لؤلؤة تتربع على التاج السياحي صالحة للزيارة في جميع الفصول
استطلاع وتصوير – عوض بن مسلم زعبنوت :
محافظة مسندم بحق وحقيقة لؤلؤة تتربع على تاج السياحة والاستقطاب السياحي في السلطنة ما إن تصلها حتى ينقلب تصورك عنها رأسا على عقب وتفاجئك بروعتها وجمالها ونظافتها وطيبة أهلها ..تفاجئك بما يقلب الصورة الحقيقية عنها وهي بالفعل صورة ثلاثية الأبعاد فهي ليست جبالا وبحرا وتضاريس وعرة وإنسانا يعاني التكيف معها ..تتغير الصورة بأبعادها الثلاثة لدى مشاهدتك لها فالبعد الأول بالفعل الطبيعة الخلابة ذات جبال شامخة الرسو يخالها الناظر إنها تسبح في البحر ..البحر دائما هادىء وبساط مفروش يرحب بالقادم من خلال رذاذه الناعم تمخره عبارة شناص تجعلك تطير..وتطير بين السماء الصافية وبين الماء يتحدان لنقلك إلى مدينة خصب الخير خصب النماء والبعد الثاني الإنسان الذي يعكس ويترجم بصدق طيبة العماني المضياف والذي يعطي أكثر مما يأخذ بالترحيب الحار وكأنه يعرفك وتعرفه.
والبعد الثالث امتداد جسور التنمية العمانية الشاملة إلى تلك المناطق البعيدة عبر هذه الخدمة الجليلة والفكرة الصائبة التي أقدمت عليها الحكومة المتمثلة باستغلال الطرق البحرية بوسائل النقل البحري وهي عبارة شناص كأسرع عبارة في العالم لتجعل محافظة مسندم تبرز كواجهة سياحية في خارطة السياحة العالمية.
وللوقوف على مدى اكتمال الأبعاد الثلاثة لصورة مسندم سوف نضع الأهداف التي تتوخاها الحكومة في تأسيس الشركة الوطنية للعبارات نقف مع أكثر من معني ومهتم وذي اختصاص من أبناء المحافظة ليشهد شاهد من أهله.
في البداية نقف مع مهدي بن محمد العبدواني رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للعبارات حيث يشرح لنا أهداف الشركة قائلا: تأسست الشركة عام 2006 كاستثمار متميز في مجال البنية الأساسية للنقل البحري وبما إنها شركة مملوكة للحكومة فقد حدد لها العمل لتحقيق الأهداف التالية:
- المساعدة في تحسين خدمات نقل الركاب والبضائع والسيارات بحرا.
- تشجيع التجارة الداخلية.
- دعم قطاع السياحة.
- توفير فرص عمل للكادر الوطني.
- مساعدة الحكومة في توفير الخدمات في المناطق الساحلية البعيدة.
أسرع عبارة في العالم:
ونختتم لقاءنا القصير مع مهدي العبدواني حيث يقول وآخر هدف تم تحديده للشركة الوطنية العمل عليه هو توفير المساعدات العاجلة في حالة كوارث طبيعية.
ويهدف مشروع العبارات إلى ربط مناطق السلطنة الساحلية بعضها ببعض وتشجيع السياحة الداخلية نظرا لما تتمتع به السلطنة من مناظر خلابة وشواطئ سياحية ويبلغ طول العبارة شناص 65 مترا وتتسع لـ 208 ركاب مقسمة على فئات الدرجات ويمكنها حمل 56 مركبة وبها مهبط لطائرة عمودية كما إنها مزودة بكافة وسائل الأمن والسلامة الضرورية.
كما كانت لنا وقفة قصيرة مع سعادة احمد بن عبدالله الكمزاري عضو مجلس الشورى حيث يقول: انه مما لا شك فيه أن الشركة الوطنية للعبارات قامت بتدشين العبارتين (هرمز وشناص) في الخدمة وذلك بمد جسر التنمية بين المحافظة وبقية مناطق السلطنة الأمر الذي نفع البلاد من الجوانب الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والخدمات الفردية للإنسان العماني على هذه الأرض الطيبة.
انتعاش المشاريع:
ويتابع سعادته: القول كما انتعش بجانب هذه الخدمة الجوانب السياحية وعملية الجذب السياحي للمحافظة كما شهدت انتعاشا كذلك السياحة الداخلية والإقليمية والدولية وقد وفرت خدمات الشركة الوطنية للعبارات وذللت الصعوبات التي كان يعاني منها بعض المشاريع القائمة والتي هي تحت التنفيذ ومنها على سبيل المثال المركز التجاري اللولو ومشاريع أخرى التي تخدم الجوانب الاقتصادية وهي ما زالت تحت التنفيذ.
الفوائد الاجتماعية:
وأضاف سعادته قائلا: استفادت الأفواج السياحية من خلال ما تقدمه لهم تلك العبارات من خدمات وأيضا حركت النشاط السياحي ولا سيما السياحة الداخلية بشكل ملحوظ عن السابق إن الخدمات العديدة هذه التي تقدمها الشركة استفاد منها المواطنون على اختلاف مناشطهم في الحياة ومن جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياحية وغيرها كما استفاد منها المواطن والمقيم على حد سواء كسهولة تنقلاته بين المحافظة والعاصمة مسقط العامرة وبالأخص أبناؤنا الطلبة الذين يدرسون في جامعة السلطان قابوس وفي الجامعات والكليات الخاصة وفي بعض المعاهد المتخصصة يستطيعون أن يستفيدوا من تلك الخدمات الجليلة فخروجهم من الكليات أثناء الإجازات الأسبوعية ورجوعهم عند نهاية الإجازة له أكبر الأثر على نفوسهم ونفوس ذويهم وله أكبر الأثر الاجتماعي الذي بالتأكيد هو من أهداف الشركة تسعى لتحقيقه.
مخاطر الطرق:
وأضاف قائلا: كما وان الموظفين الذين يعملون في القطاعين العام والخاص أكدوا ان الخدمة في غاية الراحة حيث أمنت لهم السلامة من مخاطر الطريق الممتد من المحافظة إلى مسقط كذلك خففت من الأعباء المالية من مصاريف استهلاك الوقود ومخاطر مخالفات ضبط السرعة وغيرها كما ضمنت لهم الراحة البدنية والمتعة والانشراح النفسي وعوائق الانتظار والازدحام المروري.
ويختتم سعادة عضو مجلس الشورى حديثه بالقول: إن المواطن في مسندم يطمع إلى زيادة في الخدمة التي تقدمها الوطنية للعبارات من حيث إمكانية شحن السيارات ونقل البضائع بالإضافة إلى زيادة نقاط التوقف ومنها ولاية شناص حتى تخدم الطلبة والعاملين في منطقة الباطنة.
متعة لا تضاهي:
وننتقل إلى الشيخ عبد الستار بن احمد الكمالي الذي يؤكد ان النقل بالعبارتين (هرمز وشناص) ليستا وسيلتي نقل فحسب بل للاستجمام والراحة عندما يتيح لك السفر عبرهما تتيح لك الرحلة الاستمتاع بمشاهدة البحر حولك إلى جانب مشاهدتك المناظر الخلابة لخليج عمان والجزر والخلجان وسلسلة الجبال الراسية.
ويتابع الشيخ عبد الستار الكمالي حديثه قائلا: إن وجود هذه الخدمة ينم عن نظرة صائبة لإنعاش مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والسياحية والتجارية والاجتماعية فجميعها انتعشت بشكل ملحوظ يلاحظه المواطن والمقيم والمهتمون بتلك الجوانب التي تتحدث عنها الأرقام قبل الأقوال.
اكتمال البنية الأساسية:
وأضاف الكمالي قائلا: استطيع التأكيد على أن جميع أساسيات البنية الأساسية اكتملت في المحافظة فجميع الخدمات متوفرة بحمد الله فالتنمية الشاملة غطت ربوع السلطنة وعمه نفعها واستظل بفيئها والملاحظ اهتمام الحكومة في هذه الآونة باحتياجات المحافظة لتتحدى التنمية الشاملة وعورة تضاريس المحافظة حيث نشاهد العمل المتواصل بشق الطرق وربط المناطق البعيدة بشبكة نحمد الله على توفيرها بشكل متنام ومتطور وبازدياد مطرد وآخر هذه الإنجازات الاهتمام بالطرق البحرية والذي تعتبر الشركة الوطنية للعبارات نموذجه الفريد ولكم ان تتخيلوا مدى ما ساهمت به هذه الخدمة من عملية تسويق المحافظة سياحيا وتسويق ما تتمتع به من جذب وفر لأبناء المحافظة فرص عمل وإنعاش تجارى واقتصادي وربط اجتماعي المحافظة ببقية مناطق السلطنة.
لفته طيبة للشركة:
ويختتم الشيخ الكمالي حديثه قائلا: كانت لفته طيبة جدا من القائمين على إدخال هذه الخدمة الفريدة بحيث راعت أبناء المحافظة والمقيمين بأن خفضت التسعيرة لهم إلى النصف مما كان له الأثر الطيب على نفوسهم من ناحية وعلى قدرتهم الذهاب والإياب عبرهما وذلك لاستطاعة المواطن والمقيم دفع التذكرة.
وأضاف إن الشركة الآن قائمة لإتاحة الفرصة للتنقل بسيارته من المحافظة إلى شناص والأمل ان يستطيع المواطن التنقل إلى مسقط بسيارته وهذا بالتأكيد في أذهان القائمين والمسؤولين بالشركة وإنما نحن ننقل أماني الجميع بالتطوير وتحسين تلك الفرص للنماء والازدهار الذي يعيشه المواطن على هذه الأرض الطيبة بفضل نهضتنا المجيدة التي قادها جلالة السلطان قابوس المعظم- حفظه الله ورعاه – مكللا بالنجاح والتوفيق.
محافظة مسندم:
بما أن أهل مكة أدرى بشعابها فان أهل مسندم كذلك أدرى بشعابها وبمميزاتها وبعناصر الجذب السياحي فيها ننتقل إلى أحمد بن عبد الله بن راشد الفليتي مدير إدارة السياحة بمحافظة مسندم الذي يقول: تعبر محافظة مسندم واحدة من أجمل محافظات ومناطق السلطنة التي لا تقل إحداها جمالا عن الأخرى وهي تتكامل فيما بينها لتكوَن ذلك العقد المتميز الذي تسعى إليه جميع الدول لتسوق وتروج نفسها كوجهة سياحية لطالبي الجمال والكمال في الدول، فإلى جانب البيئات المختلفة في كل محافظة ومنطقة وإلى جانب الطبيعة التي حبا الله بها سلطنة عمان لتكون صالحة للزيارة في جميع فصول السنة. تجد محافظة مسندم تتربع على التاج السياحي لسلطنة عمان فهي بحق لؤلؤة ذلك التاج خاصة وأنت ترى خارطة السلطنة.
الشركة مكرمة سامية:
ويتابع احمد الفليتي حديثه قائلا: إن الطبيعة والتضاريس الخلابة لا تعني صعوبة الوصول إلى المحافظة حيث جاء الطريق عبر البحر ومن خلال الشركة الوطنية للعبارات يأتيها القادم عن طريق البحر عبر أحدث العبارات في العالم وأسرعها.
واضاف الفليتي قائلا: الحقيقة ان الشركة قطعت شوطا كبيرا بالتعريف بالمحافظة حيث تعد شركة العبارات الوطنية واحدة من المكرمات السامية التي أنعم بها باني هذه النهضة المباركة على أبناء المحافظة من أجل التواصل مع الوطن الأم بعيدا عن المرور في أربعة مراكز حدودية وتقطع تلك العبارات الأسرع في العالم المسافة من ميناء السلطان قابوس بمطرح إلى ميناء خصب في زمن قياسي لا يستغرق أكثر من خمس ساعات وهو زمن إذا ما قيس بالمسافة المقطوعة من محافظة مسندم إلى محافظة مسقط أقل بقليل أو مساويا للطريق البري الذي تسلكه إلى مسقط.
نقل أفواج الزائرين:
ويتابع الفليتى حديثه شارحا جهود الشركة في تسويق المحافظة حيث يقول: وفي هذه الرحلة تنعم بخدمة من فئة خمسة نجوم عبر العبارتين «هرمز وشناص» حيث يعدان الأسرع في العالم. ومنذ انطلاق هذه الخدمة وهي تشق طريقها باقتدار من أجل تسويق المحافظة على أكمل وجه حيث تقوم شركة العبارات الوطنية بنقل كثير من الأفواج من الإعلاميين والكتاب إلى المحافظة من أجل إبراز هذه المحافظة ووضعها على أجندة السياحة العالمية، كما أنها سيرت في الآونة الأخيرة وبالتعاون مع وزارة الخارجية رحلة متكاملة لأصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية وزوجاتهم خلال الفترة من 3 5 فبراير 2010م والتي لاقت القبول والاستحسان من قبلهم.
الرافد للسياحة:
ونختتم حديثنا مع أحمد الفليتي مدير دائرة السياحة بالمحافظة على أمل أن تكون لنا وقفة أخرى معه في الحلقات القادمة لشرح المميزات التي تتمتع بها المحافظة وليعرفنا ببقية أجزاء وولايات المحافظة يختتم حديثه بالقول: ونحن هنا نعتقد بأن الدور المناط بهذه الشركة أخذ يتبلور على كافة الصعد وحسب اطلاعي هناك مبادرات من مجلس إدارة الشركة على تفعيل دور العبارات لتكون الرافد الحقيقي للسياحة في المحافظة ولديهم من الدراسات والمؤشرات ما يجعلهم ينظرون إلى مد خطوطهم إلى دول الجوار وفق الرؤية السديدة التي تسعى إليها الحكومة.
خدمات اجتماعية:
وحتى تكتمل الصورة لدى القارئ عن سعي الشركة الوطنية للعبارات ومدى نجاحها في تحقيق بعض الأهداف التي رسمت لها يمكننا الوقوف على الجوانب الاجتماعية في عمليه نقل واستفادة موظف من أبناء المحافظة يعمل في العاصمة مسقط العامرة ويستفيد من التنقل عبر العبارتين بين وقت وآخر ولنا أن نتصور الآثار الاجتماعية البالغة الأهمية في نفوس تلك الأسر وقتما اجتمع أفرادها في سويعات الأصيل في لقاء في مسقط مع الموظف هيثم بن حمود الشحي يعمل في إحدى الوزارات الحكومية يقول: لقد شكلت لدى هذه الخدمة مفخرة أسدتها المكرمات السامية لأبناء المحافظة حيث ان العبارة من أفضل وسائل النقل في الفترة الحالية كونها مريحة وتتوفر فيها الخدمات الأساسية كما وان المسافر عبرها يستطيع أخذ الراحة فهي هادئة ومريحة جدا كما وأنها من المنظور الاقتصادي فتكلفتها اقل استعمال السيارة هذا فضلا عن مشقة الطريق وخطورته وازدحامات المرور عبر المنافذ الحدودية هذا إلى جانب ما توفره من وسائل الترفيه والصحف وغيرها ويختتم هيثم الشحي القول إنها بالفعل مكرمة بكل ما في الكلمة من معنى لا يسعنا هنا نحن أبناء المحافظة سوى الابتهال إلى الله أن يحفظ لنا جلالة السلطان المعظم.
المصدر : الواجهة العربية لشبكة مسندم
المفضلات