الرياضة سر نجاح كل شخصية عامة فالانسان ليس مطالب بان يكون قد خاض الرياضة علي المستوي الاحترافي حتي يحقق ما يصبو اليه من نجومية وشهرة بل عليه ان يمارس الرياضة محافظة علي جسمه ورشاقته ونحن في موقع كورة اوت قررنا التواصل مع الشخصيات العامة في الوطن العربي لنعرف اهمية الرياضة في حياتهم ا ودور الرياضة في تقدمهم العلمي وكان لقاءنا مع الدكتورة جهينة عمر الخطيب *باحثة وناقدة *فلسطينية مهتمة بدراسة الأدب الفلسطيني
والدكتور جهينة الخطيب حاصلة على الدكتوراه في الرواية الفلسطينية ورسالتها موسومة بـ” تطور الرواية العربية في فلسطين 48. وحصلت علي*لقب شخصية العام 2016 من مؤسسة سيدة الأرض في رام الله *لدورها الريادي في خدمة القضية الفلسطينية .
و مؤخرا *حصلت جهينة الخطيب على جائزة الإبداع من وزارة الثقافة والرياضة في فلسطين عن فئة البحث الأدبي
ولجهينة الخطيب ثلاثة كتب” تطور الرواية العربية في فلسطين 48″ و ” فضاءات ثقافية في الأدب الفلسطيني المعاصر” ، وأدب الأطفال الفلسطيني بين البناء الفنّي والبعد التربوي
وهي تعمل حاليا على مشروع بحثي حول الأدب الفلسطيني أولها مواضيع في *الإيروس(الجسد) في الأدب والفن التشكيلي الفلسطينيين وكتاب حول المسرحيين الفلسطينيين ومعجم كتّاب الأطفال في فلسطين وكتاب الأديبات الفلسطينيات نساء بلا قيود *.
وجهينة الخطيب ناشطة ثقافية ، شاركت في مؤتمرات دولية عدة ، ونشرت عددا من الأبحاث المحكمة في مجلات عربية ودولية
و تتصف مجالاتها البحثية بالشمولية والتنوع *وخاصة الدراسات السيميائية والمقارنة والنقد الأدبي وأدب الأطفال والتراث الشعبي.
ما دور *الرياضة في حياتك؟
مارست الرياضة في طفولتي بشكل كبير ، وكان عشقي لرياضة كرة السلة نتيجة لطول قامتي الذي حباني بها الله إ إضافة إلى ممارسة رياضة الجري السريع واشتركت بمسابقات عدة وأنا طفلة، واستمر عشقي للرياضة لفترة الثانوية العامة. وبعد التحاقي بالجامعة توقفت فترة طويلة عن ممارسة الرياضة لانشغالي بالدراسة ، وحصولي على ألقاب متتالية ، اللقب الأول والثاني والثالث، *وكنت أعود للرياضة لفترة قصيرة وأتوقف وزاد انشغالي بعد حصولي على اللقب الثالث وغرقي بالأبحاث والكتب، ولكني مؤخرا عدت لممارسة *الرياضة بعد أن بدأتُ أشعر بألم في رجلي نتيجة الجلوس الخاطئ فمعظم ساعات يومي أقوم بطباعة دراساتي وأبحاثي ، مما جعلني أدرك أن الألم هو إنذار من الجسد يحذرنا لكي نهتم به، فسمعت أنينه وتوجهت لمدربة شخصية للياقة البدنية في مدينتي شفاعمرو وهي المدربة نسرين شيتي، وفعلا نجحت في تغيير كثير من أمور حياتي، فبدأت أحب جسدي أكثر وأصغي له.


-هل *تبتعد الشخصية العامة عن الرياضة:؟
يتعلّق الأمر بطبيعة العمل، مثلا الشخصية العامة في مجال الإعلام والفن تمارس الرياضة بشكل كبير، فهيئتها وقوامها مهمان جدا في سياق عملها، أما الشخصية العامة في مجالات أخرى كعملي كوني دكتوره وأستاذه جامعية فلا يشترط الشكل في عملي، وبحكم انشغال الشخصية العامة فهي تبتعد عن ممارسة الرياضة، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هناك إدراك ووعي أكثر بأهمية الرياضة فانتشرت عبر شبكات التواصل المختلفة كالفيس بوك والانستجرام صور لشخصيات عامة تمارس الرياضة وتشجّع الناس على ممارستها. خاصة أننا في عملنا نجلس ساعات طويلة بلا حراك وهذا مضر جدا لصحتنا.

