمزاجي أكثر من البقية. أردت ضمان مكاني و لم أكن فاقدًا للأمل بشكل كامل. لكن مكان التدريبات كان بعيدًا للغاية، سبعة أميال كانت كثيرة إلا أن الإغراء كان رائعًا للغاية و كنت أصل على أي حال، خاصة إذا رأيت دراجة جميلة!"

    "في إحدى المرات رأيت دراجة صفراء بها العديد من الصناديق الجميلة و قلت لنفسي "لم لا؟" قدتها بعيدًا و كانت دراجة مميزة لكن بعد فترة بدأت أفكر في الغريب بشأن تلك الصناديق، و فجأة فهمت أنها كانت دراجة لخدمات البريد فعدت إلى الفور إلى المكان الذي أخذتها منه و قفزت من فوقها ثم وضعتها في مكان أبعد قليلًا. لم أكن أريد أن أسرق رسائل الناس أيضًا!!"

    و رغم ذلك لم يتعلم، فوقع في ورطة أكبر بكثير "في مناسبة أخرى أخدت دراجة كنت قد سرقتها سابقًا و كنت أقف خارج منطقتي بعيدًا عن المنزل و كنت جائعًا و غير صبورًا، و لذا أخذت دراجة جديدة خارج غرف تغيير الملابس و فتحت القفل كالعادة، و أتذكر أنها أعجبتني كثيرًا فقد كانت دراجة جيدة و وضعتها بعيدًا كي لا يراها مالكها القديم. لكن بعد ثلاثة أيام طلب الفريق اجتماعًا، و قد شعرت أنني انتهيت، فالاجتماعات عادة تعني إما وجود مشكلة كبيرة أو جلسة للموعظة و قد بدأت على الفور في التفكير في أعذارًا ذكية مثل "لم أكن أنا بل كان شقيقي"، و كما توقعت، كان الاجتماع بشأن دراجة لمدرب آخر".

    سئلنا "هل رآها أحدكم" فأجبنا بلا و كذلك فعلت! ففي مثل هذه الأوضاع عليك أن تقول لا، هكذا تسير الأمور. ثم بدأت بالتحاذق قليلًا فقلت "أو، كم هو أمر محزن. أنا أيضًا سبق و أن سُرِقَت دراجتي". لكن على أي حال شعرت ببعض القلق "ما الذي فعلته لتوي؟ ياله من حظ عاثر! دراجة مدرب آخر!" فكرت في أنه لا حرج في ألا أستمع لتوجيهاتهم و تكتيكاتهم مكملًا مراوغاتي و حركاتي."اسمع، لا لن أسمع!" .. تلك كانت فلسفتي، لكن أن أسرق دراجاتهم؟"

    رأيت أن ذلك ليس بالأمر الجيد و قلقت كثيرًا، فذهبت للمدرب و قلت له "ها هي الدراجة. لقد استعرتها قليلًا. كنت في أزمة. مرة واخدة فقط! سأعيدها لك غدًا" ثم رسمت على وجههي أسوأ ابتسامة حزينة و أعتقد أن الأمر مر بسلام على أي حال. ابتسامتي ساعدتني كثيرًا خلال تلك السنوات و كنت قادرًا على ابتداع مزحة ما حين كنت بحاجة إليها. لكن ذلك لم يكن سهلًا فأنا كنت دائمًا ابن البطة السوداء، فقد وجه اللوم لي مرارًا و تكرارًا بسبب اختفاء الأدوات الرياضية."

    من منطلق ذلك الموقف عرج إبرا قليلًا للحديث عن الفوارق بينه و بين زملائه الأثرياء، فقال "كنت فقيرًا بينما الآخرون منذ صباهم كانوا يمتلكون أحذية كرة قدم جديدة من أديداس و بوما مصنوعة من جلد الكانجارو، بينما أنا فقد قمت بشراء أول زوج من الأحذية من إيكو كولونيد بـ 59.9 كرونا و كان زوج من الأحذية الرياضية الذي بوسعك وضعه بجانب الطماطم و الخضروات، لكنني ظللت ألعب و لم يكن لدي شيء لأتباهى به بتلك الطريقة. حين سافر الفريق خارجًا كان الآخرون يمتلكون قرابة الألفين كرونا لإنفاقها، بينما كان لدي فقط 20 كرونا و أحيانًا كان يتجاهل والدي دفع إيجار منزلنا لشهر لإرسالي إلى الخارج. لقد كان عملًا جميلًا لكن رغم ذلك لم يكن باستطاعتي أن أضاهي زملائي."

    زملاء إبرا: "فلتأتِ معنا يا زلاتان، سنذهب لشراء البيدزا، الهمبيرجر!"
    إبرا: "لا، سأقوم بذلك لاحقًا. لست جائعًا بل أنا أتجمد من البرد!".

    حاولت التملص بكل الطرق و لم أذهب معهم في أي مرة فالأمر لم يكن يستحق كل هذه المعاناة. لكن كان هناك شيء جديد و دخلت في مرحلة من الشك ليس لأنني أريد أن أكون مثل الآخرين، ربما قليلًا، لكنني أردت تعلم طريقتهم. لكنني في الأغلب كنت أتصرف بطريقتي بينما كان آخرين مثلي يحاولون التصرف كالطبقات العليا لكنهم كانوا يحاولون دائمًا بالأسلوب الخاطئ، بينما أنا كنت أقوم بالعكس.

    أكمل إبراهيموفيتش الحديث عن أسلوبه الخاص و تحدث عن رفيق دربه منذ الصغر فقال "كنت أدير شؤوني بطريقة أصعب فعوضًا عن القول "لدي فقط عشرون كرونا" كنت أقول "ليس لدي أي شيء، و لا حتى إيري واحد (الكرونا مكونة من 100 إيري)". لقد كان ذلك جيدًا أو ربما أكثر جنونًا. لقد كنت صبيًا صعب المراس من روسينجراد و كان ذلك مختلفًا، لقد أصبحت تلك هي هويتي و أحببتها أكثر فأكثر و لم أهتم أبدًا بعدم وجود أي فكرة لدي عن النماذج السوية للرجال السويديين."

    إبرا لم يكن يعرف شيئًا عن المنتخب السويدي و لم يأبه بإنجازهم المونديالي "أحيانًا كنا نلعب المباريات ضد الفريق الأول و في مرة شاهدنا مباراة بين الفريق الأول و فريق آي إف كي جوتبورج، مباراة كبيرة حقًا، و كان زملائي يجن جنونهم و يذهبون للحصول على الأوتوجرافات من النجوم، خاصة من شخص يُدعى توماس رافيلِّي و بدا كأنه بطل العالم بعد تصديه لركلة جزاء في كأس العالم. لم يسبق لي أبدًا أن سمعت عن ذلك الشخص لكنني لم أجعل من نفسي فتًا أبله".

