النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الدعاء عبادة فهل نسيناه؟

  1. 1
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    معدل التقيم
    15
    التعليقات
    88
    بنت سليم غير متواجد حالياً

    افتراضي الدعاء عبادة فهل نسيناه؟




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [سورة النمل: 62].

    الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله ملىء السموات والأرض وملىء ما أراد من شيء بعد الحي القيوم خالق السموات والأرض مرسل الرسل بالحق الغني القوي الحميد العظيم المتعال.

    فمن فضله سبحانه أن لم يجعل بيننا وبينه حاجزا ولا وسيطا ولا وكيلا بل هو سميع قريب مجيب الدعاء الرحمن الرحيم.

    ممّا نشاهده اليوم وبات ملموسا تغييب الدعاء من الأفئدة والقلوب إلاّ ممن رحم الله، فما أن يذكر لك أحدهم أمرا فترد عليه أن عليك بالدعاء إلاّ وتجده عبس وزمجر واكتئب وبسر وكأنك تثبط من همته وتميت أمره وقضيته.

    فأين بات الدعاء منا أليس هو العبادة بل من أجل العبادات وبه يقاس قرب العبد من ربه وخضوعه له واستلامه لعظمته وإقرارا بوحدانيته.

    يقول سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: 60].

    فإيّاك إيّاك أن تهمل الدعاء وتستكبر نفسك عنه فتدخل في الوعيد المنتظر لهم من الله سبحانه، ثم لتتأمل كرمه جل وعلا في بداية الآية وقوله {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فلا فاصل بين الكلمتين ولا تسويف.

    ممّا ورد في الأثر أنّ الداعين عندما يروا أثر دعواتهم التي لم تستجب وأجورها لودوا أن لو لم تستجاب لهم دعوة واحدة.

    عندما كان موسى وهارون عليهما السلام يدعوان الله سبحانه على فرعون جاء الرد بأن:

    {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة يونس: 89].
    قال ابن كثير: "لم يرى موسى الإجابة إلاّ بعد 40 سنة".
    هذا نبي الله يدعو وينتظر 40 سنة فما بال من منا لا ينتظر أربعة أيّام إلاّ وتأنف نفسه ويقول لا يستجاب لي!!

    ولكن أيضا ورد في الأثر أنّ هناك من دعى فاستجاب الله له في حينه كمن دعا بنزول المطر فنزل المطر ولله سبحانه الحكمة في إجابته أو تأخيره.
    قال المولى القدير: {لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ} [سورة فصلت: 49].

    وورد في صحيح البخاري أن ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏أخبرنا ‏مالك ‏عن ‏ابن شهاب ‏عن ‏‏أبي عبيد ‏ ‏مولى ‏ابن أزهر عن ‏‏أبي هريرة ‏‏أنّ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: ‏«‏يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي».

    فادعو الله ولا تستعجل الإجابة ولا تتذمر وتقل لا يستجاب لي ولا يقبل الله دعوتي، فإنّما عليك الدعاء وبذل أسباب قبوله وما تلى ذلك إنّما هو لله سبحانه.

    فلنعصف أذهاننا ونبلورها ونجدد إيمان قلوبنا وندعوا الله موقنين بالإجابة راجين عفوه ورحمته، بل لنتحرى الدعاء يوميا ولنقتنص ساعات الإجابة، فأنت لا تطلب من حاكم أو أمير أو وزير بل تدعو ملك الملوك قيوم السموات والأرض فكيف ترجو وتلجأ للعباد وتنسى رب العباد، فإيّاني وإيّاك أن تقع في ذلك وتتخذ ما لا ينفع ولا يضر من أموات وأحياء وسطاء بينك وبين الملك سبحانه فلا البدوي ولا المرسي ولا غيرهم ينفعونك، بل لقد قال سبحانه لمحمد صلى الله عليه وسلم:
    {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186].
    فلتتأمل الآية ولتتأمل {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ}، فلم يجعل الله سبحانه حتى نبيه صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إليه وسيطا بينه وبين عباده.

