لاشك أن الزواج هو أسمى الروابط الإنسانية التي سنتها الأديان السماوية وصدقت عليها الأعراف ونظمتها لتتفق مع الفطرة،وكغيره من أمور الحياة،لذا يحتاج الزواج إلى التدقيق والتفكير ووضع الأسس السليمة التي تستقيم بها هذه الشركة،حتى لاتشكل مصدر تعاسة أو ضرر لأطرافها.
ومن هنا يكون الاهتمام أولاً بالاختيار المناسب الذي يتطلب مراعاة عدة نقاط:منها الدين والخلق والتكافؤ الاجتماعي،وأهمهم التوافق الطبي الذي لم يكن له اهتمام كبير في الماضي مع أنه يؤثر على استقرار الحياة الزوجية وسلامة إنجاب الأطفال وخاصة عند التفكير في زواج الأقارب الذي يعد السبب الأول لتخلف الأبناء،وإصابة المواليد بتشوهات جسدية وعقلية.
وتكمن فائدة الفحص قبل الزواج في الآتي:
- أن المقدمين على الزواج يكونون على علم بالأمراض الوراثية المحتملة للذرية إن وجدت فتتسع الخيارات في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج.
üتقديم النصح للمقبلين على الزواج إذا ماتبين وجود مايستدعي ذلك بعد استقصاء التاريخ المرضي والفحص السريري،واختلاف رمز الدم.
- ان مرض «التلاسيميا» هو المرض الذي ينتشر بشكل واسع وواضح في حوض البحر المتوسط وهو المرض الذي توجد وسائل للوقاية من حدوثه قبل الزواج.
- المحافظة على سلامة الزوجين من الأمراض،فقد يكون أحدهما مصاباً بمرض يعد معدياً فينقل العدوى إلى زوجه السليم.
- إن عقد الزواج عقد عظيم يبنى على أساس الدوام والاستمرار،فإذا تبين بعد الزواج أن أحد الزوجين مصاب بمرض فإن هذا قد يكون سبباً في إنهاء الحياة الزوجية لعدم قبول الطرف الآخر به.
- بالفحص الطبي يتأكد كل واحد من الزوجين الخاطبين من مقدرة الطرف الآخر على الإنجاب وعدم وجود العقم،ويتبين مدى مقدرة الزوج على المعاشرة الزوجية.
- بالفحص الطبي يتم الحد من انتشار الأمراض المعدية والتقليل من ولادة أطفال مشوهين أو معوقين والذين يسببون متاعب لأسرهم ومجتمعاتهم.
ومن ثم فإن القاعدة الطبية الشرعية ـ حسب أهل الاختصاص ـ لاتمانع من زواج الأقارب،وإنما تحث على توخي الحذر والحيطة، خاصة بعدما أظهرت الدراسات الطبية نتائج بعض زواج الأقارب وما حمله من انتشار بعض الأمراض الوراثية،ومايسببه من علل،لذلك يجب القيام بالكشف الطبي وفحوص الزواج قبل إتمامه.
منقول للفائد
المفضلات