    "بالطبع شاهدت كأس العالم لكنني في النهاية كنت من روسينجرات و كنت أزدري السويديين بشكل كامل و في المقابل شاهدت البرازيليين و خاصة روماريو و بيبيتو. على أي حال كان ما لفت نظري ذلك اليوم هو السروال الذي ارتداه رافيلِّي و تسائلت عن لو أنني كنت قادرًا على سرقة واحدًا مثله"!

    * رافيلي الذي حرس مرمى جوتبورج بين عامي 1989 و 1997 يعتبر أسطورة حراس مرمى المنتخب السويدي و قد قصد إبراهيموفيتش هنا ركلة جزاء رومانيا الأخيرة التي نفذها ميورداخ بيلوديديشي و تصدى لها رافيلي لتمنح السويد الفوز في ربع نهائي كأس العالم بنتيجة 5-4 بركلات الجزاء الترجيحية عام 1994، في البطولة التي حققت فيها السويد المركز الثالث و فاز رافيلي في العام ذاته بالمرتبة الثانية في استفتاء حارس العام.

    "كنا نبيع بطاقات البينجو لجلب المال للنادي و لم تكن لدي أدنى فكرة عنها. لم أكن أعرف أي شيء عن العمل المتنقل و الذي كان يحبه الرجال المسنون. لكنني مضيت قدمًا و كنت أطرق الأبوات في المنطقة قائلًا "مرحبًا، مرحبًا، اسمي زلاتان و أعتذر عن إزعاجكم. هل تودون الحصول على تذكرة؟" بصراحة بعت تقريبًا واحدة و بعض تقويمات الكريسماس و في النهاية كنت أجعل والدي يشتري البقية. ذلك لم يكن عادلًا. لم يكن لدينا المال لكنني لم أكن سعيدًا بطرق الأبواب في كل يوم من شهر نوفمبر. لم أكن مقتنعًا بأن يتم إرسال الصبية بمثل هذه الأشياء لبيعها".

    المتاعب ظلت ترافق السويدي داخل الملعب "لقد لعبنا كرة القدم و تمتعنا بأداء خلاب في فريق 80-81. كان هناك توني فلايجير، جودموندر ميتي، ماتياس كونكا، جيمي تاماندي، ماركوس روزينبيرج و أنا. لقد كان هناك جميع الأنواع من اللاعبين الثاقبين و تحسنت أكثر فأكثر، لكن التذمر بقي قائمًا و كان ذلك غالبًا من الآباء الذين رفضوا التوقف عن قول

    "الآن ها هو يبدأ، إنه يراوغ مجددًا! إنه ليس مناسبًا للفريق!"

    "من هؤلاء بحق الجحيم ليقفوا هناك و يحكموا علي؟ كل شيء كان له سببه و كنت أحاول الإضافة لكرة القدم فذ ذلك الوقت، و كدت أغير النادي مجددًا فلم يكن هناك والد يدافع عني أو يشتري لي ملابس باهظة الثمن. كنت أعتني بنفسي و في المقابل كان الآباء السويديون يقفون مع أبنائهم المغرورين ليتحدثوا عن أخطائي. بالطبع كنت أنفجر من الغضب!"

    أخيرًا بدأت الحياة تبتسم لزلاتان "بالإضافة إلى ذلك كنت لا أكل و لا أمل، كنت أريد اللعب دائمًا. أردت شيئًا جديدًا. جوني جيلينسخوي أحد المدربين بالنادي سمع عن القصة و تحدث مع النادي قائلًا "إننا نخسر موهبة عظيمة!" ثم حصلت على عقد شباب وقع والدي عليه و كنت أتقاضى 1500 كرونا شهريًا و كانت تلك الدفعة الأولى و بالطبع حاولت الوصول إلى الأكثر فالأكثر و لم أكن أرى أن ذلك أمر مستحيل، فكما قلت سابقًا الأمر لم يكن دقيقًا بالنسبة لي بل سرت على قائمة "لا تستمع"، فمن خلالها كنت أستمع لنفسي فقط."

    و عن انبهاره و زملاءه براقصي السامبا، قال إبرا كادابرا "عملت بِجِدٍ لكي لا أتلقى الكرة من الآخرين كثيرًا، لكن تألقي لم يكن خلابًا بعد و كانت تفصلني مسافة عن مستوى توني و قد تخليت عن الدراسة لكي أكون فقط جيدًا في اللعب، فجميع أبناء جيلي في مالمو كانوا يمتلكون مهارات و حركات جيدة. لقد كنَّا ننافس بعضنا البعض و مجددًا أحسست أن ذلك أشبه ببيت والدتي، و حينما كنَّا نطالع الحاسبات الآلية كنَّا نشاهد مهارات مختلفة كان يقوم بها رونالدو و روماريو ثم نتدرب عليها حتى نجيد تنفيذها."

    "لقد كانت حركات سريعة، كيف كان بمقدورهم القيام بها؟ كيف قاموا بتلك الحركات الصغيرة؟ كانت تلك اللمسة للكرة مألوفة لدينا جميعًا، لكن طريقة لمس البرازيليين للكرة كانت مختلفة تمامًا و كنَّا نتدرب عليها مرارًأ و تكرارًا من أجل تنفيذها خلال المباريات. كان هناك الكثير ممن ينفذون تلك الحركات لكنني كنت أتفوق عليهم بخطوة و تعمقت في الأمر فكنت حذرًا في تفاصيل كل حركة. أصبحت مهووسًا بها بكل صراحة."

    و بينما كان يتحدث عن المهارات التي حاول تعلمها، انتقل إبرا كادابرا لقضية مختلفة تمامًا "تلك الحركات كانت طريقتي لكي أحظى بمتابعة الآخرين، و كنت أواصل المراوغات بقدر ما كان الآباء و المدربون يواصلون شكواهم مني. لقد اعتدت على ألا أفعل ما يريدون أو أن أقوم بكلا الأمرين. أردت أن أكون مختلفًا و أردت أيضًا أن يتم تدريبي على بعض الحركات و سار الأمر بشكل أفضل فأفضل. لكن أحيانًا لم تكن الأمور سهلة، فأحيانًا كنت أتألم و خاصة أنني كنت متأثرًا بموقف والدتي و والدي. لقد وضعًا سيئًا احتجت للخروج منه".