    ويقول جل وعلا: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} [سورة الرعد: 14].

    فلتلجأ له وحده سبحانه ولتدعوه بأسمائه الحسنى كما قال جل وعلا: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة الأعراف: 180].

    فإن كنت تريد الرزق فلتدعو يا رازق ارزقني.....

    تريد المال فلتدعو يا غني اغنني.......

    تريد العفو فلتدعو يا عفو اعفو عني.....

    تريد الرحمة فلتدعو يا رحمن ارحمني .....

    تريد العلم فلتدعو يا عليم علمني.....

    وإن كان الاتباع والدعاء بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أبرك وأدعى للإجابة ولكن لابأس أن تدعوا بما يفتح الله عليك به وما تريده نفسك على ألاّ يكون حراما أو فيه اعتداء على الخالق.
    قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [سورة الأعراف: 55].

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "المَشْرُوعُ للإنسان أن يدعو بالأدعية المأثورة؛ فإن الدُّعَاءَ من أفضل العبادات، وقد نَهَانَا الله عن الاِعْتِدَاءِ فيه، فينبغي لنا أن نَتَبِعَ ما شُرِّعَ وسُنَّ، كما أنه ينبغي لنا ذلك في غيره من العبادات، والذي يَعْدِلُ عن الدُّعَاءِ المُشْرُوعِ إلى غيره، الأحْسَنُ له أن لا يَفُوتَهُ الأكْمَلُ والأفْضَلُ، وهي الأدْعِيَةِ النَّبَوِيَّةِ، فإنَّها أفْضَلُ وأكْمَلُ باتفاق المسلمين من الأدعية التي ليست كذلك وإن قالها بعض الشيوخ، فكيف وقد يكون في عَيْنِ الأدعية ما هو خطأ أو إثم أو غير ذلك؟!".

    قال الشيخ علي الحذيفي: "حقيقة الدعاءِ تَعْظِيمُ الرَّغْبَةِ إلى الله في قضاءِ الحاجاتِ الدُنْيِوِيَةِ والأخْرَوِيَةِ، وكَشْفِ الكُرُبَاتِ ودَفْعِِ الشُّرُورِ والمَكْرُوهَاتِ الدُّنيوية والأخْرَوِيَةِ".

    فلنتذكر ولنستشعر أنّنا ضعفاء أذلاء لا حول لنا ولا قوة إلاّ بخالقنا، فمن اعتمد على قوته خاب ومن اعتمد على ذكائه خسر ومن استكبر وعتا بنفسه ضل، فلنجعل الحبل مع الله ممدود والقرب منه وإليه موصول وبحبه والعمل لمرضاته الفؤاد مشغول.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدْرٍ، والدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وإنَّ البَلاَء َلَيَنْزِل، فَيَتَلَقَّاهُ الدُّعَاءُ، فَيَعْتَلِجَانِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ» [صحيح الجامع].

    قال ابن القيم: "الدُّعَاءُ من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يُدَافِعُهُ ويُعَالِجُهُ ويَمْنَعَ نُزُولُهُ ويَرْفَعُهُ أو يُخَفِفُهُ إذا نَزَلَ، وهو سِلاَحُ المؤمن".
    وهذا ممّا يدعونا للتمسك بهذه العبادة الجليلة فهي سنة الأنبياء من قبلنا وطريق من طرق الوصول للقوي العزيز،
    قال سبحانه: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} [سورة آل عمران: 38].

    وقال: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} [سورة الأنبياء: 76].

    وممّا استشرى وانتشر ممّا نشاهده من كثرة الحوادث والمصائب التي تلم بالعباد وكثرة الأوجاع والأسقام وامتلاء المستشفيات والمصحات، ومع ذلك نرى من الجحود العجب العجاب، فكما قال تعالى:
    {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة يونس: 12].

