بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
شَخْبَارْكُمْ ؟ شعُلُوُمَكُمْ ؟
انّ شَاءَ الْلَّهُ بِخَيْرٍ ...
هَاذِيّ قِصَّةِ لَيْلَىَ وَ الْذِّئْبُ بَسّ غَيْرَ .. اقَرُوْهَا وَ بِتَفْهَمُوا قَصْدِيّ هَعً
قِصَّةِ لَيْلَىَ وَالْذِّئْبَ ... كَمَا يَرْوِيْهَا حَفِيْدِ الْذِّئْبُ
كَانَ جَدِّيَ ذِئْبَا لَطِيْفا طَيِّبَا, وَكَانَ جَدِّيَ لَا يُحِبُّ الافْتِرَاسِ وَأَكْلُ الْلُحُوْمِ وَلِذَا قَرَّرَ أَنْ يَكُوْنَ نَبَاتيّا وَيَقْتَاتُ
عَلَىَ أَكْلِ الْخُضَارِ وَالْأَعْشَابِ فَقَطْ وَيُتْرَكُ أَكَلَ الْلُحُوْمِ….
وَكَانَتْ تَعِيْشُ فِيْ الْغَابَةِ فَتَاة شِرِّيْرَةٌ تَسْكُنُ مَعَ جَدَّتِهَا تُدْعَىَ لَيْلَىَ…. لَيْلَىَ هَذِهِ كَانَتْ تَخْرُجُ كُلُّ يَوْمِ إِلَىَ الْغَابَةِ وَتُعِيْثُ فَسَادا فِيْ الْغَابَةِ وَتُقْتَلَعُ الْزُّهُوْرِ وَتُدَمِّرُ الْحَشَائِشَ الَّتِيْ كَانَ جَدِّيَ يَقْتَاتُ عَلَيْهَا وَيَتَغَذَّى مِنْهَا, وَ تَخْرَبُ الْمَظْهَرِ الْجَمِيْلَ لِلْغَابَةِ, وَكَانَ جَدِّيَ يُحَاوِلُ أَنْ يُكَلِّمُهَا مِرَارا وَتَكْرَارا لِكَيْ لَا تَعُوْدُ لِهَذَا الْفِعْلِ مُجَدَّدَا, وَلَكِنَّ لَيْلَىَ الْشِّرِّيْرَةِ لَمْ تَكُنْ تَسْمَعُ إِلَيْهِ وَبَقِيَتْ تَدُوْسُ الْحَشَائِشَ وَتُقْتَلَعُ الْزُّهُوْرِ مِنَ الْغَابَةِ كُلُّ يَوْمَ, وَبَعْدَ انْ يَأْسٍ جَدِّيَ مِنْ اقْنَاعَ لَيْلَىَ بِعَدَمِ فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَىَ قَرَّرَ انّ يُزَوِّرَ جَدَّتِهَا فِيْ مَنْزِلِهَا لِكَيْ يُكَلِّمُهَا وَيُخْبِرَهَا بِمَا تَفْعَلُهُ لَيْلَىَ الْشِّرِّيْرَةِ.
وَعِنْدَمَا ذَهَبَ إِلَىَ مَنْزِلِ الْجِدَّةِ وَطَرَقَ الْبَابَ, فُتِحَتْ الْجِدَّةِ الْبَابِ, فَرَأَتْ جَدِّيَ الْذِّئْبُ, وَكَانَتْ جَدَّةَ لَيْلَىَ ايْضا شِرِّيْرَةٌ, فَبَادَرَتْ إِلَىَ عَصَا لَدَيْهَا فِيْ الْمَنْزِلِ وَهَجَمَتْ عَلَىَ جَدِّيَ دُوْنِ انّ يَتَفَوَّهُ بِأَيِّ كَلِمَةُ, اوْ يَفْعَلُ لَهَا ايً شَيْءٍ, وَعِنْدَمَا هَجَمَتْ الْجِدَّةِ الْعَجُوزِ عَلَىَ جَدِّيَ الْذِّئْبُ الْطَيِّبِ مِنْ هَوْلِ الْخَوْفِ وَالْرُّعْبِ الَّذِيْ انْتَابَهُ وَدِفَاعَا عَنِ نَفْسِهِ دَفَعَهَا بَعِيْدا" عَنْهُ, فَسَقَطَتْ الْجِدَّةِ عَلَىَ الْأَرْضِ وَارْتَطَمَ رَأْسِهَا بِالْسَّرِيْرِ, وَمَاتَتْ جُدَّةَ لَيْلَىَ الْشِّرِّيْرَةِ.