    "ففي مدرسة سورجين فريسكولان كانوا يضعون مدرسًا إضافية خصيصًا لي و كنت في قمة الغضب و بالتأكيد كنت فوضويًا و ربما أسوأ من أي وقت مضى. لكنني في المقابل كنت أتعلم بشكل استثنائي للانتهاء من الأمر برمته و حصلت على خامس أعلى درجة في الرسم، رابع أعلى درجة في اللغة الإنجليزية و مثلها في الكيمياء و الفيزياء. لم أكن ذلك الطفل الذي يتعاطى المخدرات، لكنني كنت فقط قلقًا و قمت بالكثير من الحركات الغبية. لكن كان هناك ذات مرة حديث عن وضعي في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أرادوا تقويمي و أشعرونني أنني كائن فضائي و ذلك جعلني أشعر كأن قنبلة بدأت تدق في جسمي. ربما كنت لا أركز قليلًا في الحصص و أجد صعوبة في الجلوس فترات كثيرة مع الكتب، لكنني كنت أستطيع التركيز جيدًا على ما أود تعلمه، خاصة حين كان يعتلق الأمر بكرة القدم."

    حينما يتعلق الأمر بالغضب، فالأب لم يكن مختلفًا كثيرًا عن ابنه "في إحدى الأيام لعبنا كرة القدم و كان هناك مدرس يحدق بي مع أقل شيء أقوم به، فغضبت منه و سددت أقوى كرة في العالم في وجهه! انتابت المدرب صدمة و ظل يحدق بي فقط و بعد ذلك اتصلوا بوالدي و أرادوا مناقشة إمكانية حصولي على مساعدة نفسية و مدرسة خاصة و أشياء أخرى من ذلك الهراء، و هو أمر لم يكن من المناسب التحدث مع والدي عنده، فهو لا يحب أن يتحدث أحد بالسوء عن أطفاله".

    "جن جنونه و ذهب إلى المدرسة مترديًا ملابس رعاة البقر، ثم قال لإدارة المدرسة "من أنت بحق الجحيم؟ أتتحدث عن مساعدة نفسية؟ ربما أنتم من عليكم أن تتلقوا عناية نفسية لكن ابني ليس به أي سوء، إنه الطفل الأروع و والده يمكنه أن يصب عليكم جميعًا لعنته!"

    لقد كان مجنونًا، رغم أن ذلك لم يكن مفاجئًا، و انتهى الأمر مع المدرب و سرعان ما تحسنت الأمور قليلًا و استعدت ثقتي بنفسي. لكن ظل هناك شيء واحد يثير جنوني و هو وجود مدرس خاص فقط لي! ربما لم يكن يوجد أسوأ مني، لكن لا يجب أن يتم عزل الأطفال بتلك الطريقة. لا يجب عليكم فعل ذلك! في حال فرق أي شخص اليوم بين ماكسي و فينسينت (ابنيه) في المعاملة فبوسعي أن أكون غابة من الجنون، أعد بذلك. يمكنني أن أكون أسوأ من والدي.

    طفولة إبرا كان بها أيضًا مغامرة عاطفية لم تستمر سريعًا "هذه الأزمة لازمتني و لم يكن شعوري جيدًا تجاهها، ربما على المدى البعيد جعلني ذلك الأمر أقوى، لا أعلم، ربما أصبحت محاربًا أكثر لكن على المدى القصير فقد انفجرت من هذا الوضع. يومًا ما كان لدي موعد مع فتاة و لم أكن واثقًا من قدراتي مع الفتيات آنذاك. هل يُثير الطفل ذو المدرس الإضافي الإعجاب؟ كم بدت الفكرة رائعًة! فقط طلب رقم هاتفها جعلني أتعرق كثيرًا! لقد كانت بطة رائعة في عيناي و قد نجحت في تمالك نفسي، قائلًا

    إبرا: "هل تودين أن نلتقي لبعض الوقت خارج المدرسة؟"
    الفتاة: "نعم بكل تأكيد"
    إبرا: "ماذا عن جوستاف؟"


    "جوستاف هو ميدان جوستاف أدولف المتواجد بين المثلث و الميدان العظيم في مالمو، و قد بدا أنها أعجبت بالفكرة لكن حين وصلت هناك لم تكن هي هناك. كنت عصبيًا بعض الشيء فتلك المنطقة لم تكن بيتي و شعرت بقليل من عدم الأمان. لماذا لم تأتِ؟ هل لم أعد أعجبها؟ انتظرت دقيقة، اثنتين، ثلاثة، عشرة و أخيرًا قررت عدم الانتظار. لقد كانت أكبر إهانة لي، كأنها قامت بصفعي. لكنني قلت لنفسي "من يود أن يواعدني؟" و لذا تركتها و لم أهتم بأمرها و فكرت في أنني أريد فقط أن أكون نجم كرة قدم. لكن الشيء الغبي الذي حدث هو أن الحافلة التي تنقل الفتيات تأخرت قليلًا، فالسائق أراد شراء السجائر "أو شيء من ذلك القبيل، ثم وصلت هي بعد ذلك و كانت حزينة كما كنت أنا تمامًا.


    انتهينا اليوم من الفصل الثالث من كتاب أنا زلاتان .. انتظرونا مع الفصل الرابع الذي سيتناول فيه إبرا كادابرا تطور مسيرته مع مالمو و حياته في المدرسة الثانوية ..



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  8. 208
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    أنهينا في الحلقة الثامنة الفصل الثالث من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم ندخل في مراهقة إبراهيموفيتش ومرحلة الدراسة الثانوية وتطور مسيرته الكروية ....


    الفصل الرابع | ثانوية بورجارسكولان
    يبدأ زلاتان الحديث في الفصل الرابع قائلًا "دخلت الآن المدرسة الثانوية في بورجارسكولان مع برنامج خاص للتواصل وتركيز أكبر على كرة القدم، توقعت وقتها أن الأمور ستتغير معي وتُصبح للأفضل وأني أستطيع أخيرًا أن أكون الشاب المُذهل .. لكن الأمر بالكامل كان صدمة .. حسنًا، كنت مستعدًا لها".

    يُوضح إبرا "كان معنا بعض شباب من ليمهامن ولكن معهم كذلك مجموعة من الأطفال وأنواع مختلفة من الشباب .. شباب يقفون في الزوايا بملابس جيدة يُدخنون السجائر ومعهم أفضل الكرات الحديثة بينما كنت أنا قادمًا من مكان يرتدون به أسوأ أحذية وملابس رياضية لماركات أديداس ونايكي، ما أخذ عني وقتها أني كنت أمثل روزينجارد .. كانت بمثابة شيء مميز لي كما أن عدد إضافي من المدرسين بدأوا يُحدقون بي".