    ولم أجد كلمات أكتبها أوفى مما ذكر في التفسير الميسرللآية إذ قال:
    "وإذا أصاب الإنسانَ الشدةُ استغاث بنا ـ أي بالله ـ في كشف ذلك عنه مضطجعًا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا، على حسب الحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضرِّ به. فلما كشفنا عنه الشدة التي أصابته استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، ونسي ما كان فيه من الشدة والبلاء، وترك الشكر لربه الذي فرَّج عنه ما كان قد نزل به من البلاء، كما زُيِّن لهذا الإنسان استمراره على جحوده وعناده بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر، زُيِّن للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به".

    فلنعد الشحن الايماني والتأمل فممّا سبق رأينا كيف دعا موسى وهارون وزكريا عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم هذا وهم المرسلون، وهذا خليل الرحمن يقول في كتاب الله:
    {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} [سورة إبراهيم: 40].
    فيرجو ربه بقبول الدعاء، فكيف بنا نحن، والله إنّنا لخاسرون إن لم نلجأ لربنا وحده فهو المولى والنصير والعزيز والقدير.
    فمن كرمه سبحانه قوله: {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} [سورة الإسراء:11].

    فيذكر التفسير الميسر فيها الآتي: "يدعو الإنسان أحيانًا على نفسه أو ولده أو ماله بالشر، وذلك عند الغضب، مثل ما يدعو بالخير، وهذا من جهل الإنسان وعجلته، ومن رحمة الله به أنّه يستجيب له في دعائه بالخير دون الشر؛ لأنّه يعلم منه عدم القصد إلى إرادة ذلك، وكان الإنسان بطبعه عجولا".

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ» [رواه الترمذي في صحيحه].

    واعلم أنّ الإخلاص من أصل الأعمال وقبولها، فلا تدعو الله بقلب خال أجوف تكرر كلاما حفظته دون أن تستحضر قلبك وما وعيته.

    {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [سورة غافر: 14].
    في قديم الزمان ... كان هناك



  2. 2
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    15
    التعليقات
    115
    الحرفي غير متواجد حالياً

    افتراضي

    قال الشيخ علي الحذيفي: "حقيقة الدعاءِ تَعْظِيمُ الرَّغْبَةِ إلى الله في قضاءِ الحاجاتِ الدُنْيِوِيَةِ والأخْرَوِيَةِ، وكَشْفِ الكُرُبَاتِ ودَفْعِِ الشُّرُورِ والمَكْرُوهَاتِ الدُّنيوية والأخْرَوِيَةِ".
    قال ابن القيم رحمه الله كن في الدنيا كالنحلة،إن أكلت أكلت طيبا ،وإن أطعمت أطعمت طيبا ،وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه)

  3. 3
    عضو محترف
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    العمر
    36
    معدل التقيم
    17
    التعليقات
    1,954
    فتى كمزار غير متواجد حالياً

    افتراضي

    من أروع مكاسب العمر ..
    حين تقف ذاكرتكــ بمحطات اسماء عزيزة على قلبكــ .. تكتشف يوما بعد يومــ .. انهم كنوز
    تبقيهمــ في رصيد حياتكــ .. فتأنس بهمــ وتسأل الله صادقا
    بالدعاء لهمــ .. اسعدكمــ ربي في الدنيا والآخـــرة .



  4. 4
    شخصيات هامة
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    معدل التقيم
    17
    التعليقات
    1,462
    إشراقة النور غير متواجد حالياً

    افتراضي

    الدعاء من أجل العبادات ، وعجبا لابن آدم يطرق أبواب البشر وينسى من بابه لا يغلق؟؟!!

    سلمت يمينك أخية

    بلغ عمر ابن عبد العزيز أن ابنه شترى خاتما بألف درهم ، فكتب إليه عمر:
    بلغني أنك اشتريت فصا بألف درهم، فإذا أتاك كتابي ، فبع الخاتم، وأشبع به ألف بطن ، واتخذ خاتما بدرهمين ، واجعل فصه حديدا صينيا ، واكتب عليه:
    رحم الله امرأ عرف قدر نفسه!!

