أوصيكم ونفسى بقول الحق وشهادة الحق مهما تكن من تبعات بقول الحق وتجنب شهادة الزور التي تدخل صاحبها النار لضياع حقوق أُناس لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا ضحية شهادة زور
صدرت من غافل عن الله وبعيدا عن الحق ، وإمرء سرى النفاق فى دمه فأضحى يستعذب الرياء والنفاق ليحقق مصلحة زائله على حساب صاحب حق وقع عليه الظلم جراء شهادة لا تمت بصله إلى الحقيقة فضاعت الحقوق وقبلها ضاعت الذمم وماتت الضمائر وغفلت القلوب عن قول الحق ..فالحق أسم من أسماء الله ولا ننسى أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كانت آخر كلماته في خطبة الوداع تحذير صريح حين قال :" إياكم وشهادة الزور " وكررها ثلاثاً .
تبعاتها " شهادة الزور" عظيمه فقد تدخل صاحبها في غيابات الجب وتدخله القبر بحكم نهائي بإعدامه أو تغيبه وراء القضبان عمراً بأكمله وتزج به مظلوماً مقهوراً في غياهب الضياع والنهاية المأساوية .
إياكم وشهادة الزور.. تحذير وتنبيه لما لها من أثر على النفس عظيم فإلى جانب أنها تصدر من قلب غافل ونفس مريضه فهي أيضاً تجر ورائها الكثير والكثير من المعاناة النفسية التي يتعرض لها من وقع عليه الظلم .. نتيجة لهذه الشهادة أو حتى الصمت عن شهادة الحق فيها أيضاً توقعه أسوء الأثر على أبناء وأسرة هذا الضحية الذي ما زال يتجرع مرارة قول الزور أو الصمت عن قول الحق فقد تذهب به ويضيع في براثن الظلم والجور فيساهم من يصمت عن قول الحق أو من يقول قولة الزور في سلب حقوق والاستيلاء عليها ممن لا حق له فيها وبهذا أُعطي من لا يملك لمن لا يستحق .
وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم .. ذلك الصمت عن قول الحق .. فالساكت عن الحق شيطان أخرس وكم في عالمنا من شياطين وكم في عالمنا من يشهدون شهادة الزور ..وهي كبيرة من الكبائر تهتز لها السموات والأراضين لما يترتب عليها من ضياع وموت حقوق ، لموت الضمائر والقلوب .. إنها لا تُعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
وأقول لمن عُميت قلوبهم اليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل
فتزود من حياتك للممات .... وكن للحق خير زاد
أترضى أن تكون رفيق قومٍ لهم زادٌ وأنت بغير زادِ .. الحياة قصيرة فلم لا تجعلها في مرضاة الله ولمرضات الله يجب أن نتجنب الكبائر ما ظهر منها وما بطن .. بأن نتجنب قول الزور أو الصمت عن قول الحق خشية بطش إمرء جائر غافل عن الحق أو لتحقيق مصلحة زائله أو لنفاق مسئول معتقدين أن بيده مقاليد أمرنا غافلين عن الحق تبارك وتعالى وأنه بيده مقاليد العباد وبيده أرزاقهم.. يعز من يشاء ويذل من يشاء ولا راد لقضائه ولا مانع لما أعطى ولا مُعطى لما منع فبيده يُسير الأمور وبيده نحيا ونموت, هو الأول والآخر والظاهر والباطن .....فلمَ نستخوف من الناس ولا نستخوف من رب الناس تبارك وتعالى مصداقاً لقولة جلا وعلا في كتابة العزيز" يستخوفون من الناس ولا يستخوفون من الله وهو خالقهم "
إذن لما الخوف من عبد من عباد الله لا يملك ضراً ولا نفعاً ولا عطاءاَ ولا منعاً ولا عزاً ولا ذلاً فالآمر الناهي والمعطى والمانع والمعز والمذل هو الله الذى لا إله الا هو مالك الملك والملكوت.
الشهقة الأخيرة ؟
الى متى نبقى صامتين صمت الموتى ... وهادئين هدئه القبور ...!!؟
المفضلات