    يُواصل إبرا الحديث عن المدرسة الثانوية "في بورجارسكولان رأيت شباب بقمصان رالف لاورين وأحذية تيمبرلاند وأشياء كتلك لم أكن قد رأيتها على أحد أعرفه في السابق، أدركت فورًا أن علي القيام بشيء ما عاجل حيال ذلك الأمر خاصة أن المدرسة ضمت العديد من الفتيات الجميلات والذي كان من الصعب ان أتحدث معهن وأنا أشبه شباب الضواحي .. لذا تحدثت مع أبي في الأمر لكننا تشاجرنا. في هذا الوقت حصلنا على معونة من الحكومة تُقدر بـ795 كورونا (عملة السويد) ولكن كان واضحًا أنها ستكون لأبي لأنه المسؤول عن النفقات كما قال لكني قلت له "لا يمكنني أن أكون أسوأ شاب في المدرسة" .. هنا جاء الحل بحصولي على منحة دراسية وتخصيص حساب بنكي لي وكذلك بطاقة صرّاف آلي من تلك المرسوم عليها شجرة، كان المال يتواجد في الحساب البنكي يوم 20 من كل شهر. كانت لحظات جنونية لأن العديد من أصدقائي كانوا ينتظرون مساءًا عند الصرّاف الآلي ويحسبون الدقائق دقيقة دقيقة حتى يصلوا للساعة 23:59 .. أنا كنت أهدأ لأني كنت أذهب في صباح اليوم التالي لكن بعدما أحصل على المال أجري وأشتري قطعتي جينز من محلات ديفيز لأنها كانت الأرخص وقتها، لقد كلفوني 299 كورونا وقتها وكذلك اشتريت بعض القمصان .. 3 منهم بـ99 كورونا، جرّبت أنواع وأشكال مختلفة من الملابس لكن أيًا منها لم ينجح معي، لم أشعر أنها مناسبة لي !!".


    يُضيف إبرا عن تطوره الجسماني "كنت صغيرًا للغاية طوال حياتي حتى جاء ذلك الصيف الذي نموت به بشكل غريب .. ازداد طولي بـ13 سم خلال أشهر قليلة ووقتها شعرت أنه يجب أن أؤكد شيئًا ما لنفسي ولذا بدأت وللمرة الأولى بالتسكع خارج المدينة، ذهبت لمحلات مثل بيرجر كينج وتريانجلن وليلا تورج. قمت بأشياء خطيرة أيضًا ولم تكن لمجرد القيام بها بل لأني كنت بحاجة لامتلاك بعض الأدوات الجميلة وإلا لن أجد فرصتي مع الفتيات في فناء المدرسة .. أذكر أني قمت بسرعة مشغل الأغاني (أم بي ثري) الخاص بأحد الطلاب ومعه بعض الأشرطة".

    يصف إبرا كيف فعل هذا "كان لنا خزانات صغيرة في الفصول وكل واحدة لها قفل يفتح برقم سري خاص، أنا عرفت الرقم السري الخاص بخزانة أحد الطلاب وحين كان في الخارج فتحتها بالرقم وكان تقريبًا يمين خمسة يسار ثلاثة .. هنا فتحته ووجدت الأشرطة وقد استمتعت بسماع الأغاني ومنحني ذلك شعورًا رائعًا لكنه بالتأكيد لم يكن كافيًا".

    يُواصل إبرا الحديث قائلًا "كان لابد من المزيد لأني كنت مازلت أحد شباب الضواحي، أصدقائي كانوا أكثر ذكاءًا مني لأنه أقام علاقة مع فتاة وسرعان مع تعرف على أخيها وبدأ يستعير منه قمصانه .. حيلة جيدة وإن لم تنجح دائمًا. نحن أبناء الضواحي لا نظهر للسطح أبدًا فنحن مختلفين لكن مع هذا حين كنت أرى أحد الشباب بالملابس ذات الماركات الثمينة ومعه فتاة جميلة أصاب بحالة مزاجية سلبية ولذا أجبرت على الاتجاه لكرة القدم والتي لم تكن جيدة كذلك".

    يُوضح زلاتان "كنت ألعب في فريق أكبر مني بعام وذلك بحد ذاته إنجاز، كنا مجموعة رائعة وأحد أفضل الفرق في المدينة من تلك الفئة العُمرية. لكني كنت أتواجد على مقاعد البدلاء بقرار من المدرب أكي دونالدو. هو المدرب وبالتأكيد كان يُجلس من يريد على مقاعد البدلاء لكني لا أظن أن جميع خياراته كانت بناءًا على كرة القدم لأني كلما كنت أشارك كنت أسجل لكنهم رأوا أني سيء في أمور أخرى. كانوا يقولون أني لا أساهم بالشكل الكافي مع الفريق مثل "يجب أن تتحرك لصالح الفريق أولًا"، سمعت مثل تلك الجمل مئات المرات وقد شعرت يومها بالارتباك وقلت "هل هذا هو إبراهيموفيتش؟ شخص غير متزن؟". وقتها لم يكن هناك قوائم للفريق لكن الأمر ليس ببعيد. نعم، ما يقال عني صحيح مثل أني كنت أوبخ زملائي وأني كنت أصرخ وأتحدث كثيرًا على أرض الملعب وقد أشتبك مع أحد المشجعين لكن تلك لم تكن بالأمور الخطيرة بجانب أن هذا أنا وهذه شخصيتي وهذا أسلوبي في اللعب. كنت نوع مختلف من اللاعبين وكنت أغضب كثيرًا ولذا قال الكثير أني لا أنتمي لنادي مالمو".

    ينتقل اللاعب للحديث عن موقف مهم في النادي "أذكر أننا تأهلنا للتصفيات النهائية في بطولة الشباب وكان ذلك قصة كبيرة وقتها، لكن المفاجأة في أن المدرب لم يضمني للفريق حتى إنه لم يُجلسني على مقاعد البدلاء. وقتها قال أمام الجميع "زلاتان مصاب" ولكني قفزت قائلًا "ما الذي تعنيه بمصاب؟ ما المقصود بحديثك؟" لكنه أجاب "ما الذي تتحدث عنه؟ كيف يُمكنك قول مثل هذا الكلام؟ أنت مصاب"، لم أكن أصدق الأمر .. لماذا يفعل هذا ونحن كنا قادرين على لعب النهائيات؟ وقد أجبته "أنت تقول هذا لمجرد أنك لا تريدني". لكن لم يحدث شيء فقد رآني مصابًا وأنا أصابني الجنون لذلك، شعرت أن هناك شيئًا ما غريب في الأجواء لأن لا أحد تحدث عن الأمر .. لم يمتلك أحد ما يكفي من الرجولة للحديث. مالمو فاز بالبطولة ذلك العام ولكن ذلك عزز ثقتي بنفسي .. نعم، قد عزز ثقتي بنفسي ولذا كنت أقول بعض الجمل بغرور كبير مثلما كان ردي على مدرس اللغة الإيطالية حين طردني من الفصل، فقد قلت له "أنا لا أهتم بك لأنني سأتعلم اللغة الإيطالية حين أصبح لاعبًا محترفًا في إيطاليا"، كانت كلمات مضحكة يومها ومجرد جملة أنا نفسي لم أصدقها .. كيف يُمكن أن أفعل بينما أنا لست لاعبًا منتظمًا في فريق الشباب للنادي !!".