    اللهم رحمتك نرجوا من اسرافنا في أمور الدنيا.
    .

    على التويتر//
    mm34525@

  5. 5
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    معدل التقيم
    15
    التعليقات
    88
    بنت سليم غير متواجد حالياً

    افتراضي

    [bor=669933]شـــــــــــــــــــــــــــاكره لكم مروركم تحيااتي لكم والله ينفع بكم ^ ^[/bor]
    في قديم الزمان ... كان هناك



  6. 6
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    معدل التقيم
    16
    التعليقات
    1,276
    الحب خالد غير متواجد حالياً

    افتراضي زيادات لا أصل لها في أدعية مأثورة

    زيادات لا أصل لها في أدعية مأثورة
    -------------------------------------
    1ـ قول: يا مقلب القلوب والأبصار.

    وقد ثبت هذا الدعاء مرفوعاً إلى النبي عن غير واحد من الصّحابة بدون زيادة (والأبصار) منها: ما رواه الترمذي في جامعه (2140) والإمام أحمد في مسنده (12107) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول: ((يا مقلِّب القلوب ثبت قلبي على دينك)). قال الترمذي: وفي الباب عن النواس بن سمعان، وأمِّ سلمة، وعبيد الله بن عمرو، وعائشة رضي الله عنهم.

    ولعلّ من زاده أخذه من قوله تعالى {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام:110] ومقام الآية مقامٌ آخر إذ هي في بيان عقوبة الله للمشركين بتقليب القلوب وجعل الغشاوة على الأبصار والحيلولة بينهم وبين الإيمان وعدم التوفيق لسلوك الصراط المستقيم.

    -----------------------------------------

    2ـ قول: لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقلّ من ذلك.

    روى أبو داود في سننه (5090) والإمام أحمد في مسنده (20702) وابن حبان في صحيحه (970) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال(دعوات المكروب اللّهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لى شأنى كله لا إله إلا أنت)).

    فزيادة (ولا أقل من ذلك) لا أصل لها في هذا الحديث، والمقصود من ذكر طرفة العين بيان الافتقار الشديد إلى الله عزّ وجل وعدم استغناء العبد عنه في أي لحظة مهما قلت.

    ---------------------------------------

    3ـ قول: من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه و سلم ، وعبادك الصالحون، وكذا في التعوّذ.

    روى الإمام أحمد في مسنده (25137، 25138) والحاكم في مستدركه (1/522) وصحّحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: إنّ أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلمفأراد أن يكلمه وعائشة تصلي فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((عليكِ بالجوامع الكوامل)) فلما انصرفت عائشة سألته عن ذلك فقال لها: ((قولي اللهمّ إنى أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرّ كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنّة وما قرَّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه و سلم ، وأستعيذك مما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه و سلم، وأسألك ما قضيت لي من أمر ان تجعل عاقبتَه رَشَداً)).

    فزيادة (وعبادك الصالحون) في السؤال والتعوّذ استدراك على هذا الدعاء الجامع الكامل؛ ومن المعلوم أن الصالحين من عباد الله ليس عندهم مطالب في أدعيتهم زائدة عن المأثور عنه صلى الله عليه و سلم ، إذ دعواته عليه الصلاة والسلام حوت الخير كله والفضل أجمعه.

    ---------------------------------------------

    4ـ قول: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو.

    روى الترمذي (3513) وصحّحه وابن ماجه (3850) والإمام أحمد (25423) والحاكم (1/530) وصحّحه عن عائشة رضي الله عنه قالت يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو ؟ قال: (( تقولين: اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعفُ عني )).

    والكريم اسم من أسماء الله الحسنى، لكن لم يثبت في هذا الموضع ولا أصل له في هذا الحديث، كما قرره الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه "تصحيح الدعاء" (ص506).