عِنْدَمَا شَاهَدَ ذَلِكَ جَدِّيَ الْذِّئْبُ الْطَّيِّبِ, حَزِنَ حُزْنِا شَدِيْدا وَ تَأَثُّرٍ وَبَكَىْ وَحَارَ بِمَا يَفْعَلُ, وَصَارَ يُفَكِّرُ بِالْطِّفْلَةِ لَيْلَىَ كَيْفَ سَتَعِيشُ بِدُوْنِ جَدَّتِهَا وَكَمْ سَتَحْزَنُ وَكَمْ سَتَبْكِيْ وَصَارَ قَلْبُهُ يَتَقَطَّعُ حُزْنِا وَ أَلَما لِمَا حَدَثَ...
فَفَكَّرَ بِالْأَخِيرِ أَنَّ يُخْفِيَ جُثَّةَ الْجِدَّةِ الْعَجُوزِ, وَيَأْخُذُ مَلَابِسِهَا وَيَتَنَكَّرُ بِزِيِّ جُدَّةَ لَيْلَىَ لِكَيْ يُوْهِمُ لَيْلَىَ بِأَنَّهُ جَدَّتِهَا, وَيُحَاوِلُ انْ يُطَبِطَبْ عَلَيْهَا وَيُعَوِّضُ لَهَا حَنّانُ جَدَّتِهَا الَّذِيْ فَقَدْتَهُ نَتِيْجَةَ وَفَاةِ جَدَّتِهَا بِالْخَطَأِ, وَعِنْدَمَا عَادَتِ لَيْلَىَ مِنَ الْغَابَةِ وَوَصَلَتْ لِلْمَنْزِلِ, ذَهَبَ جَدِّيَ وَاسْتَلْقَى عَلَىَ الْسَّرِيْرِ مُتَنَكِّرَا بِزِيِّ الْجِدَّةِ الْعَجُوزِ.
وَلَكِنَّ لَيْلَىَ الْشِّرِّيْرَةِ لَاحَظَتْ انّ انْفِ جَدَّتِهَا وَ أُذُنَاهَا كَبِيْرَتَانِ عَلَىَ غَيْرِ الْعَادَةِ وَعَيْنَاهَا كَعَيْنَيْ جَدِّيَ الْذِّئْبُ, فَاكْتَشَفَتْ تُنْكِرُ جَدِّيَ, وَفَتَحَتْ الْبَابَ وَخَرَجْتُ لَيْلَىَ الْشِّرِّيْرَةِ...
مُنْذُ ذَلِكَ الْحَيَنِ وَإِلَىَ الْآَنَ وَهِيَ تَشِيْعَ فِيْ الْغَابَةِ وَبَيْنَ الْنَّاسِ انَّ جَدِّيَ الْطَيِّبِ هُوَ شِرِّيْرٌ وَقَدْ اكَلَ جَدَّتِهَا وَحَاوَلَ انّ يَأْكُلُهَا أَيْضا
هَذِهِ وِجْهَةٌ الْنَّظَرِ الْأُخْرَى الَّتِيْ لَمْ نَسْمَعْهَا قَطُّ عَنْ قِصَّةِ لَيْلَىَ وَالْذِّئْبَ.......
يَعْنِيْ لَازِمٌ احْتِرَامُ الْرَّأْيِ ... وَ الْرَّأْيُ الْآَخِرِ
المفضلات