    ينتقل إبرا ليتحدث عن إحدى الفرص للانتقال للفريق الأول لمالمو، يقول "في ذلك الوقت كان الفريق الأول للنادي يُواجه مشاكل كثيرة. حين جاء أبي للسويد في السبعينات كان فريق مالمو هو الأفضل في البلاد حتى أنه كان قد وصل نهائي دوري الأبطال أو الكأس الأوروبية كما كانت تُلقب ولم يكن النادي وقتها يعتمد على لاعبيه الشباب بل كان بدلًا من ذلك يشتري النجوم من الأندية الكبيرة الأخرى. لكن الوضع اختلف في ذلك العام وكان مالمو الذي اعتاد التواجد على القمة قريبًا من الهبوط وكانت الحالة الاقتصادية للنادي سيئة للغاية ولذلك كان لا يُمكن توفير التمويل اللازم لشراء اللاعبين من الخارج وبالتالي كان الخيار هو الاعتماد على لاعبي الشباب وهذا الحديث كان يُثير جنون الجميع في الفريق لأن السؤال كان "من سيتم اختياره؟ هذا أو ذاك".


    نتوقف هنا، تُرى هل تحقق حلم إبرا وصعد للفريق الأول ؟؟ أم كانت قصة مُحبطة جديدة في مسيرته ؟؟ ومن هو اللاعب الحُلم للسويدي ؟؟ انتظرونا ......



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  9. 209
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    توقفنا في الحلقة السابقة عند اختيار اللاعبين من فريق شباب مالمو لتصعيدهم للفريق الأول، وقد كانت آمال إبرا كبيرة هنا. فهل تحققت ؟؟ يقول إبرا عما حدث "تم اختيار توني فليجير بالتأكيد ومعه كلًا من جودموندور ميتي وجيمي تاماندي و .. أنا لم أكن حتى في أفكارهم. كنت آخر من يُمكن التفكير به من الفريق .. هكذا اعتقدت وهكذا أعتقد كان رأي الأغلبية ولذا لم يكن لدي أمل لأي شيء. فلم يمكن اختياري وأنا لست على الخريطة؟ في الواقع أنا لست أسوأ من ميتي وجيمي وتوني ولذا سألت نفسي "أين بحق الجحيم الخطأ؟ ما الذي يفعلونه ولا أفعله؟. فكرت كثيرًا وفي النهاية اقتنعت أنها سياسة متواضعة للاختيار من النادي".


    يُواصل اللاعب "لشاب، ربما من الجيد أن تكون مختلف وغريب قليلًا عن الآخرين لكن في النهاية يجب أن تكون هناك نقطة تراجع لأنه حين يحين موعد الحسم فأنت لست بحاجة لعقول تفعل كل ما تريد دون حساب. مالمو كان النادي الذي يفتخر به الجميع وخلال فترة تألقه كان كل لاعبيه أصحاب شعر أصفر وسلوكيات جيدة ويُشبهون بوس لارسن (لاعب شهير لمالمو) ويقولون ويفعلون أشياء لطيفة وذلك الوقت لم يكن في الفريق الكثير من اللاعبين أصحاب الأصول الأجنبية وإن كان يسكل أوسمانوفسكي يلعب هناك وكان من روزينجارد أيضًا وقد لعب في باري فيما بعد لكنه كان مختلفًا عني، فقد كان مؤدبًا وسلوكه جيدًا

    يُتابع إبرا شرح ما حدث له بعد فشل تصعيده للفريق الأول "وقعت عقدًا مع فريق تحت 20 عامًا وكان هذا الفريق قد تم ابتكاره بالتعاون مع فريق كرة القدم لثانوية بورجارسكولان. فريق الشباب كان حتى 18 عامًا لكن تحت الـ20 كان حتى 20 عامًا ووقتها لم يكف عدد اللاعبين حتى لتكوين فريق .. الفكرة أساسًا تم ابتكارها لمنع اللاعبين من الانتقال لأندية أخرى وقد لعبنا عادة ضد لاعبين من الفريق الثاني "بي" أو بعض فرق الدرجة الثاثة في البلاد ... كما ترون لم يكن بالشيء الكبير لكنه كان فرصتي لإظهار قدراتي".

    يُضيف اللاعب عن تلك المرحلة "كنا أحيانًا نتدرب مع الفريق الأول، أنا رفضت الاندماج مع الفريق. عادة اللاعب الشاب لا يقوم بالانطلاق بالكرة في مثل تلك الظروف ولا حتى يتدخل بعنف على أحد اللاعبين ولكني فكرت "لم لا؟ ما الذي يُمكن أن أخسره؟ أنا أمتلك كل ما يلزم لذلك" ولذا اندفعت وقمت بما أريد وهنا بدأت بالتأكيد أسمع عبارات مثل "من يظن نفسه؟" ولكني لم أهتم ورددت "اذهبوا إلى الجحيم". كنت ألاحظ أحيانًا وجود مدرب الفريق الأول رولاند أندرسون وكنت في البداية لدي آمال بأن يُتابعني وكنت أقول لنفسي "هل يرى أنني جيد؟ لا"، كنت أفقد تلك الآمال بسرعة بعدما أرى الحماقات التي تُحيط بي".

    يُواصل قائلًا "حين كنت أراه مُجددًا كنت أفكر "ألم يسمع عني؟"، ذلك الوقت شعرت بإحباط كبير ومتزايد من كرة القدم خاصة أنني لم أكن ناجحًا في أي من المجالات الأخرى خاصة في المدرسة .. كنت لاأزال خجولًا وغير آمن وعادة ما أذهب للمدرسة لأتناول وجبة الغذاء فقط وكنت آكلها بنهم كبير ولا أهتم لشيء غيرها. بدأت أدرس أقل وأقل ولكني في النهاية تخرجت من المدرسة الثانوية أما البيت فكان كتلة من المشاكل والمتاعب .. كان أشبه بحقل الألغام".