    ووجودها مثبتة في بعض طبعات الترمذي زيادة من بعض النساخ أو الطابعين فيما يظهر، قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (7/1011ـ1012): ((وقع في "سنن الترمذي" بعد قوله: "عفو" زيادة: "كريم "! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين؛ فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من " سنن الترمذي " التي عليها شرح "تحفة الأحوذي " للمباركفوري (4/ 264)، ولا في غيرها. وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما (قتيبة بن سعيد) بإسناده دون الزيادة)).

    وليست مثبتة في "جامع الترمذي" بتحقيق بشار عواد.

    -----------------------------------------

    5ـ قول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام.

    روى مسلم في صحيحه (591) عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: ((اللّهمّ أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)).

    وروى أيضاً (592) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سلّم لم يقعد إلا مقدار ما يقول(اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)).

    قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه "تصحيح الدعاء" (ص431): ((وأما زيادة لفظ (وتعاليت) بعد لفظ ((تباركت))فلا تثبت في هذا الحديث، وهي ثابتة في دعاء القنوت ((اللهم اهدنا فيمن هديت... تباركت وتعاليت)) وفي دعاء الاستفتاح بلفظ: ((سبحانك اللهم وبحمدك...وتعالى جدك)).

    -----------------------------------------------

    6ـ قول: أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.


    قد ثبت في السنة صيغ كثيرة للاستغفار ليس في شيء منها التقييد بالذنب العظيم، بل صحّ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول في سجوده: ((اللّهم اغفر لي ذنبي كلَّه دقَّه وجِلَّه وأوَّله وآخره وعلانيته وسرَّه)). رواه مسلم (483) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

    وروى أيضاً (2719) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يدعو بهذا الدّعاء: ((اللّهمّ اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدّي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير)).

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في "جلاء الأفهام": ((ومعلوم أنه لو قيل اغفر لي كلّ ما صنعت كان أوجز ولكن ألفاظ الحديث في مقام الدّعاء والتضرع وإظهار العبودية والافتقار واستحضار الأنواع التي يتوب العبد منها تفصيلا أحسن وأبلغ من الإيجاز والاختصار)) اهـ.

    فكيف بمن يقصر طلب المغفرة على الذنب العظيم؟!.

    -------------------------------------------------------

    7ـ قول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار. بين الركن اليماني والحجر الأسود.

    فزيادة (وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار) لا أصل لها، كما قرره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاواه (22/332)، وفي كتابه "الشرح الممتع" (7/248).

    والثابت من دعائه صلى الله عليه و سلم في هذا الموضع إلى قوله: ((... وقنا عذاب النار))، روى أبو داود والإمام أحمد وابن حبان وغيرهم عن عبد الله بن السائب قال: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول بين الركن والحجر: ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)).

    وقد كان هذا أكثر دعاء النبي صلى الله عليه و سلم ، كما ثبت في صحيح مسلم (2690) عن قتادة أنه سأل أنس بن مالك رضي الله عنه: أيُّ دعوة كان يدعو بها النبيُّ صلى الله عليه و سلم أكثر ؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: ((اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) قال قتادة: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه. وليس فيه هذه الزيادة.

    ومثل هذا كثيرٌ في واقع الناس وحالهم، واكتفيت ببعض الأمثلة تنبيهاً على نظائرها. واقتصرت على ما لا أصل في السنة دون ما كان مروياً بأسانيد ضعيفة أو مختلف في ثبوتها، والله وحده ولي التوفيق والسّداد.

    ____________________________________

    الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

    http://www.al-badr.net

    قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى- :
    "اصبر نفسك على السنة ؛ و قف حيث وقف القوم ؛ و قل بما قالوا ؛ و كف عما كفوا ؛ و اسلك سبيل سلفك الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم "
    قال ابن عمر - رضي الله عنهما - :" كل بدعة ضلالة ؛ و إن رآها الناس حسنة"


  7. 7
    ṧḫễḫḫị
    زائر

    افتراضي

    اشكرك بنت سليم ع موضووعك القيم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •