أدى أهالي ولاية الحمراء صلاة الاستسقاء للمرة الثانية وذلك بمقر
مصلى العيد بحضور سعادة الشيخ مالك بن هلال العبري عضو
مجلس الشورى والشيخ نبهان بن عبدالرحمن الخروصي نائب
والي الحمراء والمشايخ والرشداء حيث تجمع الأهالي منذ الصباح
الباكر لأداء الصلاة تقربا إلى الله عز وجل لطلب الغيث ومنع
الجدب وقد أم المصلين سعادة الشيخ زاهر بن عبدالله بن محمد
العبري وكيل وزارة العدل حيث ألقى بعد الانتهاء من أداء شعائر
الصلاة خطبة في المصلين تطرق خلالها إلى ندرة نزول القطر
ولعل هذه احدى عقوبات الله سبحانه وتعالى لعباده الذين شغلتهم
الدنيا عن الإخلاص في عبادته عز وجل والعمل بما أمر به
والانتهاء عما نهى عنه وناشد المصلين بان الرجوع إلى الله
سبحانه وتعالى هو طريق الخلاص من المحن التي تعترض العباد
في حياتهم وأهمها القحط وشح المياه التي لا غنى عنها في حياة
كافة المخلوقات على وجه الأرض وهي الأساس في استمرار
الحياة وعمارة الأرض وعليها يعتمد في سعة الرزق كما ناشد
المصلين التقرب إلى الله عز وجل وكثرة الدعاء إليه وإقامة
الصلوات ودفع الزكاة لأنها تطهر الأموال وتعم بها البركات وهي
عامل مهم إلى الترابط الاجتماعي والتواد والتآخي بين المسلمين
و بها يستطيع الجميع العيش في وئام ورخاء فالمسلمون كافة
كالجسد الواحد لا فرق لغني على فقير ولا لقوي على ضعيف
خيركم من اتقى الله وتقرب إليه بالعبادات والطاعات وتطرق
سعادته إلى الأحداث التي تقع على البشر في سائر دول العالم
ومنها شح المياه والفيضانات في الجانب الآخر والزلازل في
أنحاء أخرى ضاربا المثل في اليابان التي ضربها الزلزال مؤخرا
وراح ضحيته آلاف البشر إلى جانب المشردين بلا مأوى فهم
يعللون تلك بعوامل الطبيعة فما هي الطبيعة وكيف تغضب الطبيعة
وهي مخلوق من خلق الله سبحانه وتعالى متناسين قدرة الخالق
عز وجل لقد كانت هذه الدولة من أولى الدول المتقدمة علميا
وتكنولوجيا واخترعت من الاختراعات الحديثة من يخدم العالم
ومن يسعى إلى تدميره والإنسان بصفة عامة عندما يتعمق في
العلم يسعى الى اكتشافات جديدة حتى وصل به الأمر إلى تغير
طبيعة الكون التي خلقها الله عز وجل بحكمته ( وكل شيء خلقناه
بقدر ) فلا يستطيع الإنسان أن يغير ما خلقه الله أو ينقص أو
يزيد وإلا سترتد عليه بالأسوأ كما يحدث الآن من الخوف من
المفاعلات النووية التي صنعوها بأيديهم يتحكمون في انشطار
الذرة وتجميعها غير مدركين بأن مخاطرها جسيمة وان الله
سبحانه وتعالى قادر على دحض ما يصنعون في لحظة فكان
خوف العالم أجمع من أن تتسرب الإشعاعات النووية إلى المياه
والأرض وطبقات الجو ويحدث للعالم بأكمله تلوث تكون آثاره
جسيمة كما تطرق إلى دور المرئيات التي غزت العالم والتي كان
لها أكبر الأثر في انحلال الأبناء حيث تتمكن تلك المرئيات من
عرض صور إباحية يتناقلها الأبناء وهذا مكمن الضرر والخطر
على العالم الإسلامي وناشد المصلين أن يكثفوا الرقابة على
أبنائهم وأن يحافظوا عليهم من الرياح الهوجاء التي تبرزها وسائل
الإعلام المختلفة والمرئية بصفة خاصة حيث تعمل على تدمير
أفكار الشباب وتغرس في أنفسهم حب الانحلال والعدوانية ونحن
كأمة إسلامية عرف العالم عنا التمسك بالعقيدة السمحاء والتسامح
وعدم التحريض للعدوانية ونشر الأحقاد بين سائر البشر كما
تحدث عن التغيرات التي تطرأ على الدول الإسلامية بصفة خاصة
مشيرا إلى إن غرس روح المحبة والتسامح والتآلف والتواد
والتراحم هي من شيم أهل عمان ودعا الله سبحانه وتعالى في
خطبته بعد أداء شعائر الصلاة أن يديم لعمان نعمة الأمن والأمان
والرخاء والاستقرار وأن يعز سلطاننا وأن يؤيده بالحق ويؤيد به
الحق وأن يغفر الذنوب جميعا انه كان غفارا وينزل من السماء
ماء مدرارا ليحيي به الأرض بعد موتها وأن يرحم البهائم
والأطفال والعجزة اللهم إنا جئنا إليك ضارعين متذللين إليك بان
ترحمنا برحمتك وأن تنزل علينا الغيث لتحي به الزرع وتدر به
الضرع وتحيي به الأرض بعد موتها انك رؤوف رحيم وبعبادك
عليم بصير يا ذا الجلال والإكرام إن رحمتك وسعت كل شيء
اللهم أهدنا إلى ما فيه خير طاعتك وجنبنا معصيتك وارزقنا من
رزقك الحلال الطيب يا ارحم الراحمين اللهم صلي على محمد وآل
محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد وللدعاء مستجيب.
المصدر :جريده عمان
المفضلات