كيف تحافظ السيدة العاملة على وزنها ورشاقتها واهتمامها بأسرتها ؟
الأمر بسيط ، فالسر في التنظيم والتخطيط، ورحم الله الدكتور إبراهيم الفقي الذي كان يحث الناس على تنظيم حياتهم ، فالله منحنا يوما مكونا من أربع وعشرين ساعة، ورسولنا الكريم قال : “اللهم بارك لأمّتي في بكورها” ، وفي هذا الحديث فائدة عظيمة *قلّما يعيها الناس ألا وهي أنّ هذا دعاء من النبي صلّى الله عليه وسلّم بالبركة في الرزق لمن يُبكر *إلى طلبه. وهذا هو شعاري فأنا أنام باكرا وأصحو فجرا ،أصلي الفجر وبعدها أمارس تمارين رياضية قبل ذهابي للعمل . وبرأيي المرأة العاملة والتي لديها أسرة مكونة من زوج وأبناء عليها أن تنظّم حياتها وأن تترك مساحة يومية لها ولو نصف ساعة تمارس بها رياضتها المفضلة، وهناك من سيقلن لي هذا كلام مثالي صعب التطبيق، ولكن برأيي أن *النصف ساعة *تلك ستزيد من نشاطها فستبذل مجهودا أكبر مع أسرتها. فإحساس المرأة بأنها ما زالت شابة قادرة على حب الحياة من خلال *الاهتمام برشاقتها ولياقتها لهو كفيل بإسعاد الأسرة جميعها.


– لو عاد الزمان بك هل تفضلين ممارسة الرياضة وتصبحين نجمة فيها؟
ذكرت سابقا أنني مارست رياضة كرة السلة وكنت متفوقة بها ، كان بإمكاني أن أتابع، ولكن بالنسبة لي الرياضة هواية وحياة وليست احترافا.


هل تتابعين منتخب فلسطين والأندية المصرية *والعربية؟
للأسف وهذا تقصير مني لست متابعة جيدة للمنتخبات العربية سواء في بلدي فلسطين أو *في *الدول العربية المختلفة، ولكن ككل عربية أملك روح الانتماء فأشجع المنتخب العربي في كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية وأفرح لوصول أي منتخب عربي للنهائيات فنحن روح واحدة وأمّة واحدة.

من خلال سفرك واطلاعك على حياة الأوروبيين ماذا تنصحين المواطن العربي في ما يتعلق بالرياضة؟
بحكم عملي ونشاطي الثقافي أسافر للمشاركة في مؤتمرات دولية كثيرة حول العالم، كذلك يُعرف عنّي عشقي للسفر فيطلق عليّ المقربون لقب ابنة بطوطة نسبة لابن بطوطة، وحقيقة لمست اهتمام الأوروبيين في الرياضة، فيمارسونها في كل الأوقات ومهما كانت الأحوال الجوية، فقمت *في احتفالات رأس السنة *بجولة في أنحاء فيينا وبودابست وبراغ وميونخ فرأيت أنهم يمارسون رياضة المشي وسط تساقط الثلوج، إضافة إلى أنهم يضعون سياراتهم بمواقف بعيدة عن أماكن عملهم لكي يمشوا، بينما نحن العرب بمعظمنا نريد أن ندخل المجمع التجاري بسيارتنا، أنصح المواطن العربي أن لا ينسى نفسه وأن يراقب صحته، وأن يسمع أنين جسده حين يطلب منه أن لا يهمله وأن يتحرّك ، وأن يتناول الطعام الصحي ، ولا أدّعي أنني أمارس كل هذا فأنا كنت لفترة طويلة وما زلت متيّمة بالحلويات ولكن الآن سمعت أنين جسدي وبدأت بمراقبة نفسي، لا أحرمها من أي شيء ولكن بتوازن وتنظيم وهذا بتشجيع من مدربتي نسرين شيتي فهي قدوتي الآن في مجال الرياضة.
وليس شرطا أن نذهب جميعنا لأندية رياضية، فبأبسط الأشياء الموجودة في بيتنا بإمكاننا ممارسة الرياضة.


يقال إن المرأة العربية تهمل الاهتمام برشاقتها والمحافظة على جسدها ، هل صحيح تلك المعلومة وما نصيحتك للمواطنة العربية. ؟
للأسف إن المرأة العربية تهمل نفسها بشكل كبير فتنشغل بالعائلة والأولاد مما يزيد من إحباطها لأنها تكاد تفقد أنوثتها وإحساسها بكينونتها، ولكن في الفترة الأخيرة وبتأثير من الإعلام ووسائل التواصل المختلفة أدركت المرأة أهمية الاهتمام بنفسها ورشاقتها من أجلها هي، فنصيحتي للمرأة اهتمي بنفسي من أجلك أنت أولا ، ومن ثم سينعكس الأمر بشكل إيجابي على أسرتك، وستكونين قدوة لأبنائك ولزوجك، فالرياضة تمنحنا الإحساس بحب الحياة.
ما رأيك بمقولة العقل السليم في الجسم السليم هل هي صحيحة. ؟
هي صحيحة بشكل كبير ، فالرياضة تجعل العقل أكثر قدرة على ممارسة مهارات التفكير وتبقيه شابا حتى بعد أن يشيخ صاحبه، وهناك دراسات علمية كثيرة أثبت صحة هذا القول، كما أن الرياضة تمنحنا التفكير الإيجابي للتغلب على مصاعب الحياة، وعندما نرى فنانين تجاوزوا السبعين ونراهم شبابا مباشرة نقول أنها عمليات تجميل وننسى أهمية الرياضة في حياتهم، فالعمر الحقيقي ليس مهما بقدر إحساسك ،فالرياضة تمنحك شعورا بأنك شاب وبالتالي سينعكس هذا على مظهرك فسيعطيك الناس عمرًا أصغر بعشر سنوات على الأقل من عمرك الحقيقي.
– يقال إن الشعوب تنهض بتقدمها رياضيا فما رأيك بهذه المقولة ؟
الرياضة تهذّب النفس والروح لهذا حثّنا رسولنا الكريم على ممارسة أنواع الرياضة المختلفة عندما قال : “علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”
وأيضا رسولنا الكريم *قال” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، كذلك”
إن لجسدك عليك حق”
وتعمل الرياضة على تنمية أخلاق الأمة *وتحسّن من علاقاته ومعاملاته مع الآخرين كاحترام مفهوم التنافس والروح الرياضية وتنمّي روح التعاون والمنافسة الشريفة *فهي تهذيب جسدي وروحي تماما كتأثير الصلاة.
هل لاهتمام المواطن العربي بالرياضة *أثر على اهتمامه بالفن والأدب ؟
الرياضة فن كالفنون الأخرى وإبداع لا يقل عن إبداع الأديب والفنان ، وهناك صلة بين الرياضة والفنون الأخرى، والآداب، فالأديب من خلال تغذيته الروحية بالقراءة والثقافة يدرك أهمية الرياضة في تطوير آفاق تفكيره. فالرياضة هي دليل العظمة كما تحدث رؤوبين شارمه في كتابه ، كذلك الدكتور إبراهيم الفقيوحديثه عن تمارين التنفس، فطريقة التنفس الصحيحة من خلال ممارسة التمارين الرياضية كفيلة *في شحذ الهمم وتفتيح الآفاق ، فمن هنا هناك علاقة وطيدة بين الرياضة والفنون والآداب المختلفة.

كيف ننهض بتفكير أبناء شعوبنا رياضيا وفكريا واجتماعيا ونجعله عاشقا للقراءة والثقافة والرياضة ؟
هناك طرائق كثيرة أهمها البدء مع الطفل منذ صغره في مدرسته وفي بيته ، فعلى المدرّس أن يكون قدوة كذلك الوالدين، *عليه أولا أن يدرك أهمية الكتاب فيكون جزءا من حياته حتى قبل أن يتعلّم الأحرف من خلال العائلة التي يفترض أن تقرأ له القصص وتحببه في المطالعة *كذلك على الأهل اكتشاف ميول أبنائهم الرياضية وتشجيعهم عليها *من خلال اشتراكه بدورات يرغبون بها ، وعلى الشخصيات العامة أن تساهم في هذا بشكل كبير من خلال اتخاذهم قدوة عبر وسائل التواصل المختلفة ودعمهم للثقافة والرياضة.

وختاما أقول من شبّ على شيء شاب عليه فلنزرع حب الرياضة في أطفالنا منذ الصغر لتصبح من عاداته اليومية،وبالتالي سنخلق جيلا مهذبا روحا وجسدا وأخلاقا.
التدوينة جهينة الخطيب تفتح قلبها لكورة اوت عشقي للرياضة في الطفولة كان سببا في تفوقي العلمي والثقافي. اطالب المراءة العربية بممارسة الرياضة وتتطبيق مقولة العقل السليم في الجسم السليم.لا اتابع كرة القدم ولكني اشجع المنتخبات العربية في المحافل الدولية .يشبوهني بابن بطوط لكثرة سفريات واسعي لنقل خبراتي لطلابي وطالباتي. ظهرت أولاً على كورة أوت -koraout.