    يتحدث إبرا عن أسطورته الكبرى في كرة القدم، يقول "أنا كنت في كرة القدم، كنت أمارس مهاراتي الكروية في المزرعة. كنت أضع صور رونالدو في غرفتي، رونالدو هو الرجل بالنسبة لي .. ليس فقط لأهدافه في كأس العالم لكن لأنه كان رائعًا على جميع المستويات. هو أحد من كنت أتمنى أن أكون مثلهم، شخص يصنع الفارق. المنتخب السويدي كان يضم لاعبين لكن من هُم ؟ لا أحد منهم نجم كبير ولا أحد منهم يتحدث عنه العالم .. رونالدو كان بطلي ومثلي الأعلى وقد درسته جيدًا من الإنترنت وحاولت تعلم حركاته ومهاراته في كرة القدم وأظن أني كنت مميزًا في ذلك، كنت أرقص مع كرة القدم .. لكن لماذا كل هذا ؟؟ لا شيء !! هكذا اعتقدت. كنت أقول لنفسي "إنه عالم غير عادل، أنا لا أمتلك الفرصة وهناك نجومًا كبار لا يمتلكون ما أمتلك من مهارات"، هذا ما كان يبدو لي، كنت مشوشًا .. كنت مخطئًا، حاولت البحث عن طرق أخرى لكني لم أنجح".

    نهاية الفصل الرابع فيها الفرج لإبرا، يتحدث عن ذلك قائلًا "ذات يوم كان رونالدو أندرسون يقف ويراقب فريق تحت 20 عامًا، كنا نلعب على ملعب غير مخطط لكنه بعشب أخطر وعلى يمين ملعب مالمو، وفيما بعد أخبروني أن المدرب يريد الحديث معي .. اندهشت يومها وكنت خائفًا وسألت نفسي "ماذا فعلت؟ هل سرقت دراجته؟"، استعدت وقتها كل الأمور الخاطئة التي قمت بها في حياتي ولكني لم أجد أي منها يرتبط به وعمومًا قمت بالاستعداد لتلك المواجهة وجهزت آلاف الأعذار".

    يُكمل إبرا "رولاند هو شخص صادق ومن النوع الصاخب صاحب صوت عميق. هو رجل لطيف لكنه صارم للغاية ويتحكم تمامًا بغرفة الملابس وقد شعرت بدقات قلبي تتسارع خاصة أني كنت أعلم أنه أحد من لعب لمنتخب السويد في كأس العالم بالأرجنتين وأنه أحد العظماء في الجيل الذهبي لمالمو ورجل له تقديره واحترامه، دخلت الغرفة ووجدته يجلس على الكُرسي ينظر إلي بجدية دون أن يبتسم وكأنه سيبدأ بالصراخ علي ومن ثم بدأ الحوار بأن قلت له "أهلًا رولاند، ما الأمر؟ هل تريد مني شيء؟" كنت أتحدث بمثل تلك النبرة المغرورة التي اكتسبتها من طفولتي ربما ولم أستطع التخلص منها. رد علي قائلًا "اجلس، حسنًا .. على رسلك، لم يمت أحد وأعدك بذلك. زلاتان، حان الوقت لتتوقف عن اللعب مع الصغار"، وهنا اندهشت كثيرًا وسألت نفسي "مع الصغار؟ ماذا بحق الجحيم فعلت لأولئك الأولاد الصغار؟" وثم قلت له "هل هناك شيء أو شخص محدد" فأجاب "حان الوقت لتبدأ اللعب مع الكبار" لكني مازلت لم أفهم بعد وقلت له "ماذا؟" فقال "أهلًا بك في الفريق الأول يا ولد" ... صراحة لا أستطيع أن أصف أبدًا أبدًا مشاعري وقتها، كان الأمر أشبه بأن ارتفعت 10 أقدام وأعتقد أني يومها خرجت وأخذت دراجة جديدة وشعرت بأني الشاب الأروع في المدينة".



    نتوقف هنا بعدما تحقق حلم إبرا وصعد للفريق الأول في مالمو وظن أن رحلة المجد قد بدأت والمصاعب قد انتهت، هنا نهاية الفصل الرابع ونبدأ في الحلقة القادمة في ترجمة الفصل الخامس .....



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


  10. 210
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,135
    برستيج شحي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    أنهينا في الحلقة العاشرة الفصل الرابع من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم ندخل في الأيام الأولى لنجم هجوم ميلان زلاتان إبراهيموفيتش مع فريق مالمو و الكارثة التي حلت على الفريق مع وصوله و التي لم يأبه بها منذ البداية..


    الفصل الخامس | في الفريق الأول لمالمو

    في مالمو، كان هنا ما يُسمى بالميل، و الميل كان مسارًا طويلًا بحيث كنا نركض من الملعب حتى برج الماء، سالكين طريق ليمهامنسفاجين حيث كنا نمر على مساكن جميلة كانت تُطِل على البحر و أتذكر أنها كانت وردية اللون و كان مشهدًا رائعًا و قلنا لأنفسنا "وو، أي نوع من الناس يعيش هناك؟ كم من المال لديهم؟" .. كنَّا نمر بحديقة الملك و ننزل النفق وصولًا إلى مدرسة بورجاسكولان في مكان مثالي لرؤية الفتيات. كنت أشعر بالقوة آنذاك و رأيت أنها لحظتي المناسبة للانتقام، فقد تحولت من صبي غريب الأطوار من روسينجراد يجد صعوبة في الحديث مع فتاة إلى ما أنا عليه الآن و لذا كنت أركض مع بقية الفتيان الأقوياء في مالمو إف إف و أعني ماتس ليليينبيرج و البقية.

    كان في حالة رائعة في تلك الأيام و كنت أضع لنفسي نظامًا محددًا. في البداية كنت أركض بأقصى سرعتي فقد كنت جديدًا على الفريق الأول و أردت أن أظهر ما أنا عليه، لكنني فهمت أن أهم ما في الأمر هو إبهار الفتيات الجميلات لذا كنا نتبع أنا و توني و ميتي بعض الحيل، حيث كنا نركض في الكيلومترات الأربعة الأولى ثم نختبئ في موقف الحافلات في طريق ليمهامنسفاجن.

    لا أحد كان يرانا فقد كنا دائمًا في الصفوف الأخيرة خلف بقية اللاعبين و كان سهلًا أن ننتظر الحافلة بهدوء ثم نستقلها. لكن كان علينا أن نتعامل مع مشكلة كبيرة، فالحافلة لم تكن تتوقف لنا أمام المدرسة و كان يجب علينا أن نقفز منه، ثم نرتح قليلًا و نختبئ في زاوية ما قبل أن يصل الآخرين، ثم ننضم لهم و نركض بأقصى ما لدينا أمام المدرسة. كنا نثير إعجاب الفتيات اللاتي كان يقلن "هؤلاء الفتيان أقوياء للغاية".

    في يوم آخر قلت لتوني و ميتي "هذا أمر سخيف، فلنسرق دراجة عوضًا عن ذلك" .. أعتقد أنهم كانوا مترددين قليلًا بشأن تلك الفكرة فهم لم يحظوا بنفس خبرتي في ذلك المجال. لكنني أقنعتهم و لذا استولينا على دراجة و قدت بهم و هم يجلسون على الصندوق الخلفي، لكن في مناسبات أخرى كنا نركض مع البقية. لم أكن الفتى الأكثر نضوجًا في ذلك الوقت كما أن توني كان أحمقًا اعتاد على المجيء و معه أفلام إباحية. كان يذهب إلى كونجسان و يؤجر شريطًا و يشتري الشوكولا عوضًا عن الركض، و كنا نجلس و نأكل الشوكولا بينما البقية يركضون.

    كنت سعيدًا لأن رونالد أنديرسون كان يصدق أعذارنا، و حتى لو لم يكن كذلك لكنه كان رائعًا. لكن بالطبع كان هناك الغضب من جهة أخرى حين كان يقوم "ما بال ذلك الفتى زلاتان؟ لماذا لا يُظهر أي تواضع؟" كما أنني كنت أستمع إلى الكلام القديم نفسه "إنه يراوغ كثيرًا و لا يفكر في الفريق". بالطبع البعض مما قيل كان حقيقيًا بكل تأكيد و كان لدي الكثير لأتعلمه، لكنهم في الواقع كانوا غيورين فقد شعروا بالمنافسة. كنت نشيطًا للغاية، ليس فقط في تدريبات مالمو بل في منزل والدتي أيضًا ساعة تلو الأخرى. كانت لدي خدعة أقوم بها، فقد كنت أخرج في روسينجراد و أصرخ بأعلى صوتي "من يتمكن من أخذ الكرة مني يحصل على 10 كرونات!" .. لم أكن أشعر فقط و كأنني في مباراة، فقد فعلت ذلك لأحدد قدراتي و قد علمني ذلك كيف أحمي الكرة بجسدي.

    حينما كنت أرفض القيام بتلك الحركة مع الأطفال الصغار كنت أعود للعب كرة القدم في المنزل. ذلك كان عبر ألعاب الفيديو و كنت أستمر لعشر ساعات متتالية و حين كنت أقوم بحركة في اللعبة كنت أجلبها إلى أرض الواقع. كانت كرة القدم تشغل بالي على مدار الساعة، يجب علي الاعتراف بذلك. لكن في تدريبات مالمو لم يكن سهلًا تنفيذ ما أتعلمه و ربما كنت أبالغ كثيرًا و كان الأمر كأنهم حصلوا على شيء غير عادي في الفريق، صبي لا يمكنهم فهمه. لو كان من يقوم بذلك لاعب آخر لمر الأمر بسلام، لكن حينما كان يتعلق الأمر بي كان يصبح الأمر كما لو كنت قادمًا من كوكب آخر. كنت أصب جام غضبي على الجميع، فأنا من روسينجراد!

    في النادي كان يقوم اللاعبون الجدد بارتداء بناطيل رياضية قصيرة و إلى ما غير ذلك من هراء، كان الأمر سخيفًا و الأجواء كانت سيئة منذ البداية. مع انطلاق الموسم توقع تومي سويدربيرج (المدرب الأسبق للمنتخب السويدي بين عامي 1998 و 2004) أن يفوز مالمو ببطولة الدوري، لكن منذ ذلك الوقت سار كل شيء بشكل خاطئ و أصبحنا في خطر الهبوط إلى الدرجة الثانية. لقد كانت تلك المرة الأولى منذ ستون عامًا و كان المشجعون غاضبون و قلقون، كما شعر الأعضاء القدامى في الفريق بضغط الكرة الأرضية بأسرها على كواهلهم. جميعهم علموا ما الذي عناه عدم البقاء في الدوري الممتاز للمدينة، كارثة حقيقية. لم يكن هناك وقت للاحتفال لكنني رغم ذلك كنت سعيدًا للغاية لوجودي في الفريق الأول و أردت أن أظهر ما أمتلكه حتى لو لم يكن الوضع مناسبًا، لكن هذا ما شعرت به في دمي فقد أردت أن أوقظ الناس و رفضت أن أستسلم أو أنكسر.

    حين قام الحارس جوني فيديل في اليوم الأول بالصراخ قائلًا "أين الكرة بحق الجحيم؟" صُرِعت خاصة حين رأيت الجميع ينظرون إلي و كأنهم توقعوا أن أذهب لجلب الكرات، لكنني ما كنت لأفعل ذلك طيلة حياتي حتى حين تحدث إلي بتلك الطريقة فصرخت قائلًأ له "إن كنت تريدها فلتجلبها بنفسك!" و لم تكن تلك الطريقة المعتادة للرد على اللاعبين الكبار في مالمو و كان ذلك عملًا قرويًا مرة أخرى رغم أنني لم أكن بالمنزل، لكنني حظيت بدعم رولاند و مساعده توماس سيوبيرج رغم أنهم آمنوا أكثر بقدرات توني بالطبع، فقد لعب و سجل في مباراته الأولى و أنا كنت على الدكة، حاولت أن أشارك لكن ذلك لم يجدي نفعًا. ربما كان علي أن أسعد لتواجدي في مباراة ما و ألا أستعجل بتلك الطريقة، لكنني لم أكن أعمل بتلك الطريقة فقد أردت أن أشارك و أظهر ما سوف أكون عليه منذ البداية.

    في النهاية بدا أسلوبي فعالًا، ففي الـ 19 من شهر سبمتمبر من عام 1999 التقينا بهالمشتاد خارج القواعد في ملعب أوريانس فال و كانت مباراة حاسمة، ففي حال فزنا أو تعادلنا كنا سنضمن البقاء في الدوري الممتاز و عدا ذلك كان صراعنا سيستمر حتى الجولات الأخيرة و لذا كان الجميع في الفريق عصبيون و مهزوزون. انطلقت المباراة و في بداية الشوط الثاني أصيب نيكلاس جودموندسون، مهاجمنا، بشد عضلي و كنت آمل أن أحل مكانه لكنني لم أحظَ بلمحة حتى من المدرب رولاند، و مر الوقت و لم يحدث أي شيء و كانت النتيجة هدف لمثله و كان ذلك يكفينا. لكن قبل نهاية المباراة بخمسة عشر دقيقة أصيب أيضًا القائد هاس ماتيسون و على الفور سجَّل هالمشتاد الهدف الثاني و رأيت الفريق بأكمله يضعف كثيرًا.

    في ذلك الموقف قام رولاند بتغييري، و بينما كان البقية يشعرون و كأنهم في حالة كارثية كان الأدرينالين يسري في عروقي. كنت في عامي السابع عشر و كانت تلك مباراة في الدوري الممتاز و كان هناك عشرة آلاف متفرج في المدرجات. كان قميصي مكتوب عليه إبراهيموفيتش و شعرت بشعور رائع، فلا يمكن لأحد أن يوقفني الآن و على الفور سددت كرة على المرمى ارتدت من العارضة. ثم حدث شيء ما، حصلنا على ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة و ليس من الصعب عليكم أن تدركوا أنها كانت مسألة حياة أو موت فإما أن تحفظ تلك الركلة الفخر للنادي أو أن ترسلنا إلى خطر الكارثة. تردد جميع اللاعبين الكبار و لن يجرؤوا على التقدم لتسديد الركلة، فقد كان كل شيء على المحك، إلا أن توني تقدم لها و قال

    "أنا سأسددها!"

    لقد كان أسلوبه صارمًا، أسلوب شخص بلقاني لا يتراجع أبدًا. لكن بعدها، كنت أرى أنه كان على أحد أن يوقفه، فقد كان شابًا للغاية على تنفيذ مثل تلك الركلة و أتذكر كيف سار للكرة و كيف حبس اللاعبون أنفاسهم جميعًا و نظروا بعيدًا. كان موقفًا مرعبًا. في النهاية تصدى الحارس للكرة و أعتقد أنه خدع توني قليلًا، فخسرنا و انتهى الأمر بتوني في الفريزر! كنت أشعر بالأسف للفتى و أعرف أن الصحفيين كانوا يرون تلك اللقطة كرمزًا للهزيمة. كانت تلك اللحظة التي ظهرت فيها، فتوني لم يعد يقدم أفضل ما لديه في كرة القدم و في المقابل أصبحت أنا أحصل على الفرصة بشكل أكبر.

    لعبت ست مباريات في الدوري الممتاز و في إحدى المقابلات وصفني رولاند بالماسة الخام. تلك الكلمات علقت في ذهني و سرعان من أصبح الأطفال الصغار يطلبون مني الأوتوجرافات بعد انتهاء المباريات. لم يكن ذلك شيئًا عظيمًا للغاية لكنني كنت أسعد به، و الآن أصبح علي أن أكون أكثر حدة، فلا أريد أن أخذل أولئك الأولاد الصغار! كنت أقول لهم "شاهدوا هذا. شاهدوا أفضل شيء في العالم" و أقوم بحركات جميلة. في الواقع كان ذلك غريبًا، أليس كذلك؟ فأنا لم أكن قد فعلت شيئًا بعد لكن بقي المشجعون الصغار يظهرون من كل مكان و أصبحت الرغبة أكبر لدي للقيام بالحركات.

    أولئك الأطفال الصغار منحوني الأفضل في كرة القدم، فلو لم يأتوا لرؤيتي لكنت أكثر لاعب ممل في الفريق! بدأت اللعب لأجل هؤلاء الأطفال و منذ اللحظة الأولى وقعت لهم على كل أوتوجراف طلبوه و لم أكن أترك أيًا منهم دون أن أوقع له. بالطبع كنت شابًا لكنني فعلت ذلك من منطلق إحساسي بنفسي لو كنت مكان أحدهم و لم أحصل على التوقيع كالبقية. كنت أوقع لهم ثم أقول "هل الجميع سعداء؟" ثم أرحل، و قد حدث ذلك كثيرًا حتى أصبحت لا آبه كثيرًا بسوء حظ الفريق.

    لقد كان شعورًا مجنونًا بداخلي، فقد بدأت أصنع اسمي في النادي وسط أكبر كارثة على الإطلاق، رائع! حينما خسرنا مباراة أخرى ضد تريليبورج بكى المشجعين و صاحوا قائلين "قدم استقالتك" لرولاند. كان على الشرطة أن تحميه و قد قُذِفت الحجارة على حافلة تريليبورج و امتلأ المكان بالحطام و القذارة، ثم جاء بعد أيام قليلة الإذلال من فريق إيه آي كي و حلت الكارثة فوق رؤوسنا.

    هبطنا من الدوري الممتاز و لأول مرة منذ 64 عامًا لم يلعب مالمو في الدرجة الأولى، فجلس الجميع في غرفة تغيير الملابس مختبئين خلف مناشفهم و قمصانهم بينما حاولت الإدارة أن تعيد الحيوية للفريق و تشعره بالارتياح، أو أيًا كان ما يحاولون القيام به، لكن بقي الإحباط و الآسف يخيم على الأجواء و نظر الجميع لي على أنني كنت تلك الفتاة الأسوأ بينهم لأنني كنت أركض و أقوم بالحركات في مثل تلك المباريات الجادة.

    لكنني بصراحة لم أكن آبه بالأمر فقد كانت لدي أفكار أخرى أفكر بها، فلحظة اختياري للعب في الفريق الأول كان لا تزال تثيرني فقد كنت في فريق مالمو فخر المدينة أو الذي كان كذلك. إلا أنه لم يكن هناك الكثير من الناس الذين أتوا و شاهدوا التدريبات، حتى ظهر رجلًا عجوزًا بعد الظهيرة رأيته من بعيد، لم أتعرف عليه لكنني لاحظت أنه ظل يحدق بنا من بين الأشجار هناك، فشعرت ببعض الغرابة.

    انتابني ذلك الشعور الغريب فظللت أقوم بالمزيد من الحركات قبل أن أفهم، فقد اعتنيت بنفسي في طفولتي و لم يكن أحد بجانبي، و بالطبع قام والدي ببعض الجيد لكنه لم يكن مثل بقية الآباء الذين رأيتهم فلم يأتِ أبدًا لمشاهدتي في المباريات و لم يشجعني على الدراسة، بل كان يكتفي باحتساء الشراب و الاهتمام فقط بحروب البلقان (حروب انقسام يوغوسلافيا مع كرواتيا، البوسنة و كوسوفو).

    لكنه كان هو ذلك الرجل العجوز الذي أتى لمشاهدتي و حينما أصبت بذهول كامل، كما لو أنني كنت أحلم و بدأت ألعب تحت تأثير مضطرب "اللعنة! والدي هنا! غير معقول. انظر هنا! شاهد! ابنك هو أفضل لاعبي العالم!" .. أتذكر أنها كانت إحدى أفضل اللحظات التي عشتها و كأنني استعدته كما لو كان مفقودًا قبل ذلك. حين كانت تحدث أي أزمة كان يأتي كالوحش، لكن أن يأتِ الآن! كان حقًا أمرًا جديدًا بشكل تام. بعد ذلك ركضت إليه و تحدثت معه و كأن وجوده كان أمرًا طبيعيًا للغاية.











    ما الذي دار بين إبرا و والده و كيف انقلب حال الأخير، و ماذا حدث حين بدأ إبرا كادابرا يحصل على الكثير من المال؟ انتظرونا في الحلقة الثانية عشرة للتعرف على المزيد..



    الصــآحب سـآحب اما ينفعك او يضرك .!!!


صفحة 21 من 27 الأولىالأولى ... 111920212223 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •